من هم الغرباء الذين ذُكروا في قوله صلى الله عليه وسلم : " بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء " ؟
نص الإجابة:
هم المتمسكون بالكتاب والسنة الذين يصدق عليهم ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث معاوية رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " .
وأما ما جاء في أنهم الذين يصلحون ما أفسد الناس أو يصلحون إذا فسد الناس ، فكل هذه الروايات لا تخلو من كلام أمثلها رواية أبي إسحاق السبيعي ولم يصرح بالتحديث .
------------
راجع كتاب : ( فضائح ونصائح ص 104 )
https://www.muqbel.net/fatwa.php?fatwa_id=3694
************************************************** ****************
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
" أهل الإسلام في الناس غرباء ، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء،وأهل العلم في المؤمنين غرباء ، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع هم غرباء ، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا. فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عزوجل فيهم : (وإن تُطِع أَكثر مَن في الأرض يُضلّوك عن سبيلِ الله ) ( الأنعام : 116) فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله وغربتهم هي الغربة الموحشة . "
---------------------------------
مدارج السالكين ( 3/ 195ـ196)
"سنة الله في أهل الباطل أنهم يعادون الحق وأهله وينسبونهم إلى معاداته ومحاربته " ابن القيم : اجتماع الجيوش ص/24
************************************************** *
قال الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى و النور/ شريط تحت رقم 01/053 :
"قال عليه السلام : ( إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء ) فطوبى لها معنيان معنا لغوي و معنا آخر شرعي , المعنى اللغوي العربي طوبى بمعنى هنيئا لهم أما المعنى الشرعي فطوبى شجرة في الجنة كما قال عليه الصلاة و السلام : طوبى شجرة في الجنة يمشي الراكب المجد تحتها مائة عام لا يقطعها ) ظلا و ثمار من كل الأشكال و الألوان...
إلى أن قال رحمه الله: نعود لنفقه و نفهم لمن تكون هذه الطوبى قال عليه السلام في حديث آخر : ( قالوا من هم الغرباء قال : هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي " في حديث آخر قال : ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر من يطيعهم ) لذلك على الحريصين أن يكونوا من الغرباء الذين لهم طوبى و حسن مآب أن يصبروا على مجابهة الأخطاء و معاشرة الناس الذين لا تطيب لهم إحياء السنن و إماتت البدع" .إهـ