حكم الإعراض عن دراسة العقيدة خوفًا من الزّلل . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكم الإعراض عن دراسة العقيدة خوفًا من الزّلل .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-30, 20:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي حكم الإعراض عن دراسة العقيدة خوفًا من الزّلل .





بسم الله الرّحمن الرّحيم


حكم الإعراض عن دراسة العقيدة خوفًا من الزّلل .


سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه عمّن لا يحب دراسة العقيدة خصوصاً مسألة القدر خوفاً من الزّلل؟

فأجاب بقوله:

هذه المسألة كغيرها من المسائل المهمة التي لابد للإنسان منها في دينه ودنياه، لابد أن يخوض غمارها وأن يستعين بالله – تبارك وتعالى على تحقيقها ومعرفتها حتى يتبين له الأمر؛ لأنه لا ينبغي أن يكون على شك في هذه الأمور المهمة.

أما المسائل التي لا تخلّ بدينه لو أجّلها ولا يخشى أن تكون سببا لانحرافه، فإنّه لا بأس أن يؤجّلها مادام غيرها أهم منها، ومسائل القدر من الأمور المهمة التي يجب على العبد أن يحققها تماما حتى يصل فيها إلى اليقين.

وهي في الحقيقة ليس فيها إشكال – ولله الحمد – والذي يثقل دروس العقيدة على بعض الناس هم أنهم مع الأسف الشديد يرجحون جانب (( كيف )) على جانب (( لِمَ )) والإنسان مسؤول عن عمله بأداتين من أدوات الاستفهام ( لِمَ ) و (( كيف )) .

ف(لِمَ )عملت كذا ؟ هذا الإخلاص.

كيف عملت كذا؟ هذا المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم

وأكثر الناس الآن مشغولون بتحقيق جواب ((كيف )) غافلون عن تحقيق جواب ((لِمَ )) ولذلك تجدهم في جانب الإخلاص لا يتحرون كثيراً ، وفي جانب المتابعة يحرصون على أدق الأمور، فالناس الآن مهتمون كثيراً بهذا الجانب، غافلون عن الجانب الأهم وهو جانب العقيدة وجانب الإخلاص وجانب التّوحيد .

لهذا تجد بعض الناس في مسائل الدّين يسأل عن مسألة يسيرة جداً جداً وقلبه منكب على الدنيا غافل عن الله مطلقاً في بيعه وشرائه، ومركوبه، ومسكنه، وملبسه ، فقد يكون بعض الناس الآن عابداً للدنيا وهو لا يشعر، وقد يكون مشركاً بالله في الدنيا وهو لا يشعر، لأنه مع الأسف الشديد لا يهتم بجانب التّوحيد وجانب العقيـدة، وهذا ليس من العامة فقط ولكن من بعض طلاب العلم وهذا أمر له خطورته.

كما أن التّركيز على العقيدة فقط بدون العمل الذي جعله الشارع كالحامي والسُّور لها خطأ أيضاً لأنّنا نسمع في الإذاعات ونقرأ في الصحف التركيز على أن الدّين هو العقيدة السّمحاء وما أشبه ذلك من العبارات، وفي الحقيقة أن هذا يخشى أن يكون باباً يلج منه مَن يلج في استحلال بعض المحرّمات بحجة أنّ العقيدة سليمة، ولكن لابد من ملاحظة الأمرين جميعاً ليستقيم الجواب على ((لِمَ )) وعلى ((كيف )).

وخلاصة الجواب :

أنه يجب على المرء دراسة علم التوحيد والعقيدة؛ ليكون على بصيرة في إلهه ومعبوده – جل وعلا – على بصيرة بأسماء الله، وصفاته، وأفعاله، على بصيرة في أحكامه الكونية، والشّرعية، على بصيرة في حكمته، وأسرار شرعه وخلقه، حتى لا يضل بنفسه أو يضل غيره.

وعلم التوحيد هو أشرف العلوم لشرف متعلّقه ولهذا سمّاه أهل العلم ( الفقه الأكبر ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدّين )) (45) .

وأوّل ما يدخل في ذلك وأولاه علم التوحيد والعقيدة، لكن يجب على المرء أيضاً أن يتحرى كيف يأخذ هذا العلم ومن أي مصدر يتلقّاه، فليأخذ من هذا العلم أولاً ما صفا منه وسلم من الشبهات، ثم ينتقل ثانيا إلى النظر فيما أورد عليه من البدع والشبهات؛ ليقوم بردها وبيانها مما أخذ من قبل العقيدة الصافية، وليكن المصدر الذي يتلقاه منه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم كلام الصحابة – رضي الله عنهم – ثم ما قاله الأئمة بعدهم من التابعين وأتباعهم، ثم ما قاله العلماء الموثوق بعلمهم وأمانتهم، خصوصا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم عليهما وعلى سائر المسلمين وأئمتهم سابغ الرّحمة والرضوان.



المصدر:

في كتب طالب العلم وفتاوى حول العلم وفوائد

للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من موقعه الرّسمي














 


رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 10:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
salimDZ23
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 10:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




العفو الأخ الفاضل ، وفّقكم الله للعلم النّافع والعمل الصّالح












رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 11:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سميحة 2014
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله هبة مشاهدة المشاركة





وأوّل ما يدخل في ذلك وأولاه علم التوحيد والعقيدة، لكن يجب على المرء أيضاً أن يتحرى كيف يأخذ هذا العلم ومن أي مصدر يتلقّاه، فليأخذ من هذا العلم أولاً ما صفا منه وسلم من الشبهات، ثم ينتقل ثانيا إلى النظر فيما أورد عليه من البدع والشبهات؛ ليقوم بردها وبيانها مما أخذ من قبل العقيدة الصافية، وليكن المصدر الذي يتلقاه منه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم كلام الصحابة – رضي الله عنهم ثم ما قاله الأئمة بعدهم من التابعين وأتباعهم، ثم ما قاله العلماء الموثوق بعلمهم وأمانتهم، خصوصا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم عليهما وعلى سائر المسلمين وأئمتهم سابغ الرّحمة والرضوان.


المصدر:

في كتب طالب العلم وفتاوى حول العلم وفوائد

للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من موقعه الرّسمي






السلام عليكم
طيب نحن الاشاعرة نرى أن اول المصادر العقل ثم القرآن ثم السنة ثم انتهى اذ ليس قول الصحابة و لا العلماء بدليل.
ثم لمَ بالضبط الامامين ابن القيم و ابن تيمية









آخر تعديل سميحة 2014 2015-01-31 في 11:04.
رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 11:40   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبد القادر الطالب
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع مفيد جدا بارك الله فيك

وأحسنت أحسن الله إليك


الأشاعرة وغيرهم من الفرق المنحرفة عندما يسمعون كلمت

ابن تيمية كأن صاعقة ضربتهم


حتى أبي الحسن الأشعري تبرأ منهم

ما ذا بقي لهم ؟










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 12:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميحة 2014 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
طيب نحن الاشاعرة نرى أن اول المصادر العقل ثم القرآن ثم السنة ثم انتهى اذ ليس قول الصحابة و لا العلماء بدليل.
ثم لمَ بالضبط الامامين ابن القيم و ابن تيمية

وعليكم السلام ورحمة الله .

أهلاً بك ياسميحة...

والله الذي لاإله إلاّ هو أنا أشفق عليك شفقة الأم على ابنتها ، ليس سُخريةً منك ولكن أحبّك لنشاطك ، لكن أكره فيك السّرعة في التّفكير دون تروّي .

ياااسميحة أنتِ هنا بقولك أوّل مصادر الأشاعرة العقل : جنيتِ به على هذه العقيدة ، إذ أعطيتِ العقل قيمة أكبر من كتاب الله سبحانه ، وبهذا يتكلّم من يسمّونهم بالمُتكلّمة ، يعني أنّهم يستخدمون عقولهم في نقل الإسلام إلى النّاس ، والعقل البشري قاصر يعني ليس بالمعصوم .

وقد جعلتِ آخر ما جعلتِ السُّنّة آخر مصادر التي يعتمد عليها الأشاعرة .

أليس هذا من الإجحاف وعدم الإنصاف مع نبيّك محمّد صلى الله عليه وسلم ، وهو الصّادق الأمين ، لايقول إلاّ حقًّا ، وقد قال عنه الله سبحانه : " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه "

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسُنّتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )

أخرجه مالك مرسلاً ، والحاكم مسنداً وصححه .


على كلّ حال يا بُنيّة سوف أنقل لك مقالاً كتبه الشيخ الألباني رحمه الله ، وهو نافع مفيد لمن أراد الآخرة واليوم الآخرة والله على ماأقول شهيد .


وفي هذا المقال يتكلّم الشّيخ رحمه الله عن أهميّة الرّجوع إلى السّنّة بعد القرآن الذي هو أوّل مصدر التّشريع الإسلامي عند أهل السُّنّة والجماعة .


يقول الشيخ رحمه الله :


وجوب الرّجوع إلى السُّنَّة وتحريم مخالفتها


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” ” يأيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ، وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما” .

” أما بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها ، وكلّ محدثة بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار


أيها الإخوان الكرام : إنّ من المتّفق عليه بين المسلمين الأوّلين كافة ، أنّ السُّنَّة النّبوية – على صاحبها أفضل الصلاة والسلام – هي المرجع الثاني والأخير في الشرع الإسلامي ، في كل نواحي الحياة من أمور غيبية اعتقادية – أو أحكام عملية ، أو سياسية ، أو تربوية وأنه لا يجوز مخالفتها في شيء من ذلك لرأي أو اجتهاد أو قياس ، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله في آخر ” الرسالة ” : ” لا يحل القياس والخبر موجود ” ، ومثله ما اشتهر عند المتأخرين من علماء الأصول :” إذا ورد الأثر بطل النظر ” ،” لا اجتهاد في مورد النص ” ومستندهم في ذلك الكتاب الكريم ، والسُّنّة المطهرة .


* القرآن يأمر بالإحتكام إلى سُنَّة الرّسول

أما الكتاب ففيه آيات كثير ، أجتزىء بذكر بعضها في هذه المقدمة على سبيل الذكرى “فإن الذكرى تنفع المؤمنين”.

1- قال تعالى:” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً” (الأحزاب : 36) .

2- وقال عز وجل:”يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم” (الحجرات : 1) .

3- وقال : “قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين” (آل عمران:32) .

4- وقال عز من قائل : “وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيداً . من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً” (النساء:80) .

5- وقال : “يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً” (النساء:59).

6- وقال : “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” (الأنفال : 46) .

7- وقال: “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ، فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين” (المائدة : 92) .

8- وقال : “لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم” (النور : 63) .

9- وقال : “يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ” (الأنفال : 24) .

10- وقال: “ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم.ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين”(النساء13-14)

11- وقال : “ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ، ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً” (النساء:60-61) .

12- وقال سبحانه : “إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون”(النور:52).

13- وقال: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب” (الحشر : 7) .

14- وقال تعالى : “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً” (الأحزاب:21) .

15- وقال : “والنجم إذا هوى . ما ضل صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى” (النجم:1-4) .

16- وقال تبارك وتعالى:”وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون”(النحل:44)

إلى غير ذلك من الآيات المباركات .


* الأحاديث الداعية إلى اتّباع النّبي في كل شيء :

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : ” كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ” .أخرجه البخاري في “صحيحه – كتاب الاعتصام ” .

2- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :

” جاءت ملائكة إلى النبي وهو نائم ، فقال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة ، والقلب يقظان ، فقالوا : إن لصاحبكم هذا مثلا ، فاضربوا له مثلا ، فقالوا : مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيه مأدبة ، وبعث داعياً ، فمن أجاب الداعي دخل الدار ، وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ، فقالوا : أولوها يفقهها ، فقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا فالدار الجنة ، والداعي محمد ، فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله ، ومن عصى محمداً فقد عصى الله ، ومحمد فرق ( 1 ) بين الناس ” أخرجه البخاري أيضاً .

3- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي  قال :

” إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا ، فأنطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق ” . أخرجه البخاري ومسلم .

4- عن أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري ، مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ( وإلا فلا ) ” . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة والطحاوي وغيرهم بسند صحيح .

5- عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حرام فحرّموه ، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه ( 2 )، فإن لم يقروه، فله أن يعقبهم بمثل قراه” . رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه وأحمد بسند صحيح .

6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ” . أخرجه مالك مرسلاً ، والحاكم مسنداً وصححه .



* ما تدل عليه النصوص السابقة :

وفي هذه النصوص من الآيات والأحاديث أمور هامة جداً يمكن إجمالها فيما يلي :

1- أنّه لا فرق بين قضاء الله وقضاء رسوله ، وأن كلا منهما ، ليس للمؤمن الخيرة في أن يخالفهما ، وأن عصيان الرسول كعصيان الله تعالى ، وأنه ضلال مبين .

2- أنه لا يجوز التّقدّم بين يدي الرّسول كما لا يجوز التّقدّم بين يدي الله تعالى ، وهو كناية عن عدم جواز مخالفة سُنّتِه ، قال الإمام ابن القيم في “إعلام الموقعين”(1/58) : ” أي لا تقولوا حتى يقول، وتأمروا حتى يأمر ، ولا تفتوا حتى يفتي ، ولا تقطعوا أمراً حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويمضي ” .

3- أنّ التّولّي عن طاعة الرّسول إنّما هو من شأن الكافرين .

4- أنّ المطيع للرسول مطيع لله تعالى.

5- وجوب الرد والرجوع عند التنازع والاختلاف في شيء من أمور الدين إلى الله وإلى الرسول، قال ابن القيم (1/54) :

فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله ، وأعاد الفعل ( يعني قوله : وأطيعوا الرسول ) إعلاماً بأن طاعته تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على الكتاب ، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً سواء كان ما أمر به في الكتاب ، أو لم يكن فيه ، فإنه ” أوتي الكتاب ومثله معه ” ، ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالاً ، بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول ” ومن المتفق عليه عند العلماء أن الرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ، والرد إلى الرسول ، هو الرد إليه في حياته ، وإلى سنته بعد وفاته ، وأن ذلك من شروط الإيمان .

6- أن الرِّضَا بالتّنازع ، بترك الرّجوع إلى السُّنّة للخلاص من هذا التنازع سبب هام في نظر الشرع لإخفاق المسلمين في جميع جهودهم ، ولذهاب قوتهم وشوكتهم .

7- التحذير من مخالفة الرسول لما لها من العاقبة السيئة في الدنيا والآخرة .

8- استحقاق المخالفين لأمره الفتنة في الدنيا ، والعذاب الأليم في الآخرة .

9- وجوب الإستجابة لدعوة الرّسول وأمره ، وأنها سبب الحياة الطيبة ، والسعادة في الدنيا والآخرة .

10- أن طاعة النبي سبب لدخول الجنة والفوز العظيم ، وأن معصيته وتجاوز حدوده سبب لدخول النار والعذاب المهين .

11- أن من صفات المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر أنهم إذا دعوا إلى أن يتحاكموا إلى الرسول وإلى سُنّته ، لا يستجيبون لذلك ، بل يصدّون عنه صدوداً .

12- وأن المؤمنين على خلاف المنافقين ، فإنهم إذا دعوا إلى التحاكم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بادروا إلى الاستجابة لذلك ، وقالوا بلسان حالهم وقالهم : ” سمعنا وأطعنا ” ، وأنهم بذلك يصيرون مفلحين ، ويكونون من الفائزين بجنات النعيم .

13- كل ما أمرنا به الرسول يجب علينا اتباعه فيه ، كما يجب علينا أن ننتهي عن كل ما نهانا عنه .

14- أنه أسوتنا وقدوتنا في كل أمور ديننا إذا كنا ممن يرجو الله واليوم الآخر .

15- وأن كل ما نطق به رسول الله ممّا لا صلة بالدين والأمور الغيبية التي لا تعرف بالعقل ولا بالتجربة فهو وحي من الله إليه . لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

16- وأن سُنّته صلى الله عليه وسلم هي بيان لما أنزل إليه من القرآن .

17- وأن القرآن لا يغني عن السُّنَّة ، بل هي مثله في وجوب الطّاعة والإتّباع ، وأن المستغني به عنها مخالف للرسول عليه الصلاة والسلام غير مطيع له ، فهو بذلك مخالف لما سبق من الآيات .

18- أن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ، وكذلك كل شيء جاء به رسول الله مما ليس في القرآن ، فهو مثل ما لو جاء في القرآن لعموم قوله : ” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه “.

19- أن العصمة من الإنحراف والضّلال إنّما هو التّمسك بالكتاب والسُّنّة ، وأن ذلك حكم مستمر إلى يوم القيامة ، فلا يجوز التفريق بين كتاب الله وسنة نبيه تسلمياً كثيرا .



* لزوم اتّباع السُّنَّة على كل جيل في العقائد والأحكام :

أيها الإخوة الكرام ! هذه النصوص المتقدمة من الكتاب والسنة كما أنها دلت دلالة قاطعة على وجوب اتباع السنة اتباعاً مطلقاً في كل ما جاء به النبي ، وأن من لم يرض بالتحاكم إليها والخضوع لها فليس مؤمناً ، فإني أريد أن ألفت نظركم إلى أنها تدل بعموماتها وإطلاقاتها على أمرين آخرين هامين أيضاً :

الأول : أنها تشمل كل من بلغته الدعوة إلى يوم القيامة ، وذلك صريح في قوله تعالى : “لأنذركم به ومَن بلغ” ، وقوله : “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً” وفسره بقوله في حديث :

“… وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس كافة ” متفق عليه ، وقوله : ” والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار ” رواه مسلم وابن منده وغيرهما ( الصحيحة 157 ) .

والثاني : أنها تشمل كل أمر من أمور الدين ، لا فرق بين ما كان منه عقيدة علمية، أو حكماً عملياً، أو غير ذلك ، فكما كان يجب على كل صحابي أن يؤمن بذلك كله حين يبلغه من النبي أو من صحابي آخر عنه كان يجب كذلك على التابعي حين يبلغه عن الصحابي ، فكما لا يجوز للصحابي مثلاً أن يرد حديث النبي إذا كان في العقيدة بحجة أنه خبر آحاد سمعه عن صحابي مثله عنه ، فكذلك لا يجوز لمن بعده أن يرده بالحجة نفسها مادام أن المخبر به ثقة عنده ، وهكذا ينبغي أن يستمر الأمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد كان الأمر كذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين كما سيأتي النص بذلك عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى .


* تحكّم الخلف بالسُّنَّة بدل التّحاكم إليها :

ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا السنة النبوية وأهملوها ، بسبب أصول يبناها بعض علماء الكلام، وقواعد زعمها بعض علماء الأصول والفقهاء المقلدين ، كان من نتائجها الإهمال المذكور الذي أدى بدوره إلى الشك في قسم كبير منها ، ورد قسم آخر منها لمخالفتها لتلك الأصول والقواعد ، فتبدلت الآية عند هؤلاء ، فبدل أن يرجعوا بها إلى السنة ويتحاكموا إليها ، فقد قلبوا الأمر ، ورجعوا بالسنة إلى قواعدهم وأصولهم ، فما كان منها موافقاً لقواعدهم قبلوه ، وإلا رفضوه ، وبذلك انقطعت الصلة التامة بين المسلم وبين النبي ، وخاصة عند المتأخرين منهم ، فعادوا جاهلين بالنبي وعقيدته وسيرته وعبادته ، وصيامه وقيامه وحجة وأحكامه وفتاويه ، فإذا سئلوا عن شيء من ذلك أجابوك إما بحديث ضعيف أو لا أصل له ، أو بما في المذهب الفلاني ، فإذا اتفق أنه مخالف للحديث الصحيح وذكروا به لا يذكرون ، ولا يقبلون الرجوع إليه لشبهات لا مجال لذكرها الآن ، وكل ذلك سببه تلك الأصول والقواعد المشار إليها ، وسيأتي قريباً ذكر بعضها إن شاء الله تعالى .

ولقد عم هذا الوباء وطم كل البلاد الإسلامية ، والمجلات العلمية والكتب الدينية إلا نادراً ، فلا تجد من يفتي فيها على الكتاب والسُّنّة إلا أفراداً قليلين غرباء ، بل جماهيرهم يعتمدون فيها على مذهب من المذاهب الأربعة ، وقد يتعدونها إلى غيرها إذا وجدوا في ذلك مصلحة – كما زعموا – وأما السنة فقد أصبحت عندهم نسياً منسياً ، إلا إذا اقتضت المصلحة عندهم الأخذ بها ، كما فعل بعضهم بالنسبة لحديث ابن عباس في الطلاق بلفظ ثلاث وأنه كان على عهد النبي طلقة واحدة ، فقد أنزلوها منزلة بعض المذاهب المرجوحة ! وكانوا قبل أن يتبنوه يحاربونه ويحاربون الداعي إليه !


* غُرْبَةُ السُّنَّة عند المتأخّرين :

وإن مما يدل على غُرْبَةِ السُّنَّة في هذا الزمان وجهل أهل العلم والفتوى بها ، جواب إحدى المجلات الإسلامية السيارة عن سؤال : ” هل تُبْعَث الحيوانات …” ونصّه :

” قال الإمام الآلوسي في تفسيره : ” ليس في هذا الباب – يعني بعض الحيوانات – نص من كتاب أو سنة يعول عليه يدل على حشر غير الثقلين من الوحوش والطيور ” .

هذا كل ما أعتمده المجيب ، وهو شيء عجيب يدلكم على مبلغ إهمال أهل العلم –فضلاً عن غيرهم– لعلم السنة، فقد ثبت فيها أكثر من حديث واحد يصرح بأن الحيوانات تحشر، ويقتص لبعضها من بعض، من ذلك حديث مسلم في “صحيحه” : ” لتؤدون الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ” . وثبت عن ابن عمرو وغيره أن الكافر حين يرى هذا القصاص يقول : (ياليتني كنت ترابا).


* أصول الخلف التي تركت السُّنَّة بسببها :


فما هي تلك الأصول والقواعد التي أقامها الخلف ، حتى صرفتهم عن السُّنَّة دراسة واتّباعاً ؟

وجواباً عن ذلك أقول :

يمكن حصرها في الأمور الآتية :


الأول : قول بعض علماء الكلام : إن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، وصرح بعض الدعاة الإسلاميين اليوم بأنه لا يجوز أخذ العقيدة منه ، بل يحرم .


الثاني : بعض القواعد التي تبنتها بعض المذاهب المتبعة في ” أصولها ”يحضرني الآن منها ما يلي :

تقديم القياس على خبر الآحاد . ( الإعلام 1/327و300 شرح المنار ص623 ) .

رد خبر الآحاد إذا خالف الأصول . ( الإعلام 1/329 ، شرح المنار ص646 ) .

ج – رد الحديث المتضمّن حكماً زائداً على نص القرآن بدعوى أن ذلك نسخ له ، والسُّنَّة لا تنسخ القرآن ( شرح المنار ص647 ، الأحكام 2/66 ) .

د – تقديم العام على الخاص عند التّعارض ، أو عدم جواز تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد ! ( شرح المنار ص289-294 ، إرشاد الفحول 138-139-143-144 ) .

هـ – تقديم أهل المدينة على الحديث الصحيح .


الثالث : التقليد ، واتخاذه مذهباً وديناً .



https://www.alalbany.net/4944




أسأل الله أن يفقّهكِ ....ياسميحة ...في الدّين وأن يجعل نشاطك المتواصل في خدمة ونُصْرَة شريعته بالمنهج الذي يرضاه لكِ سبحانه .











رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 12:23   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




ثم قلتِ :

اقتباس:
لمَ بالضّبط الامامين ابن القيم و ابن تيمية



نحن لانرجع إلى هؤلاء فقط ، في نشر الدّين الإسلامي وإنّما نرجع إلى كلّ العلماء المشهود لهم بالذّبّ عن السّنّة وأهلها .في كلّ مكان وزمان .


هل لاحظتِ كلّ النقولات يتكلّم فيها أصحاب المقالات عن الشيخين ابن القيم وابن تيمية فقط ، فهناك الكثير من العلماء القدامى مَن نعتمد عليهم في نقل الدّين الإسلامي .












رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 12:29   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر الطالب مشاهدة المشاركة
موضوع مفيد جدا بارك الله فيك

وأحسنت أحسن الله إليك


الأشاعرة وغيرهم من الفرق المنحرفة عندما يسمعون كلمت

ابن تيمية كأن صاعقة ضربتهم


حتى أبي الحسن الأشعري تبرأ منهم

ما ذا بقي لهم ؟





آمين....وفّقك الله الأخ الفاضل للعلم النّافع والعمل الصّالح ، وأسأله أن يردّ المسلمين إلى دينه ردًّا جميلاً ، وأن يفقهنا وجميع المسلمين بدينه على الوجه الذي يرضيه عنّا .

تقبّل منّ ومنكم صالح الأعمال












رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 12:48   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
1985aday
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع
بالتوفيق باذن الله










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 13:01   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سميحة 2014
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر الطالب مشاهدة المشاركة
موضوع مفيد جدا بارك الله فيك

وأحسنت أحسن الله إليك


الأشاعرة وغيرهم من الفرق المنحرفة عندما يسمعون كلمت

ابن تيمية كأن صاعقة ضربتهم


حتى أبي الحسن الأشعري تبرأ منهم

ما ذا بقي لهم ؟
عبد القادر اظن انك تذكر بان هاته الالفاظ يا اخي لا تبعث على انكم تحترموننا نحن اخوانكم الاعضاء
ثم تذكر بان اي جدال في مسألة الاشعري سيغلق موضوعها لذا فلا داعي لتكرار الأمر
هدانا الله و اياكم الى سبيل التقى









رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 16:17   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سميحة 2014
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله هبة مشاهدة المشاركة







وعليكم السلام ورحمة الله .

أهلاً بك ياسميحة...

والله الذي لاإله إلاّ هو أنا أشفق عليك شفقة الأم على ابنتها ، ليس سُخريةً منك ولكن أحبّك لنشاطك ، لكن أكره فيك السّرعة في التّفكير دون تروّي .

ياااسميحة أنتِ هنا بقولك أوّل مصادر الأشاعرة العقل : جنيتِ به على هذه العقيدة ، إذ أعطيتِ العقل قيمة أكبر من كتاب الله سبحانه ، وبهذا يتكلّم من يسمّونهم بالمُتكلّمة ، يعني أنّهم يستخدمون عقولهم في نقل الإسلام إلى النّاس ، والعقل البشري قاصر يعني ليس بالمعصوم .

وقد جعلتِ آخر ما جعلتِ السُّنّة آخر مصادر التي يعتمد عليها الأشاعرة .

أليس هذا من الإجحاف وعدم الإنصاف مع نبيّك محمّد صلى الله عليه وسلم ، وهو الصّادق الأمين ، لايقول إلاّ حقًّا ، وقد قال عنه الله سبحانه : " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه "

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسُنّتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )

أخرجه مالك مرسلاً ، والحاكم مسنداً وصححه .


على كلّ حال يا بُنيّة سوف أنقل لك مقالاً كتبه الشيخ الألباني رحمه الله ، وهو نافع مفيد لمن أراد الآخرة واليوم الآخرة والله على ماأقول شهيد .


وفي هذا المقال يتكلّم الشّيخ رحمه الله عن أهميّة الرّجوع إلى السّنّة بعد القرآن الذي هو أوّل مصدر التّشريع الإسلامي عند أهل السُّنّة والجماعة .


يقول الشيخ رحمه الله :


وجوب الرّجوع إلى السُّنَّة وتحريم مخالفتها


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” ” يأيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ، وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما” .

” أما بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها ، وكلّ محدثة بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار


أيها الإخوان الكرام : إنّ من المتّفق عليه بين المسلمين الأوّلين كافة ، أنّ السُّنَّة النّبوية – على صاحبها أفضل الصلاة والسلام – هي المرجع الثاني والأخير في الشرع الإسلامي ، في كل نواحي الحياة من أمور غيبية اعتقادية – أو أحكام عملية ، أو سياسية ، أو تربوية وأنه لا يجوز مخالفتها في شيء من ذلك لرأي أو اجتهاد أو قياس ، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله في آخر ” الرسالة ” : ” لا يحل القياس والخبر موجود ” ، ومثله ما اشتهر عند المتأخرين من علماء الأصول :” إذا ورد الأثر بطل النظر ” ،” لا اجتهاد في مورد النص ” ومستندهم في ذلك الكتاب الكريم ، والسُّنّة المطهرة .


* القرآن يأمر بالإحتكام إلى سُنَّة الرّسول

أما الكتاب ففيه آيات كثير ، أجتزىء بذكر بعضها في هذه المقدمة على سبيل الذكرى “فإن الذكرى تنفع المؤمنين”.

1- قال تعالى:” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً” (الأحزاب : 36) .

2- وقال عز وجل:”يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم” (الحجرات : 1) .

3- وقال : “قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين” (آل عمران:32) .

4- وقال عز من قائل : “وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيداً . من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً” (النساء:80) .

5- وقال : “يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً” (النساء:59).

6- وقال : “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” (الأنفال : 46) .

7- وقال: “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ، فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين” (المائدة : 92) .

8- وقال : “لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم” (النور : 63) .

9- وقال : “يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ” (الأنفال : 24) .

10- وقال: “ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم.ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين”(النساء13-14)

11- وقال : “ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ، ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً” (النساء:60-61) .

12- وقال سبحانه : “إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون”(النور:52).

13- وقال: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب” (الحشر : 7) .

14- وقال تعالى : “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً” (الأحزاب:21) .

15- وقال : “والنجم إذا هوى . ما ضل صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى” (النجم:1-4) .

16- وقال تبارك وتعالى:”وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون”(النحل:44)

إلى غير ذلك من الآيات المباركات .


* الأحاديث الداعية إلى اتّباع النّبي في كل شيء :

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : ” كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ” .أخرجه البخاري في “صحيحه – كتاب الاعتصام ” .

2- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :

” جاءت ملائكة إلى النبي وهو نائم ، فقال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة ، والقلب يقظان ، فقالوا : إن لصاحبكم هذا مثلا ، فاضربوا له مثلا ، فقالوا : مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيه مأدبة ، وبعث داعياً ، فمن أجاب الداعي دخل الدار ، وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ، فقالوا : أولوها يفقهها ، فقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا فالدار الجنة ، والداعي محمد ، فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله ، ومن عصى محمداً فقد عصى الله ، ومحمد فرق ( 1 ) بين الناس ” أخرجه البخاري أيضاً .

3- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي  قال :

” إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا ، فأنطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق ” . أخرجه البخاري ومسلم .

4- عن أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري ، مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ( وإلا فلا ) ” . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة والطحاوي وغيرهم بسند صحيح .

5- عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حرام فحرّموه ، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه ( 2 )، فإن لم يقروه، فله أن يعقبهم بمثل قراه” . رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه وأحمد بسند صحيح .

6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ” . أخرجه مالك مرسلاً ، والحاكم مسنداً وصححه .



* ما تدل عليه النصوص السابقة :

وفي هذه النصوص من الآيات والأحاديث أمور هامة جداً يمكن إجمالها فيما يلي :

1- أنّه لا فرق بين قضاء الله وقضاء رسوله ، وأن كلا منهما ، ليس للمؤمن الخيرة في أن يخالفهما ، وأن عصيان الرسول كعصيان الله تعالى ، وأنه ضلال مبين .

2- أنه لا يجوز التّقدّم بين يدي الرّسول كما لا يجوز التّقدّم بين يدي الله تعالى ، وهو كناية عن عدم جواز مخالفة سُنّتِه ، قال الإمام ابن القيم في “إعلام الموقعين”(1/58) : ” أي لا تقولوا حتى يقول، وتأمروا حتى يأمر ، ولا تفتوا حتى يفتي ، ولا تقطعوا أمراً حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويمضي ” .

3- أنّ التّولّي عن طاعة الرّسول إنّما هو من شأن الكافرين .

4- أنّ المطيع للرسول مطيع لله تعالى.

5- وجوب الرد والرجوع عند التنازع والاختلاف في شيء من أمور الدين إلى الله وإلى الرسول، قال ابن القيم (1/54) :

فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله ، وأعاد الفعل ( يعني قوله : وأطيعوا الرسول ) إعلاماً بأن طاعته تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على الكتاب ، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً سواء كان ما أمر به في الكتاب ، أو لم يكن فيه ، فإنه ” أوتي الكتاب ومثله معه ” ، ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالاً ، بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول ” ومن المتفق عليه عند العلماء أن الرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ، والرد إلى الرسول ، هو الرد إليه في حياته ، وإلى سنته بعد وفاته ، وأن ذلك من شروط الإيمان .

6- أن الرِّضَا بالتّنازع ، بترك الرّجوع إلى السُّنّة للخلاص من هذا التنازع سبب هام في نظر الشرع لإخفاق المسلمين في جميع جهودهم ، ولذهاب قوتهم وشوكتهم .

7- التحذير من مخالفة الرسول لما لها من العاقبة السيئة في الدنيا والآخرة .

8- استحقاق المخالفين لأمره الفتنة في الدنيا ، والعذاب الأليم في الآخرة .

9- وجوب الإستجابة لدعوة الرّسول وأمره ، وأنها سبب الحياة الطيبة ، والسعادة في الدنيا والآخرة .

10- أن طاعة النبي سبب لدخول الجنة والفوز العظيم ، وأن معصيته وتجاوز حدوده سبب لدخول النار والعذاب المهين .

11- أن من صفات المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر أنهم إذا دعوا إلى أن يتحاكموا إلى الرسول وإلى سُنّته ، لا يستجيبون لذلك ، بل يصدّون عنه صدوداً .

12- وأن المؤمنين على خلاف المنافقين ، فإنهم إذا دعوا إلى التحاكم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بادروا إلى الاستجابة لذلك ، وقالوا بلسان حالهم وقالهم : ” سمعنا وأطعنا ” ، وأنهم بذلك يصيرون مفلحين ، ويكونون من الفائزين بجنات النعيم .

13- كل ما أمرنا به الرسول يجب علينا اتباعه فيه ، كما يجب علينا أن ننتهي عن كل ما نهانا عنه .

14- أنه أسوتنا وقدوتنا في كل أمور ديننا إذا كنا ممن يرجو الله واليوم الآخر .

15- وأن كل ما نطق به رسول الله ممّا لا صلة بالدين والأمور الغيبية التي لا تعرف بالعقل ولا بالتجربة فهو وحي من الله إليه . لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

16- وأن سُنّته صلى الله عليه وسلم هي بيان لما أنزل إليه من القرآن .

17- وأن القرآن لا يغني عن السُّنَّة ، بل هي مثله في وجوب الطّاعة والإتّباع ، وأن المستغني به عنها مخالف للرسول عليه الصلاة والسلام غير مطيع له ، فهو بذلك مخالف لما سبق من الآيات .

18- أن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ، وكذلك كل شيء جاء به رسول الله مما ليس في القرآن ، فهو مثل ما لو جاء في القرآن لعموم قوله : ” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه “.

19- أن العصمة من الإنحراف والضّلال إنّما هو التّمسك بالكتاب والسُّنّة ، وأن ذلك حكم مستمر إلى يوم القيامة ، فلا يجوز التفريق بين كتاب الله وسنة نبيه تسلمياً كثيرا .



* لزوم اتّباع السُّنَّة على كل جيل في العقائد والأحكام :

أيها الإخوة الكرام ! هذه النصوص المتقدمة من الكتاب والسنة كما أنها دلت دلالة قاطعة على وجوب اتباع السنة اتباعاً مطلقاً في كل ما جاء به النبي ، وأن من لم يرض بالتحاكم إليها والخضوع لها فليس مؤمناً ، فإني أريد أن ألفت نظركم إلى أنها تدل بعموماتها وإطلاقاتها على أمرين آخرين هامين أيضاً :

الأول : أنها تشمل كل من بلغته الدعوة إلى يوم القيامة ، وذلك صريح في قوله تعالى : “لأنذركم به ومَن بلغ” ، وقوله : “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً” وفسره بقوله في حديث :

“… وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس كافة ” متفق عليه ، وقوله : ” والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار ” رواه مسلم وابن منده وغيرهما ( الصحيحة 157 ) .

والثاني : أنها تشمل كل أمر من أمور الدين ، لا فرق بين ما كان منه عقيدة علمية، أو حكماً عملياً، أو غير ذلك ، فكما كان يجب على كل صحابي أن يؤمن بذلك كله حين يبلغه من النبي أو من صحابي آخر عنه كان يجب كذلك على التابعي حين يبلغه عن الصحابي ، فكما لا يجوز للصحابي مثلاً أن يرد حديث النبي إذا كان في العقيدة بحجة أنه خبر آحاد سمعه عن صحابي مثله عنه ، فكذلك لا يجوز لمن بعده أن يرده بالحجة نفسها مادام أن المخبر به ثقة عنده ، وهكذا ينبغي أن يستمر الأمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد كان الأمر كذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين كما سيأتي النص بذلك عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى .


* تحكّم الخلف بالسُّنَّة بدل التّحاكم إليها :

ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا السنة النبوية وأهملوها ، بسبب أصول يبناها بعض علماء الكلام، وقواعد زعمها بعض علماء الأصول والفقهاء المقلدين ، كان من نتائجها الإهمال المذكور الذي أدى بدوره إلى الشك في قسم كبير منها ، ورد قسم آخر منها لمخالفتها لتلك الأصول والقواعد ، فتبدلت الآية عند هؤلاء ، فبدل أن يرجعوا بها إلى السنة ويتحاكموا إليها ، فقد قلبوا الأمر ، ورجعوا بالسنة إلى قواعدهم وأصولهم ، فما كان منها موافقاً لقواعدهم قبلوه ، وإلا رفضوه ، وبذلك انقطعت الصلة التامة بين المسلم وبين النبي ، وخاصة عند المتأخرين منهم ، فعادوا جاهلين بالنبي وعقيدته وسيرته وعبادته ، وصيامه وقيامه وحجة وأحكامه وفتاويه ، فإذا سئلوا عن شيء من ذلك أجابوك إما بحديث ضعيف أو لا أصل له ، أو بما في المذهب الفلاني ، فإذا اتفق أنه مخالف للحديث الصحيح وذكروا به لا يذكرون ، ولا يقبلون الرجوع إليه لشبهات لا مجال لذكرها الآن ، وكل ذلك سببه تلك الأصول والقواعد المشار إليها ، وسيأتي قريباً ذكر بعضها إن شاء الله تعالى .

ولقد عم هذا الوباء وطم كل البلاد الإسلامية ، والمجلات العلمية والكتب الدينية إلا نادراً ، فلا تجد من يفتي فيها على الكتاب والسُّنّة إلا أفراداً قليلين غرباء ، بل جماهيرهم يعتمدون فيها على مذهب من المذاهب الأربعة ، وقد يتعدونها إلى غيرها إذا وجدوا في ذلك مصلحة – كما زعموا – وأما السنة فقد أصبحت عندهم نسياً منسياً ، إلا إذا اقتضت المصلحة عندهم الأخذ بها ، كما فعل بعضهم بالنسبة لحديث ابن عباس في الطلاق بلفظ ثلاث وأنه كان على عهد النبي طلقة واحدة ، فقد أنزلوها منزلة بعض المذاهب المرجوحة ! وكانوا قبل أن يتبنوه يحاربونه ويحاربون الداعي إليه !


* غُرْبَةُ السُّنَّة عند المتأخّرين :

وإن مما يدل على غُرْبَةِ السُّنَّة في هذا الزمان وجهل أهل العلم والفتوى بها ، جواب إحدى المجلات الإسلامية السيارة عن سؤال : ” هل تُبْعَث الحيوانات …” ونصّه :

” قال الإمام الآلوسي في تفسيره : ” ليس في هذا الباب – يعني بعض الحيوانات – نص من كتاب أو سنة يعول عليه يدل على حشر غير الثقلين من الوحوش والطيور ” .

هذا كل ما أعتمده المجيب ، وهو شيء عجيب يدلكم على مبلغ إهمال أهل العلم –فضلاً عن غيرهم– لعلم السنة، فقد ثبت فيها أكثر من حديث واحد يصرح بأن الحيوانات تحشر، ويقتص لبعضها من بعض، من ذلك حديث مسلم في “صحيحه” : ” لتؤدون الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ” . وثبت عن ابن عمرو وغيره أن الكافر حين يرى هذا القصاص يقول : (ياليتني كنت ترابا).


* أصول الخلف التي تركت السُّنَّة بسببها :


فما هي تلك الأصول والقواعد التي أقامها الخلف ، حتى صرفتهم عن السُّنَّة دراسة واتّباعاً ؟

وجواباً عن ذلك أقول :

يمكن حصرها في الأمور الآتية :


الأول : قول بعض علماء الكلام : إن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، وصرح بعض الدعاة الإسلاميين اليوم بأنه لا يجوز أخذ العقيدة منه ، بل يحرم .


الثاني : بعض القواعد التي تبنتها بعض المذاهب المتبعة في ” أصولها ”يحضرني الآن منها ما يلي :

تقديم القياس على خبر الآحاد . ( الإعلام 1/327و300 شرح المنار ص623 ) .

رد خبر الآحاد إذا خالف الأصول . ( الإعلام 1/329 ، شرح المنار ص646 ) .

ج – رد الحديث المتضمّن حكماً زائداً على نص القرآن بدعوى أن ذلك نسخ له ، والسُّنَّة لا تنسخ القرآن ( شرح المنار ص647 ، الأحكام 2/66 ) .

د – تقديم العام على الخاص عند التّعارض ، أو عدم جواز تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد ! ( شرح المنار ص289-294 ، إرشاد الفحول 138-139-143-144 ) .

هـ – تقديم أهل المدينة على الحديث الصحيح .


الثالث : التقليد ، واتخاذه مذهباً وديناً .



https://www.alalbany.net/4944




أسأل الله أن يفقّهكِ ....ياسميحة ...في الدّين وأن يجعل نشاطك المتواصل في خدمة ونُصْرَة شريعته بالمنهج الذي يرضاه لكِ سبحانه .


هههههههههههههههههههههه رد جميل لولا طوله اللا متناهي
شكرا على مشاعر الاحترام و المودة و التي ان شاء الله كنت و سأظل ابادلك اياها
ردي على شكل نقاط ك العادة :
1- العقل هو مناط التكليف و به نميز الصحيح من السقيم فارى انه سيعتل نظرك ان قلت لا آخذ بالعقل فالقرآن نزل لذوي الالباب و الافهام و البصائر لذا فالعقل يعطيك التصور العام مثلا كون الله موجود قبل كل موجود فهذا التصور لدى كل البشر الفطريين كونه قوي حي مريد غير مخلوق و لا محدود اما ما يرى فيه العقل رأيين فنرد الرأي الذي خالف القرآن كخلق العباد لأفعالهم و كخلق القرآن الى غير ذلك فان لم نجد في القرآن نصا صريحا لجأنا الى السنة النبوية غير المعصومة من الزيادة و النقصان من احاديث متواترة حتى ننفي قضية الوضع هذا و الله اعلم.


2- قضية اتباع النبي فيها خلاف عظيم فالكل يعلن بان نهجه هو منهج النبي صلوات ربي عليه وعلى آله الطاهرين الطيبين و سلامه لذا فنحن متفقون على وجوب الاتباع غير متفقين على بيان حال المتَبع صلى الله عليه و سلم .


3- "" وفي هذا المقال يتكلّم الشّيخ رحمه الله عن أهميّة الرّجوع إلى السّنّة بعد القرآن الذي هو أوّل مصدر التّشريع الإسلامي عند أهل السُّنّة والجماعة ."" هذا سند قوي لما اسلَفت من القول السنة بعد القرآن.

4- "" وجوب الرد والرجوع عند التنازع والاختلاف في شيء من أمور الدين إلى الله وإلى الرسول "" من شذ عن هاته القاعدة فهو مخطئ والله اعلم لكن العقيدة يا صاحبة الفضيلة تتطلب حدود عقلية عامة للحكم ان هذا الشيئ صادقا ام لا كما قال الامام الشعرواي في خواطره : اذا قرأت القرآن فأعمل عقلك حتى اذا قرأت يا أيها الذين آمنوا فلا تعمل عقلك لأن تصديقك لما سيأتي نابع من ايمانك النابع من اعمال عقلك فيما سبق من الآيات.

5- "" الأول : قول بعض علماء الكلام : إن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، وصرح بعض الدعاة الإسلاميين اليوم بأنه لا يجوز أخذ العقيدة منه ، بل يحرم ."" اختي هذا في شأن الاحاديث الني يرى فيها السادة الاشاعرة مخالفة العقل السوي و القرآن الكريم كالحديث الطويل المتعلق بمسألة الساق و الصراط ففي متنه انه "" فيأتيهم الجبار على غير صورته "" فأنكر هذا اهل الكلام الاشاعرة لاستحالة الصورة في حقه جل و علا

6- ""رد خبر الآحاد إذا خالف الأصول"" ذلك كون خبر الآحاد لا يفيد اليقين بل يفيد الشك ففي احسن الحالات تبقى على الاقل امكانية ضعفه بنسبة 20 بالمئة فنحن بردنا الآحاد لا نكون ردننا كلام رسول الله الاعظم ابو القاسم محمد صلى الله عليه و سلم بل ردننا كلام الراوي .

7-""تقديم أهل المدينة على الحديث الصحيح ."" ذلك يا اختي كما تعرفين فان النبي مرة بمرحلة الدعوة بمكة ثم مرحلة التشريع بالمدينة وكون سنة النبي منها القولي و الفعلي و التقريري يكون اوفى الناس حظا من السنة الفعلية هم اهل المدينة اذ تتبعوا تسلسل الاحكام و رأوا رسول الله يفعلها ثم ربى اهل المدينة غلمانهم على ما رأو من رسول الله دون ان يشككوا في صحة الحديث وبذلك ارتأ العلماء المالكيون على رأسهم امام المذهب العمل بعمل اهل المدينة

****** ارجوا ان اكون قربت وجهة نظر السادة الاشاعرة ثم ياليت يا سيدتي الفاضلة لو تلخصي النقول حتى استفيد من ملاحظاتك و تعليقاتك فضلا عن مواضيعك









رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 17:17   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





بسم الله الرّحمن الرّحيم


وجوب الرّجوع إلى السُّنَّة وتحريم مخالفتها


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” ” يأيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ، وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما” .

” أما بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها ، وكلّ محدثة بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار


أيها الإخوان الكرام : إنّ من المتّفق عليه بين المسلمين الأوّلين كافة ، أنّ السُّنَّة النّبوية – على صاحبها أفضل الصلاة والسلام – هي المرجع الثاني والأخير في الشرع الإسلامي ، في كل نواحي الحياة من أمور غيبية اعتقادية – أو أحكام عملية ، أو سياسية ، أو تربوية وأنه لا يجوز مخالفتها في شيء من ذلك لرأي أو اجتهاد أو قياس ، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله في آخر ” الرسالة ” : ” لا يحل القياس والخبر موجود ” ، ومثله ما اشتهر عند المتأخرين من علماء الأصول :” إذا ورد الأثر بطل النظر ” ،” لا اجتهاد في مورد النص ” ومستندهم في ذلك الكتاب الكريم ، والسُّنّة المطهرة .


* القرآن يأمر بالإحتكام إلى سُنَّة الرّسول

أما الكتاب ففيه آيات كثير ، أجتزىء بذكر بعضها في هذه المقدمة على سبيل الذكرى “فإن الذكرى تنفع المؤمنين”.

1- قال تعالى:” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً” (الأحزاب : 36) .

2- وقال عز وجل:”يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم” (الحجرات : 1) .

3- وقال : “قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين” (آل عمران:32) .

4- وقال عز من قائل : “وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيداً . من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً” (النساء:80) .

5- وقال : “يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً” (النساء:59).

6- وقال : “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” (الأنفال : 46) .

7- وقال: “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ، فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين” (المائدة : 92) .

8- وقال : “لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم” (النور : 63) .

9- وقال : “يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ” (الأنفال : 24) .

10- وقال: “ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم.ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين”(النساء13-14)

11- وقال : “ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ، ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً” (النساء:60-61) .

12- وقال سبحانه : “إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون”(النور:52).

13- وقال: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب” (الحشر : 7) .

14- وقال تعالى : “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً” (الأحزاب:21) .

15- وقال : “والنجم إذا هوى . ما ضل صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى” (النجم:1-4) .

16- وقال تبارك وتعالى:”وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون”(النحل:44)

إلى غير ذلك من الآيات المباركات .


* الأحاديث الداعية إلى اتّباع النّبي في كل شيء :

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : ” كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ” .أخرجه البخاري في “صحيحه – كتاب الاعتصام ” .

2- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :

” جاءت ملائكة إلى النبي وهو نائم ، فقال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة ، والقلب يقظان ، فقالوا : إن لصاحبكم هذا مثلا ، فاضربوا له مثلا ، فقالوا : مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيه مأدبة ، وبعث داعياً ، فمن أجاب الداعي دخل الدار ، وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ، فقالوا : أولوها يفقهها ، فقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا فالدار الجنة ، والداعي محمد ، فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله ، ومن عصى محمداً فقد عصى الله ، ومحمد فرق ( 1 ) بين الناس ” أخرجه البخاري أيضاً .

3- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي  قال :

” إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا ، فأنطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق ” . أخرجه البخاري ومسلم .

4- عن أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري ، مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ( وإلا فلا ) ” . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة والطحاوي وغيرهم بسند صحيح .

5- عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حرام فحرّموه ، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه ( 2 )، فإن لم يقروه، فله أن يعقبهم بمثل قراه” . رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه وأحمد بسند صحيح .

6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ” . أخرجه مالك مرسلاً ، والحاكم مسنداً وصححه .



* ما تدل عليه النصوص السابقة :

وفي هذه النصوص من الآيات والأحاديث أمور هامة جداً يمكن إجمالها فيما يلي :

1- أنّه لا فرق بين قضاء الله وقضاء رسوله ، وأن كلا منهما ، ليس للمؤمن الخيرة في أن يخالفهما ، وأن عصيان الرسول كعصيان الله تعالى ، وأنه ضلال مبين .

2- أنه لا يجوز التّقدّم بين يدي الرّسول كما لا يجوز التّقدّم بين يدي الله تعالى ، وهو كناية عن عدم جواز مخالفة سُنّتِه ، قال الإمام ابن القيم في “إعلام الموقعين”(1/58) : ” أي لا تقولوا حتى يقول، وتأمروا حتى يأمر ، ولا تفتوا حتى يفتي ، ولا تقطعوا أمراً حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويمضي ” .

3- أنّ التّولّي عن طاعة الرّسول إنّما هو من شأن الكافرين .

4- أنّ المطيع للرسول مطيع لله تعالى.

5- وجوب الرد والرجوع عند التنازع والاختلاف في شيء من أمور الدين إلى الله وإلى الرسول، قال ابن القيم (1/54) :

فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله ، وأعاد الفعل ( يعني قوله : وأطيعوا الرسول ) إعلاماً بأن طاعته تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على الكتاب ، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً سواء كان ما أمر به في الكتاب ، أو لم يكن فيه ، فإنه ” أوتي الكتاب ومثله معه ” ، ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالاً ، بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول ” ومن المتفق عليه عند العلماء أن الرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ، والرد إلى الرسول ، هو الرد إليه في حياته ، وإلى سنته بعد وفاته ، وأن ذلك من شروط الإيمان .

6- أن الرِّضَا بالتّنازع ، بترك الرّجوع إلى السُّنّة للخلاص من هذا التنازع سبب هام في نظر الشرع لإخفاق المسلمين في جميع جهودهم ، ولذهاب قوتهم وشوكتهم .

7- التحذير من مخالفة الرسول لما لها من العاقبة السيئة في الدنيا والآخرة .

8- استحقاق المخالفين لأمره الفتنة في الدنيا ، والعذاب الأليم في الآخرة .

9- وجوب الإستجابة لدعوة الرّسول وأمره ، وأنها سبب الحياة الطيبة ، والسعادة في الدنيا والآخرة .

10- أن طاعة النبي سبب لدخول الجنة والفوز العظيم ، وأن معصيته وتجاوز حدوده سبب لدخول النار والعذاب المهين .

11- أن من صفات المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر أنهم إذا دعوا إلى أن يتحاكموا إلى الرسول وإلى سُنّته ، لا يستجيبون لذلك ، بل يصدّون عنه صدوداً .

12- وأن المؤمنين على خلاف المنافقين ، فإنهم إذا دعوا إلى التحاكم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بادروا إلى الاستجابة لذلك ، وقالوا بلسان حالهم وقالهم : ” سمعنا وأطعنا ” ، وأنهم بذلك يصيرون مفلحين ، ويكونون من الفائزين بجنات النعيم .

13- كل ما أمرنا به الرسول يجب علينا اتباعه فيه ، كما يجب علينا أن ننتهي عن كل ما نهانا عنه .

14- أنه أسوتنا وقدوتنا في كل أمور ديننا إذا كنا ممن يرجو الله واليوم الآخر .

15- وأن كل ما نطق به رسول الله ممّا لا صلة بالدين والأمور الغيبية التي لا تعرف بالعقل ولا بالتجربة فهو وحي من الله إليه . لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

16- وأن سُنّته صلى الله عليه وسلم هي بيان لما أنزل إليه من القرآن .

17- وأن القرآن لا يغني عن السُّنَّة ، بل هي مثله في وجوب الطّاعة والإتّباع ، وأن المستغني به عنها مخالف للرسول عليه الصلاة والسلام غير مطيع له ، فهو بذلك مخالف لما سبق من الآيات .

18- أن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ، وكذلك كل شيء جاء به رسول الله مما ليس في القرآن ، فهو مثل ما لو جاء في القرآن لعموم قوله : ” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه “.

19- أن العصمة من الإنحراف والضّلال إنّما هو التّمسك بالكتاب والسُّنّة ، وأن ذلك حكم مستمر إلى يوم القيامة ، فلا يجوز التفريق بين كتاب الله وسنة نبيه تسلمياً كثيرا .



* لزوم اتّباع السُّنَّة على كل جيل في العقائد والأحكام :

أيها الإخوة الكرام ! هذه النصوص المتقدمة من الكتاب والسنة كما أنها دلت دلالة قاطعة على وجوب اتباع السنة اتباعاً مطلقاً في كل ما جاء به النبي ، وأن من لم يرض بالتحاكم إليها والخضوع لها فليس مؤمناً ، فإني أريد أن ألفت نظركم إلى أنها تدل بعموماتها وإطلاقاتها على أمرين آخرين هامين أيضاً :

الأول : أنها تشمل كل من بلغته الدعوة إلى يوم القيامة ، وذلك صريح في قوله تعالى : “لأنذركم به ومَن بلغ” ، وقوله : “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً” وفسره بقوله في حديث :

“… وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس كافة ” متفق عليه ، وقوله : ” والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار ” رواه مسلم وابن منده وغيرهما ( الصحيحة 157 ) .

والثاني : أنها تشمل كل أمر من أمور الدين ، لا فرق بين ما كان منه عقيدة علمية، أو حكماً عملياً، أو غير ذلك ، فكما كان يجب على كل صحابي أن يؤمن بذلك كله حين يبلغه من النبي أو من صحابي آخر عنه كان يجب كذلك على التابعي حين يبلغه عن الصحابي ، فكما لا يجوز للصحابي مثلاً أن يرد حديث النبي إذا كان في العقيدة بحجة أنه خبر آحاد سمعه عن صحابي مثله عنه ، فكذلك لا يجوز لمن بعده أن يرده بالحجة نفسها مادام أن المخبر به ثقة عنده ، وهكذا ينبغي أن يستمر الأمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد كان الأمر كذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين كما سيأتي النص بذلك عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى .


* تحكّم الخلف بالسُّنَّة بدل التّحاكم إليها :

ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا السنة النبوية وأهملوها ، بسبب أصول يبناها بعض علماء الكلام، وقواعد زعمها بعض علماء الأصول والفقهاء المقلدين ، كان من نتائجها الإهمال المذكور الذي أدى بدوره إلى الشك في قسم كبير منها ، ورد قسم آخر منها لمخالفتها لتلك الأصول والقواعد ، فتبدلت الآية عند هؤلاء ، فبدل أن يرجعوا بها إلى السنة ويتحاكموا إليها ، فقد قلبوا الأمر ، ورجعوا بالسنة إلى قواعدهم وأصولهم ، فما كان منها موافقاً لقواعدهم قبلوه ، وإلا رفضوه ، وبذلك انقطعت الصلة التامة بين المسلم وبين النبي ، وخاصة عند المتأخرين منهم ، فعادوا جاهلين بالنبي وعقيدته وسيرته وعبادته ، وصيامه وقيامه وحجة وأحكامه وفتاويه ، فإذا سئلوا عن شيء من ذلك أجابوك إما بحديث ضعيف أو لا أصل له ، أو بما في المذهب الفلاني ، فإذا اتفق أنه مخالف للحديث الصحيح وذكروا به لا يذكرون ، ولا يقبلون الرجوع إليه لشبهات لا مجال لذكرها الآن ، وكل ذلك سببه تلك الأصول والقواعد المشار إليها ، وسيأتي قريباً ذكر بعضها إن شاء الله تعالى .

ولقد عم هذا الوباء وطم كل البلاد الإسلامية ، والمجلات العلمية والكتب الدينية إلا نادراً ، فلا تجد من يفتي فيها على الكتاب والسُّنّة إلا أفراداً قليلين غرباء ، بل جماهيرهم يعتمدون فيها على مذهب من المذاهب الأربعة ، وقد يتعدونها إلى غيرها إذا وجدوا في ذلك مصلحة – كما زعموا – وأما السنة فقد أصبحت عندهم نسياً منسياً ، إلا إذا اقتضت المصلحة عندهم الأخذ بها ، كما فعل بعضهم بالنسبة لحديث ابن عباس في الطلاق بلفظ ثلاث وأنه كان على عهد النبي طلقة واحدة ، فقد أنزلوها منزلة بعض المذاهب المرجوحة ! وكانوا قبل أن يتبنوه يحاربونه ويحاربون الداعي إليه !


* غُرْبَةُ السُّنَّة عند المتأخّرين :

وإن مما يدل على غُرْبَةِ السُّنَّة في هذا الزمان وجهل أهل العلم والفتوى بها ، جواب إحدى المجلات الإسلامية السيارة عن سؤال : ” هل تُبْعَث الحيوانات …” ونصّه :

” قال الإمام الآلوسي في تفسيره : ” ليس في هذا الباب – يعني بعض الحيوانات – نص من كتاب أو سنة يعول عليه يدل على حشر غير الثقلين من الوحوش والطيور ” .

هذا كل ما أعتمده المجيب ، وهو شيء عجيب يدلكم على مبلغ إهمال أهل العلم –فضلاً عن غيرهم– لعلم السنة، فقد ثبت فيها أكثر من حديث واحد يصرح بأن الحيوانات تحشر، ويقتص لبعضها من بعض، من ذلك حديث مسلم في “صحيحه” : ” لتؤدون الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ” . وثبت عن ابن عمرو وغيره أن الكافر حين يرى هذا القصاص يقول : (ياليتني كنت ترابا).


* أصول الخلف التي تركت السُّنَّة بسببها :


فما هي تلك الأصول والقواعد التي أقامها الخلف ، حتى صرفتهم عن السُّنَّة دراسة واتّباعاً ؟

وجواباً عن ذلك أقول :

يمكن حصرها في الأمور الآتية :


الأول : قول بعض علماء الكلام : إن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، وصرح بعض الدعاة الإسلاميين اليوم بأنه لا يجوز أخذ العقيدة منه ، بل يحرم .


الثاني : بعض القواعد التي تبنتها بعض المذاهب المتبعة في ” أصولها ”يحضرني الآن منها ما يلي :

تقديم القياس على خبر الآحاد . ( الإعلام 1/327و300 شرح المنار ص623 ) .

رد خبر الآحاد إذا خالف الأصول . ( الإعلام 1/329 ، شرح المنار ص646 ) .

ج – رد الحديث المتضمّن حكماً زائداً على نص القرآن بدعوى أن ذلك نسخ له ، والسُّنَّة لا تنسخ القرآن ( شرح المنار ص647 ، الأحكام 2/66 ) .

د – تقديم العام على الخاص عند التّعارض ، أو عدم جواز تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد ! ( شرح المنار ص289-294 ، إرشاد الفحول 138-139-143-144 ) .

هـ – تقديم أهل المدينة على الحديث الصحيح .


الثالث : التقليد ، واتخاذه مذهباً وديناً .



https://www.alalbany.net/4944













رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 17:46   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
سميحة 2014
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله هبة مشاهدة المشاركة




بسم الله الرّحمن الرّحيم


وجوب الرّجوع إلى السُّنَّة وتحريم مخالفتها


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” ” يأيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً

يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ، وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما” .

” أما بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها ، وكلّ محدثة بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار


أيها الإخوان الكرام : إنّ من المتّفق عليه بين المسلمين الأوّلين كافة ، أنّ السُّنَّة النّبوية – على صاحبها أفضل الصلاة والسلام – هي المرجع الثاني والأخير في الشرع الإسلامي ، في كل نواحي الحياة من أمور غيبية اعتقادية – أو أحكام عملية ، أو سياسية ، أو تربوية وأنه لا يجوز مخالفتها في شيء من ذلك لرأي أو اجتهاد أو قياس ، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله في آخر ” الرسالة ” : ” لا يحل القياس والخبر موجود ” ، ومثله ما اشتهر عند المتأخرين من علماء الأصول :” إذا ورد الأثر بطل النظر ” ،” لا اجتهاد في مورد النص ” ومستندهم في ذلك الكتاب الكريم ، والسُّنّة المطهرة .


* القرآن يأمر بالإحتكام إلى سُنَّة الرّسول

أما الكتاب ففيه آيات كثير ، أجتزىء بذكر بعضها في هذه المقدمة على سبيل الذكرى “فإن الذكرى تنفع المؤمنين”.

1- قال تعالى:” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً” (الأحزاب : 36) .

2- وقال عز وجل:”يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم” (الحجرات : 1) .

3- وقال : “قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين” (آل عمران:32) .

4- وقال عز من قائل : “وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيداً . من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً” (النساء:80) .

5- وقال : “يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً” (النساء:59).

6- وقال : “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” (الأنفال : 46) .

7- وقال: “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ، فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين” (المائدة : 92) .

8- وقال : “لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم” (النور : 63) .

9- وقال : “يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ” (الأنفال : 24) .

10- وقال: “ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم.ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين”(النساء13-14)

11- وقال : “ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ، ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً” (النساء:60-61) .

12- وقال سبحانه : “إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون”(النور:52).

13- وقال: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب” (الحشر : 7) .

14- وقال تعالى : “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً” (الأحزاب:21) .

15- وقال : “والنجم إذا هوى . ما ضل صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى” (النجم:1-4) .

16- وقال تبارك وتعالى:”وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون”(النحل:44)

إلى غير ذلك من الآيات المباركات .


* الأحاديث الداعية إلى اتّباع النّبي في كل شيء :

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : ” كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ” .أخرجه البخاري في “صحيحه – كتاب الاعتصام ” .

2- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :

” جاءت ملائكة إلى النبي وهو نائم ، فقال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة ، والقلب يقظان ، فقالوا : إن لصاحبكم هذا مثلا ، فاضربوا له مثلا ، فقالوا : مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيه مأدبة ، وبعث داعياً ، فمن أجاب الداعي دخل الدار ، وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ، فقالوا : أولوها يفقهها ، فقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا فالدار الجنة ، والداعي محمد ، فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله ، ومن عصى محمداً فقد عصى الله ، ومحمد فرق ( 1 ) بين الناس ” أخرجه البخاري أيضاً .

3- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي  قال :

” إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا ، فأنطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق ” . أخرجه البخاري ومسلم .

4- عن أبي رافع رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري ، مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ( وإلا فلا ) ” . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة والطحاوي وغيرهم بسند صحيح .

5- عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حرام فحرّموه ، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه ( 2 )، فإن لم يقروه، فله أن يعقبهم بمثل قراه” . رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه وأحمد بسند صحيح .

6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ” تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ” . أخرجه مالك مرسلاً ، والحاكم مسنداً وصححه .



* ما تدل عليه النصوص السابقة :

وفي هذه النصوص من الآيات والأحاديث أمور هامة جداً يمكن إجمالها فيما يلي :

1- أنّه لا فرق بين قضاء الله وقضاء رسوله ، وأن كلا منهما ، ليس للمؤمن الخيرة في أن يخالفهما ، وأن عصيان الرسول كعصيان الله تعالى ، وأنه ضلال مبين .

2- أنه لا يجوز التّقدّم بين يدي الرّسول كما لا يجوز التّقدّم بين يدي الله تعالى ، وهو كناية عن عدم جواز مخالفة سُنّتِه ، قال الإمام ابن القيم في “إعلام الموقعين”(1/58) : ” أي لا تقولوا حتى يقول، وتأمروا حتى يأمر ، ولا تفتوا حتى يفتي ، ولا تقطعوا أمراً حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويمضي ” .

3- أنّ التّولّي عن طاعة الرّسول إنّما هو من شأن الكافرين .

4- أنّ المطيع للرسول مطيع لله تعالى.

5- وجوب الرد والرجوع عند التنازع والاختلاف في شيء من أمور الدين إلى الله وإلى الرسول، قال ابن القيم (1/54) :

فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله ، وأعاد الفعل ( يعني قوله : وأطيعوا الرسول ) إعلاماً بأن طاعته تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على الكتاب ، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً سواء كان ما أمر به في الكتاب ، أو لم يكن فيه ، فإنه ” أوتي الكتاب ومثله معه ” ، ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالاً ، بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول ” ومن المتفق عليه عند العلماء أن الرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ، والرد إلى الرسول ، هو الرد إليه في حياته ، وإلى سنته بعد وفاته ، وأن ذلك من شروط الإيمان .

6- أن الرِّضَا بالتّنازع ، بترك الرّجوع إلى السُّنّة للخلاص من هذا التنازع سبب هام في نظر الشرع لإخفاق المسلمين في جميع جهودهم ، ولذهاب قوتهم وشوكتهم .

7- التحذير من مخالفة الرسول لما لها من العاقبة السيئة في الدنيا والآخرة .

8- استحقاق المخالفين لأمره الفتنة في الدنيا ، والعذاب الأليم في الآخرة .

9- وجوب الإستجابة لدعوة الرّسول وأمره ، وأنها سبب الحياة الطيبة ، والسعادة في الدنيا والآخرة .

10- أن طاعة النبي سبب لدخول الجنة والفوز العظيم ، وأن معصيته وتجاوز حدوده سبب لدخول النار والعذاب المهين .

11- أن من صفات المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر أنهم إذا دعوا إلى أن يتحاكموا إلى الرسول وإلى سُنّته ، لا يستجيبون لذلك ، بل يصدّون عنه صدوداً .

12- وأن المؤمنين على خلاف المنافقين ، فإنهم إذا دعوا إلى التحاكم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بادروا إلى الاستجابة لذلك ، وقالوا بلسان حالهم وقالهم : ” سمعنا وأطعنا ” ، وأنهم بذلك يصيرون مفلحين ، ويكونون من الفائزين بجنات النعيم .

13- كل ما أمرنا به الرسول يجب علينا اتباعه فيه ، كما يجب علينا أن ننتهي عن كل ما نهانا عنه .

14- أنه أسوتنا وقدوتنا في كل أمور ديننا إذا كنا ممن يرجو الله واليوم الآخر .

15- وأن كل ما نطق به رسول الله ممّا لا صلة بالدين والأمور الغيبية التي لا تعرف بالعقل ولا بالتجربة فهو وحي من الله إليه . لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

16- وأن سُنّته صلى الله عليه وسلم هي بيان لما أنزل إليه من القرآن .

17- وأن القرآن لا يغني عن السُّنَّة ، بل هي مثله في وجوب الطّاعة والإتّباع ، وأن المستغني به عنها مخالف للرسول عليه الصلاة والسلام غير مطيع له ، فهو بذلك مخالف لما سبق من الآيات .

18- أن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ، وكذلك كل شيء جاء به رسول الله مما ليس في القرآن ، فهو مثل ما لو جاء في القرآن لعموم قوله : ” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه “.

19- أن العصمة من الإنحراف والضّلال إنّما هو التّمسك بالكتاب والسُّنّة ، وأن ذلك حكم مستمر إلى يوم القيامة ، فلا يجوز التفريق بين كتاب الله وسنة نبيه تسلمياً كثيرا .



* لزوم اتّباع السُّنَّة على كل جيل في العقائد والأحكام :

أيها الإخوة الكرام ! هذه النصوص المتقدمة من الكتاب والسنة كما أنها دلت دلالة قاطعة على وجوب اتباع السنة اتباعاً مطلقاً في كل ما جاء به النبي ، وأن من لم يرض بالتحاكم إليها والخضوع لها فليس مؤمناً ، فإني أريد أن ألفت نظركم إلى أنها تدل بعموماتها وإطلاقاتها على أمرين آخرين هامين أيضاً :

الأول : أنها تشمل كل من بلغته الدعوة إلى يوم القيامة ، وذلك صريح في قوله تعالى : “لأنذركم به ومَن بلغ” ، وقوله : “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً” وفسره بقوله في حديث :

“… وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس كافة ” متفق عليه ، وقوله : ” والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار ” رواه مسلم وابن منده وغيرهما ( الصحيحة 157 ) .

والثاني : أنها تشمل كل أمر من أمور الدين ، لا فرق بين ما كان منه عقيدة علمية، أو حكماً عملياً، أو غير ذلك ، فكما كان يجب على كل صحابي أن يؤمن بذلك كله حين يبلغه من النبي أو من صحابي آخر عنه كان يجب كذلك على التابعي حين يبلغه عن الصحابي ، فكما لا يجوز للصحابي مثلاً أن يرد حديث النبي إذا كان في العقيدة بحجة أنه خبر آحاد سمعه عن صحابي مثله عنه ، فكذلك لا يجوز لمن بعده أن يرده بالحجة نفسها مادام أن المخبر به ثقة عنده ، وهكذا ينبغي أن يستمر الأمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد كان الأمر كذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين كما سيأتي النص بذلك عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى .


* تحكّم الخلف بالسُّنَّة بدل التّحاكم إليها :

ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا السنة النبوية وأهملوها ، بسبب أصول يبناها بعض علماء الكلام، وقواعد زعمها بعض علماء الأصول والفقهاء المقلدين ، كان من نتائجها الإهمال المذكور الذي أدى بدوره إلى الشك في قسم كبير منها ، ورد قسم آخر منها لمخالفتها لتلك الأصول والقواعد ، فتبدلت الآية عند هؤلاء ، فبدل أن يرجعوا بها إلى السنة ويتحاكموا إليها ، فقد قلبوا الأمر ، ورجعوا بالسنة إلى قواعدهم وأصولهم ، فما كان منها موافقاً لقواعدهم قبلوه ، وإلا رفضوه ، وبذلك انقطعت الصلة التامة بين المسلم وبين النبي ، وخاصة عند المتأخرين منهم ، فعادوا جاهلين بالنبي وعقيدته وسيرته وعبادته ، وصيامه وقيامه وحجة وأحكامه وفتاويه ، فإذا سئلوا عن شيء من ذلك أجابوك إما بحديث ضعيف أو لا أصل له ، أو بما في المذهب الفلاني ، فإذا اتفق أنه مخالف للحديث الصحيح وذكروا به لا يذكرون ، ولا يقبلون الرجوع إليه لشبهات لا مجال لذكرها الآن ، وكل ذلك سببه تلك الأصول والقواعد المشار إليها ، وسيأتي قريباً ذكر بعضها إن شاء الله تعالى .

ولقد عم هذا الوباء وطم كل البلاد الإسلامية ، والمجلات العلمية والكتب الدينية إلا نادراً ، فلا تجد من يفتي فيها على الكتاب والسُّنّة إلا أفراداً قليلين غرباء ، بل جماهيرهم يعتمدون فيها على مذهب من المذاهب الأربعة ، وقد يتعدونها إلى غيرها إذا وجدوا في ذلك مصلحة – كما زعموا – وأما السنة فقد أصبحت عندهم نسياً منسياً ، إلا إذا اقتضت المصلحة عندهم الأخذ بها ، كما فعل بعضهم بالنسبة لحديث ابن عباس في الطلاق بلفظ ثلاث وأنه كان على عهد النبي طلقة واحدة ، فقد أنزلوها منزلة بعض المذاهب المرجوحة ! وكانوا قبل أن يتبنوه يحاربونه ويحاربون الداعي إليه !


* غُرْبَةُ السُّنَّة عند المتأخّرين :

وإن مما يدل على غُرْبَةِ السُّنَّة في هذا الزمان وجهل أهل العلم والفتوى بها ، جواب إحدى المجلات الإسلامية السيارة عن سؤال : ” هل تُبْعَث الحيوانات …” ونصّه :

” قال الإمام الآلوسي في تفسيره : ” ليس في هذا الباب – يعني بعض الحيوانات – نص من كتاب أو سنة يعول عليه يدل على حشر غير الثقلين من الوحوش والطيور ” .

هذا كل ما أعتمده المجيب ، وهو شيء عجيب يدلكم على مبلغ إهمال أهل العلم –فضلاً عن غيرهم– لعلم السنة، فقد ثبت فيها أكثر من حديث واحد يصرح بأن الحيوانات تحشر، ويقتص لبعضها من بعض، من ذلك حديث مسلم في “صحيحه” : ” لتؤدون الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ” . وثبت عن ابن عمرو وغيره أن الكافر حين يرى هذا القصاص يقول : (ياليتني كنت ترابا).


* أصول الخلف التي تركت السُّنَّة بسببها :


فما هي تلك الأصول والقواعد التي أقامها الخلف ، حتى صرفتهم عن السُّنَّة دراسة واتّباعاً ؟

وجواباً عن ذلك أقول :

يمكن حصرها في الأمور الآتية :


الأول : قول بعض علماء الكلام : إن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، وصرح بعض الدعاة الإسلاميين اليوم بأنه لا يجوز أخذ العقيدة منه ، بل يحرم .


الثاني : بعض القواعد التي تبنتها بعض المذاهب المتبعة في ” أصولها ”يحضرني الآن منها ما يلي :

تقديم القياس على خبر الآحاد . ( الإعلام 1/327و300 شرح المنار ص623 ) .

رد خبر الآحاد إذا خالف الأصول . ( الإعلام 1/329 ، شرح المنار ص646 ) .

ج – رد الحديث المتضمّن حكماً زائداً على نص القرآن بدعوى أن ذلك نسخ له ، والسُّنَّة لا تنسخ القرآن ( شرح المنار ص647 ، الأحكام 2/66 ) .

د – تقديم العام على الخاص عند التّعارض ، أو عدم جواز تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد ! ( شرح المنار ص289-294 ، إرشاد الفحول 138-139-143-144 ) .

هـ – تقديم أهل المدينة على الحديث الصحيح .


الثالث : التقليد ، واتخاذه مذهباً وديناً .



https://www.alalbany.net/4944




سيدتي هبة لقد اعدت نسخ ما سبق ان نسخته









رد مع اقتباس
قديم 2015-01-31, 23:59   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
الأرض المقدسة
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميحة 2014 مشاهدة المشاركة


4- "" وجوب الرد والرجوع عند التنازع والاختلاف في شيء من أمور الدين إلى الله وإلى الرسول "" من شذ عن هاته القاعدة فهو مخطئ والله اعلم لكن العقيدة يا صاحبة الفضيلة تتطلب حدود عقلية عامة للحكم ان هذا الشيئ صادقا ام لا كما قال الامام الشعرواي في خواطره : اذا قرأت القرآن فأعمل عقلك حتى اذا قرأت يا أيها الذين آمنوا فلا تعمل عقلك لأن تصديقك لما سيأتي نابع من ايمانك النابع من اعمال عقلك فيما سبق من الآيات.
من أمن بالله ربا خالقا رازقا عالما موجدا - لا يحتاج في كل مرة يأتيه أمر من ربه يجب الايمان به - أن يناقشه بعقله - فالايمان الأول الأيمان بالخالق - سبحانه - أصل لكل ايمان يأتي بعده - ووما بعده ففرع وجب الإيمان به - لأنه جاء من خالق أمنا به من قبل .
5- "" الأول : قول بعض علماء الكلام : إن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، وصرح بعض الدعاة الإسلاميين اليوم بأنه لا يجوز أخذ العقيدة منه ، بل يحرم ."" اختي هذا في شأن الاحاديث الني يرى فيها السادة الاشاعرة مخالفة العقل السوي و القرآن الكريم كالحديث الطويل المتعلق بمسألة الساق و الصراط ففي متنه انه "" فيأتيهم الجبار على غير صورته "" فأنكر هذا اهل الكلام الاشاعرة لاستحالة الصورة في حقه جل و علا
ما الفرق بين الحديث الصحيح المتواتر والصحيح الأحاد ؟ ما العمدة في صحة الحديث - أذا كنا نرد الحديث الصحيح لمجرد انه احاد - فما حاجتنا لدراسة الأسانيد والرواة و تمييز الصحيح عن الضعيف - أما المخالفة للعقل السوي - التي تدعونها لحديث الأحاد - فكفى بهذا الفهم مخالفة للعقل السوي - فهل يقول عاقل بتقديم فهم عقل بشر غير معصوم على حديث احاد - ثبتت صحة سنده - وهو كلام المعصوم نقلا عن رب العالمين - فالسنة وحي بنص الأية -
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميحة 2014 مشاهدة المشاركة
!!؟ - لعمري إن هذه هي المخالفة الحقيقية للعقل السوي - لمن كان له عقل فتفكر - فالحاصل أنه لا فرق بين الحديث الصحيح الثابت متواترا أو احادا والقول بالفرق هو عين مخالفة العقل السوي .
6- ""رد خبر الآحاد إذا خالف الأصول"" ذلك كون خبر الآحاد لا يفيد اليقين بل يفيد الشك ففي احسن الحالات تبقى على الاقل امكانية ضعفه بنسبة 20 بالمئة فنحن بردنا الآحاد لا نكون ردننا كلام رسول الله الاعظم ابو القاسم محمد صلى الله عليه و سلم بل ردننا كلام الراوي .
راوي الحديث لم يأت بشيء من عنده - حتى نرد كلامه - فإن صح الحديث سندا - فمن رده إنما رد السنة الصحيحة - أما الرد على الراوي فيكون بالبينة في توثيقه او تجريحه -
7-""تقديم أهل المدينة على الحديث الصحيح ."" ذلك يا اختي كما تعرفين فان النبي مرة بمرحلة الدعوة بمكة ثم مرحلة التشريع بالمدينة وكون سنة النبي منها القولي و الفعلي و التقريري يكون اوفى الناس حظا من السنة الفعلية هم اهل المدينة اذ تتبعوا تسلسل الاحكام و رأوا رسول الله يفعلها ثم ربى اهل المدينة غلمانهم على ما رأو من رسول الله دون ان يشككوا في صحة الحديث وبذلك ارتأ العلماء المالكيون على رأسهم امام المذهب العمل بعمل اهل المدينة

****** ارجوا ان اكون قربت وجهة نظر السادة الاشاعرة ثم ياليت يا سيدتي الفاضلة لو تلخصي النقول حتى استفيد من ملاحظاتك و تعليقاتك فضلا عن مواضيعك


مشكلة من يدعي عدم تعطيل العقل وينادي بتقديمه عن النقل أن كلامه هذا لا يتماشى مع دعوى العقل وتقديمه - التي ينادي بها فلا من عاقل بتارك كلام المعصوم الذي هو كلام رب العالمين وحيا منه بدعوى انه أحاد - أن كان صحيحا - فالصحة شرط قبول الحديث -









رد مع اقتباس
قديم 2015-02-01, 00:42   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
سميحة 2014
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأرض المقدسة مشاهدة المشاركة


مشكلة من يدعي عدم تعطيل العقل وينادي بتقديمه عن النقل أن كلامه هذا لا يتماشى مع دعوى العقل وتقديمه - التي ينادي بها فلا من عاقل بتارك كلام المعصوم الذي هو كلام رب العالمين وحيا منه بدعوى انه أحاد - أن كان صحيحا - فالصحة شرط قبول الحديث -
طيب الامر ايسر مما تتصورون سيدي لأن :
قال الحافظ الخطيب البغدادي في " الفقيه والمتفقه " (1 / 132) : " باب القول فيما يرد به خبر الواحد :
[ . . . . وإذا روى الثقة المأمون خبرا متصل الاسناد رد بأمور : أحدها : أن يخالف موجبات العقول فيعلم بطلانه ، لان الشرع إنما يرد بمجوزات العقول وأما بخلاف العقول فلا .والثاني : أن يخالف نص الكتاب أو السنة المتواترة فيعلم أنه لا أصل له أو منسوخ . والثالث : يخالف الاجماع فيستدل على أنه منسوخ أو لا أصل له . . . والرابع : أن ينفرد الواحد برواية ما يجب على كافة الخلق علمه فيدل ذلك على أنه لا أصل له لانه لا يجوز أن يكون له أصل وينفرد هو بعلمه من بين الخلق العظيم . الخامس : أن ينفرد برواية ما جرت العادة بأن ينقله أهل التواتر فلا يقبل لانه لا يجوز أن ينفرد في مثل هذا بالرواية " ] اه‍ كلام الحافظ البغدادي
سيدي نعمل بحديث الآحاد في الفقه و نعمل بالضعيف غير المنكر في فضائل الاعمال و الاخلاق









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السّلم, العقدية, الإعراض, دراسة, خوفًا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc