ذكريات في المشفى ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ذكريات في المشفى ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-08-09, 08:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي ذكريات في المشفى ...

الحمد لله الذي هدانا والصلاة والسلام على مصطفانا وبعد :

بعض المواقف والأقدار تمر على بعضنا مرور الكرام
بينما بعضها يترك أثرا عميقا لا ينمحي مع الأيام

فتظل تتمثل في خاطره ما جنّ ليل وأعقبه نهار

نعم قد ينسى مع بعد العهد بعض تفاصيلها ، إلا أنه
سراعان ما تحضره ذكراها و يجترها ..


وفي هذه الصفحات سنحاول تسطير بعض من تلكم الذكريات
لصاحبتنا التي تحملتها في مرضها الذي ألزمها المشفى
بضعة أشهر قبل أن تعافى منذ سنوات و سنوات وسنوات



فماذا تراها اجترت من ذكراها صاحبتنا ؟

وما تراه يعنينا من ذكراها تلك في مقبل أيامنا ؟

يتبع ...

للأمانة منقولة / أم هانئ ( ملتقى اهل الحديث)









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-08-09, 08:59   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :




(1)- وإذا مرضت فهو يشفين ...



تقــــول صاحبتنـــــا (1) :



كنتُ حديثة عهد بالعمل كمعلمة في المرحلة المتوسطة للبنات
أتممت العقد الثاني وفوقه ثلاث من السنوات ...

كنت صحيحة موفورة النشاط والقوة ، بفضل من الإله وقوة

وفي يوم جمعة ما لم ولن أنساه ، قرب العصر بتقدير الإله

شعرت في صدري بألم لا يطاق ، لا ألتقط أنفاسي إلا بجهد جهيد شاق

وانتابني السعال ، وظل يشتد ويشتد وساء مع الوقت الحال

أخذوني إلى الطبيب ، وكان بالجوار قريب

فقال كواثق من الشفاء :
إذا أخذتْ ذلك الدواء ، انكشف في الحال ما تجد من عناء ..

فأعطوني الدواء ، طلبا للعافية والشفاء ،
بعد أن أغدقوا على الطبيب الكثير من المدح والثناء

** ولفساد النية في تناول الدواء ، ولأنني نسيت أن الله بيده
الداء والشفاء ، زاد عليّ البلاء ، واشتد ألمي والشقاء.....

وكان هذا درسا لم ولن أنساه ، ما تعاطيت بعد كربتي تلك دواء
إلا قدمت رجاء الشفاء مشيئة الإله ، جازمة الاعتقاد أن الأمر مرده
في الأول والآخر إلى الله ، إن شاء أعمل الدواء ومنّ عليّ بالشفاء
أو أبقاني في المرض والبلاء لحكمة سبحانه إن شاء .


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ...







---------------------------------------------------------


(1)- نذكّر أن تلك الذكريات على لسان صاحبة لنا .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-09, 09:00   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

( 2 )- سبحان رب الأسباب ...



تقــــول صاحبتنـــــا :



زاد المرض واستفحل السعال في بلاء

وتردد الأهل على كل مشهور* من الأطباء

فأجمعوا على أن لزوم المشفى من مقتضى الحال

فكان المشفى المعنيّ هو المستقر والمآل

ورغم أنواع الأشعات ، و كثرة التحاليل ، و استخدام ما تقدم من تقنيات *

عجز عن التشخيص الأطباء * ، فما علموا كنه ذلك الداء

إلا أنهم أخذوا يصفون الدواء تلو الدواء تلو الدواء

علّهم يدفعون ذلك الـــــــداء ، ويحققون بزعمهم الشفاء !!

ولكن ... سبحان ذي الكمال والجلال فما راعهم إلا اشتداد السعال

صاحبه نَزْف فاق الوصف والخيال ...!!

وهنا منعوني من الحراك ، بسبب شديد النّزف والسعال والإنهاك ...






-------------------------------------------------

* تعلمت أن تعلق القلب بنفع أحد من البشر ،
يعرِّض سلامة اعتقاد المرء للخطر ...
وعلمت أن الطب والدواء من الأسباب
إن شاء أبطلها أو أعملها العزيز الوهاب .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-09, 09:01   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

(3)- وما تشاءون إلا أن يشاء الله...


تقــــول صاحبتنـــــا :-


... فلما فقدت القدرة على الحراك

وبلغ ما بلغني من الإعياء والإنهاك

أراد الأطباء أن ينقلوا لي بعض الدماء

تعويضا عن بعض ما أفقد بسبب هذا الداء

فأبيت ثم أبيت من بنوك الدم الشراء ...

خشية أن أزيد ما بي من البلاء

فاجتمع الأهل والأحباب ، وكذا الجيران والأصحاب

يتسابقون باذلين ما طلب من الدماء ، جزاهم المولى عني خير الجزاء

وبعد جهد و مشقة وشديد عناء ، ظفر الأطباء بالنقي من الدماء

ثم حاول جمع غفير من الأطباء أن ينقلوا لي ولو قطرة من تلكم الدماء


فعجزوا ويئسوا بعد ما بلغهم ما بلغهم من جهد ولأواء ...(1)



يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع .


--------------------------------------------

(1)- كيف أُحَصِّل ما ليس برزقي ؟!!










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-09, 09:04   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أمـــــــــِينَــــة♡
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أمـــــــــِينَــــة♡
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصتك مؤثرة جدا
،
،
شكرا جزيل الشكر
،،
،
،،
،،
،في انتظار الباقي
،،
،
***دمتي في رعاية الله و حفظه***










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-09, 09:06   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امينة 23 مشاهدة المشاركة
قصتك مؤثرة جدا
،
،
شكرا جزيل الشكر
،،
،
،،
،،
،في انتظار الباقي
،،
،
***دمتي في رعاية الله و حفظه***
بارك الله فيك
مرور جميل









رد مع اقتباس
قديم 2015-08-10, 10:57   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

(4)- ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي**بصبح وما الإصباح منك بأمثــــلِ (1)



تقــــول صاحبتنـــــا :-


آهٍ من ليل المريض ، يطول يطول بلا حدود

بالليل تتزايد الآلام (2) ، وتُحاط الروح بالقلق والأسقام

فيفارق المريض كل شعور بالطمأنينة والسلام

أما النهار ففيه نوع فرج واستبشار...

فـكان يسلّيني - نوعا ما - : تردد الأطباء ، و عيادة الأهل والأقرباء :

فمن راقٍ ، ومن سائلٍ ، ومن زائرٍ ...


فإذا جنّ على الكون الظلام ، وانصرف من حولي الأنام

رفعت ناظري باكية إلى السماء ، أكثر المناجة والدعاء :

اللهم منّ علي بالعافية والشفاء ، وأذن اللهم لليلي هذا

بالانقشاع والانجلاء ...




يتبـــــــــــــــــــــــــع .





------------------------------------------------------

(1)- يقول امرؤ القيس:

وليل كموج البحر أرخى سدوله..**علي بأنواع الهموم ليبتلـــــي
فقلت له لما تمطى بصلبــــه ** وأردف إعجازاً وناء بكلكــــلي
ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي**بصبح وما الإصباح منك بأمثــــلِ


(2)- ثم قدر الله وعلمت بعد سنوات أن الله أمتن على العباد
بمادة يفرزها الجسم بالنهار تخفف من الشعور بالآلام
ويقل إفرازها إذا جنَ الظلام ؛ لذا يزداد الشعور فيه بالألم والأسقام .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-10, 11:37   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
black dark knight
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
هل هده من ابتكارك...ما شاء الله










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:15   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

5- من مشفى إلى مشفى ....




تقــــول صاحبتنـــــا :-


ولما أسقط في يدي القوم ، وتدني حالي من يوم إلى يوم

قرر الأطباء أن لا يمكنهم الزيادة على محاولاتهم المبذولة

وأعلنوا أن مشفاهم عن تدهور حالتي غير مسئولة

وبعد ستين يوما بالتمام ، تحتم الانتقال من هناك في سلام

فحملوني إلى سيارة الإسعاف مابين دموع و تأسف وهتاف

وكم جرت من العيون العبرات ، والسيارة تشق بنا في سرعة الطرقات

و كنت أطيل من النافذة النظرات ، رافعة بقلبي إلى ربي عميق الدعوات

وفي الأخير وصلنا إلى المشفى العتيد ، يحدونا أمل جديد

ولكــــــــــــــــــــــــــــــن :

هناك بدأ اللقاء بشديد خشونة وجفـــاء ....



يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:16   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

6-... وفي قسم الحالات الحرجة*





تقــــول صاحبتنـــــا :-


كان اللقاء بطاقم المشفى خاليا من المودة والجمال

؛ فقد كان الأهل لسوء حالتي في شديد الانفعال

وقد أنهكني تماما كثير النزف وشديد السعال

واجتمع الأطباء يقرءون تقارير المشفى السابق عن الداء

فطال وطال الانتظار ، حتى انفجر أبي باكيا وأساء لهم المقال

وفي الأخير أذن الله بالفرج ، وأدخلوني في قسم ما نعتوه بالحرج


وهنــــــــــــاك كان العجب العجاب ... و كان موعدا مع أقرب الأصحاب ...


يتبــــــــــــــــــع .


--------------------------------------------------------------------------

* وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:18   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

7 - والتقيتُ بـــ ... ســــــامية



تقــــول صاحبتنـــــا :-


وادخلوني قسم الحالات الحرجة ...

فكانت المريضات حولي : مابين غائبة عن وعيها ، أم مدمر كبدها

أو قاصرة كُلاها ، مجلوط دماغها ، أو متضخم قلبها ، أو ...

وكانت ساميتي عليلة رئتها ، لا تتنفس إلا عبر جهاز ملاصق لفراشها

جمعتني بها حجرة واحدة ، فكنت وإياها في معزل على حدة

كانت في السابعة والعشرين من عمرها ، بالكاد أتمت جامعتها

درست الطب ولما تتخصص ، لازمت المشفى لمشقة التنفس

كانت لا تتحرك لقلة جهدها من الفراش ، ولو فعلت فكانت حركتها بمقدار

طول الأنبوب الموصول بالحائط و الجهاز .

كانت ذكية زكية ، طيبة آنسة* و نقية

اجتمعنا ستين ما بين ليلة ويوم ... وكان ما كان من شأننا مالم أنسه إلى اليوم ...


يتبـــــــــــــــــــــــــع .



----------------------------------------------------------------

* من الأنس والإيناس










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:19   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

8- وبكيـــــــنا معا ...



تقــــول صاحبتنـــــا :-


كنت وساميتي الطبيبة في حالة متدنية وعصيبة ..

فتسلت كل منا بصاحبتها ، وحمدت الله على قربها

وكانت ساميتي لا تصلي ؛ فسألتها عن السبب لتُجَلِّي

فقالت : أنا لا أكاد أغتسل تطهرا من الحيض أبدا

والوضوء لكل صلاة مشقة كذا بدا ...!

فقلت : أخيتي كان لمثلك التيمم حكما ..

ثم بعد أن صلـتْ بكـتْ طويلا ، وقالت : كم أضعتُ من الأيام كثيرا!

ليتني لم أدرس الطبّ ، وكنت درست ما به يسلم القلب ...

ضاع عمري في هدر ، فهل سيطول عمري في القدر ؟!

فشاركتها البكاء ...وكذا تشاركنا سويا الضراء ...


يتبـــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:20   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

9- و ضحكنا معا .........




تقــــول صاحبتنـــــا :-


أكثر الأطباء من معالجتي بالحقن في الوريد والعضل

محاولة منهم للحد والتخفيف ؛ من كثيرة الدماء المفقودة بسبب النزيف

فكانت الممرضات يحقنني بكثرة ، ويستسهلن الحقن في العضلة

وبسبب ما في يوم ما أصابني خُرَاجٌ(1) بتقدير من الإله

فأصابتني بسببه حُمّة ، وكانت تؤلمني في الفراش أدنى حركة

فكانت ساميتي تواسيني ، وتحاول في مصابي أن تضحكني علّها تسليني

فقمتُ لحاجة ومررتُ بجوار فراشها ، فداعبتني بضربة خفيفة من كفها

فأصابت بلا قصد موضع الألم ، فصرختُ وانفجر بركان من القيح كالحمم

فهبتْ إلى نجدتي ، وقد أفزعتها دموعي وشدة لوعتي

فكشفتْ طبيبتي عن المكان ، وهالها من شديد القيح ما كان ...!!

فأسقط في يدينــا ، وقد بَعُـد الباب وأُغلق كالعادة علينا ..

فرفعتْ عن فمها وأنفها كمامة التنفس ؛ لتصرخ وإياي : الغوث الغوث

صرخنا وهذا حالنا ، حتى انقطعت أنفاسنا ، و بُحّ من الصراخ أصواتنا..

والعاملات عن الصرخاتنا منشغلات غافلات لاهيات ..

وفي الأخير : ساق الله إحدى الممرضات ؛ لا إجابة لصراخنا بالذات

وتولت الأمر ، وحضرتْ كبيرة الممرضات على الفور ..

فلما عاتبناها ، اتسعت من الدهشة عيناها ، ثم قالت كلمات مفداها :

أنتما أفضل الحالات ما شاء الله ، تبارك الإله
فكيف ننشغل بالأفضل عن الأسواء ممن سواه !!!

فتبادلتُ وساميتي النظرات ولم نستطع أن نكتم ما غلبنا من الضحكات !!!





------------------------------------------------------

(1)- ( والخُرَاجُ: ورَمٌ يَخْرُجُ بالبدن من ذاته، والجمع أَخْرِجَةٌ وخِرْجَانٌ. غيره:
والخُرَاجُ ورَمُ قَرْحٍ يخرج بداية أَو غيرها من الحيوان. الصحاح:
والخُرَاجُ ما يَخْرُجُ في البدن من القُرُوح. ) انتهى لسان العرب .



و.........يتبع










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:23   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

10- وحـــدث أن ...



تقــــول صاحبتنـــــا :-





هال كل من رأى الخُرَاج مدى سوئه ...

فأصرّ طبيبي المعالج على ضرورة استئصاله

وحوّلني إلى قسم الجراحة لاختصاصه

فأخبرتني إحدى الممرضات :
أن طبيبا من أهل الكتاب سيراني بعد ساعات

وكنت ساعتئذ بكامل الحجاب ، فانزعجت لاضطراري لجرّاح من أهل الكتاب !!

فحاولت الاعتراض ، فقُوبل الاعتراض بكثير من الدهشة والامتعاض

وأخذت ساميتي تهون عليّ الحال ، معللة ذلك أنه جائز من باب الاضطرار

فبكيت وقلت : ألا يكفيني غمٌّ وهمٌّ أن الطبيب رجلٌ..!

ثم بعد ساعات من الترقب والبكاء والآهات : جاءتني إحدى العاملات

وألقت إليّ الزّي المخصص لإجراء الجراحات :
ارتديه لأنك حُولّت إلى حجرة العمليات ..

وهنا انتابني الهلع و مسني الجنون ، وأقسمت بالله ألا أرتديه وليكن ما يكون

فلما رأت المسكينة حالتي ، تركتني وذهبت لتحكي للجرّاح قصتي

ثم جاءت وقالت بصوت متردد خائف : فضلا أجيبي الطبيب على الهاتف ؟

فأمسكت الهاتف ، ولم أشأ البدء بإلقاء السلام

فإذا بصوت قريب بمنتهى السمو والتهذيب : وبعد أن ألقى تحية الإسلام قال
معك الطبيب مصطفى ابن فلان

فسعدت بتحية الإسلام ، وبدأت أتقبل منه الكلام

قال : علمت أنك ترفضين لبس زيّ الجراحة ،
لا عليك البسي ما تشعرين فيه بالراحة

وانزلي فضلا لأطلع على الحال ، علّنا نستغني عن جراحة الاستئصال ؟

فلم أستطع إلا شكره ، والوعد بإجابة طلبه

ثم تمددت في الفراش ، وتحت الغطاء كنت بكامل ثيابي : حتى جوربي ونقابي

وأنزلني العاملون في المصعد ، وبعد لحظات وصلتُ إلى القسم المحدد

وما إن دفع العاملون الفراش إلى الداخل ... حتى صرخت طبيبة بصوت
مستنكرٍ وحافل !!!

ومن قولها ارتجف العاملون : كيف تدخل المريضة بثيابها ..و كيف تسمحون ؟!!

فأوقفها صوت الطبيب : أنا من أمرتُ ، وبذا المريضة وعدتُ .

فصمتت الطبيبة على مضض ... وقد كنت تحفزت لها بالرد .

وكان جمع من الحضور ، فأخذني الطبيب إلى غرفة بعيدة عن المرور

واطلع بحرص شديد على موطن الداء والصديد

ففزع مما رأى وقال بصوت أسيف : لابد من استئصال عاجل و عنيف

فبكيت أتوسل بصراحة : والله لا أخشى الجراحة ،
فقط أخشى التكشف ، فالستر من آلامي يخفف ...

فسكتَ برهة ثم سألني في رقة : أأتحملين جراحة بلا تخدير؟
ثم أضاف بلهجة الخبير : أحذرك بأن الألم ليس بالقليل !

فقلت وقد عاودني الرجاء : نعم نعم نعم أتحمل مهما كان العناء ..

فباشر بالعمل وقد سترني - أكرمه الله - ما استطاع بكل حرص ووجل

وكنت أكتم الآهات ، فقط تحت غطاء وجهي تجري مني العبرات...

وبعد تمام الجراحة قال : حقا أتعجب كيف طِقتِ يا أختنا صبرا !!!

وكنت طوال الوقت أسعل وبشدة ، ثم حين أنهى عمله انتابني نزف بحدة

فأدهشه ما شاهد من سوء حالتي .. فأشرتُ إليهم أن اصعدوا بي إلى غرفتي

فأعادوني في الحال .. والحق كنت سعيدة بستر الله وحسن المآل

وسعدتْ لسعادتي صديقتي ، وتعجبتْ بشدة من غرابة قصتي .

ومازلتُ إلى اليوم أذكر ذلك الطبيب بكل خير ... وأدعو له بتمام العافية والستر...


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:26   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

11- وحـــدث أن ...


تقــــول صاحبتنـــــا :-



تدنت مع الأيام حالتي وسامية إلا أنها كانت تعلم عن حالها
ما جعلها صابرة راضية

علمتْ لكونها طبيبة أن نهاية رئتيها قريبة ؛ فقد عجزتا عن العمل

وفقدت في معالجتهما الأمل ، فقط كانت تتطلع إلى السفر

أملا في زراعة رئة أحد القرود ؛ علّها إلى شيء من العافية تعود

قرر الأطباء بعد عناء وإصرار ، عرضها على لجنة
اختصاصية لاتخاذ ذلك القرار .

و كانت الطامة الكبرى أن تلكم اللجنة في مشفى أخرى

وفي اليوم المقرر ، استعدت ساميتي لما هو مقدر

وجاءت إحدى العاملات ومعها أنبوب للتنفس بالأدوات

- فسألتها سامية : هل تأكدت أن الأنبوب ليست خاوية ؟

- فأجابتها العاملة بنزق : أكيد هي ملآ فلا ينتابك القلق !!

- فأعادت عليها مرارا وتكرارا :فضلا فضلا تأكدي لا نريد ضرارا ؟

- فصرخت عليها في غضبة عجيبة : هذا عملنا أيتها الطبيبة ...!!

فاستسلمت المسكينة ، و ودعتني بنبرة حزينة ...

ومضت المسكينة مع العاملة بذلك الأنبوب ، وكان ما كان من المكتوب ..

وكما توقعت المسكية وقع البلاء ، وفي طريق العودة فرغ الأنبوب من الهواء

وصبغ وجهها باللون الأزق ، وقد اختنقت و كادت أن تهلك

وأسقط في أيدي من صحبها ، فهداهم الله إلى فتح باب السيارة لإخراج رأسها

ثم الإسراع في الطرقات من أجلها ، علّ سرعة السيارة
تساعد على دخول الهواء إلى رئتها

و كانت الطرق مزدحمة بالسيارات ، فاضطر سائق
سيارة الإسعاف إلى استخدام الصفارات

فيسر الله لهم الطريق ، ووصلوا إلى المشفى في حالة من التخبط والضيق

فلما دخلوا بساميتي محمولة ، وإلى الهواء شغوفة مقهورة

بكيت كثيرا على حالها ، و حينها علمتُ لم تملكني شديد القلق من أجلها !!

فنظرت المسكينة إلى العاملة بنظرات حزينة ، تعاتبها انظري لحالي ؟!

فقابلت نظراتها كالبريء غير المبالي ...!!


يتبــــــــــــع .










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
قصة،مستشفى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc