| التفكير خارج الأطر المعروفة و الموروثة يعني النظر للأشياء من زوايا مختلفة بما في ذلك الإطلاع على الديانات و الثقافات ... |
|
أخي العزيز إن هذه القاعدة إن صح تسميتها بالقاعدة أو لنقل صناعة انسانية تنص على أن التفكير خارج الأطر المعروفة والموروثة تؤدي إلى إمكانية النظر للأشياء من زوايا مختلفة تظل صناعة انسانية والصناعة الانسانية معرضة للخطأ والدليل على أن الصناعة الانسانية معرضة للخطأ هو الكم الهائل من النظريات التي تنقض بعضها عير الزمن. مؤخرا صدرت نتيجة بحث تقول بأن تناول اللحم والبيض لهما تأثير إيجابي على الكلسترول الضار في الجسم في الوقت الذي كانت الأبحاث القديمة تقول بأن لهما تأثير سلبي. بالتالي حتى مفهوم التفكير خارج العلبة معرض للزلل والخطأ حتى ولو ظهر للانسان بأنه فعلا حينما يجرب التفكير خارج الأطر المعروفة يكتشف أمورا جميلة.
إن اعتماد هذه الطريقة في التفكير هو اعتماد على صناعة انسانية بالتالي فهو في ذاته اعتماد على التفكير الانساني السابق بالتالي لا يوجد هناك فعلا خروج عن الأطر المعروفة.
إنه لمن المعروف أن العقل الانساني لا يستطيع أن يتصور أمورا جديدة حقيقة بل تفكيره يعتمد على المزج فهو يركب الأمور مع بعضها مثلا: حينما يرى سمكة ثم يرى امرأة فهو يمزج السمكة بالمرأة ليتصور حورية بحر وهكذا.
أخي كما يقول المثل المصري: قد يكذب الماء الغطاس : إن التفكير خارج الأطر المعروفة قد يهلك الانسان فقدرات السباح والغطاس قد لا تسمح له بالتعامل مع البحر.
إن المعلومات التي نملكها عادة لا تحمينا من معلومات أخرى ضارة بالنسبة لنا أو فاسدة بالتالي قد نتميع ونتفسخ ونتحلل ونصبح لا شيء فالمحلول المركز ما يلبث أن يصبح لا شيء إذا وضع في بحر.
أخي قال لي أستاذي يوما: إنني أحترم آنشتاين كعالم.
قلت لماذا أضفت عالم؟
قال: احتراما لما قدم ولكن آنشتاين قال أريد أن أعرف كيف يفكر الله تعالى؟؟؟
ثم أردف وقال: إن المسلم لديه الحل إنه يعلم بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.
أخي الكريم إن علم الله تعالى بعبارة أخرى دين الله تعالى يضع الحدود لتفكير الانسان ليس ليمنعه من الاكتشاف بل ليؤطر له الاكتشاف بعبارة أخرى ليحميه من نفسه فلا يضيع وقتا ولا يهلك نفسا.