وعن اللغة العربية التي أزحناها عن المشهد تقول الدكتورة ايفادى فترى ماييرفيتش في احدى محاضراتها سنة 1975: " واللغة العربية، لغة الحضارة التي طبعها الاسلام العالمي النزعة تمثل - كما أكد ذلك ( ماسينيون ) بقوة هذا الطابع الاصيل المتأصل في كونها لغة الرسالة والدعوة الدينية، ولغة ايصال المواد العلمية في الآن ذاته. ان اللغة العربية ( وهي نموذج من الكلاسيكية المنفتحة على الصعيد، الموافقة بين ما هو عقلي وما هو قدسي ) ما تزال بالنسبة الى سبعمائة مليون من المسلمين(1)، ومعظمهم ليس عربي اللسان، لغة الطقوس والشغائر الدينية ... ثم المفردات المستعملة في التقنية وفي الفلسفة والقانون والتصوف عربية في كل لغات البلاد الاسلامية كتركيا، وافغانستان، وايران وغيرها ... ونحن نعرف ما قاله العالم الكبير ( البروني ) من ان " العلوم انتقلت الى العربية بواسطة الترجمة من كل انحاء العالم. وقد زانتها هذه اللغة، واصبحت تنفذ الى القلوب، وقد جرت محاسن هذه اللغة مع ما نقلته من العلوم في عروقنا وشراييننا " ، هذه اللغة التي جعلناها وراء ظهورنا أو في أحسن الأحوال نكتبها بحروف لاتينية كما قلت أخي الحاج حتى تزول تدريجيا من عقول وقلوب أبناءنا. (1)- كان عدد المسلمين آنذاك سنة 1975: 700 مليون مسلم.