عد بي إلى الوراء قليلا ... !!! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عد بي إلى الوراء قليلا ... !!!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-10-18, 22:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
khaled-M
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية khaled-M
 

 

 
إحصائية العضو










B9 عد بي إلى الوراء قليلا ... !!!

بسم الله الرحمن الرحيم


ما زال بعض أوفياء القلوب وإن كنت يحيا الحاضر ، يعيش ذاك الزمن الغابر ، زمن طيب القلوب وسعة الصدور وسماحة النفوس ... أنعم به زمنًا وأنعم بأهله أهلا ، كانوا ـ مع ما هم عليه من جهل وفقر وقلة ذات يد ـ على حظ كبير من حسن أخلاق وجميل عادات ، كانوا يحبون التواصل والتزاور ، ويحيون التكافل والتعاون ، ويسود بينهم التعاطف والتراحم .

زمن له نفسي تتوق وتشتهي *** عودًا إلى طيب به وتكافل

زمن الأجداد ، كانوا فيه محدودي الآفاق ، لكنهم كانوا على وئام ووفاق .
زمن الأجداد ، كان لا يستنكر القريب فيه قريبه ولا الجار جاره .
زمن الأجداد ، كانت البيوت متقاربة ، والقلوب متآلفة .
زمن الأجداد ، كانت الجيوب خالية ، والتقوى عالية ، والقناعة بادية .
زمن الأجداد ، لا مناص للقريب من قريبه ولا للجار من جاره ، إذ كانوا على الشدة يجتمعون ، وللقمة يتقاسمون ، وفي المناسبات يتكاملون ويتعاونون


أما اليوم ، فيا ويح اليوم !!
نعم في ازدياد ، وخيرات في انقياد ، ودنيا متسعة ، ورؤوس مرتفعة ، وظائف تفرق ، ومناصب تبدد .
جيبي مترع بالمال ، فما ينفعني الوصال .
إذا رضي عني مديري ورئيس العمل ، فلتغضب علي القبيلة والفصيلة .
همي زيادة رصيدي ، وتزويق منزلي ، وفخامة مركبي ... فإذا حصلت فلا حاجة لي بالآخرين .
ما نشكو منه اليوم هو عدم الإحساس بالآخرين ؛ بناء على نظرية المصلحة والنفعية ؛ لأننا صرنا ـ شعرنا أو لم نشعر ـ ندور في فلك الرأسمالية ، قل لي كم معك وما هو منصبك ، يتحدد لدي قدرك ومكانتك .
أحد الإخوان ، عين في إدارة إحدى الدوائر الصغيرة ، وفي أيامه الأولى ، كان يحضر ليطلع على العمل ، دون أن يتسلم الإدارة رسميًا ، فكان يجلس مع المدير السابق في مكتبه ؛ لتتم إجراءات التسليم والتسلم ، جاء أحد المراجعين فسلم على المدير السابق سلامًا حارًّا ، وأحرجه بدعوات حارّة للغداء أو العشاء ، وصاحبنا يقلب رأسه يتمنى أن تكون هذه العزمات من نصيبه ، لكنه لم يحصل أكثر من سلام بارد ، برودة وجه ذلكم المراجع ، الذي ما إن خرج من المكتب حتى بلغه من الموظفين أن المدير السابق قد انتهى تكليفه بنهاية دوام هذا اليوم ، وأن من كان جالسًا عنده هو الذي سيتسلم الإدارة من صباح غد ، فما كان منه إلا أن رجع ؛ لا إلى المدير السابق هذه المرة ، ولكن إلى المدير اللاحق ، الذي سيتقلد المناصب غدًا ، وسلم عليه سلامًّا أحر من قيض ( نجد ) وسموم ( الدهناء ) بعد سلامه القطبي السابق ، وجعل يتحفى به تحفيًا لا مزيد عليه ، ويلح عليه بزيارته في البيت ، وأكل غدائه أو عشائه ... ( عجبًا لهذا التحول الكبير والمفاجئ )
لكن صاحبنا كان واسع الصدر ، عارفًا بنفسه وقدرها ، فما زاده إلحاح ذلك ( الحرباء ) إلا إصرارًا على موقفه الذي بناه على أساس أنه إذا شبع البطن ارتخت العين ( كما يقال في أمثالنا ) ورد عليه ردًّا (برَّد وجهه ) وجعله يخرج يائسًا .
لعلي خرجت عن الموضوع ... لكنها حياتنا ، يجب أن نعرف إيجابياتها فندعمها ، وسلبياتها فنحاربها ونتخلص منها .
إننا بحاجة إلى الاحتساب في كل ما نأتي وما نذر من أعمالنا وتصرفاتنا ، فاحتساب الأجر عند الله ـ عز وجل ـ تهون به الصعاب ، ويقرب به البعيد ، ويرخص الغالي ، وتتسع به الصدور ، وترق القلوب ، وتسمح النفوس ، ومن ثم تتكسر عوائق الشيطان أمام الإنسان ، فيصل من قطعه ، ويعطي من منعه ، ويحسن إلى من أساء إليه ، ويَصدُقُ مَن كَذَبَه ، ويقدر من استهان به ، ولا سيما إذا كان قريبًا ذا رحم .
يوم كان الاحتساب وطلب الأجر هو المحرك الأساس ، لم تكن الوسائل لتقف أمام الأخ ليصل أخاه ، أو القريب ليزور قريبه ، أو الصديق فيسامر صديقه ويؤانسه ، كان أحدهم يركب جمله أو حماره أو يترجل حافيًا ، قاطعًا ما لا طاقة لأحدنا به ، من أجل أن له في مكان كذا قريبًا لا بد من صلته وزيارته ، أو صديقًا تحلو مسامرته ومنادمته ، أو معرفة لا يحسن هجره ومقاطعته ...
ويوم إن فقد الاحتساب وقل ، لم تُجدِ سرعة سيارة أو فخامة طيارة ، أو قوة اتصالات أو توفر هواتف ...
وقد يتعلل بعض الناس بأعمال تشغله ، أو ارتباط يمنعه ، أو تجارة تحبسه ، لكنه لا يجد كل ذلك ، لو أراد أن يزور مديره أو رئيسه أو من يظن أن لديه مالا فيعطيه ، أو أن أحد هؤلاء سيزوره ويدخل منزله ..
ولا ندعي أن ذلك هو وضع الأمة كلها ، فإن فيها أناسًا ضربوا لصلة الأرحام أمثلة حية ، وآخرين هم في الوفاء قمم لا تطاولها قمم ، فالخير باق في هذه الأمة إلى قيام الساعة ، لكن الأكثرين تغرهم الحياة الدنيا بمباهجها وزخارفها ، فينسون ويغفلون ، فكان من الواجب أن يكون لنا دور في تذكيرهم وإيقاظهم ، بمكالمة نسأل فيها عن أحوالهم ، أو رسالة جوال ندعو فيها لهم ، أو زيارة خاطفة لا نثقل فيها عليهم ، مع بث الوعي الديني في أوساطهم بوجوب الصلة وأهمية التعاون ، وحرمة القطيعة وضرر التفكك ، عن طريق توزيع الأشرطة والكتب والرسائل والمطويات ، التي تناولت هذه الموضوعات .

وختامًا ،، لا يخفى أهمية التسامح والتصافح ، والعفو عن الزلات وتجاوز القصور ، وأن يعذر بعضنا بعضًا ، ويحاول كل أن يكون هو البادئ ببذل المعروف والندى ، وكف المنكر ودفع الأذى .
نسأل الله أن يهدينا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا ، إنه جواد كريم .
*








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الوراء, قليلا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc