]السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
[
على إخواننا البادئين في السلفية أن يجاهدوا أنفسهم حق المجاهدة على التحلي بالأخلاق الفاضلةو الآداب العالية.
فإن الأدب قبل العلم و لا علم بلا أدب و خلق حسن.
فإذا عري طالب العلم عن الآداب و الفضائل و الأخلاق الشريفة فإن هذا العلم يكون حجة عليه و وبالا عليه يوم القيامة .نعوذ بالله من هذا الحال.
و لإبن المبارك ، عبد الله بن المبارك ، الإمام ـ رحمه الله ـ كلمتان رائقتان تبين أهمية هذا الأمر تبين أهمية هذا الأمر حيث قال رحمه الله تعالى : " لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يزين علمه بالأدب ."
وقال رحمه الله تعالى : " طلبت العلم فأصبت منه شيئا و طلبت الأدب فإذا أهله قد بادوا "
ثم قال حفظه الله :
فإنك لا تجد طالب علم سيئ الأخلاق دنيئا إلا سقط ، و لو حصل ما من العلم ، ولو كان يحفظ القرآن كاملا بالقرءات العشر ، و يحفظ الكتب الستة ...
و يصعب أن تجد طالبا يكون على السنة الصحيحة و على سبيل السلف حقا و صدقا سيء الخلق .
إلى أن قال حفظه : هناك أمور من الرذائل و الفواحش التي تناقض الأخلاق و الآدب الفاضلة من وقع فيها بلا شك و لو مرة واحدة فإنه يسقط بها إلا من تاب وعمل صالحا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم :
فإذا وجدت طالب علم يكذب و يتعمد الكذب فانفض يدك منه و بهذا يقطع نفسه أول الطريق إن كان من البادئين في السلفية.
و إن وجدت طالب علم يسيء الكلام بعبارات فجة عن عالم رباني و يستكبر بنفسه و يستعلي بها عليه فاعلم أن هذا من أبعد الناس عن الطريق الصحيح و اسقط نفسه بنفسه.
هذه الصور توجد و قد رأينا بعضا منها فهناك من يدعي السلفية و هو في أول الطريق و قد انتفخت أوداجه عجبا و استعلاء بنفسه على جهله أعاذنا الله و إياكم من هذه الحال.
و يرى نفسه على ماهو عليه من الجهل وقلة العلم قد فاق العلماء الذين أفنوا أعمارهم في تحصيل هذا العلم و في الدعوة إليه . وما تجد منه إلا المراء و العجب الذي يهلك به نفسه
و تجد أنه مولع بالخلاف و بإثارة المسائل الخلافية و لا يحسن الكلام فيها و لا يعرف مبادئ العلم الذي يتكلم فيه.
وفي أمثال هؤلاء يقول الخطابي في كتابه العزلة الذي نقلته في مقدمة كتابي التعصب للشيوخ : " إن من الناس من يولع بالخلاف أبدا حتى يرى أن أفضل الأمور أن لا يرافق أحدا و أن لا يجامعه على رأي و لا يواتيه على محبة فمن كان هذا عادته فإنه لا يبصر الحق و لا ينصره و لا يعتقده دينا و مذهبا و إنما يتعصب لرأيه و ينتقم لنفسه و يسعى في مرضاتها ، حتى إنك لو رمت أن ترضيه و توخيت أن توافقه على الرأي الذي يدعوك إليه ، تعمد خلافك فيه و لن يرضى به حتى ينتقل إلى نقيض قوله الأول فإن عدت في ذلك إلى وفاقه عاد فيه إلى خلافك "
البعض يظن أن هذه الصورة لا وجود لها ممن يدعي السلفية و ليس من أهلها و
خاصة في البادئين في السلفية الذي لم يمر على معرفته للمنهج السلفي عام واحد إذا به ينصب نفسه حكما ناقد بصيرا على أيمة العلم
فمن هؤلاء خرجت طائفة الحدادية الذين آذوا أهل العلم من الأحياء و الأموات و ظنوا أنفسهم قادرين على إسقاط الفحول و لكنهم كالذين قيل فيهم الذين يضربون رؤوسهم في الحائط .