

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الأمين، اللهمّ لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم ، اللهمّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانْفعنا بما علَّمتنا وزِدنا علمًا ، وأرِنا الحقّ حقًا وارزقنا اتِّباعه ، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجْتِنابه ، واجْعلنا مِمَّن يستمعون القَوْل فيتَّبِعون أحْسَنَهُ ، وأدْخِلنا بِرَحمتِكَ في عبادك الصالحين .
يعتبر شهر رمضان هو شهر الصيام ، لأنه عبادة عظيمة خص الله بها المسلمين ، وهو أحد اركان الاسلام ، وللصيام في شهر رمضان أجر عظيم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، وهو واجب على كل مسلم ومسلمة . قال الله تعالى" كل حسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"
وهذه أحكام الصيام: أركانه، فضله، سننه، مبطلاته
الصيام في سطور
الحمد لله الذي فرض علينا الصيام كما فرضه على الذين من قبلنا , وله الحمد والمنة القائل في الحديث القدسي (كـُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِـي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)متفق عليه , فالواجب على المسلم أن يحرص على أن يعرف أحكام الصيام حتى يعبد الله على بصيرة ,يعرف أقسامه , وأركانه , ومستحباته , فللصيام قسمين ، أولهما الصيام الواجب ،وثانيهما الصيام المندوب ، فالواجب ينقسم إلى ثلاثة أقسام ، قسم فرضه الله علينا شهرا في كل سنة ، وهو شهر رمضان أما القسم الثاني فهو الواجب لعله ,وهو صيام الكفارات ، و القسم الأخير هو الواجب بإيجاب الإنسان على نفسه وهو صيام النذر , ففي القسم الأول من صيام الواجب , فإنه يجب على العبد عندما يتبين له دخول شهر رمضان أن يمسك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس , ويثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين ، الأمر الأول ، برؤية الهلال من واحد عدل , أما الأمر الثاني فإن لم ير الهلال لغيم أو نحوه أتموا عدة شعبان ثلاثين يوماً ، فإذا ما ثبت دخول الشهر وجبت تثبيت النية قبل الفجر ، هذا بالنسبة للصيام الواجب ، أما المندوب فتجوز النية حتى في اثناء النهار ، فالنية تعتبر الركن الأول من أركان الصيام ، ومن أركانه الإمساك عن المفطرات ، فمفطرات الصيام خمسة ، الأكل و الشرب و القيء عمداً و الجماع والحيض و النفاس ، فكل من وقع في أحد هذه المفطرات وجبت عليه الكفارة المبينة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، هذا ويستحب للصائم فعل بعض الأمور منها ، السحور ويستحب تأخيره ، كما يستحب له تعجيل الفطور وأن يفطر على رطبات فإن لم يكن فعلى تمرات أو على الماء ، ويستحب له كثرة تلاوة القرآن ، كما يستحب لولي الأمر أن يعود أبنائه على الصيام وإن لم يكن واجب عليهم ، فالصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مقيم ويجب على المرأة أن تكون طاهرة من الحيض والنفاس ، هذا وثمة أيام يستحب صيامها ، وأيام يكره الصيام فيها ، وأخرى يحرم صيامها ، فأما ما يستحب صيامها فمنها ما يكون مطلقا ومنها ما يكون مقيدا , والمقيد إما أن يكون مبهم وإما أن يكون معين ، أما ما يحرم صيامها فمنها ما اتفق العلماء على حرمتها ، ومنها ما اختلفوا عليه ، هذا وقد يلزم الإنسان نفسه بصيام فيصبح في حقه واجب وهو ما يسمى بصيام النذر ، فللنذر صيغ كثيرة منها أن يلتزم بالصيام في مقابل حدوث نعمة أو اندفاع بلية فإذا حصل المعلق به لزمه الوفاء بما التزم به ، وحكم النذر مكروه ، والواجب على من نذر أن يوفي بنذره إلا أن يكون نذر معصية ، وإذا وافق صيام النذر أيام منهي عن الصيام فيها فلا يصومه ، وللصائم أن يستاك في نهار رمضان في أول النهار وآخره ، كما له مباشرة أهله في نهار رمضان إذا قدر على ضبط نفسه ، وله أيضا أن يتمضمض ويستنشق من غير المبالغة وله أن يحتجم في نهار رمضان ، غير أنه يكره له الحجامة اذا خشي على نفسه من الضعف .
هذا وغيره ستجده إن شاء الله تعالى بالتفصيل مقروناً بأدلة من كتاب الله تعالى والسنة الصحيحة
يتبع.....