السجنجل يحاور سجنجلا صغير

[السجنجل]

كلامٌ مع سَجنْجلي الصغير...

سَجنْجلي... يا سَجنْجلي...
زدْ صَفاءاً وانجلِي...

أنتَ يرَاعِي وخَياليِ...
أرْسمُ عليكَ حِكمي وأمْثالِي...
عندَ السَّحَرِ وفي جَوفِ الَّليالي...
تُريني شكلِي وكذا خَجلي...
وبالصفاءِ تُصورُ لي حالِي...

لَمع لي بشعاعٍ مُنكسرْ...
يُقول بلسانِ المُنتصـرْ...

ليسَ كلُّ جامدٍ لا يتكلمْ...

بل لوْ تَسمعُني حينَ أتألَّمْ...

لقلتَ دعنِي مِنك أتعلَّم.ْ..

مَتى أصْمُت ومتى أتكلَّم.ْ..
ومَتى أبْكي ومتى أتألَّمْ...

أليْس للطبيعةِ لُغاتٌ عدِيدة...

هيَ أمامَك ليستْ عنكَ بعِيدة...

لُغتِي هي المَناظرُ الخلاَّبة...

فكلماتُها الأزهارُ الجذَّابة...

وحُروفُها النَّسمات المُدابة...

أرْسلتُ له إعْتذارِي...
بخجلٍ فيه احْمِرارِي...

صدقتَ يا سَجنجلي اللَّماع...
سَأتعلمُ لغتكَ قدر المُستطاع...

نعم سأصوِّرُ كل شيءٍ على الحَقيقة...
و لن أبدِّل تلك الطرِيقة...

فالجَميلُ جَميلٌ والقبيحُ قبيــحٌ...
نعم هذهِ لغةٌ حرْفُها حقاً فَصيحُ

لا تكذبْ كلماتُها وحُروفها...

شكرًا أيها السَّجنجل المصقُولْ...
لقدْ فهمتُ منكَ القــــــولْ...

فقلتُ عذرًا ولغتكَ بما تكتبْ...
فتبسَّم حتى كادَ يلتهبْ...
فقال أحقٌ أم أنَّك تلعبْ...؟

قلمِي هو شُعاعُ الشمسِ المنكسِرْ...
حبرُه الدفءُ المستتــــِــــرْ...

قلتُ شكرًا يا سَجنجلي...
كلامَ صدقٍ من القلبِ لا ينْجلِي...

يكفيكَ فخرًا أنَّكَ...


صوَّرتَ خلائقَ الخَالقِ...

بقلم السجنجل....