![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
صيام الستة من شوال / موضوع و تعقيب
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() صيام ستة أيام من شوال :
============== يعتمد رجال الدين الذين يُرغّبون الناس في صيام ستة أيام من شوال على خبر نسب للرسول، ونصه: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ بِسِتَ مِنْ شَوَّالَ فَكَأنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ، أو فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا. وهذا الخبر لم يرد في كتاب البخاري (194-256 هـ)، وأورده مسلم، (206-261 هـ) وكرره أحمد (164_241 هـ) في مسنده، والترمذي (209-279 هـ) والدارمي (181-255) وأبو داوود (202-275 هـ). وقد ورد الخبر إما عن طريق سعد بن سعيد الأنصاري، الذي ينسب منه الخبر إلى عمر ابن ثابت، ثم إلى أبي أيوب الأنصاري. أو عن طريق سعيد بن أبي أيوب ومنه نسب إلى عمرو بن جابر الحضرمي عن جابر بن عبد الله في عدد من الروايات في مسند أحمد. وعمرو ابن جابر الحضرمي من غلاة الشيعة كما ورد في تاريخ الثقات للعجلي. وقد أورد مالك ابن أنس (93-179 هـ) في الموطأ خبراً أظهر بجلاء كيف بدأت فكرة صيام ستة أيام شوال بين الناس، وكيف كان موقف رجال دين والناس المتدينين من هذا الصيام، ثم توقعاته في أن هذه البدعة سوف تتحول مع الأيام إلى فضيلة تقرب من الفريضة. وهذا نص ما ورد في الموطأ: قَالَ يَحْيَىٰ: وَسَمِعْتُ مَالِكاً يَقُولُ فِي صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ إنَّهُ لَمْ يَرَ أَحَداً مِن أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ يَصُومُهَا وَلَمْ يَبْلُغْنِي ذٰلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ وَإنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ ذٰلِكَ وَيَخَافُونَ بِدْعَتَهُ وَأَنْ يُلْحِقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ لَوْ رَأَوْا فِي ذٰلِكَ رُخْصَةً عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَرَأَوْهُمْ يَعْمَلُونَ ذٰلِكَ. انتهى! وكتاب الموطأ قام مالك بتأليفه بتكليف رسمي من أحد خلفاء بني العباس وأغلب الظن أنه المنصور الذي طلب منه أن يضع كتاباً للناس يحملهم على الاستشهاد بما جاء فيه من أحاديث وترك ما عداها مما كان منتشراً بين الناس ويتناقلونه من أحاديث. ويعتبر أقدم كتب الأحاديث الموجودة لدينا الآن، وتأليفه سبق تأليف البخاري لكتابه بنحو مئة عام. وقد بقي موطأ مالك بأحاديثه الأقل من (1000) حديث الكتاب الوحيد للأحاديث المنسوبة للرسول أكثر من نصف قرن. وما إن بدأ البخاري بجمع الأحاديث المنتشرة في عصره وتسامع بذلك الناس حتى انبرى كثيرون غيره لجمع الأحاديث التي يتناقلها الناس في مجالس قصصهم مشافهة. وقد حوت كتب الحديث التي ألفت في تلك الحقبة أحاديث تزيد بعشرات ومئات الأضعاف عما حواه كتاب الموطأ. وهذا يعني أن دخول البدع والتشريعات البشرية للموروث الديني مستمر، وكلما مر الزمن ظهر للوجود أحاديث تعتمد عليها البدع الجديدة، لم يسمع بها الناس في عصور سابقة. وهو ما ينطبق على بدعة صيام ست من شوال، والتي لم تكن معروفة في القرن الأول ولا بداية القرن الثاني ثم بدأت في الظهور منتصف القرن الثاني كبدعة، عندما ألف مالك الموطأ، وأصبحت فضيلة منذ منتصف القرن الثالث للهجرة. لذا نجد أن البخاري لم ينقل في كتابه أي خبر يُرغٍّبُ في هذا الصيام لأن "أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ" -كما سماهم مالك - لم يلحقوه برمضان بعد. وأول من أورده كان مسلم، وذلك تحت باب أسماه: باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إِتباعاً لرمضان. وهو ما يشير إلى أنه في عصر مسلم انتشر صوم ستة أيام شوال أكثر بين الناس، فأورد مسلم الحديث ولكنه ذكر أنه للاستحباب فقط، مثلما أورد باباً آخر بعنوان: باب استحباب التزوج والتزويج في شوال، واستحباب الدخول فيه. وكأن التزويج في شوال له درجات عند الله أكثر ممن يتزوج في شهر آخر. ثم تبع مسلم غيره في ذكر حديث استحباب صوم ست من شوال، وأحاديث ظهرت لاحقا، مما جعل رجال دين الذين جاؤا في عصور لاحقة، يعتقدون بأن ورود الخبر في كتب مسلم والترمذي والدارمي وأبي داوود وغيرهم يعني أن الرسول والصحابة قد صاموه بأمر من الله، فصامه "أهل العلم" (رجال الدين) في عصور لاحقة، بعدما كانوا يتكرهونه في عهد مالك، وأوصوا غيرهم بصيامه. وهكذا صدق حدس مالك، فقد بدأ في زمانه ينتشر بين الناس صيام الستة الأيام من شوال، مع إنكار رجال الدين (أهل العلم) له باعتباره بدعة لم يفعلها السلف، ولكن هذا لم يمنعه من الانتشار. واليوم، فصيام ستة أيام من شوال يقرب في فضله بين الناس من فضل صيام رمضان، على الأقل في بلاد الحرمين. وينظر إلى الشخص الذي لا يصوم هذه الأيام الستة، على أنه ترك عبادة من العبادات، ولم يعد أحد يجرؤ على القول بأن هذا الصيام بدعة كما قال عنه مالك، وإلا لتعرض للاتهام بالمروق من الدين وحوكم على مقولته. الشرعة والمنهاج ابن قرناس
آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-07-12 في 23:43.
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
البدعة, السبب, الوقوع, بصيام, سؤال |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc