دُخانٌ خانِق..؛ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

دُخانٌ خانِق..؛

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-05-01, 16:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ايمان و امل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي دُخانٌ خانِق..؛

أشْتاقُك اليوم، ككل يَومٍ و يحترق في قلبي حديث لك لا يصل إليك

و أريد لو أنسج بالقصيدة بساطا سحريا يأتي بي إليك

ولكن

في جانب ما من قلبي، حيثُ يُمارس الضميرُ فنَّ الإعتزال و التأمل

تُطِلُّ نافذة صغيرة على [حلب]

و تدخل منها أبخرة الحرب و رائحة الرماد و الأجساد المشوية

و يقف ضميري خلف ستائر مكتوب عليها "ما باليد حيلة، و أنا العبد الضعيف"

يتأمَّلُ من بعيد و يستنشق نسيم التخاذل

و يسمح لقلبي أن يُفكِّرَ بك و يشتاق كالعادة

و تمر ببالي أفكارٌ متناحرة كالرصاص الهارب من فوهة البنادق، كيفما اتفق

و تصيب من نفسي بعشوائية قاتل سفاح ما اتفق

و ينخدش الطلاء الفضي على جدران نفسي ، و تظهر حلب من خلف الزجاج

مدينةً من رماد

و أرى أطفالها يرقصون حول النار و يهتفون لها ، أو ربما يلعنون حرارتها

لست أدري

فلا يصلني من صراخهم شيء

فقط بعض الصور الملطخة بالكثير من الفحم و الرماد و الفوتوشوب ربما

لتجميلها قدر الامكان و عرضها على شاشات العالم

فلا أعتقد أن بشاعة المنظر في [حلب]

تليق بذائقة العالم البعيد

صور مع كاتم الصوت، حتى لا يفزع الجيران النائمون في هدوء و سكينة

و لا يزعج قيلولتهم الأبدية صراخ أمِّ اخترق الرصاص صدرها و استقر على صدر ابنها

الذي حاولت أن تُخفيه عن عيون الموت



أعيد ترميم الطلاء الفضي على جدران نفسي و أنا أدندن "بكتب اسمك يا حبيبي... لا أدري أين"

فالحور العتيق، و رمل الطريق و كل الحارات في عيني أصبحت [حلب]

و كل أهاليها صاروا وقودا لنيران يرقص حولها أطفال [حلب]

كيراعات الضوء، تتلهف إلى ضوء الشمعة ثم تحترق بها

سامحني حبيبي ، أريد أن أكتب عنك أكثر

و أسترسل في وصفي لوعتي و اشتياقي، و أتفنن في رسم ما يختلج صدري

في غيابك

لكن [حلب] تضل تتدخل

و ترسل إلى ضميري رسائل انذار أو ربما تتعمد ازعاجي و تهددني

"لن أسمح لكِ بخط سطر آخر عنه يا أنتِ، و أنا التي كنتُ العروسَ البيضاءَ ذات ليلة

وأمسى ثوبي يحترق عشية العرس"


"لن تكتبي عنه، و أنا التي تخلى عني كل خطيب و كل حبيب

و تركوا جذلات شعري تأكلها النار و يستبيحها الغريب"

"لن أسمح برومنسياتك الحالمة أن تعبر الأثير إليه

و أنا هنا أسيرة طقوس عبابيد الظلام، في مذبح أنا فيه القربان والأضحية"

فلتحترقي يا شاعرة الوهم ، كما احترقت أحشائي و لا زالت تحترق

مازالت [حلب] يا عزيزي تثير الفوضى في أحشائي و تشعل النيران، فسامحني لا أستطيع التركيز على ما يقوله قلبي لك

مازالت تخدش جدراني كطفلة مقطوعة الأذنين مفقوءة العينين تتخبط في الظلام و تصدر أصواتا أشبه بنداء لبوة مجروحة

و ترتمي بعد تعب ، على غدير من دماء



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إيمان~

30/04/2016

20:34









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc