-إلى روح والدي رحمه الله تعالى
البشير بوكثير / رأس الوادي
تمرّ اليوم الذكرى الحادية والعشرون لوفاة والدي عبد القادر المدعو الحمدي رحمه الله ، ذلك الفلاّح البسيط الذي امتزجت كلّ خلايا جسده بعبق تراب قريتي "المالح" بأولاد سي أحمد..
كان رجلا عظيما وشهما وشامخا وذكيا جدا وهذا بشهادة جميع من عرفه، ورغم أنّه لم يتعلّم في مدرسة إلاّ أنّ الحياة بصروفها وتجاربها كانت خيرَ معلّم له .. لقد أدرك قيمة العلم وفضله فأراد ألاّ يحرمنا من سناه كي نحقّق يوما مُناه ومبتغاه ، لذلك ترك أحبّ مكان إليه مسقط رأسه وأجداده وانتقل بنا إلى مدينة رأس الوادي لكي نُصيبَ شيئا من إدام العلم والمعرفة، وبعد أن اطمأنّ على مستقبلنا هناك، يمّم شطر الجزائر العاصمة التي استقرّ فيها أشقّاؤه بحثا عن العمل ، حيث عمل حارسا بسيطا في إحدى المؤسسات العمومية بالعاصمة، يعمل أسبوعا ويستريح اسبوعا، كان يتقاضى مُرتّبا زهيدا جدّا لايكاد يُقيم الأوَد إلاّ أنّه استطاع بفضل الله ومنّه أوّلا ثمّ بتقشّفه على نفسه وحرمانها من ملذّات الدّنيا أن يقيمَ بناء أسرة متينة الأركان، عزيزة النّفس طاهرة الوجدان..
كان طوال حياته مكافحا صابرا لايتبرّم ولايسخط ولايغضب ، راضيا بقضاء الله، شاكرا إيّاه على نعمة الصّحة والعافية حتّى وقعَ له ذلك الحادث المشؤوم الذي قضى عليه وهو في الثّالثة والسّتين من عمره، ونحن في أمسّ الحاجة إلى عطفه وحنانه..
رحمك الله تعالى أيها الأب الحبيب في الأوّلين والآخرين ،و جمعنا وإيّاك مع الصّالحين غير مبدّلين ولامُغيّرين وإنّا على فراقك يا أبتاه لمحزونون، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
الاثنين: 4 ماي 2015م