هل يا تُرى يذوب الجليد ، أم أنّ علينا شتاء طويلا ؟! ...

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

كان الكثير من رُماة الفحم و نافخي الكير في أتّون هذا النّادي ، للحفاظ على آلاته دائرة و عرباته سائرة ، يُسابقون الزّمان لتبقى مواضيعهم في قمم الصفحات الأولى للأقسام ، فما هي إلا ساعة أو ساعتان ، ثم تجد أن ما سوّدته يمينك صار في غيابات الجُبِّ ، فإن التقطه بعض السّيّارة ، قام على شفير الرَّكِيَّة ، يروي الظمآن و يُغيث اللّهفان ، و إلاّ التقمهُ الحوت و هوى به في مكان سحيق .
كنّا نرى هذا و نَعجَب و نُعجب بهذه السُّرعات الصّاروخية و الأرقام الفلكيّة الّتي تمرّ بها قاطرات هذه الوسيلة .
صفحتان أو ثلاث من قوائم المواضيع كلها في قسم واحد رُقمت أو رُقنت جميعا في يوم واحد ، و ما من سبيل ليبقى موضوعك عائما و جَوُّه غائما ، إلاّ بالإعتكاف على لوحة الحروف المصفوفة ، ورصف عبارات الشّكر المقطوفة .
كان الأمر على هذا الحال ...

فهل صدقت فينا مقالة القائل : دوام الحال من المحال
تدخل القسم لتجد أعلاه ما سُطر أمسِ ، و في أسفله ما أتى عليه من الأيام سبعٌ بلياليهن ، بل إن في بعضها أحدث حديثٍ ما أتى عليه مثلها أو نحو ذلك .
أهو عارضٌ يوشك أن ينقشع ؟ ، أو أنّه عرَضٌ يكاد أن ينقلع ؟
غلبَ الثّلجُ رُماةَ الفحم ، و يبّسَ الصّقيعُ أنامل النُّفَّاخ ، و تجمّد سائل الحياة في أوصال هذه الوسيلة .
حتّى إنّه ليُخيَّل إليّ أحيانا أنّ العنكبوت قد نسجت على أركان بعض الأقسام ، فما أدري أهو الهذيان أم رؤيا المنام ؟ .
و لو شئت لأطلت المقام ، و ذيّلتُ الكلام ، لكنّ السّالف أنبأَ عن المرام .
فهل يا تُرى يذوب الجليد ، أم أنّ علينا شتاء طويلا ؟! ...
لا قدّر الله

بقلم : المهاجر إلى الله
السُّلميّ