السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما كنت صغيرا كما يعبر عنه بسن المراهقة إن كان مصطلح المراهقة حقيقة طبعا، سمعت وأنا صغير بأن الدول الكافرة تكيد للدول المسلمة وشيئا فشيئا أصبحت تلك المعلومة قناعة اقتنعت بها ولكن،
حينما اتسع محيطي وأصبت بسهام الظلم في بلادي العزيزة بدأت تلك القناعة تتغير شيئا فشيئا فجعلت أحدث نفسي وأقول: أي مكائد هذه التي كنت أسمعها!!!! إن الظلم هو ظلم بني جلدتي وما المكائد التي كنت أسمع عنها سوى إخفاء وتمويه للحقيقة. فلا توجد مؤامرة ولا شيء آخر، الأمر وما فيه أن من يظلمون في بلادي يدعون ذلك لصرف الناس عن الحقيقة وعن الظلمة الحقيقيين فينصرف نظر الناس إلى خارج الوطن كيف لا ومن يتهمونه بالكيد والمؤامرات هي دولا خارجية.
فحينما ظننت أنني فهمت اللعبة تحول نظري من الدول الخارجية الكافرة إلى داخل الوطن فجعلت كلما أسمع شخصا من داخل الوطن يتحدث بعبارات عن المؤامرات والمكائد التي تحاك ضد الجزائر أسخر وأضحك داخل نفسي كيف لا وقد صارت تلك العبارات بالنسبة لي تمويه للحقيقة فقط.
ومر بي الزمن على هذه الحال إلى أن أدركت يوما بأن العالم أكبر مما كنت أتصور وأن الأمر ليس في كونه فقط مؤامرات ضد الدول الإسلامية بل لو كان بإمكان الدول الكافرة أن تختار لنا نوع الهواء الذي نتنفسه منذ صغرنا لفعلت ذلك، أدركت بأن تلك الدول الكافرة أقرب إلينا أكثر مما نتصور وكأنها فوق رؤوسنا هي من تخطط لنا أي نوع من التفكير تريده لنا وخاصة الأطفال والشباب والنساء منا، هي من تختار لكثير منا من هو الصديق ومن هو العدو هي من تصور لكثير منا من هو القدوة.
أصبحت سهامها تصيبنا ولا نراها، هي من تصور لكثير منا بأنهم أقوياء وهم في الحقيقة غير ذلك هي من صورت نفسها بأنها الصديق وصورت مكتسباتنا بأنها هي العدو.
من أراد في الماضي أن يخضع شعبا كان يحتل ذلك الشعب بالقوة ومن ثم يملي عليه ما يريد. أما الآن فيكفي أن تحتل العقول من بعيد عبر بضعة أزرار وعبر الذبذبات.
إن من الأسباب التي تبقي الدول الكافرة في المقدمة هي جعل الدول المسلمة دائما في المؤخرة وتكسير وتهديم كل شيء يسمح لها بالاستيقاظ والعمل الدؤوب على ذلك.
من صنع حضارتنا في الماضي ومن يصنع حضارة الغرب اليوم أليس ديننا؟؟؟ إذن فحتما ستعمل الدول الكافرة وقد عملت ولازالت تعمل على دراسة ديننا والأخذ منه من وراء الكواليس وإبعادنا عنه وتصويره في أسوء صورة.
لقد عدت إلى المربع الأول وأنا أتألم وأقول متى يفيق شعبي ويأخذ بأسباب النجاح كتاب الله وسنة رسوله، أليس ديننا يحث على طلب العلم ويبعد العقل عن كل الآفات التي تعطله؟؟؟؟؟