هل يمكن أن نلتمس العذر لهذا الرجل؟

[خديجة إحسان]

السلام عليكم

أريد أن أشارككم هذه القصة,كما أريد معرفة آرائكم في قصة كهذه.
هو شاب خلوق متدين يعمل عملا محترما,عاش طفولة قاسية نوعا ما إذ انفصل أبوه عن أمه عندما كان عمره سنة وتركه هو وأخته,تربى الشاب في كنف جده وأمه التي وهبت نفسها لتربيته هو وأخته,عاش الشاب في بيت جده مع خالاته الكثيرات بطبيعة الحال,اتسمت شخصيته بالهدوء أو الصمت الظاهر أو كما يقال:عااااقل بزاف,المهم أن الشاب لم يتزوج وكان عازفا عن الزواج حاول أهله مرات عديدة,وكان يتحجج أنه ليست لديه أي علاقة أو خبرة بالفتيات,إلى أن اقتنع مرة بأنه يجب أن يتزوج وآن أوان الارتباط,لكنه احتار فهو لا يعرف أي فتاة لا من بعيد ولا من قريب,ولذلك طلب العون من زميله في أن يرشده إلى فتاة محترمة تصلح كزوجة له,وصديقه فكر هو وزوجته واختار له زميلته في الدراسة والتي كانت تمتلك مقومات عديدة يمكن أن تبهر هذا الشاب؛جميلة خلوقة متدينة وناجحة في دراستها ومثقفة..إلخ,المهم اقترح عليه الأمر فوافق,ثم اقترح على الفتاة الأمر ففكرت ووجدت أنه لا ضير من إعطاء الفرصة مبدئيا ثم الفصل في هذا الأمر,خاصة أنها كانت تطمح إلى أشياء كثيرة مع زوج المستقبل.
التقى الشاب بالفتاة بحضور زميلهما في مكان عام,وتحدثا عن أمور الحياة.خرج الشاب من هذا اللقاء وهو يرى أنه وجد فتاة أحلامه خاصة أن ما ميزها هو إيمانها.كانت هناك بعض الأمور اختلفا عليها كثيرا,لكن بعد أخذ ورد وصل الشاب والفتاة إلى نقطة مفادها أنهما يريدان مواصلة الطريق مع بعض,واتفقا على أن الخطوة الرسمية ستكون بعد إنهاء الفتاة دراستها ولم تكن فترة طويلة(3أشهر على الأكثر)مع العلم أن كل أفراد عائلتها كانوا على علم به إلا والدها,كما أن الفتاة رفضت إعطاء الشاب رقم هاتفها حتى يكون الأمر رسميا.لكن الشاب طلب منها أن يأتي بأهله قبل هذه الفترة لكي يروها فقط ثم تكون الخطوة الرسمية بعد ذلك,وكان الشاب متحمسا جدا رغم أن الفتاة عارضت إلا أنها وافقت أخيرا,وجاء أهل الشاب وكانت الفتاة أميرة سلبت عقولهم وحتى العائليتين توافقا مبدئيا.الشاب عندما أرسل أهله كان أمرا روتينيا فقط فهو أخذ قراره والفتاة كذلك,لكن خالته التي أخذت رقم هاتفها حتى تكلمها لم تكلمها ذلك اليوم ومرّاليوم فاليوم إلى أن مرت 13 يوما,وكل هذا والفتاة مرتاحة فهي تعتقد أن الأمور طبيعية,لكن أهل الفتاة قالوا لها أن هذا ليس طبيعيا فهم لم يردوا يعني أنهم رفضوا,وهنا الفتاة أحست بإهانة بالغة فهي اتفقت مع الشاب وأهله جاءوا لرؤيتها فقط وليس لأخذ القرار,وهنا بدأت تسأل زميلها الذي احتار هو كذلك في مماطلة الشاب الذي كان يقول له أنه سيكلم الفتاة اليوم,غدا...,الفتاة كانت تريد مواجهة فهو كان متحمسا جدا ثم انطفأ فجأة وهي لا تدري ما حدث أصلا,وبعد ضغط الزميل على الشاب تحدثت خالة الشاب مع الفتاة,وقالت لها سببا واهيا ومضحكا وهو:أن الفتاة ليست من الولاية التي يسكنون فيها,إلا أن الفتاة انكسر عنفوانها ولم ترض بهروب الشاب من مواجهتها,ذهبت إليه في عمله لتكتشف أن السبب الرئيسي هو أنهم يرون هذه الفتاة ليست هي الفتاة التي تخدم أمه,وهي فتاة طموحة وناجحة...إلخ.ما جرح الفتاة أنها أحست أن الشاب تخلى عنها لأنه لم يحاول حتى في أن يحافظ عليها,في أن يقنع أهله,وما كسرها أنها أحست أنها كسرت حاجز الحياء بينها وبين أبيها وقدمت الشاب إلى عائلتها ليتركها أمام عائلتها ويتخلى عنها,الشاب تأثر كذلك لكن موقفه كان سلبيا جدا,والفتاة أحست بغدر كبير وإهانة وانكسار منه ومن أهله الذين أخذوا موقفا دون أن يعرفوا طيبة أخلاقها.

فما رأيكم في هذا الرجل الذي خيره أهله بينهم وبين هذه الفتاة تخيلوا وصل الأمر إلى أن خيروه بينهم وبين أن يتزوج هذه الفتاة,ما رأيكم في رجل وجد فتاة أحلامه ولم يدافع عن اختياره وتركها في منتصف الطريق منكسرة مجروحة؟
هل يمكن أن نلتمس له العذر؟؟؟؟؟؟