موضوع مميز o.O(«« عبقات وقطوف رمضانية <<اليوم الخامس >>*** <<همسات ايمانية >>»»)O.o° - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

o.O(«« عبقات وقطوف رمضانية <<اليوم الخامس >>*** <<همسات ايمانية >>»»)O.o°

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-06-22, 04:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
همسات ايمانية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية همسات ايمانية
 

 

 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام 
إحصائية العضو










افتراضي o.O(«« عبقات وقطوف رمضانية <<اليوم الخامس >>*** <<همسات ايمانية >>»»)O.o°


]
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين الى يوم الدين ،
يسرني ان أحظى بهذه الفرصة الا وهي المشاركة في شهر مبارك في منتديات اسلامية واسال الله ان يجعل ما اخطه هنا خالصا لوجهه
، فمدعانا للمشاركة لم يكن ابدا وساما او جائزة ، انما من باب {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} والتذكرة
اخص بها نفسي اولا ، فلا يعلم احد منا من هو احوج للنصيحة والعبرة فكم من عابد امسى عاصيا وكم من عاصي اصبح تائبا
واسالكم بالله ان وجدتم اي خلل ان تصوبوني لا سيما ان حدث سهو في اية او حديث
عبقاتي


اردتها ان تكون متنوعة فرب موعظة يسمعها القلب قبل ان تقراها الاعين ، اسال الله العظيم ان ينفع بها وللامانة لقد اخترت قطوفا لمشايخ معروفين
كما استعنت بتفاسير ومقالات ومحاضرات لمشايخ من اهل السنة وهذا قصد الافادة اقصى درجة فالمقام جلل وحسبنا من الموضوع ان تعم به الفائدة


كلمة في الصيام[1]

جاء الصيامُ فجاء الخير أجمعُهُ
ترتيلُ ذكر وتحميد وتسبيحُ
فالنفس تدأب في قولٍ وفي عملٍ
صوم النهار وبالليل التراويحُ

فروى التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ وَالْحَاكِمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏: " «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينِ مَرَدَةُ الْجِنِّ
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، فَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلُّ لَيْلَةٍ» ".صححه الألباني وفي هذا النداء المذكور أمر بالإقدام والإحجام , يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ أمر بالإقدام على الخير ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ أمر بالإحجام عن الشر، وسيكون الحديث عن يا باغي الخير أقبل , و معناه يا طالب الخير أقبل على فعل الخير وقد اجتمع من الخير في رمضان ما لا يكون في غيره من الأزمان فإليكم بعض أبواب الخير إخوة الإيمان

أقبلوا على الصيام
قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏}‏‏.
‏وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:‏ ‏(‏ بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ‏)‏ ‏متفق عليه وقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ( والَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ المِسْكِ ) رواه البخاري
وفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ وَالنَّسَائِيُّ «أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ الْقَاضِي بن عياض يُجَازِيهِ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَتَكُونُ نَكْهَتُهُ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ كَمَا أَنَّ دَمَ الشَّهِيدِ يَكُونُ رِيحُهُ رِيحَ الْمِسْكِ

أقبلوا على الإخلاص
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قال الله تعالى :"يَتْرُكُ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، وَشَهْوَتَهُ مِنْ أجْلِي، الصِّيَامُ لي وَأنَا أجْزِي بِهِ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا".رواه البخاري قال بدر الدين العيني (الصَّوْم لي وَأَنا أجزي بِهِ) ، وَمُلَخَّصه: أَن الصَّوْم لَا يَقع فِيهِ الرِّيَاء كَمَا يَقع فِي غَيره، لِأَنَّهُ لَا يظْهر من ابْن آدم بِفِعْلِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ شَيْء فِي الْقلب، وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ الزُّهْرِيّ مُرْسلا. قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (لَيْسَ فِي الصَّوْم رِيَاء) وقيل: لَا يدْخلهُ الرِّيَاء بِفِعْلِهِ وَقد يدْخلهُ بقوله، بِأَن أخبر أَنه صَائِم فَكَانَ دُخُول الرِّيَاء فِيهِ من جِهَة الْإِخْبَار، بِخِلَاف بَقِيَّة الْأَعْمَال، فَإِن الرِّيَاء قد يدخلهَا بِمُجَرَّد فعلهَا. وَقَالَ الطَّبَرِيّ: لما كَانَت الْأَعْمَال يدخلهَا الرِّيَاء وَالصَّوْم لَا يطلع عَلَيْهِ بِمُجَرَّدِهِ فعله إلاَّ الله، فأضافه إِلَى نَفسه، وَلِهَذَا قَالَ فِي الحَدِيث: (يدع شَهْوَته من أَجلي)

أقبلوا على باب الريان
سمي باب الصيام (الريان) من الرِّيِّ الذي هو ضد العطش ، وهذا مما وقعت المناسبة بين لفظه ومعناه ،
لأنه مشتق من الري و، هو مناسب لحال الصائمين قال صلى الله عليه وسلم قال ( إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) رواه البخاري
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله هل الصائمون يقصد بهم الذين يصومون شهر رمضان فقط، أم الذين يصومون السنن مثل الاثنين والخميس وأيام البيض؟
المراد بذلك الصائمون صوم الفريضة، الذين يحافظون على الصوم صوم الفريضة رمضان، أقبلوا على التقوى
قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏}‏‏.
قال ابن سعدي في تفسيره : ‏يخبر تعالى بما منَّ به على عباده, بأنه فرض عليهم الصيام, كما فرضه على الأمم السابقة,
لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان. وفيه تنشيط لهذه الأمة, بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال,
والمسارعة إلى صالح الخصال, وأنه ليس من الأمور الثقيلة, التي اختصيتم بها. ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى,
لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه. فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها,
التي تميل إليها نفسه, متقربا بذلك إلى الله, راجيا بتركها, ثوابه، فهذا من التقوى. ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى, فيترك ما تهوى نفسه, مع قدرته عليه, لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان, فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم, فبالصيام, يضعف نفوذه, وتقل منه المعاصي،
ومنها: أن الصائم في الغالب, تكثر طاعته, والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع, أوجب له ذلك, مواساة الفقراء المعدمين, وهذا من خصال التقوى.

أقبلوا على الوقاية من النار
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الصِّيَامُ جُنَّةٌ » متفق عليه يعني ستر من النار وعند الْإِمَامُ أَحْمَدُ «الصِّيَامُ جُنَّةٌ وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ» .

أقبلوا على العتق من النار
قال صلى الله عليه وسلم: إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة. قال العلامة الألباني: حسن صحيح.
قال ابن العربي "ولله عُتَقَاءُ من النّار" اعْلَمُوا -وفقكم الله وَوَفَّقَ لكم المُعَلِّم- أنّ لله سبحانه عتقاء من النَّار في كلِّ ليلةٍ ويَوْمٍ، وفي كلِّ ساعةٍ من كلّ شهرٍ،
ولعتقه أسبابٌ من الطّاعات، فلِلَّهِ عتقاء من النّار بالتّوحيدِ، وبالصَّلاة، وبالزَّكاة، وبالصِّيام، فعتقاء رمضان بثواب الصِّيام وبركته، وفي الحديث الصّحيح: "والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ برهانٌ، والصَّبْر ضيَاءٌ والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليك، كلُّ النَّاس يَغْدُو، فَبَائِعٌ نفسَهُ فَمُعتِقُها أَوْ مُوبِقُها" (1) فهذا الحديث يُفَسِّر لك معنى قوله: "عتقاء" والحمدُ لله.

أقبلوا على مضاعفة الحسنات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا‏)‏ ‏متفق عليه وفي رواية لمسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ

أقبلوا على مغفرة الذنوب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ). رواه البخاري ومسلم . وقال : (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ). رواه البخاري ومسلم . أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : " ارْتَقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَرَجَةَ الْمِنْبَرِ , فَقَالَ : " آمِينَ " , ثُمَّ ارْتَقَى أُخْرَى , فَقَالَ : " آمِينَ " , ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً أُخْرَى , فَقَالَ : آمِينَ , ثُمَّ جَلَسَ قَالَ : فَسَأَلُوهُ عَلامَ أَمَّنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : فَقَالَ : " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَقَالَ : " رَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ , فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ , فَقُلْتُ : آمِينَ , ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أَحَدَ أَبَوَيْهِ أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ , فَقُلْتُ : آمِينَ , ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ , فَقُلْتُ : آمِينَ " صححه الحاكم وابن حبان

أقبلوا على مكفرات الذنوب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ» رواه مسلم.
أقبلوا على تلاوة القرآن ومدارسته
قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)
وعن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ لأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ . رواه البخاري ومسلم وكان السلف - رحمهم الله - يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها، وتزيد عنايتهم به في هذا الشهر العظيم، فكان الأسود - رحمه الله - يقرأ القرآن في كل ليلة من رمضان وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر يختمه في كل ثلاث وكان قتادة يختم في كل سبعٍ دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كلَّ ليلة وكان الزُّهري - رحمه الله - إذا دخل رمضان، قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
ولا شك أن قراءة القرآن قربة وطاعة من أحب الطاعات إلى الله، لكن مما لا شك فيه أيضا
أن القراءة بغير فهم ولا تدبر ليست هي المقصودة، بل المقصود الأكبر أن يقوم القارئ بتحديق ناظر قلبه إلى معاني القرآن وجمع الفكر على تدبره وتعقله، وإجالة الخاطر في أسراره وحِكَمه.القرآن يدعونا إلى التدبر: إن الله دعانا لتدبر كتابه وتأمل معانيه وأسراره: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) [ص:29]. وقد نعى القرآن على أولئك الذين لا يتدبرون القرآن ولا يستنبطون معانيه: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً * وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)
قال السيوطي : " وتسن القراءة بالتدبر والتفهم ...وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أوعذاب أشفق وتعوذّ أوتنزيه نزّه وعظم، أو دعاء تضرع وطلب."

أقبلوا على ليلة القدر
قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر} قال ابن جرير الطبري - رحمه الله - في "عمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر" وهذا الذي صوَّبه ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره.
وقال عليه الصلاة والسلام : مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . رواه البخاري ومسلم .



أقبلوا على تفطير الصائمين
قال صلى الله عليه وسلم: من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً. رواه الترمذيوغيره، وقال الترمذي حسن صحيح.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين: واختلف العلماء في معنى من فطر صائماً فقيل: إن المراد من فطره على أدنى ما يفطر به الصائم ولو بتمرة. وقال بعض العلماء: المراد بتفطيره أن يشبعه لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليلة وربما يستغني به عن السحور؟ ولكن ظاهر الحديث أن الإنسان لو فطر صائماً ولو بتمرة واحدة فإنه له مثل أجره. ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على إفطار الصائمين بقدر المستطاع لا سيما مع حاجة الصائمين وفقرهم أو حاجتهم لكونهم لا يجدون من يقوم بتجهيز الفطور لهم. انتهى.

أقبلوا على الجود
وعن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ لأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ . رواه البخاري ومسلم جودٌ بالنّفس وبالمال، وجودٌ بالعلم وبالجاه، وجودٌ بالخلق وبالعرض، وجودٌ بالصَّبر واحتمال الأذى، وقد كان جوده - صلَّى الله عليه وسلَّم - شاملاً جميع أنواع الجود، مِن بذل العلم وإنفاق المال، وبذل النَّفس لله - تعالى - في إظهار دينه وهداية عباده، والحرص على إيصال النَّفع إليهم بكلِّ الطُّرق، من إطعام جائعهم، ووعظ جاهلهم، وقضاء حوائجهم، وتحمُّل أثقالهم، فبأيِّ هذه المراتب أخذنا؟ وأي تلك الأنواع فعلنا؟ فنحن على خير بإذن الله

أقبلوا على التراويح
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) متفق عليه (مَنْ قَامَ رَمَضَان) أَيْ قَامَ لَيَالِيَهُ مُصَلِّيًا ( إِيمَانًا ) أَيْ تَصْدِيقًا بِوَعْدِ اللَّهِ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ .( وَاحْتِسَابًا ) أَيْ طَلَبًا لِلْأَجْرِ لَا لِقَصْدٍ آخَرَ مِنْ رِيَاءٍ أَوْ نَحْوِهِ .و ( كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِد فِي الْعَشْر الأَوَاخِر مَا لا يَجْتَهِد فِي غَيْرهَا ) . رواه مسلم وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فينبغي الحرص على قيام رمضان في جماعة ، والبقاء مع الإمام حتى يتم الصلاة ، فإنه بذلك يفوز المصلي بثواب قيام ليلة كاملة ، وإن كان لم يقم إلا وقتاً يسيراً من الليل ، والله تعالى ذو الفضل العظيم قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

أقبلوا على العمرة في رمضان
قال صلى الله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة. وفي رواية: معي. أخرجه البخاري. وليس معنى ذلك أنها تعدل ثواب الحج من كل وجه وجاء في مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية أبي يعقوب الكوسج قلت: من قال: عمرة في رمضان تعدل حجة أثبت هو ؟ قال: بلى، هو ثبت .
قال إسحاق: ثبت كما قال، ومعناه: أن يكتب له كأجر حجة، ولا يلحق بالحاج أبد. انتهى .
قال إسحاق بن راهوية: معنى هذا الحديث – يعني حديث: عمرة في رمضان تعدل حجة - مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قرأ : قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن. انتهى.

أقبلوا على الدعاء
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر. صححه الألباني
وعبارة الدعوة هنا لا تقتضي أنها دعوة واحدة ولا أنها بشيء واحد، بل المراد ـ والله أعلم ـ دعاؤه، فعلى المسلم أن يأخذ بالأحوط فيدعو ويجتهد في الدعاء حال صيامه وعند إفطاره ويدعو بما شاء من أمورالآخرة وما يباح من أمور الدنيا، قال المناوي في فيض القدير عند شرح الحديث المذكور: ومراده كامل الصوم الذي صان جميع جوارحه عن المخالفات فيجاب دعاؤه لطهارة جسده بمخالفة هواه. انتهى.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "الدعاء يكون قبل الإفْطار عند الغروب؛ لأنَّه يجتمع فيه انكِسار النَّفس، والذُّلُّ، وأنَّه صائم، وكلُّ هذه أسباب للإجابة، وأمَّا بعد الفِطْر، فإنَّ النفس قدِ استراحت وفرِحَت، وربَّما حصلت غفلة، لكن ورد دُعاء عنِ النَّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم لو صحَّ، فإنَّه يكون بعد الإفْطار، وهو: "ذهب الظَّمأ، وابتلَّت العروقُ، وثبت الأجر، إن شاء الله"، فهذا لا يكون إلاَّ بعد الفطر". اهـ.

أقبلوا على الاعتكاف
قال تعالى : ( وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) وقال : ( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ) البقرة/187 .
وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ ) متفق عليه
ونقل غير واحد من العلماء الإجماع على مشروعية الاعتكاف .
وقال الشيخ ابن باز "لا ريب أن الاعتكاف في المسجد قربة من القرب ، وفي رمضان أفضل من غيره .. وهو مشروع في رمضان وغيره" اهـ

أقبلوا على زكاة الفطر
عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: ((فرَض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاة الفِطر؛ طُهْرة للصائم من اللَّغو والرَّفث، وطُعمة للمساكين، مَن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاة فهي صدقةٌ من الصَّدقات)) صححه الألباني

[/FONT]








 


آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-06-22 في 12:08.
رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 04:05   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
همسات ايمانية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية همسات ايمانية
 

 

 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام 
إحصائية العضو










افتراضي




سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة هى سورة المقدمة الحاوية لكل معاني ومقاصد القرءان، وهى سورة مكية آياتها سبع بالأجماع، سميت كذلك لأفتتاح القرءان بها، وهى على قصرها تشتمل على مقاصد القرءان جميعاً. فيها الكلام عن العقيدة والعبادة والتشريع والمصير واليوم الآخر الأيمان بأسماء الله وصفاته والأستعانة والدعاء والتوجه إلى الله تبارك وتعالى والتضرع إليه والكلام عن نهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضآلين.
فيها ذكر لقصص الأمم السابقين ، سورة الفاتحة لو قسمنا مواضيعها لوجدنا ثلاث نقاط أساسية:
العقيدة والعبادة ومنهج الحياة.
العقيدة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
العبادة: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
منهج الحياة:{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.
لو تأملنا في المعاني التي فيها تجدوا:
أولاً: تبدأ بالشكر، والشكر هو البنزين الذي تتحرك به أي حركة في الطريق الا به، المحرك والبنزين هما الشكر والرحمة، نجدها بدأت بالحمد وهو الشكر وهو أساس المزيد، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[ إبراهيم7]ثم ذكر فيها أمر الإخلاص {إيَّاكَ نَعْبُد} قدم الضمير المنفصل للأخلاص، ثم تحدثت عن الصحبة الصالحة { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ } ثم تحدثت عن أسماء ربنا وصفاته ومعرفة الله تبارك وتعالى { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } وتحدثت عن الأستقامة{ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } وتحدثت عن الآخرة {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} والدين هنا بمعنى الحساب، وتحدثت عن أهمية الدعاء ووحدة الأمة فلم يقل: أياك أعبد، ولكن قال تبارك وتعالى:{ إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } كذلك اهدنا كلنا مجتمعين حتى ولو دعينا فرادى، يجب أن نستشعر وحدة الأمة.
تعلمنا السورة ...كيف نتعامل مع الله عزوجل، من اللطائف الغريبة نجد السورة مائة وستة وعشرون حرف، ثلاثة وستون حرف ثناء، وثلاثة وستون حرف دعاء، هذا هو فقه التعامل مع الله عز وجل...ثناء ودعاء، الحديث القدسي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة، أستشعر كل مرة إن الله يقول لك: عبدي.....فتثير الحب والشوق إلى الله تبارك وتعالى.
ومن اللطائف أيضاً أنها تحدثت عن المنعم عليهم والمغضوب عليهم والضآلين، ثم تبعتها سورة البقرة تشرح حال المغضوب عليهم وهم اليهود، وجاءت سورة العمران تشرح حال الضآلين وهم النصارى.
من لطائفها كذلك أنها بدأت بالحمد لله رب العالمين، وآخر سورة في القرءآن الكريم سورة الناس {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}فالقرءان من أوله إلى آخره يخاطب الثقلين الجن والأنس، يخاطب العالمين وهما الجنة والناس.

أيضا في سورة الفاتحة ومهمة فعلاً أن السورة قالت:{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} ثم تلتها سورة البقرة {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } من هم المنعم عليهم؟ تلتها السورة قائلة: المنعم عليهم هم المتقين.....وتجد شرح من هم المتقين وهكذا.
سورة الفاتحة لها عدة فضائل:
أولاً: سورة الفاتحة رقية، وشفاء ، تعرفون قصة الصحابي الذي رقى سيد القوم ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال:" وما يُدْرِيكَ أنَّها رقيةٌ " [صححه البخاري2276]
ثانياً: سميت بسورة الصلاة، لقول الله عزوجل: { قسمت الصلاة }وهى أم القرءان والسبع المثاني الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم. وسورة الفاتحة أعظم سور القرءان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لأُعلِّمنَّكَ سورةً هي أعظمُ السوَرِ في القرآنِ، قبل أن تخرجَ منَ المسجدِ ) . ثم أخذ بيديَّ، فلما أراد أن يخرجَ، قلتُ لهُ : ألم تقلْ : لأُعلِّمنَّكَ سورةً هي أعظمُ سورةٍ في القرآنِ . قال : { الحمدُ للهِ ربِّ العالمِينَ } : هي السبعُ المثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُهُ . " [صححه البخاري 4474].
ولا مثيل لسورة الفاتحة في الكتب المنزلة، مرَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى أُبَىِّ بنَ كَعبٍ، فقال :أتُحِبُّ أن أُعَلِّمَك سورَةً لَم ينزَل في التَّوراةِ ، ولا في الإنجيلِ ، ولا في الزَّبورِ ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها ؟ قلتُ: نَعَم ، يا رسولَ اللَّهِ ، قال : فَكيفَ تَقرَأُ في الصَّلاةِ ؟ فقَرَأتُ عليهِ أُمَّ الكتابِ ، فقال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : والَّذِي نَفسِي بيَدِه، ما أُنزلَت سورةٌ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها ،وإنَّها لَهي السَّبعُ المَثاني والقُرآنُ العَظيمُ " [صحيح، تفسير الطبري8/2/75].
وهى نور عن ابنِ عباسٍ ؛ قال : بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . سمع نقيضًا من فوقِه . فرفع رأسَه . فقال : هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ . لم يفتح قط إلا اليومَ . فنزل منهُ ملكٌ . فقال : هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ . لم ينزل قط إلا اليومَ . فسلَّم وقال : أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك . فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ . لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه .[صحيح مسلم806] .
وقد أفاض العلماء في ذكر فضائل سورة الفاتحة والكلام حولها، بشكل مجمل هى أم الكتاب،
[/SIZE]










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 04:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
همسات ايمانية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية همسات ايمانية
 

 

 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام 
إحصائية العضو










افتراضي




في رحاب حديث شريف

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فإذا كان أحدكم صائما فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ - مَرَّتَيْنِ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ - تَعَالَى - مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا))؛ أخرجه البخاري.

البيـان
إنَّ الله - تعالى - خَلَقَ العِباد، وهو غَنِيٌّ عَنْ طاعتهم، لا علاقة لِكماله - سبحانه - بِمَعاصيهم، ضرورة أنَّ الجزاء راجع إليهم، وعُقُول البَشَر مُتَفَاوِتة في إدراك المنافع، فيعملون للوصول إليها، ولو بعد حين، كما أنهم في جانب الضار، ليسوا على قدم واحدة، فتزل أقدام قوم وهم لا يشعرون؛ لذلك كان من لُطف الله بعباده وهو اللَّطيف الخبير، أن أوضح سبل السعادة للبشر في دينه، وعلى لسان الرسل - عليهم الصلاة والسلام - لئلاَّ تكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وليسلك عباد الرحمن المنهج القويم، ويستعملوا جوهرة عقولهم فيما يعود عليهم بالخير الكثير، والنَّفع العميم، وحذرهم من أشياء وعد ارتكابها عصيانًا عظيمًا، وتَوَعدهم على مخالفته بجهنم، ولبئست دار المُذنبينَ.

وما انْفَكَّ الرُّسُل - صَلَوات الله عليهم وسَلامه - يقومون بهذا الأمر الخطير، ويبلغون عن الله - تعالى - ما أمر بِتَبْليغه لصالح الناس، ويرشدون قومهم للخير، وفيه فلاحهم المنشود، ويحذرونهم منَ الضلال الذي غلبتهم نفوسهم عليه، وما انْقَشَع ظل نبي أو رسول حتى عاود النفوس بعض ما أنسته من قديم، وركبوا متن أهوائهم؛ تَأَثُّرًا بِوسواس الضَّالين المُضلِّين.

وعلى هاتِه الطريقة، وذلك المنهاج، سار البشر في حياته الدُّنيا، قوم على هدى، وفريق في ضلال، ولن تجدَ لسُنَّة الله تبديلاً، وهذا الرسول الصادق، والنبي الأمين بَعَثَه الله على فترة من الرسل، بدين الحق؛ ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون، فأَقَرَّ منَ الشرائع ما جاء بتقريره صريحًا أو دلالة، ونسخ منها عن تبديل أو تغيير بزيادةٍ أو نقصان، أو عن إبطال على حسب ما اقْتَضَتْه سنَّة العمران لحكمة، وإن خفيت على بعض الأذهان، بيد أنه من خصوصيات الرُّسل، حسبما يُمليه عليهم الوحي الإلهي: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [يونس: 15]، فلا تسع غيرهم من الأنام.

فهذا الكليم موسى - عليه السلام - يشرع له صيام يوم النجاة، وهو اليوم الذي نجاه الله، فيه من فرعون وظلمه، والبحر وتلاطم موجه، فشق له البحر، واتخذ هو وقومه من بينه طريقا آمنًا.

فكان صيام ذلك اليوم من شريعته المرضية، وقال في حقه الرسول الأمين - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة، ووجد اليهود تصوم يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون، ونحن نصومه تعظيمًا له، فقال: ((نحن أولى بموسى منكم))، وأمر بصيامه.

ثم اقتضت حكمة العليم الحكيم أن فرض في الشريعة المحمدية الخالدة إلى يوم ينفخ في الصور أيامًا أخر، ووعد الممتثلين لذلك جزاءً مَوْفورًا.

وأحسب أنَّ للوقت أثرًا في هذا التشريع، كما له في ذلك التشريع، فَرُوعيَ في العبادة الظرف الذي تؤدى فيه، وبما أن شهر رمضان شرفه الله - تعالى - من بين الشهور، حيث أنزل فيه القرآن، وأعظم به من منة على المسلمين، جعله - سبحانه - ظرفًا لِتُقام فيه هاتِه العِبادة قيامًا بِوَاجب الشُّكر والامتنان، وبِمِقدار عِظَم المنَّة كان واجب الشكر أوفر، فذلك يوم النجاة.

وهذا شهر القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].

القرآن، وما أدراك ما القرآن، القرآن كلام الله، القرآن المتضمن لدين الله، القرآن الذي جعله الله ترجمانًا بينه وبين خلقه، القرآن نبراس الهدى للمهتدين، القرآن الذي ضمنه العليم أسرار شريعته، القرآن الذي قَصَّ علينا من حوادث الأمم عبرًا، وذكرى لقوم يعقلون، وأعطى للعالَم المثال الكامل للخلق الحسن، القرآن الذي أَدَّى به النبي الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم - رسالته للعالَم، وجاءهم فيه بِتَشريع لا عهد للإنسانية بِمِثله.

وحقيقٌ مَن كانت هاتِه بعض صفاته، وتلك درجته ومزيته، أن يتخذ الوقت الذي نزل فيه موسم عبادة، وأن يمتاز نوع هذه العبادة من سائر الطاعات، وما ذاك إلاَّ بالإخلاص الذي وإن كان شرطًا في قَبول جميع القرب، إلا أنه قد يفارقها فتبقى جسدًا بدون روح، وليس ذلك الصيام فإنَّ الإخلاص صفة ذاتية فيه، كما أفصح عن ذلك هذا الحديث.

قال - صلى الله عليه وسلم -: ((الصيام جنة))، قال ابن الأثير في "النهاية": معنى كونه جنة، أنه يقي صاحبه ما يؤذيه من الشَّهوات أ. ﻫـ.

فالصيام حجاب يتستر به الصائم؛ حتى لا يعبث به هواه، فيرديه في المآثم التي توعده الله عليها بالنار، فيكون الصيام حجابًا من النار بِوَاسطة أنه يقيه منَ الشهوات، وهذه إذا سلم من تأثيراتها لم يشمله الوعيد، وتَسَرْبل بِحِجاب الأمن منَ العذاب.

ولا يبعد هذا إذا قلنا: إن الصائم في عبادة خالقه ما دام متحليًا بصفات القانتين، صاعدة نفسه في مراقي الكمال، متطلعة إلى عالم الملائكة، متصفة بأخص صفاتهم التي تكون للمرء نعم الساتر بينه، وبين سائر المهلكات.

فجاء الترتيب ينادي بأن مَن كانت تلك صفته، لا يرفث، ولا يصدر منه الفحش، ولا يجل بارتكابه ما هو من أفعال أهل الجهل والأهواء، ولا يجادل بغير علم وهو مصداق قوله: ((فلا يرفث، ولا يجهل))، والرفث: منكر في الفطر والصيام، وهو من الصائم أشد لأن حالة العبادة تُنَادي بالابتعاد عنِ المخاطر، وإلا أوشك أن يخرجَ منها الصائم، وهو خاسر الصَّفْقَتَيْن.

وكما أنَّه لا يَتَعَدَّى على غيره، لا يجاري أهل الفحش في قبيح فعالهم، ((وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل إني صائم مرتين))، وهذا من الحديث مثال ثانٍ لخلق الصائم، الذي دأبه مرضات الله - عز وجل - لا يخضع لما تمليه عليه إرادته منَ الانتقام لنفسه؛ بل يكون مثالاً ليقتدي به مَن لا خَلاق له، فيرده عن غَيِّه بلطيف قوله، وكفى بتذكيره بالصيام واعظًا، وأنه في عبادة ربِّه الذي لا يخفى عليه ظلم كل معتد أثيم، وأن العابد يتنزه أن يلوث نفسه بالخطايا وينقض غزله، وهو لا يشعر.

وأن من تحريف الكلم عن مواضعه، أن يقول الإنسان هذا القول في مقام الاعتذار عما يرتكبه، من هجن القول، فترى الرجل تسوء أخلاقه في يوم الصيام، ولا يسلم من شره قريب أو بعيد، وأشد من نشفق عليه في هذا المقام المرأة والحشم، فيلاقي الواحد من هؤلاء ما يضني الفؤاد لا من أجل كبير، وإذا خاطبته فررت منه، ووليت منه رعبًا، لما يظهر عليه منَ الغضب الشديد، ثم إذا رجع إليه رشده تمثل بأني صائم.

أما علم أنَّ ذلك ورد في مقام الرَّد على أمثاله، لا في بيان وجه الاعتذار، حتى يقبل منه قوله، ويعطي منَ الأعذار ما يخفف عنه سوء صنيعه.

أما درى أنه بِصَنيعه هذا الممقوت، خرج من سلك مَن يعنيهم الحديث، ولا هو ممن وصفت رائحة أفواههم بما جاء في قوله - عليه الصلاة السلام -: ((والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))، وكفى بهذا القسم، وإنه لو تعلمون عظيم في بيان ما يكتنف الصائم من كمالات، وهذا الذي يتسرب إلى بعض الأذهان من أن الصائم يعتريه من الصفات لخلو معدته ما ينفر منه، هو عند الله على نحو ما تستطيبونه في حياتكم الدنيا أيها الغافلون.

والعبادة يتطلب لها كمال الظاهر والباطن، فطيب المصلي المسك، وطيب الصائم خلوف فمه، ويزول هذا الطيب بِعَثرات اللسان كما يرتفع الحجاب بما يأتي به المرء مِن قبيح الأفعال.

فالعاقل البَصير لا يرضى إلاَّ أن تكون جميع أعماله وأقواله مراعى فيها جانب الله، الذي تعبده بالصيام، وما صام إلا من أجله قال - عليه الصلاة السلام - فيما يحكيه عن رب العزة: ((يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي))، وهذا فيه التصريح بالتروك الثلاثة، التي هي مظاهر الصيام، وبيان لصفة الإخلاص التي امتازت بها هذه العبادة، التي يَجْني من ورائها الصائم نعمًا كثيرة {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، بعضها يرجع إلى عالَم المشاهدة من سلامة في الجسم والعقل، وبعضها يلقاه يوم الجزاء.

وكفانا ترجمانًا عنه ما جاء في تَتِمة هذا الحديث ((الصيام لي وأنا أجزي به)) فتشرف بإضافته إلى الله - تعالى.

وللعلماء في تأويل إضافة الصيام لله - تعالى - مذاهب كثيرة، والذي حدا بهم إلى ذلك ما هو معلوم أن الأعمال كلها لله - تعالى - وهو - سبحانه - الذي يجزي بها.

فَجَرَتْ لهم في بيان المراد أقوال لا سبيل إلى استيفائها في المقام، ولْنَكْتفي بالتَّعَرُّض لثلاثة منها:
أحدها: أنَّ الصوم لا يدخله الرياء كما يدخل غيره من العبادات، فيفسد المقصود منها، وهو العبادة لله وحده، والخلوص لجلاله، لتتحقق العبودية بأكمل مظاهرها، وأدق مدلولاتها، وما دخل الرِّياء شيئًا إلا أفسده، وسلم الصوم من هذا الخطر؛ لأنَّ الأعمال التي تلابس العبادات تكون بالحَرَكات إلاَّ الصوم، فإنه لا يطلع على حقيقة ما في نفس الأمر إلاَّ علام الغيوب.

وتَعَقَّب ابن حجر دعوى أن الصيام لا يتطرقه الرياء مفصلاً في المقام: أن الرياء يحصل مرة بالقول، وأخرى بالفعل، وهذا الثاني لا يدخل الصوم، وأما الأول فقد يدخل الصوم كمن يتبجح بخبره أنه صائم، فهو من هذه الحيثية يدخله الرياء.

واختار في دفع الإيراد أن الرياء الذي حصل إنما حصل من القول، ولم يكن حصل بنفس الصيام الذي وصف بأنه لا يدخله الرياء، وإنما حصل مِن أمر زائدٍ على الصيام.

ومنَ العلماء منِ اختار في التأويل أنَّ الصيام لم يعبد به غير الله - تعالى.










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 04:07   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
همسات ايمانية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية همسات ايمانية
 

 

 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام 
إحصائية العضو










افتراضي





في ظلال السنة النبوية الشريفة
السحور
فضائل وثمرات

فإن السحور مِنحة ربَّانية، ورخصة إلهية، ونِعمة فعليه، ووصية نبوية، وعطية ثمينة، وجائزة للصائمين سَنيَّة، مَن عمل به أُجِر وحصل له الكثير من الخيرات، ومن تركه غُبِن وحُرِم الكثير من البركات.

إن السحور يرفعُ من الدرجات، ويحط به من السيئات، وهو فضلٌ من الله - عز وجل - يَهدي إليه مَن يشاء.

وهو أحد تلك العبادات العظيمة العجيبة، التي يرى البعض أنها مربوطةٌ بأسبابها ومقوماتها - كما سنرى - ولعل مِن أعظمها:
الحرص على إقامة شرع الله - عز وجل - ولا سيما ما يتعلَّق بالصيام، وما فيه من العبادات - كما ينبغي، وتنفيذ حدوده - عز وجل - على الوجهِ الأكمل، وتحقيق الصيام وإتمامه على أقربِ وجهٍ ممكن من الكمال، أو ما يُدانيه.

وهو يجدِّدُ النشاط للعبادة التي تعقُبُه، وهي الصيام، ويَزيد من عنايةِ الصائمين بالصيام، ويصرِفُهم عن الأفكار الخبيثة، والوساوس الدنيَّة، التي يمكن أن تساورَهم عند صيامِهم، ويبعث جوارحَهم وقلوبهم، إلى ما يُرضي الله عز وجل، وما فيه الخيرُ لهم في دِينهم ودنياهم.

وهو إلى ذلك يقتضي محبةَ العباد له عز وجل، ويقرِّبُهم إليه، إلى غيرِ ذلك مما يمكِنُ استنباطُه من الأدلَّة الصحيحة، وبالقواعد المنضبطة، لكل مَن يسَّر اللهُ له ذلك، أو شيء منه.

إذًا السحور: عبادةٌ عظيمة وهَبها الله - عز وجل - لعبادِه المسلمين، وجمَّل بها أولياءَه المخلِصين، وهو مَسخَطة للشيطان، ومَرضاة للرحمن، وهو من أعظمِ الأسباب الشرعية التي يُستعان بها على إتمام الصِّيام والطاعات، وأوثقِ العُرى التي تقوِّي صاحبَها على ترك الطعام والملذات، وهو يأخذ بيدِ الصائم ليتمَّ صومَه برشاد، وينهيَه بسَداد، وهو يَزيد في القوة، وهو من السنَّة، ومن خصائص هذه الأمَّة، أنعم الله - عز وجل - بها على هذه الأمَّة تمييزًا لها وتكريمًا عن سائر الأمم.

كما أنه تشريفٌ للصائم من وجه، وتكليفٌ له من وجه آخر، ولا يدرك شأوَه متهاونٌ فيه، ولا بركتَه مفرِّطٌ فيه، وهو إحدى تلك الصور الجمالية، التي تبرز - وبوضوح - الحنيفية السَّمحة، والرِّفق بأهلها، وله من المعاني الساميةِ والقِيَم الغالية، ما لو استحضرها الصائمُ، لكان منه أمر آخر؛ ولذلك فهو يستوجبُ - منا - الحمدَ والثَّناء، والشُّكر لربِّ الأرض والسماء.

وقد أخَذ به الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم، وعمِل به، وعاش في أكنافه الصائمون، وعمل به المخلِصون المتَّبِعون، وكانوا يحفِلون به في كل مكان، فرِحين مسرورين؛ طمعًا في الفوز بما ورَد فيه من الفضائل والثِّمار، وهنا - كمثال - يكمُنُ أحدُ أهمِّ الفروق الكبيرة بين من دأب يطالع السنَّة ويحفَظُها، وينظر لها، وبين مَن يعمل بها، وتظهرُ آثارُها في كلِّ حركاته وسكناته.
والفِطر والسحور فيهما أتى
فضلٌ عن الرسول نصًّا ثبتَا
قولاً وفعلاً آمرًا مرغِّبَا
فلا تكُنْ عما ارتضاه راغبَا

ولذلك لا بدَّ من تربية الأمَّةِ؛ رجالها ونسائِها، صغارها وكبارِها، وتنشئتهم على هذه الطاعة، ومعرفة الأسباب والعوامل التي تُضعِفُ العملَ به أو تمنَعُه، للحذَرِ منها والبُعد عنها، أو الأسباب التي تقوِّي الأخذَ به وتُعِين على العمل به، للحرص عليها، والأخذ بها؛ لشحذِ الهمم لطاعة الله - عز وجل - وحتى تحفظ الصائمَ عن تخطِّي محارم الله عز وجل.

فأسألُ الله ألا يحرمَنا وإياكم منها، وأن يوفِّقَنا؛ لنكون ممن سدِّد لاستغلالها على أتمِّ وجهٍ وأكملِه، وكما يحب ربُّنا ويرضى.

وقد رأينا أن نعيش في مراتعِ ثمراتها وفضائلها، ونتفيَّأ ظلالها التي وردت في السنَّة النبوية.

السحور أمرنا به:
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تسَحَّروا؛ فإن في السَّحور بركةً))[1].

فقوله: (تسحَّروا) صيغةُ أمر، فيها دليلٌ على أن الصائمَ مأمورٌ بالسحور، وفيها حضٌّ منه صلى الله عليه وآله وسلم لأمَّتِه على السحور، وأمرهم به، وترغيبهم فيه.

وهذا الأمرٌ للاستحبابِ والندب بالإجماع، وليس للوجوب، والصارفُ له عن الوجوب فعلُه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن الصوارف مواصلةُ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بالصحابةِ رضي الله عنهم في الحادثةِ المشهورة[2].

قال الحافظ: "السحور ليس بحتمٍ؛ إذ لو كان حتمًا ما واصل بهم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن الوصال يستلزم ترك السحور، سواء قلنا: الوصال حرام أو لا"[3].

وممن حكى الإجماع على عدم وجوبه:
القاضي عياض حيث قال: "أجمع الفقهاءُ على أن السحور مندوبٌ إليه ليس بواجب"[4].
وقال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن السحور مندوبٌ إليه"[5].
وقال النووي: "وأجمع العلماء على استحبابِه، وأنه ليس بواجبٍ"[6].
وقال ابن الملقِّن: "أجمع العلماءُ على استحباب السحور، وأنه ليس بواجب"[7].
ونفى ابنُ قُدامةَ الاخلاف في ذلك - أصلًا - فقال كما في المغني: "ولا نعلَمُ فيه بين العلماء خلافًا"[8]؛ [أي: في استحبابِه].

السحور يُعِين الصائم على الصيام:
عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((استعينوا بطعام السَّحر على صيام النهار..))[9].

السحور رحمة من الله يرحَمُ به المتسحر:
عن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يرحمُ الله المتسحِّرين))[10].

السحور من خصائص هذه الأمة:
عن عمرِو بن العاص - رضي الله عنه -: أن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب: أَكْلةُ السَّحر))[11].


وعن أبي سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((السحور كله بركة، فلا تدَعوه ولو أن يجرَعَ أحدُكم جرعةً من ماء؛ فإن الله - عز وجل - وملائكتَه يصلُّون على المتسحِّرين))[13].

السحور بركة[14]:
عن سَلْمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((البركة في ثلاث: الجماعات، والثَّريد، والسحور))[15].

وعن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله - عز وجل - جعل البركة في السحور والكيل))[16].

وعن رجل - رضي الله عنه - من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، أن رجلًا دخل على النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتسحَّر، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن السحورَ بركةٌ أعطاكموها الله - عز وجل - فلا تدَعوها))[17].

وقال عبادة بن نسي: " وكان يقال: تسحَّروا ولو بماء؛ فإنه كان يقال: إنها أكلة بركة"[18].

المراد من البركة:
وقد اختلف العلماء في هذه البركة، وما يُراد منها، وسوف أنقُلُ ما وقفتُ عليه من ذلك:
فقيل: هذه البركة هي القوةُ على الصيام[19].

وقيل: هي في زيادةِ الأوقات المختصة بالفضل، وهذا منها؛ لأنه في السَّحر[20].

وقيل: ما يتَّفق للمتسحِّر من ذِكر أو صلاة أو استغفار، وغيره من زيادات الأعمال التي لولا القيامُ للسحور، لكان الإنسان نائمًا عنها وتاركًا لها، وتجديد النية للصوم؛ ليخرج من الاختلاف، والسحور بنفسه بنية الصوم، وامتثال الندب طاعة وزيادة في العمل[21].

وقيل: امتثال أمرِ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم[22].

وقيل: الزيادة في إباحة الطعام والشراب لِمن أراد الصيام؛ وذلك أنه كان في بَدْءِ الأمر أن الصائم إذا نام حرم عليه الطعام، ثم أباح اللهُ تعالى الأكل والشُّرب إلى طلوع الفجر[23].

وقيل: اتباع السُّنة ومخالفة أهل الكتاب[24].

وقيل: زيادة في القدرة على صوم النهار، والتقوِّي به على العبادة وزيادة النشاط، وتخفيف المشقة[25]، قال النووي: "هذا هو الصوابُ المعتمَدُ في معناه"[26].

وقال الحافظ: "البركة في السحور تحصل بجهات متعددة: وهي اتباع السُّنة، ومخالفةُ أهل الكتاب، والتقوِّي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخُلق الذي يُثيره الجوع، والتسبُّب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك، أو يجتمع معه على الأكل، والتسبُّب للذِّكر والدعاء وقت مظنَّة الإجابة، وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام"[27].

وقال ابن دقيق العيد: "وهذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية؛ فإن إقامة السُّنة توجب الأجر وزيادته، ويحتمل أن تعود إلى الأمور الدنيوية؛ لقوةِ البدن على الصوم، وتيسيرِه من غير إجحاف به"[28].

وقال ابن عثيمين: "بركة السحور المراد بها البركة الشرعية، والبركة البدنية، أما البركة الشرعية فمنها: امتثال أمرِ الرسولِ صلى الله عليه وآله وسلم، والاقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم، وأما البركةُ البدنيَّة فمنها: تغذيةُ البَدَن، وقوَّته على الصوم"[29].

وقال - رحمه الله -: "ومن بركتِه: أنه معونة على العبادة؛ فإنه يُعِين الإنسان على الصيام، فإذا تسحَّر كفاه هذا السحور إلى غروب الشمس، مع أنه في أيام الإفطار يأكل في أول النهار، وفي وسَط النهار، وفي آخر النهار، ويشرب كثيرًا، فيُنزل الله البركةَ في السحور، يكفيه مِن قبل طلوع الفجر إلى غروب الشمس"[30].

السحور: الغدَاء المبارك:
عن خالد بن معدانَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم(هلُمَّ إلى الغدَاء المبارك)) يعني السحور[31].

وعن العِرباض بن ساريةَ - رضي الله عنه - قال: دعاني رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السحور في رمضان، فقال: ((هلُمَّ إلى الغَدَاءِ المبارَك))[32].

فضيلة السحور بالتمر:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((نِعْمَ السحور التمرُ))[33].

السُّنة تأخير السحور:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((بَكِّروا بالإفطار - وفي أحاديث أُخَر: عجِّلوا - وأخِّروا السحور))[34].

وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: (تسحَّرْنا مع النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آيةً)[35].

وعن أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تزالُ أُمَّتي بخير ما عجَّلوا الفِطر وأخَّروا السحور))[36].

ففي هذه الأحاديث الحضُّ على تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، وثَمَّ أحاديث أخرى كثيرة، تؤكِّد هذا وتؤيِّده، تراجع في مظانِّها.

ولقد استحبَّ الأئمة - كالشافعي وأحمد وإسحاق رحمهم الله وغيرهم -: تأخيرَ السحور[37]، وهو اختيارُ شيخِ الإسلام ابن تيمية - في غير ما موضعٍ من كتبه - وتلميذه ابن القيم، وغيرهم من المحقِّقين من العلماء.
وسنَّ في الإفطار أن يُعجَّلا
وأخِّر السحور نصًّا انْجَلا

وبهذا نصِلُ إلى ختام ما أردنا ذِكرَه وايضاحه، وبيانه وجمعه، ونسأل الله - عز وجل - أن ينفَعَنا بها، وجميعَ المسلمين، والحمدُ لله رب العالمين.











رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 04:09   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
همسات ايمانية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية همسات ايمانية
 

 

 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام 
إحصائية العضو










افتراضي




إن رمضان آتى بمنذ أيام، وفى الآمة تُعساء استقبلونه على أنه شهر؛ جوع نهار وشبع ليل، نوم في الفراش إلى ما بعد العصر؛ وسمر في الليل إلى الفجر، تراهم ذئاباً في الليل جيفاً في النهار، جعلوا من رمضان موسم طرب وسهر ودعايات وقنوات، انهم يقتلون رمضان ويفسدون حلاوته وطعمه، حُرموا وحَرموا غيرهم من جمال رمضان وروعة الحياة فيه، عبادة للبدن والجسد بنزواته ولذاته، وأسر للروح والعقل؛ مساكين هؤلاء..
رمضان ؛ رُبَّ فمٍ تمنَّع عن شراب أو طعام
ظن الصيامَ عن الغذاء هو الحقيقة في الصيام
وهوى على الأعراض ينهشها ويقطع كالحُمام
يا ليته إذ صام، صام عن النمائم والحرام
وانساك إذ ينساك عن كذب وجود وإحرام
وعن القيام لو أنه فيما يحاوله استقام
رمضان نجوى مخلص للمسلمين وللسلام
تسمو بها الصلوات والدعوات تضرم إضرام
فاين نحن من سلفنا الصالح

لذا فقد عرف السلف الصالح قيمة هذا الموسم المبارك فشمروا فيه عن ساعد الجد واجتهدوا في العمل الصالح طمعاً في مرضاة الله ورجاء في تحصيل ثوابه ، فقد ثبت أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم
وقال عبدالعزيز بن أبي داود : أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم : أيقبل منهم أم لا ؟
فتعال أخي الكريم نستعرض بعض أحوال السلف في رمضــان وكيف كانت همّتهم وعزيمتهم وجدّهم في العبــادة لنلحق بذلك الركــب ونكون من عرف حقّ هذا الشهــر فعمل له وشمّــر

أولاً: حالهم مع قراءة القرآن

قال ابن رجب: وفي حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها : « أنّ جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرةً وأنّه عارضه في عام وفاته مرتين » متفق عليه ، وفي حديث ابن عباس « أنّ المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً » متفق عليه
فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً فإنّ الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} [المزمل:6]، وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى:{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة:185] لطائف المعارف ص315

ولهذا حرص السلف رحمهم الله على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان بين ذلك في سير أعلام النبلاء فمن ذلك


* كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ


* كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف


* كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن

* كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين

* كان زبيد اليامي : إذا حضر رمضان أحضر المصحف وجمع إليه أصحابه

* كان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمه

* قال أبي عوانة : شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان

* كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ


* وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة


* كان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر


* كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة


* وقال القاسم بن علي يصف أباه ابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق): وكان مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة أو يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية

* فائدة :
قال ابن رجب الحنبلي : وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنام للزمان والمكان وهذا قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأمة وعليه يدل عمل غيرهم . لطائف المعارف

ثانياً: حالهم في قيام الليل

فإن قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها،تتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات


* قال الحسن البصري: لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل


* وقال أبو عثمان النهدي: تضيّفت أبا هريرة سبعاً فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً يصلي هذا ثم يوقظ هذا


* وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه.


* وكان طاوس يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول : طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين


* عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبَي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس في رمضان، فكان القاريء يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلاَّ في فروع الفجر . أخرجه البيهقي


* وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان من القيام فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر . أخرجه مالك في الموطأ

.
* وعن أبي عثمان النهدي قال: أمر عمر بثلاثة قراء يقرؤون في رمضان، فأمر أسرعهم أن يقرأ بثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ بخمس وعشرين، وأمر أدناهم أن يقرأ بعشرين . أخرجه عبد الرزاق في المصنف


* وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هُرْمز قال: كان القراء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات، فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم . أخرجه البيهقي


* وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوةً من ماءٍ ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح. أخرجه البيهقي


* وعن نافع بن عمر بن عبد الله قال: سمعت ابن أبي ملكية يقول: كنت أقوم بالناس في شهر رمضان فأقرأ في الركعة الحمد لله فاطر ونحوها، وما يبلغني أنّ أحداً يسثقل ذلك . أخرجه ابن أبي شيبة


* وعن عمران بن حُدير قال: كان أبو مجلز يقوم بالحي في رمضان يختم في كل سبع. أخرجه ابن أبي شيبة


* وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو الأشهب قال: كان أبو رجاء يختم بنا في قيام رمضان لكل عشرة أيام


* وعن يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة، قال: وكانوا يقرؤون بالمائتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان من شدة القيام . أخرجه البيهقي

طبقات السلف في قيام الليل

قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات


الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء


الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل


الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي : « أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سُدسه » متفق عليه


الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه


الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام فإذا انتبه قام

.
الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين

.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين ويُعسِّـلون في السحر فيجمعون بين الطرفين ، وفي صحيح مسلم أن النبي قال: « إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه وذلك كل ليلة »

الأسباب الميسِّرة لقيام الليل

ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل


فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب فيغلبه النوم ويثقل عليه القيام.
الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام
الرابع: ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.

وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين وعن البدع وعن فضول الدنيا
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه

ثالثاً: حالهم في الجود والكرم إذا أقبل شهر رمضان

1- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة » متفق عليه
قال المهلب: وفيه بركة أعمال الخير، وأن بعضها يفتح بعضاً ويعين على بعض ألا ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة
وقال الزين بن المنير: أي فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة صلى الله عليه وسلم
وقال ابن رجب: قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم

2- كان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجِفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.

3- يقول يونس بن يزيد: كان ابن شهاب إذا دخل رمضان فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام

4- كان حماد بن أبي سليمان يفطِّر في شهر رمضان خمس مائة إنسان، وإنه كان يعطيهم بعد العيد لكل واحد مائة درهم


رابعاً: التقليل من الطعام


1- قال إبراهيم بن أبي أيوب: كان محمد بن عمرو الغزي يأكل في شهر رمضان أكلتين
2- وقال أبو العباس هاشم بن القاسم: كنت عند المهتدي عشيَّةً في رمضان فقمت لأنصرف فقال: اجلس، فجلست، فصلى بنا، ودعا بالطعام فأحضر طبقَ خِلافٍ عليه أرغفةٌ وآنية فيها ملحٌ وزيتٌ وخلٌّ فدعاني إلى الأكل فأكلت أكل من ينتظر الطبيخ فقال: ألم تكن صائماًً؟ قلت: بلى، قال: فكل واستوفِ فليس هنا غير ما ترى!


خامساً: حفظ اللسان وقلة الكلام وتوقي الكذب


1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه » أخرجه البخاري
قال المهلب: وفيه دليل أن حُكم الصيام الإمساك عن الرفث وقول الزور كما يمسك عن الطعام والشراب وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقَّص صيامه وتعرض لسخط ربه وترك قبوله منه

2- ال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائمٌ إني صائمٌ » أخرجه مسلم
قال المازري في قوله: « إني صائمٌ » يحتمل أن يكون المراد بذلك أن يخاطب نفسه على جهة الزجر لها عن السباب والمشاتمة

3- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ليس الصيام من الطعام والشراب وحده ولكنه من الكذب والباطل واللغو والحلف. أخرجه ابن أبي شيبة

4- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب ولكن من الكذب والباطل واللغو .أخرجه ابن أبي شيبة.

5- وعن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر رضي الله عنه: إذا صمت فتحفظ ما استطعت .
وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلاّ لصلاة . أخرجه ابن أبي شيبة

6- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء. أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب 2/422

7- وعن عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقول: إذا كنت صائماً فلا تجهل ولا تساب وإن جُهِل عليك فقل: إني صائم . أخرجه عبد الرزاق في المصنف

8- وعن مجاهد قال: خصلتان من حفظهما سلم له صومه: الغيبة والكذب . أخرجه ابن أبي شيبة.

9- وعن أبي العالية قال: الصائم في عبادة ما لم يغتب. أخرجه ابن أبي شيبة.


أحوال السلف مع الوقت


قال الحسن البصري : يا ابن آدم! إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك
وقال : يا ابن آدم! نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك
وقال : الدنيا ثلاثة أيام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه وأما غداً فلعلّك لا تدركه وأما اليوم فلك فاعمل فيه
وقال ابن مسعود : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي
وقال ابن القيم : إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
وقال السري بن المفلس : إن اغتممت بما ينقص من مالك فابكِ على ما ينقص من عمرك














رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 04:10   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
همسات ايمانية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية همسات ايمانية
 

 

 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام 
إحصائية العضو










افتراضي




تاملوا معي هذين الحديثين العظيمين ثم ارجعوا لانفسكم وانظروا اين انتم منهما
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه الشيخان .
غريب الحديث :
إيماناً : المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صوم رمضان .
احتساباً : الاحتساب هو طلب الأجر ورجاء الثواب من الله تعالى.
اضاءات الحديث :
1. قوله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان) صيغة من صيغ العموم، فيعم كل من صام رمضان رجلاً أو امرأة.
2. قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري": المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى. وقال الخطابي: احتسابا أي: عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه .
3. قال الإمام النووي: معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً، أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص .
4. قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه) هذا هو جواب الشرط؛ فمن صام رمضان على الوجه المطلوب شرعاً مؤمناً بالله وبما فرضه الله عليه ومنه عبادة الصيام، ومحتسباً للثواب والأجر من الله، فإن المرجو من الله أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه.
5. جاء في رواية عند أحمد زيادة: (غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر). ولكن هذه الزيادة شاذة، كما قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: "رواه أحمد بإسنادين الأول حسن، والثاني مرسل ضعيف. ثم زيادة: "وما تأخر" شاذة تفرد بها حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو".
6. ذكر في الحديث أن الصيام يكفر الله به ما تقدم من الذنوب، فهل المقصود بتكفير الذنوب أنه يكفر الذنوب جميعاً صغائر وكبائر، أما الصغائر فقط؟، وكذلك بقية النصوص التي فيها الإشارة إلى مغفرة ما تقدم من الذنوب..
المعلوم من كلام أهل العلم: أنه لا تُكفَّر سوى الصغائر. وأما الكبائر فلابد لها من التوبة، وحكى ابن عبد البر في كتابه: "التمهيد" إجماع المسلمين على ذلك، واستدل عليه بأحاديث منها ماجاء في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر)


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
غريب الحديث :
إيماناً : المراد بالإيمان: الاعتقاد بأن قيام رمضان سنة مؤكدة .
احتساباً : الاحتساب هو طلب الأجر ورجاء الثواب من الله تعالى.
اضاءات الحديث :
1. قوله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان) صيغة من صيغ العموم، فيعم كل من قام رمضان رجلاً أو امرأة.
2. قال الإمام النووي :معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً، أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص .
3. قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه) هذا هو جواب الشرط؛ فمن قام رمضان على الوجه المطلوب شرعاً مؤمناً بالله وبما فرضه الله عليه ومنه عبادة القيام، ومحتسباً للثواب والأجر من الله، فإن المرجو من الله أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه.
4. ذكر في الحديث أن القيام يكفر الله به ما تقدم من الذنوب، فهل المقصود بتكفير الذنوب أنه يكفر الذنوب جميعاً صغائر وكبائر، أما الصغائر فقط؟، وكذلك بقية النصوص التي فيها الإشارة إلى مغفرة ما تقدم من الذنوب..
المعلوم من كلام أهل العلم: أنه لا تُكفَّر سوى الصغائر. وأما الكبائر فلابد لها من التوبة، وحكى ابن عبد البر في كتابه: "التمهيد" إجماع المسلمين على ذلك، واستدل عليه بأحاديث منها ماجاء في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر)
5. ثبت في الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي , صلى الله عليه وسلم , صلى في المسجد - من جوف الليل - فصلى بصلاته ناس من أصحابه ثلاث ليال . فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله - أي امتلأ من الناس - فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان .
وفي هذا الحديث شفقة النبي , صلى الله عليه وسلم , على أمته . وفيه حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على السنة, ورغبتهم في قيام الليل .
في السنن بسند صحيح عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي , صلى الله عليه وسلم , أنه قال : (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) فينبغي الحرص عليها , والاعتناء بها , رغبة في الخير وطلبا للأجر , فيصلي المرء مع الإمام حتى ينصرف , ليحصل له أجر قيام ليلة .












رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 06:34   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبو همام الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو همام الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا موضوع طيب
ماشاء الله
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ويوفقنا لكل خير
بالتوفيق









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 10:26   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
موح دادي
مراقب الأخبار، التكوين ..
 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز سنة 2012 المرتبة الأولى وسام افضل موضوع 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت أختي الكريمة على النصائح القيمة الشدية
أسأل الله أن يعمل بها كل من قرأها











آخر تعديل موح دادي 2015-06-22 في 16:19.
رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 11:52   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

ماشاء الله تبارك الله مجهود طيب فعلا بارك الله فيك...موفقة يارب
يحتاج عدة زيارات للاستفادة منه...لي عودة...










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 12:20   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إلا إلا أنت

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

موفقون باذن الله









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 14:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا على المجهود الواضح نفعه بإذنه تعالى والنصائح المبذولة

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 16:31   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
همسات ايمانية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية همسات ايمانية
 

 

 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو همام الجزائري مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا موضوع طيب
ماشاء الله
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ويوفقنا لكل خير
بالتوفيق
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موح دادي مشاهدة المشاركة
بوركت أختي الكريمة على النصائح القيمة الشدية
أسأل الله أن يعمل بها كل من قرأها


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سائلة عفو ربها مشاهدة المشاركة
ماشاء الله تبارك الله مجهود طيب فعلا بارك الله فيك...موفقة يارب
يحتاج عدة زيارات للاستفادة منه...لي عودة...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحون مشاهدة المشاركة
ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إلا إلا أنت

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

موفقون باذن الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أمة الله الجزائرية مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا على المجهود الواضح نفعه بإذنه تعالى والنصائح المبذولة

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

بارك الله فيكم جميعا وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال نسال الله ان يرحمنا في هذا اليوم رحمة لا نرجو بعدها رحمة سواك
اللهم اغفر ذنوبنا واغسل حوببتنا ونفس كرباتنا









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 16:34   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
همسات ايمانية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية همسات ايمانية
 

 

 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fairo مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا لك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ¤صفـوة النّفـس¤ مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بورِكتِ أختاه على طيبِ طرحِك، جعل الله كلّ حرفٍ خططتِه بموازين حسناتِك
وجعلنا وإيّاكم ممّن يستمعون القول فيتّبعونَ أحسنه


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بار ك الله، امين اختي ولك بالمثل ن نفع الله بكم وادامكم نبراسا في هذا الصرح الطيب

امين امين

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال









رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 14:21   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
fairo
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية fairo
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا لك










رد مع اقتباس
قديم 2015-06-22, 15:39   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بورِكتِ أختاه على طيبِ طرحِك، جعل الله كلّ حرفٍ خططتِه بموازين حسناتِك
وجعلنا وإيّاكم ممّن يستمعون القول فيتّبعونَ أحسنه










آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2015-06-22 في 15:41.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عبقات وقطوف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc