الصداقة والوحدة

[الأزرق الملكيّ]

الأصدقاء بين الماضي والمستقبل
عندما نتكلم عن الاصدقاء يتبادر إلى الذهن تلك الاخوة الثانية التي لم تنجبها نفس الامهات ،
فالصديق ذلك الذي يتقاسم معك جميع الهموم و يساعدك إذا أحتجت إليه في جميع الظروف ،
فهو الذي ينصحك إذا تاهت بك المقادير ويكن لك سندا في الظروف القاسية ودائما معك صادق
ومخلص في كل شيء حتى في الامور التي يصعب البوح بها هذا بمفهومها .
بإختلاف الازمنة على مر القرون تختلف معها العقول فيكون هناك إختلاف في العلاقات بين الناس
ونحن في عصر التطور يمكن ان نقول ان التكنولوجيا أصبحت تؤنس الوحشة والبديل الجديد للأصدقاء
العلاقات الاجتماعية في الواقع لم تعد كما كانت بنية صافية ليس من ورائها مقصد ،الان عكس مكان
يتصور البشر أصبحت مجرد ارقام و مصالح ومعادلات تخدم أحدهم .
وتنتهي الصداقة بكبسة زر عبر الموقع التوصال او بزواج أحدهم فيغير رقم هاتفه ليبدا حياته الجديدة.
او بالسفر الى اماكن مختلفة يتخد معارف جدد او بإنتهاء صفقة كانت تربطهما من اجل فائدة مادية... الخ
كلها تصب في نهر واحد بإنتهاء مدة صلاحيتهم تنتهي العلاقة.كلها اوهام منتشرة في ذهنيات الناس
لان القلوب اصبحت سوداء فهي عمياء عن الحقيقية لاترى الى ملذات الدنيا .
بين صداقة مزيفة ووحدة ممتعة سيكون الاختيار لمن يجلب لك السعادة والموقف الذي ترتاح فيه.
فهل يوجد أصدقاء حقيقين في زمن بالكاد ينعدم فيه النقاء الفطري


بقلم الأزرق