رمضان ونفحاته الربانية
رمضان فرصة سنوية للمراجعة والتصويب وبناء علاقة ربانية وروحية مع الخالق في مجتمعات طغت عليها المادية وأصبحت الروح فيها محاصرة بالشهوات والمغريات من كل جانب بسبب طغيان حضارة المادة والاستهلاك على حضارة الأخلاق والأفكار وهاهي فرصة الاغتسال من أثقال المادية لبناء حياة ربانية أو روحية تعبد الطريق إلى الله فهل اغتنمناها؟ كيف نجعل من شهر رمضان الفضيل غذاء للنفوس والأرواح؟ وهل نحن نصوم حقا في شهر الصيام أم أننا لا نصوم سوى عن الأكل والشرب وإذا كان شهر رمضان موعدا سنويا تتعدد فيه مظاهر إقبال الناس على الخير من التزام الطاعات والعبادات وألوان البر وصلة الأرحام والصداقات وغيرها من أوجه الطهارة التي تغلب على الأمة في هذا الشهر الفضيل فلماذا ينقطع الناس عن هذه الأعمال بعد نهاية شهر رمضان؟ كيف نحافظ على ذخيرة الإيمان في رمضان للوصول إلى أعظم مقاصد الصوم التقوى؟ الإيمان ومقوماته الروحية في شهر رمضان الفضيل موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، أهلا فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي.</SPAN>
يوسف القرضاوي: أهلا بكِ أخت خديجة. </SPAN>
أهمية الحياة الروحية في حياة الإنسان</SPAN>
خديجة بن قنة: نبدأ فضيلة الشيخ بالحديث عن أهمية الحياة الروحية في حياة الإنسان، كما نعلم الإسلام دين يجمع ويوازن بين الروحية والمادية هناك من الأديان ما يرجح المادية أو يجنح إلى المادية على حساب الروحية هناك ما يجنح أو من يجنح إلى الروحية على حساب المادية كيف يوفق الإسلام بين الحياتين الروحية والمادية وما هي أهمية الحياة الروحية في حياة الإنسان؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فلا شك أن هذه الحياة التي تسمى الحياة الإيمانية أو الحياة الربانية أو الحياة الروحية هي حقيقة الحياة الإنسانية لأن الإنسان مكون من عنصرين عنصرا طيني وعنصرا روحي عنصر أرضي وعنصر سماوي، العنصر المادي الذي يتمثل في خلق آدم حين خلقه الله من طين أو من تراب أو من صلصال من حمأ مسنون هذا هو العنصر الأرضي أما العنصر السماوي أو الرباني في الإنسان هو الذي يمثله قوله تعالى {فَإذَا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}</SPAN> نفخت فيه من روحي هي التي جعلت للإنسان هذه القيمة التي يستحق بها أن تسجد له الملائكة تكريما وتعظيما فحقيقة الإنسان هي هذه النفخة الروحية التي نفخها الله فيه وليست حقيقته هي هذا الطين أو الحمأ المسنون ولذلك حياة الإنسان المادية يشاركه فيه الحيوانات كلها إذا كان بيأكل أو بيشرب ما هي الحيوانات بتأكل لا هناك من الحيوانات من يأكل أكثر منه مهما يأكل الإنسان مش هيأكل ما يأكل الثور مهما بلغت ضخامة قوته مش هتكون في ضخامة الفيل مهما بلغت الشجاعة المادية للإنسان لن تكون في شجاعة الأسد مثلا ولذلك قيمة الإنسان الحقيقية في هذا الجانب الروحي الذي هو حقيقة الإنسان لأنه هذا الجسم عظامه وأعصابه وخلاياه ولحمه ودمه هذا الجسم هو غلاف الكائن الحقيقي هو هذا الكائن الروحي نسميه الروح نسميه النفس نسميه الفؤاد نسميه يعني اختلفوا في تسميته ولكن هو حقيقة الإنسان فالحياة الروحية أو الربانية هي التي يحيا فيها هذا الكائن الواعي ويأخذ غذاءه ويأخذ زاده والله سبحانه وتعالى يتيح للإنسان الفرص لتنمية هذا الكائن ومنها شهر رمضان ومنها الصلاة اليومية ومنها الحج ومنها العمرة ومنها الذكر والتسبيح ومنها استباق الخيرات والبر بخلق الله كل هذه أمداد لتغذية هذا الكائن الروحي فهذه الحياة الروحية هي حقيقة الحياة ولو عاش الإنسان لشهواته ولغرائزه فقط لن يكون إنسانا ولذلك كان أهم شيء في هذه الحياة الروحية أن يحقق يعني يحدد الإنسان غايته وهدفه من الحياة ويحدد منهجه وطريقه للوصول إلى هذه الغاية، ما غاية الإنسان؟ فيه ناس يعني يعيش بلا غاية لا يعرف له هدفا يحيا ويموت ولا يعرف لماذا عاش ولماذا هو ميت وهذه مشكلة كثير من الناس في الغرب الإنسان الذين نراهم ينتحرون كثيرا يقول لك الحياة ملهاش معنى يشعر بتفاهة الحياة لأنه إنسان ضائع لا هدف له لا رسالة له لذلك لا قيمة للحياة في أيد أدنى سبب يتخلص من حياته يطلع فوق عمارة ويرمي نفسه يضرب نفسه بالرصاص يشرب سم يفعل أي شيء لأن الحياة لم يعد لها معنى لأنه لا يفهم لحياته هدفا ولذلك الإنسان لازم يحدد هدفه، هدفه يأكل ويشرب يعني كما قال القائل إنما الدنيا طعام وشراب وندام فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام هل هدفه إنه يتحكم في الناس ويأمر وينهى ويخفض ويرفع ويضر وينفع كما قال أحد الشعراء: </SPAN>
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يعيش الفتى كيما يضر وينفع</SPAN>
</SPAN>
حتى لو ما عشت ضر الآخرين طيب وإيه يعني الإنسان إذا عاش لإضرار الناس ما قيمة هذه الحياة، هناك إنسان يعيش ليكون شيطانا مهمته الكيد للآخرين والمكر بالآخرين وإيذاء الآخرين لابد للإنسان أن يحدد هدفه والهدف الحقيقي أن يرضى الله عن الإنسان الغاية الحقيقية التي لا يستحق غيرها أن يعيش الإنسان لها هي رضوان الله تعالى وحسن مثوبته يعيش في الدنيا بقلوب أهل الآخرة يمشي على الأرض ويرنو إلى السماء يتعامل مع الخلق ولكنه لا ينسى الخالق هذه هي الغاية الأساسية، أنا أقول اللهم أرضى عني ولذلك كان الصالحون يتمثلون بقول الشاعر يناجون ربهم:</SPAN>
فليت الذي بيني وبينك عامر</SPAN>
وبيني وبين العالمين خراب</SPAN>
وليتك تحلو والحياة مريرة</SPAN>
وليتك ترضى والأنام غضاب</SPAN>
إذا صح منك الود فالكل هين</SPAN>
وكل الذي فوق التراب تراب</SPAN>
</SPAN>
وهذه آبيات قالها الشاعر المعروف أبو الطيب المتنبي يمدح بها سيف الدولة أخذها الصالحون وقالوا أحق من يخاطب بهذه الآبيات هو الله إن هو إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب، فالغاية يجب أن تتمثل في إرضاء الله سبحانه وهذا هو الذي يريح الإنسان لأن الإنسان إذا تعددت غاياته وتنوعت أهدافه وتناقض بعضها مع بعض يعيش في صراع داخلي صراع من داخله لأنه لا يعرف أيشرق أم يغرب أيرضي سيده هذا أم سيده ذاك كما ذكر القرآن الكريم {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ ورَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً} </SPAN>يعني عبد له أسياد عدة أسياد مشتركين فيه ويا ليتهم شركاء متفقين شركاء متشاكسون؛ واحد يقول شرق والثاني يقوله غرب واحد يأمره والثاني ينهاه مما أمره فمحتار يرضي مين إنما اللي له سيد واحد وعرف ما يرضيه وما يسخطه استراح لأنه عارف إيه الأشياء اللي تجعله مع سيده مرتاحا والأشياء التي تتعبه فهذا ولذلك الإخلاص لله عز وجل هو أول شيء في بناء هذه الحياة الروحية {قُلْ إنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ}</SPAN>.</SPAN>إلى أعلى</SPAN></SPAN>
</SPAN></SPAN>
خصائص الحياة الروحية وموازنتها بالحياة المادية</SPAN>
خديجة بن قنة: فضيلة العالمة الدكتور يوسف القرضاوي كنا نتحدث عن أهمية الحياة الروحية في حياة الإنسان مقوماتها وأسسها كيف أو ما هي خصائص الحياة الروحية وكيف يتحقق التوازن بين الحياة الروحية والمادية؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: الحياة الروحية في الإسلام أو الحياة الربانية لها خصائص ولها مقومات، مقوماتها تتمثل في الإيمان بالله الواحد هذا أساس الحياة الروحية والإيمان بالآخرة أن الإنسان ليس مخلدا في هذه الدنيا بعد هذه الدار هناك دار القرار هذه الدار ممر والآخرة هي دار المقر والأمر الآخر هو حب الخير للناس الإحسان إلى الخلق ولذلك بعض الصوفية الربانيين لما سُئِل عن التصوف الحقيقي ما هو؟ لخصه في كلمتين قال الصدق مع الحق والخُلق مع الخَلق، الصدق مع الحق سبحانه وتعالى أن تصدق مع الله تترك الزيف والكذب والتمثيل وتكون مخلصا مع الله بحقيقتك مكشوف لا تخبئ شيئا ظاهرك كباطنك الصدق مع الحق والخُلق مع الخَلق حسن الخُلق الأخلاق الرحمة البر الإحسان حب الخير للناس أن تحسن إلى من أساء إليك أن تصل من قطعك وتعطي من منعك وتعفو عمن ظلمك وتحسن إلى من أساء إليك هذا الخُلق مع الخَلق وهذا يشير إليه قوله تعالى في أخر آية من سورة النحل {إنَّ اللَّهَ مَعَ الَذِينَ اتَّقَوا والَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}</SPAN> التقوى مع الله والإحسان مع الناس هذه التقوى مع الخالق وإحسان مع الخلق هذه هي الحياة الروحية إذا أردنا أن نلخصها هذه الحياة الروحية في الإسلام لها خصائص تميزها عن الحياة في كثير من الأديان بعض الأديان تجور على فطرة الإنسان وعلى حق الإنسان في الاستمتاع بالحياة بحيث إنه تطلب من الإنسان ما يئود ظهره ما يكون فوق طاقته الإسلام لا {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَّ وسْعَهَا} {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ} {مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}</SPAN> ولذلك وازن بين الروحية والمادية بين الدنيا والآخرة بين حق الرب وحظ النفس، حينما وجد النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة وقد قال بعضهم يعني نريد أن نستزيد من العبادة والطاعة فذهبوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون أزواج النبي أمهات المؤمنين فوجدوا إن النبي ينام ساعات بعض الليل ويقوم بعض الليل ويصوم بعض الأيام ويفطر بعض الأيام، فهم قالوا لا إحنا وأين نحن من النبي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فأحدهم كانوا ثلاثة أحدهم قال أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر أبدا والثاني قال وأنا أقوم الليل فلا أنام أبدا والثالث قال وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فلما بلغ النبي قولهم جمعهم وقال "ما الذي بلغني عنكم إنما أنا أخشاكم لله واتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني" فسنته التوازن الوسطية هذه يعطي للدنيا حقها وللآخرة حقها للروح حقه وللجسم حقه للعقل حقه وللقلب حقه {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنَا عَذَابَ النَّارِ}</SPAN> كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها ميعادي وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير وأجعل الموت راحة لي من كل شر"</SPAN> ولذلك لم يشرع الإسلام الرهبانية التي وُجِدت في المسيحية وفرضها المسيحيون على أنفسهم {مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ}</SPAN> وكانت الرهبانية اعتزالا للحياة لا يتزوج الراهب لا يختلط بالحياة لا يعمل للدنيا لا يزرع ولا يصنع يعيش، لا الإسلام لا يفعل هذا والإسلام يريد العمل يرى إنه من مقاصد الخلق ثلاثة أشياء عبادة الله {ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ}</SPAN> عمارة الأرض {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ واسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}</SPAN> خلافة عن الله {إنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}</SPAN> فهذه الأشياء يتكامل بعضها مع بعض فلا يقبل الإسلام اعتزال الحياة أو تحريم الطيبات، القرآن يقول {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ. قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ والطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}</SPAN> ربنا لم يحرم حتى سميها حتى زينة الله واحد من الصحابة سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"</SPAN> فقال يا رسول الله إني رجل أولعت بالجمال في كل شيء أحب أن يكون ثوبي حسنا جميلا ونعلي حسنا حتى ما أحب أن يفوقني أحد بشراء نعلي حتى رباط الحذاء يحب الواحد أن يكون رباط حذائه أحسن من فهل هذا من الكبر؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطل الحق وغمت الناس" إنك ترد الحق إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاسم وغمت الناس احتقار الناس تنظر إلى الناس بازدراء وإنك أحسن منهم، فأما الجمال فالله جميل يحب الجمال فهذا التوازن هذا إحدى الخصائص الأساسية، يعني إذا كان اليهودية غلب عليها الجانب المادي والمسيحية غلب عليها الجانب الروحي حتى دخلت في الرهبانية ويحكى عن الرهبان في أوروبا في العصور الوسطى عجائب من القسوة على أنفسهم واحد يقعد واقف في الشمس أو واحد يقف على رجل واحدة مش عارف إيه أو واحد يحرم على نفسه إن يمسه الماء ويقول واآسفاه كان من قبلنا يعيش أحدهم طول عمره لا يبل أطرافه بالماء ولكنا أصبحنا في زمن يدخل فيه الناس الحمامات.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: إذاً فضيلة الشيخ الحياة الروحية تتسع للعصاة التائبين والعباد الزاهدين في الحياة هل لكم أن تعطونا نماذج من السيرة النبوية ومن الخلافة الراشدة على مسألة التوازن بين العقل والقلب بين الروح والمادة؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: الحياة الروحية في الإسلام تتميز أيضا بأمرين مهمين جدا بالتنوع إن فيها مجالات كثيرة للترقي الروحي يعني هناك العبادات الشعائرية الصلاة والصيام والذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء وتلاوة القرآن والحج والعمرة وهذه كلها شعائر تعبدية يعني الإنسان أن يُشبِع له ما فيها ما استطاع إلى ذلك ولكن فيها أيضا الصدقات فعل الخيرات مساعدة الناس إغاثة الملهوف شد أذر الضعيف مسح دمعة المحزون كفالة اليتيم إطعام الجائع هذه أشياء يعني عظيمة عند الله عز وجل فالإنسان يستطيع إنه واحد قد يُفتَح له في الصيام يحب أن يصوم واحد يقوم الليل {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}</SPAN> وواحد ثاني يحب مساعدة الناس يكون في عمل الخيرات دائما يستبق الخيرات فتتنوع مجالات الحياة الروحية كل واحد يجد له مجالا فيها وبعدين تتسع لكل المستويات يعني القرآن يقول {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ومِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإذْنِ اللَّهِ}</SPAN> فحتى الظالم لنفسه الذي يقصر في بعض الواجبات ويرتكب بعض المنهيات هذا لا يُطرَد من رحمة الله ولا من باب الله هذا نقول له تب إلى الله عز وجل ولا نطرده من باب الله عز وجل.</SPAN>
</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: فضيلة الشيخ هل ينبغي لطبيب مثلا أن يسبق ويجب العبادة على واجب إغاثة مريض يعني ومسلمين في أشد الحاجة إلى هذا الطبيب هل يسبق حاجة العبادة على حاجة إسعاف مريض مثلا ما هو الخط الفاصل بين الأمرين؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، هو لا تناقض بين أداء الطبيب لواجبه العبادي وواجبه الطبي يعني إذا كان مثلا الصلاة الواجب الطبي لا يُسقِط العبادة، العبادة يستطيع أن يصليها كيف استطاع افرضي إن هو مثلا هيقعد ثلاث أربع ساعات هيعمل عملية جراحية في هذه الحالة إذا كان عنده صلاة إما أن يجمع الصلاة جمع تقديم أو جمع تأخير يعني مثلا هيدخل العملية الساعة واحدة ومش هينتهي إلا الساعة ستة مثلا بعد المغرب نقول له في الحالة دية قبل ما تدخل العملية صلي صلاة الظهر والعصر جمع تقديم أو العكس نقول له صلي إيه إذا كان هيدخل قبل الظهر نقول له إنوي إنك تجمع الظهر مع العصر جمع تأخير يعني لا تناقض، الحريص على أداء عبادة الله لن تقف مهنته ضد العمل، الإسلام مثلا في حالة الحرب يقول للمسلم حارب وأنت بتصلي يعني {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاةِ الوُسْطَى وقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ. فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً}</SPAN> يعني صلوا راجلين وأنتم ماشيين على أرجلكم أو وأنتم راكبين يعني الواحد راكب الحصان ويصلي أو راكب الدبابة أو راكب الطائرة أو الغواصة أو المجنزرة أو كذا وهو يصلي كيف استطاع إلى القبلة إن أمكن إذا لم يستطع للقبلة يصلي كيف يشاء {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ}</SPAN> بطهارة مائية أو بطهارة ترابية بالتيمم فاقد الطهورين يعني العبادة لا تمنعها مهنة الإنسان إطلاقا وبالعكس المفروض الإنسان المؤمن يتخذ من هذه العبادة ذخيرة ووسيلة لقوته في أداء مهنته ولذلك لم نر الأطباء الملتزمين قالوا إن العبادة وقفت ضد أدائنا لواجبنا أبدا لا يمكن أن يؤدي هذا خصوصا إن الإسلام جعل هناك رخصا، يعني في هذه الأمور فنحن نقول لا ولكن لو فرض لو افترضنا إنه العبادة هتمنعه لا أدي الواجب اترك أخر الفريضة حتى لو أخرتها يعني أخرت كذا فريضة وأنت مشغول بإسعاف الجرحى واحد في العراق وجاي له ناس مجروحين ضربهم الأميركان وأصبح بالعشرات لا إنشغل بهذا الأمر وهو عبادة تتعبد بها لله عز وجل وبعدين صلي في النهاية يعني فيه الأشياء لو تناقضت لو اعترضت بنقدم الأهم على المهم والمهم على غير المهم في موازنات يعني معروفة عند من يفقه الإسلام. </SPAN>
</SPAN>
الفروض والنوافل وشروط التوبة</SPAN>
خديجة بن قنة: لكن فضيلة الشيخ يعني الزمن تغير اليوم وأصبح الإنسان محاط بالكثير من المغريات والشهوات تحاصره من كل مكان حتى أصبح الوقت ضيق بالنسبة للإنسان وأصبح يقتصر فقط على أداء العبادات يعني الفرائض وفقط كما نعرف النوافل تقرب الإنسان أكثر من الله سبحانه وتعالى لكن هل الاكتفاء فقط بالفرائض بما هو واجب ومطلوب دون زيادة أو نقصان ينتقص من قيمة هذه العبادة؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: روى البخاري ومسلم أن أحد الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله من بعيد ما الإسلام يا رسول الله قال له "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" قال ثم ماذا قال: "تؤدي الصلوات الخمس" قال هل عليّ غيرها قال "لا إلا أن تطوع إلا أن تتنفل" ثم قال له "وتؤدي الزكاة" قال هل عليّ غيرها قال "لا إلا أن تطوع" وبعدين ذكر له الصيام صيام رمضان قال هل عليّ غيرها قال "لا إلا أن تطوع" ذكر له هذه الفرائض فقال الرجل والله يا رسول الله لا أزيد على هذا ولا أنقص هذا لا بأتطوع ولا هأنقص منها شيء أنا هأديها..</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: أن يكتفي بالفرائض.</SPAN>
يوسف القرضاوي: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أفلح إن صدق" أو دخل الجنة إن صدق وفي حديث آخر مماثل لهذا قال "من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا" هيؤدي الفرائض ولا يضيع منها شيئا ولا يزيد على هذا فالمهم أداء الفرائض هي النوافل مهمتها إيه؟ النوافل مهمتها إنها رصيد للإنسان ربما تكون الفرائض لم يؤدها على الوجه الكامل يبقى النوافل تعمل له جبر تعوضه عن النقص، أيضا قد يكون له سيئات كثيرة فعلشان يقابل هذه السيئات بحسنات بيزود النوافل ثم إنه الفرائض تؤدي إلى القرب والنوافل تؤدي إلى الحب، الحديث القدسي يقول "ما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها" إلى أخر الحديث فإذا كانت الفرائض تؤدي إلى منزلة القرب فالنوافل تؤدي إلى منزلة الحب ولكن هذه اختيارية يعني ليست مفروضة على الإنسان المهم إن الإنسان يحرص على ألا يضيع الفرائض إضاعة الفرائض هو الخطر إنما النوافل هي زيادة على رأس المال المهم الإنسان يحافظ على رأس ماله لا ينقص رأس المال وذلك بأداء فرائض الله عز وجل.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: الحياة الروحية وكنا تحدثنا قبل هذا عن الفرصة التي يتيحها شهر رمضان الفضيل للتوبة الحياة الروحية في الإسلام، كما نعلم لا تقصي العصاة والمجرمين والمسلمين المصرفين على أنفسهم كيف يمكن أن نستغل هذا الشهر الفضيل في تحقيق التوبة وما هي شروط التوبة؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: والله باب التوبة مفتوح في كل وقت فالله تعالى يقول {وتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}</SPAN> جميعا كل الناس في حاجة إلى أن يتوبوا كل مؤمن في حاجة إلى بعض الناس بتوب من الكبائر وبعض الناس بتوب من الصغائر وبعض الناس بتوب من الشبهات وبعض الناس بتوب من الغفلات يعني العوام يتوبون من الذنوب والخواص يتوبون من الغفلات كان غافلا لم يرتكب ذنبا ولم يضيع فرضا إنما كان في غفلة عن الله، فكل وقت يعني مفتوح حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام قال "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة"</SPAN> الرسول على جلالة قدره وعلى أنه كان لا يغفل عن ربه طرفة عين كان يتوب إليه في اليوم مائة مرة فنحن أولى بأن نتوب، شهر رمضان له إيحاءات وهو شهر مبارك ومن بركاته أن كل مسلم يشعر بحرمة هذا الشهر وبعظمة هذا الشهر ولذلك كثير من الناس الذين لا يصلون في غير رمضان يصلون في رمضان كثير من النساء اللاتي لا تصلي تصلي في رمضان فنحن ننتهز هذه الفرصة ونقول لهم صلوا فيه، بعض الناس يقول طيب يعني فيه ناس بيصوموا لا يصلوا يا أخي زي بعضه خليه يصوم وبعدين يصلي وناس تقول لك يصلي في رمضان وبعدين يعني ينقطع عن الصلاة، طيب إحنا نمسكه نشده بخيط إلى الله عز وجل وبعدين نحاول إننا نثبته على هذا الخير لأن كما أشرت أنتِ في المقدمة إن فيه بعض الناس بيظلوا في شهر رمضان مصطلحين على الله وبعد شهر رمضان ينقطع عن الله، كان يداوم على الذهاب إلى المسجد لم يعد يذهب، كان يداوم على التلاوة في المصحف لم يعد يداوم، كان يفعل الخيرات لم يعد يفعل كان حريصا على إقامة الصلوات لم يعد حريص لا هذا هو الخطر لأنه.. </SPAN>
</SPAN>
أداء العبادات في رمضان</SPAN>
خديجة بن قنة [مقاطعة]: ما تفسيركم فضيلة الشيخ لهذه الظاهرة انقطاع الطاعات والعبادات بعد شهر رمضان لماذا يحدث هذا وهل هو راجع إلى خلل في الخطاب الديني إلى أجهزة الإعلام، يعني نلاحظ مثلا بعض التليفزيونات تبث أو ترفع الأذان في خلال شهر رمضان وتتوقف عن رفع الأذان فيما بعد رمضان وقد يؤثر ذلك بالتأكيد على الناس وإدراكهم وفهمهم لدينهم؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي [متابعاً]: هو لا شك إنه فيه هذا خلل في الوعي الديني اعتقاد الناس أن العبادة مطلوبة في رمضان ونسي أن رب رمضان هو رب شوال هو رب شعبان هو رب الشهور كلها، الله سبحانه وتعالى يحب أن يطاع في كل زمان ويكره أن يعصى في كل زمان ومن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات أو سيموت ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، لابد أن نوعي الناس بهذه الحقيقة قد يكون الإنسان أكثر نشاطا في رمضان وهذا طبيعي لازم يكون أكثر نشاط إنما ليس معنى هذا إن ينقطع تماما بعد رمضان لا هذا لا يجوز وهذا يدل على إنه لم يقبل صيامه وقيامه إذا انقطع بعد رمضان معناه إنه صيامه كان مغشوشا وقيامه كان مدخولا لأنه الحسنة الحقيقية المقبولة تؤدي إلى الحسنة بعدها من ثواب الحسنة التوفيق للحسنة بعدها إن الله تعالى يقول {والَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}</SPAN> فاللي اهتدى لازم يزداد هدى مش تنقص الهداية وتضيع، مهمة شهر رمضان إيه أن الواحد البطارية يعني فرغت من الشحنة فبعد 11 شهر من رمضان الماضي فرغت البطارية نريد أن نعيد ملئها فلابد أن يؤثر ملء البطارية وشحنها بعد رمضان وإلا إيه الفايدة إيه اللي أنت كسبته، فهذا علينا جميعا على الواعظ والخطيب والمعلم والإنسان العادي على الأب مع أبنائه على الزوج مع زوجته على الجار مع جاره إنه يقول يا أخ خليك مع الله لماذا لا نراك لما كنا نراك في رمضان فحتى يقبل الناس على الله ويستفيدوا من هذا الخير النبي عليه الصلاة والسلام يقول "أحب الأعمال على الله أدومها وإن قل" وده من خصائص الحياة الروحية أيضا الاستمرار الحياة الروحية الحقيقية في الإسلام مش شهر وتنقطع أو يوم وتنقطع لا ده في كل يوم وفي كل شهر وفي كل سنة لأنه ولو كان قليل أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل إنما المهم تدوم وتستمر ولو بعمل قليل إنما المهم الاستمرار و {واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ}</SPAN> اليقين اللي هو إيه الموت يعني تعبد ربك إلى الموت.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: إذاً الاستمرار أحد خصائص الحياة الربانية أو الروحية؟</SPAN>
يوسف القرضاوي: نعم الاستمرار نعم.</SPAN>
خديجة بن قنة: فضيلة الشيخ ذكرت عبارة شحن البطارية شحن البطارية الإيمانية من أجل شحنها كثير من الناس يتوجهون في شهر رمضان الفضيل إلى أداء مناسك العمرة ونلاحظ يعني تكدس بشري هائل في خلال هذه الفترة وخصوصا في العشر الأواخر هل أجر وثواب العمرة في رمضان يختلف عن ما هو في غير رمضان؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: نعم أجر ثواب العمرة في رمضان يعني يختلف حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يعني "العمرة في رمضان كحجة معي"</SPAN> يعني "كحجة معي" لهذا يحرص كثير من المسلمين على أداء العمرة في رمضان ولكني أرى أن البعض يبالغ في هذا حتى إن بعضهم يستلف ويستدين ليذهب إلى العمرة وبعضهم يقصر في واجبات وفرائض عليه ويسعى إلى العمرة يعني عليه ديون لموظفين عنده أو الناس اللي بيشتغلون عنده عدة أشهر لم يسلمهم يعني ناس عمال يعملون عند بعض التجار أو بعض الأثرياء هنا في قطر ويقول لي أنا صار لي كذا شهر وكفيلي لم يعطني راتب ومع هذا يروح ينفق آلاف مؤلفة في العمرة، يا أخي أولى من العمرة أن تعطي الحقوق لأهلها وأن تؤدي الديون لأصحابها، ده حتى إنه في الإسلام لا يجوز للإنسان أن يؤدي فريضة الحج إذا كان مدينا إلا بإذن الدائنين لأن حقوق العباد مقدمة على حقوق الله، العلماء يقولون حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاححة، كل واحد من العباد حريص على حقه، فلذلك يعني ننكر على بعض الناس إنه يسارع إلى العمرة وهي نافلة في إنه لا يؤدي بعض الفرائض مثل أداء الديون لأصحابها وهي فريضة.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم أستأذنك فضيلة الشيخ في أخذ مداخلات نبدأ بأبو حمادة من الدانمارك تفضل.</SPAN>
أبو حمادة: سلام عليكم.</SPAN>
خديجة بن قنة: عليكم السلام ورحمة الله.</SPAN>
أبو حمادة: رمضان كريم عليكم وعلى الشيخ.</SPAN>
يوسف القرضاوي: ربنا يا أخي يكرمك وإيانا.</SPAN>
أبو حمادة: يا شيخنا الكريم عندي سؤال أنا قرأت في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم في باب الإمامة والإيمان قال الرسول عليه الصلاة والسلام "يوم القيامة تأتي ملائكة بكأس من الدم فتقول يا شيخ اشرب هذا من دم فلان أنت قتلته فتقول ما أنا قتلته ولا أعرفه تقول بلى أنت أفتيت بقتل عراقي في العراق وفي شهر رمضان" فالسؤال هو الفتوى من يتحملها ومن يتحمل وزرها وشكرا لكم.</SPAN>
يوسف القرضاوي: ده خارج الموضوع يا أخي هذا وليس في البخاري هذا الذي تقوله..</SPAN>
خديجة بن قنة: لا يتعلق بموضوعنا اليوم الحياة الروحية في شهر رمضان الفضيل نأخذ محمد الطاهر من فرنسا تفضل.</SPAN>
محمد الطاهر: ألو السلام عليكم.</SPAN>
خديجة بن قنة: وعليكم السلام ورحمة الله.</SPAN>
محمد الطاهر: نعم تحياتي لكِ أخت خديجة وتحياتي أيضا للدكتور العلامة يوسف القرضاوي.</SPAN>
يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي.</SPAN>
محمد الطاهر: بارك الله فيك، نعم سيادة الشيخ أنا في الحقيقة أتكلم على موضوع هام جدا وهو زيادة الأسعار في رمضان؛ حيث نرى أن التجار المسلمين يقومون بزيادة الأسعار بشكل فاحش في رمضان لجني الأرباح الفاحشة والأكثر من ذلك نرى أن هنا أيضا التجار العرب في فرنسا يقومون أيضا بزيادة الأسعار خاصة أسعار التمور والغريب في الأمر أن الفرنسيين وغير الفرنسيين أيضا في دول أخرى من أوروبا الغربية يقومون بتخفيض الأسعار في أعياد الميلاد وفي الأعياد الغربية بل أكثر من ذلك حتى في رمضان هنا المعروف أن محلات كثيرة غربية وليست عربية تقوم بتخفيض أسعار التمور لأنهم يعرفوا يعلمون أن المسلمين في رمضان يستهلكون التمور كثيرا فهذا في الحقيقة مشكلة وأنا أتعجب جدا عندما أرى أن الفرنسيين يقومون بتخفيض أسعار التمور بينما العرب يقومون برفع هذه الأسعار فأرجو من سيادة الشيخ أن يعطي النصائح للتجار وشكرا جزيلا.</SPAN>
يوسف القرضاوي: وهذا كلام يعني مهم جدا الحقيقة..</SPAN>
خديجة بن قنة: سنأخذ الجواب فضيلة الشيخ بعد أن نأخذ صلاح عبد الحي من الأردن.</SPAN>
صلاح عبد الحي: السلام عليكم.</SPAN>
خديجة بن قنة: وعليكم السلام.</SPAN>
صلاح عبد الحي: تحية لكما وللمستمعين جميعا جزاكم الله خيرا وبارك لكم بالشهر الكريم.</SPAN>
يوسف القرضاوي: حياك الله.</SPAN>
صلاح عبد الحي: الله يحييك أن رمضان هو لا شك محطة من محطات الإسلام وهي كاستراحة المحارب فيها يتفكر المسلمون بأمر دينهم وبحالهم وبأحوالهم وما يحل بهم فجدير بنا نحن المسلمين اليوم في هذا الشهر العظيم الذي أبرز حكمه هي التقوى والتقوى هذه لا تتحقق إلا بتطبيق شرع الله وأحكامه {وإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ولْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ}</SPAN> فقدم الاستجابة على التقوى إذاً ما فائدة التقوى إذا لم يكن هناك تطبيق عملي لإحكام الله كيف نستشعر التقوى بالله عليك يا شيخ ونحن نرى شلالات الدم تسيل في العراق وفي فلسطين وفي أفغانستان ثم لا نفكر في إيقاف هذا النزيف وفي كيفية تخليص أهلنا هؤلاء من البلاء العظيم الذي يحل بهم والله لقد سمعت اليوم أحد الخطباء يتكلم بمناسبة معركة بدر الكبرى وهو مدرس في أحد الجامعات يقول لا أريد أن أحدثكم عن جهاد الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة بمناسبة غزوة بدر الكبرى ولكن أريد أن أحدثكم عن آداب وأحكام المساجد والكلام في المساجد والبيع والشراء في المساجد والله إنه لأمر يدمي القلب ويحزنه لما يسمع ولما يرى فحري بنا نحن المسلمين في هذا الشهر العظيم الذي يرتفع فيه باروميتر التقوى إلى أن نفكر في كيفية تخليص المسلمين بإقامة حكم الله..</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: فضيلة الشيخ المتحدث من فرنسا محمد الطاهر يقول التجار غير المسلمين الأوروبيين أرحم بنا من التجار المسلمين فهناك زيادة خيالية في الأسعار في خلال شهر رمضان فيما الأوروبيون يخفضون أسعار المنتوجات في أعيادهم الدينية.</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: والله إن كلام الأخ ليدمي القلب ويقطع نياط الفؤاد أن يصبح المسلمون يعني ينزلون إلى هذا المستوى المادي والأناني بحيث يستغلون مواسم العبادات، المفروض يعني شهر رمضان هو موسم لازدياد الرصيد من الحسنات عند الله كل واحد يحاول أن يزيد رصيده بطريقة معينة فيه واحد بيزيد بكثرة الصلاة وواحد بالصدقة وواحد بالتخفيف عن الموظفين عنده يعني يخلوهم يقلل ساعات العمل أو بإعطائهم زيادة في رمضان معينة من أجل أسرهم وواحد آخر يحاول إنه يخفف الأسعار وينزل من الأسعار ليعين الناس على نفقات هذا الشهر الكريم من المفروض في الإنسان المسلم مش يستغل هذا ليكون ثروة على حساب إخوانه المسلمون ده الأحاديث جاءت تجعل الذين يحاولون اغلاء الأسعار على المسلمين هم بعظم من النار يوم القيامة جاءت الأحاديث توعدهم بعذاب الله عز وجل، المفروض إن المسلمين يحاولون التخفيف بعضهم عن بعض ويا للأسف الأخ يقول نرى المسيحيين في أعياد الميلاد وهم يحاولون التخفيف ويعملون التنزيلات وتسهيلات وهذه الأشياء والمسلمون على عكس هذا وللأسف يمكن بعض هؤلاء يزود الأسعار ويروح يعمل عمرة يا أخويا إن شاء الله ما عملت العمرة دية يعني فننصح المسلمين أن يتقربوا إلى الله هذه القربى إلى الله يعني القربى إلى الله بمحاولة تخفيف الأسعار وتخفيض الأسعار أفضل من أن يقوم الليل لا مش عايزين تقوم الليل لأن العبادة وأفضلية العبادة لكل واحد بحسبه فواحد عبادته الأفضل إنه يصوم واحد عباده الأفضل إنه يصلي واحد عبادته الأفضل إنه يتصدق واحد عبادته الأفضل إنه يخفف عن الناس فنصيحتي للتجار المسلمين أن يخففوا عن إخوانهم المسلمين نسأل الله أن يخفف عنهم يوم القيامة.</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم نأخذ إيمان حميدة من السعودية تفضلي.</SPAN>
إيمان حميد: السلام عليكم.</SPAN>
خديجة بن قنة: وعليكم السلام.</SPAN>
إيمان حميد: إيمان حميد لو سمحتِ ألو.</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم تفضلي.</SPAN>
إيمان حميد: كيف حالك أخت خديجة؟</SPAN>
خديجة بن قنة: أهلا وسهلا.</SPAN>
إيمان حميد: والله العظيم يا خديجة أحبك في الله.</SPAN>
خديجة بن قنة: أحببك الذي أحببتني فيه.</SPAN>
إيمان حميد: ألو.</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم نحن في الاستماع إليكِ أخت إيمان تفضلي.</SPAN>
إيمان حميد: إيوة بأسأل الشيخ.</SPAN>
خديجة بن قنة: تفضلي.</SPAN>
إيمان حميد: يا شيخ ده الحين في شهر رمضان يعني لازم أختم القرآن ولا لا؟</SPAN>
يوسف القرضاوي: لا مش لازم إنما يستحب.</SPAN>
إيمان حميد: نعم؟!</SPAN>
يوسف القرضاوي: يستحب تلاوة القرآن من أفضل الأعمال في كل وقت وفي شهر رمضان خاصة أن للإنسان بكل حرف عشر حسنات لا أقول ألف حرف ولام حرف وميم حرف يعني "لا أقول ألم حرف لكن ألف حرف وميم حرف" فمعنى هذا إن كل حرف عشر حسنات وبعدين يضاعف الله لمن يشاء، فتلاوة القرآن من أفضل الأعمال عند الله وخصوصا في هذا الشهر الكريم، تلاوة القرآن والاستماع إلى القرآن يعني الإنسان قد لا يتلو يستمع إلى القرآن إلى قارئ مجيد إلى شريط يعني يسمعه إلى القرآن في أحد المساجد من أحد القراء المجيدين للتلاوة كل هذا مطلوب في شهر رمضان المبارك ولكنه ليس لازما ليس فرضا.</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم، محمد أبو العز من مصر تفضل.</SPAN>
محمد أبو العز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.</SPAN>
خديجة بن قنة: وعليكم السلام.</SPAN>
محمد أبو العز: تحياتي لحضرتك يا أخت خديجة.</SPAN>
خديجة بن قنة: أهلا وسهلا.</SPAN>
محمد أبو العز: كما أحيي فضيلة العلامة الجليل والشيخ الفاضل فقيه العصر الدكتور القرضاوي أطال الله لنا في عمره وزاد من علمه ونفعنا بعلمه وفقهه أمين يا رب العالمين وكل عام وأنتم بخير.</SPAN>
يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي.</SPAN>
محمد أبو العز: فضيلة الدكتور كم نشعر بالحلاوة والطمأنينة في صيام نهار رمضان وقيام ليل هذا الشهر الفضيل المبارك الذي يستشعر فيه الواحد منا أنه يدخل ورشة إنسانية روحانية ربانية جميلة ولكن الحقيقة فضيلة الدكتور هناك فيروس خطير فيروس مدمر لهذه الروحانيات إذا لم نبتعد عنها قدر الإمكان وإن كانت هي أقوى للأسف لإنها مسيطرة وهي وسائل الإعلام والفضائيات العربية وللأسف الإسلامية الذين لا يراعون صيام ولا روحانيات ولا حتى يراعون أحوال إخواننا المسلمين الذين يذبحون في العراق وفي فلسطين حتى أن بعض المجلات المنحلة التي تشكك في علماء المسلمين بأنهم إرهاب خفي هذه المجلات المنحلة ووسائل الإعلام التي أدعو الله أن يهدي أهلها والقائمين عليها وأن يتقوا الله فينا وأن يتقوا الله في المسلمين يا رب العالمين فضيلة الدكتور يعني أعطنا الله يكرمك يعني مضاد حيوي قوي لشباب هذه الأمة كي يقاوم هذا الفيروس الخطير الذي ألم بنا وألم بأرواحنا وأجسادنا جزاكم الله خيرا وأدعو الله أن يبارك وينصر إخواننا المسلمين في فلسطين وفي العراق ويوفقنا إلى طاعة الله عز وجل في هذه الأيام المباركة أمين يا رب العالمين نفعنا الله بعلمكم وسدد الله خطاكم وجزاكم الله خيرا.</SPAN>
خديجة بن قنة: شكرا محمد أبو العز، نأخذ كمال شكري من ألمانيا تفضل.</SPAN>
كمال شكري: تحية لكِ يا أخت خديجة.</SPAN>
خديجة بن قنة: أهلا وسهلا.</SPAN>
كمال شكري: وتحية خاصة من ألمانيا للدكتور يوسف القرضاوي رمضان كريم يا دكتور يوسف.</SPAN>
يوسف القرضاوي: أكرمكم الله يا أخي وبارك فيكم.</SPAN>
كمال شكري: الحقيقة المداخلة الحقيقة بتتعلق بالتعبير العظيم اللي ذكره الدكتور يوسف بشحن البطارية، هذه الهندسة الإسلامية هامة جدا في هذا الوقت لأن في وجهة نظري المسلمين في هذا التخلف في هذا العصر تخلف مروع ما يتم وما يبدد من أموال الأمة وبيظهر فقط صيام إن فيه الكنافة والقطايف والتمثيليات والمسرحيات والحلقات هذا هو ليس رمضان إطلاقا اللي أنا عرفته لما كنت طالب صغير في مصر على الإطلاق إطلاقا، النقطة الأساسية الحقيقة اللي أنا شايفها بالنسبة لشحن البطارية وهذا سؤال للدكتور يوسف هل هيحدد بفتوى من حضرتك لمنطقة شبه الجزيرة العربية أغنى منطقة موجودة في العالم يا دكتور يوسف وأنت تعلم هذا جيدا بأن توجه أموالها أقل ما فيها لتحرير المسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين هل هذا في شهر رمضان وفي الزكاة عن أموالهم أموال البترول التي لا حدود لها أن تحدد بالتوجيه لدعم الشعب العراقي والمقاومة العراقية ضد الكيان الصهيوني الذي يريد هدم الإسلام بكافته والسيطرة على خط البترول من القوقاز للمياه الدافئة في بحر العرب السيطرة على أفغانستان على الشيشان على الجمهوريات الإسلامية في روسيا حتى البحر الأبيض حتى فلسطين..</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم وصلت فكرتك بشكل واضح جدا صلاح عفوا كمال شكري من ألمانيا، فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي لدينا مجموعة من التساؤلات نبدأ بما طرحه محمد أبو العز ماذا تنصح الشباب بماذا تنصحهم كمضاد حيوي كما قال لمقاومة الفيروس المدمر للروحانيات بالنسبة لشباب اليوم؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: النصيحة أن يكون هناك يعني (</SPAN> Control</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>) ذاتي عند الإنسان رقابة ذاتية بحيث يقي نفسه من هذه الفيروسات ما ليس عندنا يعني مصل واقي إلا قوة الإيمان، علينا أن نقوي إيمان شبابنا بحيث هو يحصن نفسه من هذه الأوبئة التي تتسلل إلى الأمة ولا زلنا ننتظر أكثر لأن هناك غزو يُخطَط الآن للأمة لتغيير هوية الأمة تغييرها من داخلها ودفعها إلى هي تغير نفسها لما يريده خصومها، يا ريت الأمة تغير نفسها بنفسها إنما تغير لما يريدوه أعداؤها وهذا أخطر وستكثر هذه الفيروسات ومن المؤسف فعلا إنه ما أشار إليه الأخ ده صحيح إنه في رمضان يعني تهيأ أشياء قبل رمضان فوازير رمضان يعني إيه فوازير رمضان يعني دية وإيش دخل هذا برمضان، كان صديقنا الأستاذ الدكتور شيخ زكريا البري وزير الأوقاف المصري في عهده كان ضد هذه الفوازير وأراد إنه يمنعها ويرفع عليها دعوى ويجمع فتاوى من علماء مصر جميعا ومن علماء العالم الإسلامي ويقول هذا لا يليق يعني برمضان إطلاقا والمسلسلات التي تكثر في رمضان وأنواع المأكولات كل هذا يعني للأسف ضيع القيمة الروحية لشهر رمضان فأصبح رمضان هو شهر الشراب والطعام والمأكولات وهذه الأشياء يعني بالليل وشهر الكسل والنوم بالنهار وشهر متابعة التمثيليات والمسلسلات وليس شهر العبادة والطاعات واستباق الخيرات كما كان النبي صلي الله عليه وسلم فهو أجرى بالخير من الريح المرسلة كما قال سيدنا عبد الله إحنا علينا إننا نربي ونوجه ما أمكننا والخير موجود في أمتنا وفي شبابها خاصة والله رأيت الشباب في كل مكان يعني يتشوقون إلى فعل الخيرات ويتحمسون لعمل الخير فعلينا أن نستغل هذه الطاقات وتوجيهها توجيها ربانيا أخلاقيا إنسانيا يفيدهم ويفيد أمتهم معهم.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم كمال شكري من ألمانيا كان يتحدث عما أصطلح الآن بشحن البطاريات الإيمانية يقول في نفس النقطة التي كنتم تتحدثون فيها الآن المسلسلات والمسابقات والكنافة وكل ما أصبح يصاحب ويرتبط بشهر رمضان كطقوس سنوية تصاحب هذا الشهر لكنه يسأل من جهة أخرى عن أموال الزكاة لماذا لا وخصوصا في المناطق الغنية مثل منطقة الخليج لماذا لا توجه لدعم قضايانا كمسلمين؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: هذا أمر يعني كم تكلمنا فيه وكم تحدثنا فيه إنه قضية العرب والمسلمين الأولى في هذا العصر هي قضية المسجد الأقصى قضية أرض النبوات أرض الإسراء والمعراج، لا يجوز أبدا أن يُترَك إخوانا الفلسطينيون وحدهم والعرب والمسلمون يستمتعون بأموالهم وكأنه ليس عليهم شيء أمن الإسلام أمن الإيمان أمن الإنسانية أن تأكل يا أخي العربي ويا أخي المسلم ويا أخي الخليجي تأكل ملء بطنك وتضحك من ملء سنك وتنام ملء جفنك وإخوانك في أرض الإسراء والمعراج لا يكادون يجدون القوت يعيشون على الخوف ويصحون على الفزع وينامون على طلقات المدافع والدبابات والصواريخ يعني هذا ليس.. لابد أن نشعر بما يعانيه إخواننا وأن نبذل لهم هم يبذلون من دمائهم وأنفسهم وأرواحهم، فعلى الأقل نبذل من أموالنا هذه قضية يعني ليست في حاجة إلى توعية ولا إلى فتوى فالأمر أوضح من أن يحتاج إلى فتوى مفتى أو كلام متكلم.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم فضيلة الشيخ لدينا الكثير من المشاركات على الإنترنت منها أسامة منصور مراد من أسبانيا يسأل ويقول إنه يعمل في المجال الطبي يقول أنا أعمل طيلة الليل في مجال طبي إنساني فهل يعتبر هذا العمل كمن قام الليل وأنا أقرأ القرآن في أوقات الفراغ في العمل ولكن لا يمكنني أن أصلي قيام الليل ولكن أقرأ القرآن كما يقول؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: يا أخي عمله هذا يعني العمل الطبي إذا كان في اغاثات إنسانية وخصوصا إذا كان في بلاد المسلمين المحتاجة إلى الأطباء وهذا عمل من أفضل الأعمال عند الله عز وجل أعمال الإنسان يسعف إنسان جريحا أو مريضا وينقذ حياته الله تعالى يقول يعني {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}</SPAN> وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن امرأة بغية سقت كلبا فشكر الله لها فغفر لها" </SPAN>وهي بغي عاشت في البغاء طول حياتها وختمتها بإنها سقت كلبا ويعني وأنقذت حياته كاد يموت من العطش فسقته فشكر الله لها فغفر لها فهذه الأعمال الإنسانية من أعظم العبادات والقروبات إلى الله في نظر الإسلام.</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم نأخذ مداخلات المداخلة الأولى من أسبانيا لمحمد محمود تفضل.</SPAN>
محمد محمود: السلام عليكم ورحمة الله.</SPAN>
خديجة بن قنة: وعليكم السلام ورحمة الله.</SPAN>
محمد محمود: العلامة أنا أريد أطرح عليك سؤالين اثنين.</SPAN>
يوسف القرضاوي: اتفضل.</SPAN>
محمد محمود: الأول هو جزاكم الله خيرا كما وجدت أطلب منك أن تدعي المسلمين جميعا لمناصرة العراقيين والمقاومة العراقية في العراق، السؤال الثاني هو أنا أعيش في بلاد إسبانيا كثير من النساء المسلمات في إسبانيا يعملن بالزي الأسباني..</SPAN>
يوسف القرضاوي: يعلمن إيه؟</SPAN>
محمد محمود: يعملن بالزي يلبسن..</SPAN>
خديجة بن قنة: بالزى الأوروبي؟</SPAN>
محمد محمود: يلبسن ثيابا ليست سافرة وهم صيام تقريبا هم يلبسوا فيهم من يلبس حزمة فوق الرقبة والأذرع ما عليهم شيء هي مفروضة عليهم في العمل وفيهم اللي يتكبط لابسة بنطلون والرأس ما عليه شيء والأذرع ما عليهم شيء وهم صيام هل هذا يجوز؟</SPAN>
خديجة بن قنة: نأخذ عبد الله القحطاني من الأردن.</SPAN>
عبد الله القحطاني: السلام عليكم ورحمة الله.</SPAN>
خديجة بن قنة: وعليكم السلام.</SPAN>
عبد الله القحطاني: الله يجازيكم الخير يا فضيلة الشيخ.</SPAN>
يوسف القرضاوي: بارك الله فيك يا أخي.</SPAN>
عبد الله القحطاني: والأخت خديجة الكريمة حياكم الله، يا سيدي يعني فضيلة الشيخ أنتم في هذا العصر يعني الحمد الله جامعة للمسلمين وأنت حَبَر الأمة إن شاء الله في هذا العصر فكلامك نحن نحتج به نحن تلاميذك الذين نستمع إليك ونتتلمذ عليك نحتج به ونقيم كلامك حجة على الآخرين لذلك أرجو عندي رجاء يعني أرجو إذا لم يكن في هذه الحلقة في حلقات قادمة ثمة خلل في ترتيب الأولويات لدى العاملين للإسلام مش الناس الضائعين لدى العاملين للإسلام عندهم خلل في ترتيب الأولويات يعني حسن إدارة الطاقات المعنية وغيرها حسب الحاجة والوقت وكذا أنا رجائي لو سمحتم فضيلة الشيخ إذا لم يكن في هذه الحلقة ففي حلقات قادمة لتركيز التوعية عند المسلمين عندي هذا الرجاء من فقرتين الفقرة؛ الأولى ترتيب الأولويات للعاملين الإسلام يعني الأثرياء الثري هل يحج حجة رابعة وعاشرة أو أن يتصدق أو كذا والعلماء والحكام يعني ترتيب الأولويات حسب الحاجة هذه واحدة، الثانية تحديد المصطلحات فإن المصطلحات المغلوطة تنهشنا وتذبحنا ذبحا مثل مصطلح الإرهاب الذي ضمنوه معنى الحرابة وبدؤوا يسوقونه علينا وصرنا نتبرأ من الإرهاب وهو موجود في القرآن الكريم {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وعَدُوَّكُمْ}</SPAN> حملوه معنى الحرابة ودفعونا بلعونا إياه وصرنا نتبرأ منه فهذه القضايا أرجو فضيلة الشيخ أن تركز عليها لتوعي المسلمين بها توعية جيدة وليس هناك أفضل منك لهذه القضايا هذه الحلقة لا تتسع لكن حلقات قادمة وجزاك الله كل خير.</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم شكرا أحمد توفيق من قطر تفضل.</SPAN>
أحمد توفيق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.</SPAN>
خديجة بن قنة: وعليكم السلام ورحمة.</SPAN>
أحمد توفيق: جزاكم الله خير على البرنامج الطيب.</SPAN>
يوسف القرضاوي: بارك الله فيك.</SPAN>
أحمد توفيق: شيخي الفاضل بالنسبة للاعتكاف في المساجد هو من العبادات الروحانية والتواصل مع الله سبحانه وتعالى فخلال فترة رمضان الناس تروح تعتكف فهل يجوز خلال فترة الاعتكاف إنه شخص مثلا يذهب يتبضع ليشتري مثلا حاجيات العيد أو إنه يذهب مثلا لقراءة الأخبار أو إنه يحضر ولائم عند الناس أو يعزم الناس ولائم عندهم أو إنه ولكن هل يكون في المسجد أم خارج المسجد هذا السؤال الأول والنقطة الثانية شيخ نرجو تنبه بعض المسلمين خاصة الفرق الضالة واللي يغلوا في دينهم إنه قضية التواصل مع رب العالمين أو تكون ضمن حدودها وفي بعض الناس تتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وبجاه النبي وتحلف بالنبي فأرجو توجيه كلمة لهذه الناس إنه هذه الأمور يعني غلو في الدين أكثر جزاكم الله غير وبارك الله فيكم.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: شكرا، نبدأ فضيلة الشيخ مع ما طرحة محمد محمود من إسبانيا عن المسلمات في إسبانيا.. أولا عن مناصرة العراقيين في العراق ماذا تقولون يطلب منكم أن تقولوا كلمة حول مناصرة العراقيين في العراق في هذا الشهر الفضيل.</SPAN>
يوسف القرضاوي: أنا تحدثت عنه كثيرا وواجب المسلم نحو إخوانه..</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم في حلقة سابقة.</SPAN>
يوسف القرضاوي: في العراق وفي فلسطين وفي كل مكان يعني يُحارَب فيه المسلمون واجب المسلمين عن نصرة إخوانهم "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" قالوا يا رسول الله ننصره مظلوما قال تأخذه "تمنعه من الظلم" فالمؤمنون أخوة ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم خصوصا من كانوا مظلومين ومضطهدين ومحاربين من أعداء الله يجب على المسلم أن يساعدهم بكل ما يستطيع فنصرة إخواننا في هذه البلاد فريضة مقدسة وتزداد كلما ازدادوا حاجة إلى المساعدة والمعاونة.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: عبد الله القحطاني..</SPAN>
يوسف القرضاوي: لا لسه الأخ له سؤال ثاني المسلمات.</SPAN>
خديجة بن قنة: بالنسبة لأنه الوقت ضيق جدا لم يبق معنا إلا ست دقائق للإجابة على كل الأسئلة المطروحة عن المسلمات في إسبانيا اللواتي يعملن بالزي غير الإسلامي وهن سافرات ولكن هن صائمات يعني.</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: يعني أريد أن أقول للأخ يعني هو طبعا نحن ننكر عليهم هذا ولكن ليس معنى هذا أن نقول لهم صيامكم ملوش فايدة يعني أتركوا الصيام مادمتم غير ملتزمات، لا نحن نريد من كل من يخطو خطوة إلى الخير نشجعه عليها ونثبته عليها لو حتى بيصوم ولا مبيصليش نقول له يعني أحسن من الذي لا يصوم ولا يصلي، الأخت التي تفعل هذا وهي غير مهتمة بأن تلبس الزي الإسلامي وتستر ما يجب ستره نقبل منها هذا ونطلب منها المزيد إنما مش معناها نقول لا أنتِ في جهنم لا داعي لصيامكِ لا صيامها مطلوب وهذا دليل على إن فيه بقايا إيمان دفعتها إلى أن تصوم نستغل إحنا هذا الإيمان لنستكمل بقية شُعب الإيمان إن شاء الله وهذا عمل أهل الخير وأهل التربية وأهل التوجيه أن يستفيدوا من هذا ليوجهوا أخواتنا المسلمات إلى الالتزام بتعاليم الإسلام.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: عبد الله القحطاني من الأردن يتحدث عن ترتيب الأولويات.</SPAN>
يوسف القرضاوي: هذا أمر مهم جدا الأخ عبد الله تحدث في أمرين مهمين؛ ترتيب الأولويات وتحديد المصطلحات وأنا ليه كتاب اسمه فقه الأولويات لأني وجدت المسلمين ينقصهم هذا الفقه فيه خلل في هذا الفقه إيه شيء اللي رقم واحد وإيه الشيء اللي رقم عشرة التكاليف ليست في مستوى واحد فيه فرض وفيه فرض ركني وفيه واجب وفيه سُنة وفيه مستحب وفيه برضه كبيرة وفيه أكبر الكبائر وفيه حرام صغيرة وفيه شبهة وفيه مكروه ومكروه تنزيهي ومكروه تحريمي وفيه خلاف، الأولى لا يجوز إننا نذيب الحدود بين هذه الأشياء بعضها وبعض، المسلمين عندها خلل زي ما ذكرنا اللي بيترك ميديش راتب الناس اللي بشتغلوا عنده يروح يعمل عمره واحد بيروح يحج للعاشر مرة للعشرين مرة للأربعين مرة بيحج والمسلمون يطلبون منه أشياء لمساعدة المجاهدين لإطعام الجائعين لإقامة مشروعات إسلامية في بعض بلاد معندهاش مدرسة إسلامية معندهاش مسجد تصلي فيه فيترك هذا كله ويروح عشان يحج للمرة الثلاثين أو الأربعين فيه خلل في الأولويات ففقه الأولويات ده لعلنا نخصص له..</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: نخصص له حلقة بإذن الله.</SPAN>
يوسف القرضاوي: يعني حلقة أيضا تحديد المصطلحات فيه مفاهيم مغلوطة تُفرَض علينا مثل ما ذكر وهو مفهوم الإرهاب مفهوم الرجعية مفهوم الحداثة مفهوم التجديد وبعض الناس تريد أن تدخل علينا مفاهيم وتفسرها التنوير يعني يعتبرون الذين يعني يدعون إلى إتباع أوروبا شبرا بشبر وذراعا بذراع، يعتبرون هذا تنوير إنما الذين يدعون إلى الإسلام يدعون إلى الظلامية والضبابية فهناك مصطلحات خطيرة دخلت حياتنا الفكرية والثقافية ينبغي أن تضبط ولا تترك هذه المفاهيم الأساسية مائعة وهلامية ورجراجة بحيث يفسرها كل فريق بما يحلو له لابد أن تنضبط هذه وفق معايير متفق عليها ومسلمة بحيث لا يتيه الناس ولا تلتبس عليه من حقائق بالأباطيل.</SPAN>
</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم في نفس هذا السياق فضيلة الشيخ يتساءل محمد فاوي من قطر كيف تفسرون ظاهرة انفصام الشخصية في أغلب مجتمعاتنا الإسلامية يقول المساجد تكتظ..</SPAN>
يوسف القرضاوي: ظاهرة إيه؟</SPAN>
خديجة بن قنة: ظاهرة انفصام الشخصية في أغلب المجتمعات الإسلامية يقول المساجد تكتظ الآن بآلاف المصلين الذين تعلوا أصواتهم بالبكاء والنحيب من فرط التأثر والخشوع في الصلاة ثم يخرج كثير منهم بعد الصلاة ليسب هذا ويأكل مال هذا ويظلم هذا فالمسلم أصبح أسهل له أن يقول سبحان الله مائة مرة من أن يرد حقوقا سرقها لأخيه المسلم وأصبح أسهل له أو عليه ألف مرة أن يحج كل عام من أن يرفع يديه عن أذية أخيه المسلم، ما تفسيركم لهذه الظواهر؟</SPAN>
</SPAN>
يوسف القرضاوي: هو هذا من التناقض في الحياة الإسلامية لو كان الإنسان يعني حياته الربانية حياة حقة الحياة الربانية الحقة تأخذ اتجاه مستقيم إن يكون كله لله مش جزء منه لله وجزء للشيطان لا كله لله أساسا {إنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} {إنِّي وجَّهْتُ وجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ حَنِيفاً ومَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ}</SPAN> هذا من الشرك إن يجعل جزء منه لإرضاء هذا وجزء منه.. لا المسلم يرضي الله سبحانه وتعالى ويسير في طريق سليم لأن من خصائص الحياة الروحية الإتباع يعني حياتنا الروحية مش نعملها كما نشاء نأخذ ما نشاء لا ده الوحي حدد هذه الحياة بحيث لا يُقبَل فيها الابتداع كل بدعة ضلالة إياكم ومحدثات الأمور، الإسلام يعني يقوم على الإتباع في أمور الدين والابتداع في أمور الدنيا، المسلمين ابتدعوا في أمور الدنيا صنعوا حضارة كبيرة ولكن في أمور العبادة التزموا منهج الله، نحن الآن لما اختلت أمورنا ابتدعنا في أمور الدين وقلدنا في أمور الدنيا جمدنا في أمور الدنيا اللي المفروض نبتدع ونبتكر فيها لا أصبحنا جامدين والدين بنبتدع فيه كما نشاء يعني وهذا لا ينفعنا ولا ينهض بنا، ينهض بنا أن نتبع المنهج الرباني المنهج القرآني المنهج المحمدي وهو منهج واضح بين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزوغ عنها إلا هالك" والله تعالى يقول {قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ}</SPAN>.</SPAN>
خديجة بن قنة: نعم نشكرك جزيل الشكر فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، نشكر مشاهدينا على حسن المتابعة والإصغاء نلتقي في الأسبوع المقبل بحول الله لكم منا أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. </SPAN>