السلام عليكم:
البارحة الخميس 12 نوفمبر 2015 ذهبت في مهمة خاصة وعاجلة إلى بلدية مسعد، لمقابلة أب الفتاة التي قررت خطبتها بعد أن رأيتها ذلك اليوم، وحقيقة وجدته كما تخيلته أبا عطوفا وشخصية قوية واثقا من نفسه وقراراته دون أن يؤثر ذلك على طيبته ودماثة خلقه، فاجأته حين وجدني عنده في مقر عمله أطلب يد ابنته للزواج، ورأيت في عينيه عشرات الأسئلة والاستفهامات التي أزلتها عنه في ما يقارب الساعتين من المناقشات التي فجرتها جملته التي كررها مرتين (ابنتي لا أريد تزويجها في الوقت الحالي) وذكر السبب أو الحجة التي كانت منطلق كلامي ومحاولاتي لإقناعه أنني قد أكون بمشيئة الله الخيار الأمثل.
أحمد الله أنني أخذت معي صديقا كان يحسن التدخل في الوقت المناسب كلما رأى النقاش يتصاعد نحو الحدة، وفي نهاية المطاف وجدنا أنفسنا في حوار موضوعه بعيد تماما عن الموضوع الأساسي الذي جئت من أجله، وهو أمر يدل على حنكته ودهائه وخبرته الأمنية الطويلة.
ومع ذلك بقيت مصرا على موقفي وتأكيد طلبي يد ابنته للزواج.
على كل حال، انتهى اللقاء بوجبة غداء دفع ثمنها طرف ثالث لم أفهم سر تتبعه لنا في المطعم والمقهى، خرجت من هذا اللقاء على وعد منه بالاتصال بي لإخباري بنتيجة ما سيصل إليه.
فهل تراها- بإذن الله- آخر التجارب ونصيب غايتنا ومرادنا وتستقر أمورنا؟ أم أنها (لا قدر الله) ستكون مجرد تجربة تضاف إلى رصيد تجاربي في هذا الموضوع.
لا أدري إن كان سيخبرها أنني قد أتيته أم لا؟ ولكنني واثق أنه سيفكر جيدا قبل اتخاذ قرار لا ألومه مهما كان. لأنها ابنته المحبوبة التي لا يفرط فيها مهما كلفه الأمر.
فهنيئا لها بهذا الأب. وحفظ الله له هذه الإبنة.
والله الموفق.