الصّامتون...

[عطوفة]

الصّامتون...

(الصّمت ... قوّة؟... ضعف؟... حياء؟..
. خوف؟... ترقّب؟...ام شيء آخر لا نعلمه!!؟؟)

لماذا يجلس بعضنا في صمت في مواقف كثيرة قد تحتاج الي ردة فعل قوية في حينها قد لا تجدي نفعا إذا تأخرت بل قد تكون خطأ اذا جا ءت بعد ذلك ؟؟

اعتدت الجلوس صامتا لاوقات كثيرة اشاهد ما يحدث حولي احيانا في ترقب و أخري في حيرة و لكني و لأول مرة أبحث عن معاني الصمت المتعددة.


صمت المراقب ( الصمت الحكيم ) من أهدأ أنواع الصّمت و الذي يعطي صاحبه قدرة عجيبة علي فهم من حوله من أشخاص و ما حوله من أحداث دون أن يشارك فيها أو يحاول تغييرها فهو مجرد تأمل و تدبر في سكون قد يضفي اأحيانا غموضا رهيبا علي صاحبه ويلفه بالعديد و العديد من التساؤلات عما يفكر فيه او ما يدبر له فهو كالجب العميق يلتقف كل ما يسقط فيه بلا عودة و لكن الحقيقة أبسط من ذلك بكثير فهو مجرد صمت هادئ لا أكثر لفهم حقيقة الدنيا.


صمت العاشق ( الصمت الهامس ) صمت جميل تنساب فيه النظرات بين الأ حبه و تتدفق في المشاعر في هدوء لتروي فيه ما تعجز الأ لسن عن قوله فهو ليس صمتا مجردا و لكنه حوار لا يفهمه سوي أصحابه و إن باحت عيونهما باسراره للعالم أجمع.


صمت الأ قوياء ( الصمت الشجاع ) أقوي و أصعب أنواع الصمت فهو يحتاج الي شجاعة بالغة و قوة لا حدود لها لكي تتحكم بأ عصابك و عقلك عند أصعب و أشد حالات الغضب تاركا كل من حولك بكل آرائهم التي قد تستفز الجبال أن تتحرك من مكانها و كأنك تحبس إعصار الغضب بين قضبان يتحكم بها عقلك ووجدانك بقوة و حزم.


صمت الحياء ( الصمت الرقيق ) هو تاج من الوقار مرصع بالعفة و الرقة تزدان به المرأة لا يفارقها مهما علا قدرها فهي ترتديه دوما و يلمع مع احمرار وجنتيها عندما تصطدم باحد المواقف التي قد يعجز لسانها عن الافصاح عن رأيها ولكنه يكون دوما من أغلي و أجمل الردود.


صمت البؤساء ( الصمت اليائس ) قد تقف يوما عاجزا عن الشكوي أو مجرد الكلام عندما تشتد عليك أمواج غضب الدنيا و تتبدل رياحها في عكس اتجاه سعادتك و تعجز تماما عن مواجهتها أو حتي مجاراتها و حينها لا يكون للشكوي أو الحديث معني بل علي العكس تماما فالسكون و الصمت هما لسان حالك ليعبرا عن مدي الحزن و الأسى الذي قد يعتصره قلبك ووجدانك.


صمت الجبناء ( الصمت الخائف ) : و ياله من صمت عجيب فهو يفصح عن ضعف بالغ في شخصيه الانسان عندما يضعف عن قول الحق و أن يثور برأيه ضد الباطل و لكن هذا الصمت قد يلازم الشخص طوال حياته فيصبح آفة تقتله و قد يكون مجرد خوفا مؤقتا من ردة فعل و قوة مما يواجهه فينفجر في ثواني بسيطة إلى قوة هائلة معبرا عما وقع عليه من ظلم طوال أيام مضت.
صمت ............ و صمت ............ وصمت ....... أشكال و ألوان قد لا تحصى من الصمت و السكون, فالصمت لغة بلا مفردات أو حروف و لكن لا حصر لمعانيها و عباراتها فهي لغة لا يتقنها الكثيرون و إن كانت من أبلغ او أقوي اللغات تعبيرا. فاجعل من صمتك حكمة و لا تجعله ضعفا.... اخلق من صمتك قوة و لا تجعل صوتك يموت جبنا ......... اجعل منه صبرا و لا تجعله تخاذلا و يأسا. و في صمتك الجميل تذكر أن الصمت قد يكون أغلي العبارات.




منقول