بينما أنا أشاهد برنامجا من البرامج عبر قناة من القنوات ولم أكن أنوي اختيار البرنامج ولكن مر على بصري فتوقفت وكان ما يقدم حوار مع ممثل جزائري.
توقفت وتمهلت وأنصت وحاولت أن أحلل باذلا جهدي أن لا أتأثر بالمؤثرات السلبية وعاملا على اقتناص الأشياء الإيجابية.
كان هناك سؤالا من مقدم البرنامج للممثل حول رأيه في فتاة دخلت التمثيل ثم صرحت فيما معناه : بأنه تم ابتزازها وطلبوا منها أن تقوم بأدوار وتفاصيل لا تتلاءم مع قناعاتها وتربيتها؟؟؟؟
رد الممثل قائلا: ليس الممثل من يفرض رأيه ماذا يمثل وماذا يفعل حتى عملية تزيين الممثل ليس له أن يعترض عليها أو يحدد شكلها وتفاصيلها لأنه هنا لتقديم دور معين صحيح له أن يقترح أمورا في نطاق الدور الذي يلعبه ولكن للتزيين شخص مكلف به وللإخراج شخص مكلف به وهكذا لكل دور وللمثل أن يختص بدوره وفقط.
إن كلام الممثل كلام منطقي إلى حد بعيد ولكن دعونا نشاهد ما أضاف من قول:
قال إنه على الممثل أن يكون مخلصا وفيا للدور الذي يلعبه وليس مخلصا للجمهور بمعنى إذا كانت امرأة معينة تمثل بأنها زوجة يجب عليها أن تظهر في الفلم وكأنها زوجة حقيقية مع الشخص الذي يمثل دور الزوج، فإنه لا يعقل أن تقول لأحدهم لا تلمس يدي أو لا تعانقني متحججا بأن ذلك ليس من مبادئك. إن لم تفهم هذا فعليك بأن تختار مهنة أخرى إذهب وبع اللفت والبطاطا أو اختر شيئا آخر.
كلام الممثل منطقي إلى أبعد الحدود ولكن،
الشيء غير منطقي هو: كيف نختار مهنا من المهن ولا ندرس ونتوقع العواقب خصوصا ما يتعلق بديننا وشرفنا؟؟؟
سمعت أن طالبا أكمل دراسته في ميدان الطب وكان التخصص مرتبطا بالجراحة ولكن في النهاية، حينما حان وقت الممارسة اكتشف بأنه لا يتحمل رؤية الدماء.
يجب أن تكون رؤيتنا بعيدة، يجب أن نختار من نكون، يجب أن نبحث عن المعلومات حتى لا نكون من بين ما يمكن أن نكون: لعبة في يد الآخرين.