الدرس 22:~ ~•♦ ضاعف أجرك في رمضان ♦•~ ~ للعضوة دروب النجاح

[أثر]

بــسم الله الرحمـان الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصـالـحات، و الصـلاة و السـلام على رسـولــه المبـعوث رحمة للعـالمين، و على آلـه و صحبـه أجمـعين و من اهتدى بسنتـه إلى يـوم الدين.

مطلـع كـل شهر، يتـرقب المسلمـون بـزوغ هــلال جديد معـلنا بذلك عن بداية شهر جديد. و اصطــفى لنـا الله جل في علاه شهر رمضــان، شهراً للصيـام و القيـام ، شهراً للطـاعة، شهراً للغفران، شهراً للكـرم و الجـود و السخـاء...
شهر أولـهُ رحمـةٌ و أوسطـهُ مغفرةُ و آخـرهُ عتقٌ من النـار شهرٌ فيه ليلـة خير هي من ألـف شهر شهرٌ أنـزل فيه القـرآن شهر تصبح فيه النافـلة بمنـزلة الفريضـة فيمـا سواه و الفريضـة بمنـزلـة سبعيـن فريضـة فيمـا سـواه شهر جعل الله صيام نهاره فرضاً و قيام ليله تطوعاً
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
فإن بزغ هلال رمضان نادى منادٍ من السماء " يا باغي الخير أقبلْ و يا باغي الشر أْقصرْ"، و يستقبله المسلم مهللاً مكبراً داعيا ربه: "الحمد لله الذي خلقك و جعلك آية للعالمين. اللهم أهله علينا بالخير و اليمن و البركات و التوفيق لما تحب و ترضى، هلال خير و رشد ..."

و من حكمة المولى جلّ في علاه أن خص شهر رمضان بما لم يخص به غيره من الأشهر ففيه تفتح أبواب الجنة و تغلق أبواب جهنم و تصفد الشياطين، فيتوب العاصي و يقبل المعرض و يهدي الله سبحانه و تعالى كل زائغٍ إلى الصراط المستقيم إلى، طريق الفلاح الدنيوي و الأخروي.

لكــن ما لمسته لدى المسلمين في قرونهم الأولى من شدة حرص على اغتنام هذا الشهر الفضيل في طاعة المولى عز و جل ليلا نهارا و الدعاء و الصدقة و سعيهم الحثيث لعمار آخرتهم قبل دنياهم إذ كانوا سباقين إلى الخيرات يتنافى و ما أعايشه و تعايشونه اليوم في دنيا المسلمين من إضاعة فرصة عظيمة كهاته الفرصة و تضييعٍ للأوقاتِ تحت ذريعة قتل الوقت و في هذا قال الإمام الحسن البصري -رضوان الله عنه-- :"الليل و النهار يعملان فيك فاعملْ فيهما..." و لو أدركوا الحقيقة لعملوا للدنيا كأنهم يعيشون أبدا و عملوا للآخرة كأنهم يموتون غدا فتجاوزوا باستهتارهم حد السفه إلى العته، كأن يقضي الإنسان نهاره في عالم الأحلام أو متنقلا بين برنامج تلفزيوني و آخر أو مبحرا في عالم النت دون أي فائدة ترجى ثم يسهرون الليل بطوله يتسامرون......
أهذا ما حثنا عليه ديننــا الحنيــف ؟؟؟؟؟ أنســوا قولـه - عز و جلّ- في كتابه الكريـم: "وَ سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُم وَ جَـنَّــةٍ عَرْضُهَا السَّمَـاوَاتُ وَ الْأَرْض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" سورة آل عمران الآية 133


فأوجب ما علينا و قد بلغنا الله سبحانه و تعالى هذا الشهر الفضيل أن نغتنمه أيما اغتنام في طاعة المولى عز و جل و التسابق إلى الخيرات، فلا نضيع منه ثانية دون أية فائدة ترجى لنضاعف بذلك رصيدنا من الحسنات و نمحو خطايانا، فارتجاء رحمة الله مع المعاصي حمق و جهل و لنا في ذلك العديد من السبل سيما و أننا في العشر الأواخر من الشهر الفضيل و هي أعظم أيام الشهر بل السنة جمعاء


قال -صلى الله عليه وسلم- : " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً واِحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

و هنا "إيمانا" يقصد بها الإعتقاد الجازم بأننا نؤدي واجبات فرضها الله علينا و "احتسابا" أي انتظار الأجر و الثواب عند الله عز و جل و ما سيحمله بيمينه يوم العرض يوم لا ينفع لا مال و لا بنون.
فشهر رمضان شهر الصبر فصبرا جميلا و الصبر الجميل يمتنع فيه عن الشكوى التي لا تنفع في شيء قط بل و تقلل من احتسابنا للأجر، فلذا وجب على الصائم أن يقوم بما عليه و ينتظر الأجر و الثواب و يجتنب كل ما سيؤثر على أجره و ثوابه مما لن يعود عليه بنفع و يحتسب الأجر عند رب العالمين.
و في جزاء الصوم قال النبي -صلى الله عليه و سلم- فيما يرويه عن ربه عز و جل: "كلُّ عَمَلِ اِبْنِ آدَمَ لَهُ إِلَا الصَّوْمُ فَهُوَ لِي وَ أَنَا أَجْزِي ِبهِ."

أن يكون برنامجـنا اليومي مليئا بالطاعـات و العبــادات طـلبا لـرضى البـارئ و احتسابا لأجـره و ثوابه
قال عز و جل: "وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلْ وَ أُتُوا بِهِ مُتَشَابِهَ وَ لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونْ" . سورة البقرة الآية 25

ختم القرآن الكريم مع تدبره حق التدبر فما اعظم فضل تلاوته سيما و أننا في شهر رمضان المعظم
قال تعالى: "وَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكَتَابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ". سورة المائدة الآية 48


قيام الليل و ما أحبه للرحمـان إذ يقول في كتابه الكريم في وصفه لعباده الصالحين : "و الذين يبيتون لربهم سجدا و قيام" . ". سورة الفرقان الآية 64
و قال -صلى الله عليه و سلّم-: "تَرَكْتُ فِيكُمُ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضَلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا، كِتَابُ اللهِ وَ سُنَّةُ نَبِيِّهِ" . -رواه مالك-
الدعوة إلى ديننا الحنيف و لنا في ذلك عديد السبل. قال -جل و علا-:" وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَ عَمِلَ صَالِحاً و قَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" سورة فصلت الآية 33.

الإكثارمن الدعاء فالله قريب يجيب الداعي إذا ما دعاه سيما و أن الله قد من علينا بنعمة و فرصة ذهبية قد لا تجدد هي أنه أبلغنا الشهر الفضيل فلا تدري نفس بأي أرض تموت. إذ قال -عليه أفضل الصلاة و السلام-: "ثلاث دعوات مستجابات :دعوة الصائم و دعوة المظلوم و دعوة المسافر".

فلنعطر ألسنتا بذكر الرحمان و حمده على نعمه التي لا تعد و لا تحصى و لنكثر من الاستغفار فالله تواب غفور


قال -صلى الله عليه و سلم- : "إِنَّ مِنْ أَحَبِ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى قَلْبِ الْمُؤْمِنِ، وَأَنْ يُفْرِجَ عَنْهُ غَمًا، أَوْ يَقْضِيَ عَنْهُ دينًا، أو يطعمه من جوع" أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني في الصحيحة .
فلْنُعِنِ اليتامى و المحتاجين
فلنسعى للتعاون و التآزرو التآخي فلنضع أيديا بأيد بعض و لْنُعِنْ من هو في ابتلائه قابع لنخرجه من ظلمات هذا الابتلاء
فلنصلح بين المتخاصمين مصداقا لقوله جلّ في علاه: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ِإخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَ إِتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُرْحَمُونَ" . سورة الحجرات الآية 10

شهر رمضان شهر للخيرات و فيه يعظم الأجر و الثواب عند رب العالمين فعلينا بالمسارعة للخيرات لا أن ننتظر أن يطرق السائل باب بيتنا بل علينا بالمبادرة بالعمل الصالح
فلندعم حملات مطاعم الرحمة لإفطار المحتاجين و عابري السبيل الذين أدركهم موعد الإفطار بعيدا عن الدّيّار إذ قال -صلى الله عليه و سلم-:"من فطر صائما فله مثل أجره".
فلنضع مصاحفا بالمسجد، فلتساهم في بناء المساجد، فلندعم الجمعيات الخيرية و نحتسب الأجرو الثواب في ذلك.

و لنجتنب اللغو الذي لن ينفعا في شيء قط و نهجر "قيل" و "قال" ، فلا نترك أي ثانية تضبع منا هباء منثورا



أي أنه واجب على من منَّ الله عليه بأن أبلغه شهر رمضان أن يسارع للخيرات و الطاعات من صلاة و صدقة و ذكر و تلاوة للقرآن و إحسان إلى الخلق .....

فلنحمد الله تعالى على إبلاغه إيانا هذا الشهر الفضيل و إبلاغه إيانا العشر الأواخر منه
فلنتزود بالزاد ليوم الحساب، فلنهجر أمور الدنيا الزائفة الزائلة، فلنعش كل يوم على أنه آخر يوم في دنيانا فأحد الأيام سيكون كذلك، لم نخلق للبقاء، سيأت يوم و نترك الدنيا و نصبح ذكرى لكن أعمالنا ستقى خالدة و لن تمحى.
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
وفقني الله و إياكم في كسب رضى الرحمان و الظفر بجنته

إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.

[أم عيشوش]

ما شاء الله طرح رائع وعمل ممييز لا حرمك الله من الاجر ونفع بك وبعلمك .

[آمال تائبة]

السلام عليكم
ما شآء الله اختاه دروب موضوع جميل و لمساتك واضحة
و طلته بهية
بارك الله فيك و كان ذلك في ميزان حسناتك ان شآء الله

[جوهرة الإيمان31]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

باارك الله فيك و جزاكـ الفردوس الاعلى

في حفظ الرحمن