سأبدأ من حيث انتهيت
و أقول لمن قرأ الكلام ، هل تميز بين الحزن بين الكلمات و السعادة بين ثناياها ، كيف للأصابع أن سطرت ما نوى القلب .
أسئلة لا حل لها !
فان أردت لها الحل فحتما سيكون في السير على خطى أهل النوايا ، فإن سرت و قلت من دون أن تجبر القلب ، أعدت بعدها القراءة فحتما ستجد أنك أجبت عن السؤال .
فكيف لنا نعبر عن الحزن.
و السعادة من مجرد القول .
إن كتبت و لم تُفْهِمْ كلماتي من قرأ الكلمات فهل سأقول أن الفهم لم يبلغ المبتغى .
فما فائدة كتابتي إذا.
وكل هذا العناء.
و كيف لي أن اعرف أنها لم تبلغ القصد ؟
إن لم أقرأ كل الكلمات !!
لو عدت أدراجي فاستقصيت الأمر من حيث بدأت .
فهل أجد نفسي أخطأت
و إن وجدها كذلك
فهل اقر عليها الخطأ
أم اكتفي بعدم القول على أن لا أعود إلى ما بدأت
و إن وجدت العكس فهل سيكون عزائي في انعدام خطيئتي
فهل افرح ؟
و هل احزن ؟
فإن فرحت فلما؟
و ان حزنت فلما؟
فهل ستظهر طيبة القلب في التفريق بين ما ذكرت
أم اترك للناس الحكم و أنا من كل الذي ذكرت هذا تعففت
فإن طلبت مرضاة الله فما نفعي برضى الناس لي
آم انه جبرا يجب أن تكون ليكتمل الدين كله
و في إلقاء السلام على الناس يكمن كل الحب
فإن انقطعت عن القول كُرٍهْت لعدم اللفظ
أم صحة كلمة من أحبني أحببته ، و من كرهني كرهته
أم هي مجرد روايات
أو هو حدس مختلط بالكفريات
فإن صدقتها و عملت بها فهل أنا أسير على خطى من سبقوني
أم أني اكتفي بحب الله و الرسول هذا يكفيني
فإن قلت إني أحبهم و أقسمت فهل صدقت نفسي روحي
و أنا اعرف بان ما قلته فطرة اكتسبتها بالتداول عن أبي و أمي
أحببتهم لأني سمعت كل هذا و أنا صغيراً حديث السن
فإن لم يكن الفعل يوازي القول فهل تكفي كلمة احبك قولاً من غير فِعْلِ
إن لم أقم مع القائمين و أسير مع السائرين فهل أكون محبا
لله وحده اعترف بربوبيته و إني عبده أصلي
و للرسول محمداً من دون الخلق
فاترك أبي و أمي استخلفهم لذات اليوم .
و أصحابي و إخواني ليوم القبر
فهل سيكفيهم فقط دفني .
و هل يكفيني دعائهم لي رحمة الجبار وأنا في وحدتي و ظلمة القبر
إن لم يكن قولي يلازم فعلي في الدنيا هل يكفيني حب الناس لي
و إن كان قولي يلازم فعلي فهل يهينني كره من لا يصلي
و هل احزن لمن لم يلقي عليا السلام و هو لم يصلي و يسلم بعدُ عن النبي
سأستأنس بوحدتي في الدنيا لعلي انتفع بها في الروضة انتظارا للقاء ربي
سأنير طريق غيري و اطلب أن ينير الله بها قبري
فهل نستطيع ان نميز بين السعادة و الحزن
كلمات تحمل حزنا في الدنيا و سعادة في يوم القبر
فمن عرف منابت الحروف و علم ما لم يكن يعلم في الخفاء و السر
فإن علم بكى بكاء المرير على ما فاته من سويعات اليوم
و ضحك لها كل جاهل لم يبلغ بعد ماهية العِلْم