![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أحمده حمد الشاكرين الذاكرين وأستغفره استغفار المذنبين المقصرين، أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة من بين العالمين، وجعلنا من أمة خير المرسلين، قال وهو أصدق القائلين: }وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{ [آل عمران: 85].مقدمة وأشهد أن لا إله إلا الله، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل الأنبياء والمرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغرّ الميامين وعنا معهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن يوم الجمعة من أفضل الأيام وأشرفها عند الله سبحانه، اختاره وخصه بمزيد من الفضل والخير على سائر الأيام، شرع فيه صلاة الجمعة وهو عيد المسلمين في الأسبوع، خصت به أمة محمد صلى الله عليه وسلم من بين سائر الأمم، وأوجب سبحانه السعي إليها، قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ{ [الجمعة: 9] ثم بعد ذلك أمر سبحانه بما ينفع الناس في الدنيا والآخرة فقال }فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ{ أي اطلبوا الرزق والتمسوا الخير، }وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [الجمعة: 10] حتى لا تشغلكم أنواع البيع والشراء وأنواع الملذات عن ذكر الله سبحانه وأسباب الفلاح، فالفلاح في ذكر الله، والقيام بأمره سبحانه، فلا ينبغي أن تطغى حاجات البدن على حاجات القلب والروح، وكذلك لا تطغى حاجات القلب والروح على حاجات البدن والدنيا بل يراعي هذا وهذا كل بحسبه، ويعطي كل مقام ما يليق به، ويعطي كل حاجة ما يناسبها فيكون العبد بذلك حافظا لوقته مؤدّيا لما أوجبه الله عليه، طالبا للرزق فعبادة الله سبحانه لا يمكن أن تتعارض مع مصالح العبد في دنياه ومعاشه، والصلاة هي عماد الدين؛ لا حظّ في الإسلام لمن ضيعها، وهي الفيصل بين المسلم والكافر، قال صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»([2])، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يومًا فضل الصلاة فقال: «من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا و نجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف»([3])، وهذه الأحاديث عامة تشمل صلاة الجمعة وغيرها من الصلوات الخمس، ويعم أدائها في وقتها كما شرع الله وفي الجماعة مع المسلمين، وإن مما ابتلي به بعض المسلمين هذه الأيام تضييعهم لصلاة الجمعة وتساهلهم فيها وخاصة لمن يقضون مساء الخميس وليلة الجمعة في السهر والاستراحات ومشاهدة القنوات، فينامون عن صلاة الجمعة أو لا يأتونها إلا متأخرين، فالواجب على المسلم أن يحذر من هذا الفعل وأن يستشعر عظمة هذا اليوم وفضله، وأن يعتني به ويبادر إليه فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين»([4]) فإذا ختم على قلبه وصار من الغافلين هلك قال تعالى: }خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ [البقرة: 7] نسأل الله العافية. فهذا يدل على أن من تساهل بأمر الله وضيع ما أوجب الله عليه فهو معرض لأن يختم الله على قلبه وسمعه ولأن توضع الغشاوة على بصره فلا يهتدي إلى الحق ولا يبصره، وبذلك يعلم أن الجمعة شأنها عظيم والمتساهل بها خطير. فالواجب على أهل الإسلام أن يعتنوا بها، وأن يحافظوا عليها مع بقية الصلوات الخمس حتى يستفيدوا مما شرع الله فيها. وحتى يتذكروا ما يترتب على هذا الاجتماع من الخير العظيم: من التعارف والتواصل والتعاون على البر والتقوى وسماع العظات والخطب والتأثر بذلك مع ما يترتب على ذلك من الخير الكثير والأجر العظيم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزيارة بعضهم لبعض. ولذلك فإن الجمعة شرعت لحكم عظيمة قد لا تحيط بها عقول البشر، وقد شرعت فيها من الأعمال الصالحة ما ليس في غيرها من الأيام كالإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله، وقراءة القرآن والاغتسال والتطيب والتبكير وغير ذلك مما سيأتي ذكره، وقد جمعت في هذا الكتيب بعض ما اختص الله به هذا اليوم من الفضل والخير، تذكيرًا للغافل وتعليمًا للجاهل. نسأل الله أن ينفع به وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، إنه جواد كريم. والله أعلم وأحكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ([1])رواه مسلم (82). ([2])رواه أحمد (21859) والترمذي (2545). ([3])رواه أحمد (6288) والدارمي (2605). ([4])رواه مسلم (1432) والنسائي (1353).
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الجمعة, خصائص, وأحكام |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc