المساجد اليوم ولله الحمد مملوءة بالمصليين خاصة منهم الشباب الذي هو عماد الأمة، والمكتبات تزخر بأمهات الكتب في شتى المجالات، ووسائل الإعلام الإسلامية سواء المكتوبة منها أو المسموعة أو المرئية تزودنا يوميا بما يجعلنا خير امة أخرجت للناس، لكن وللأسف الشديد رغم هذا كله نفتقر إلى الأخلاق التي فتح بها أسلافنا الأمصار.
نحن قوم نسمع ولا نعمل، نتكلم كثيرا ونعمل القليل، الكل اليوم يتكلم في الإسلام، العارف يتكلم وغير العارف يتكلم، العالم يتكلم وغير العالم يتكلم، المتعلم يتكلم وغير المتعلم يتكلم، وهكذا صار الإسلام أسهل وأبسط المواضع على الإطلاق، الكل يتكلم فيه من حيث يدري أو لا يدري، وإن ناقشته أفحمك بجهله، وبهذا فقد أفرغنا الدين الإسلامي من محتواه الحقيقي وجعلناه شكلا بلا مضمون وجسدا بلا روح، وكل منا يريد أن يخضع الإسلام لهواه، يفتي بما يحلو له ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.