السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،من حق كل أمة الإفتخار بلغتها وتراث تلك اللغة ،لكن الأمم التي تبني مستقبلها من خلال حاضرها انطلاقا من ماضيها ،تعتمد خطة التاريخ مانصنعه نحن اليوم ،فغدا هو أمس مابعد الغد،والعام القادم هو العام السابق بالنسبة للعام الذي بعده، قضية اللغات الأجنبية في الجزائر والصراع النمطي بين التوجه الفرنسي والتوجه الشرقي ،في تصوري هذا الصراع يفتت الأمة الجزائرية ويفكك كيانها فبدلا من انشاء عداوة مفتعلة--لكنها خطيرة- بين أفراد المجتمع علينا البحث عن مقومات مشتركة وجوهرية ،وأهم رابط يمكن أن يجمع الجزائريين -قبل فوات الأون -هو الوطن الواحد،فليس مهما تعلم اللغة الفرنسية والإنجليزية والألمانية حتى في المراحل الإبتدائية ،الى جانب لغتي الأم العربية والأمازيغية ،لكن المهم مضامين النصوص التي نقدمها في المدرسة ،هل هي مضامين وطنية تحمل قيم المجتمع ،تعمل على صيانة وحدته وتحضره ؟أم نصوص تحمل أمراض المجتمعات الأصلية ،فالنص الذي قدم حق الشاب في شرب الخمر فقط بعد سن الرشد يختلف عن نص يتكلم عن الإحسان الى الوالدين ،وباللغة الفرنسية أو الإنجليزية،إذن بدلا من الأخذ والرد حول مكانة اللغات الأجنبية في مدرستنا ---التي يجب تشجيعها --لنركز على مضامين تلك اللغات ؟؟؟؟