السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أبي العزيز يشهد الله قيمة حبّي الشديد لكَ و يشهدُ جهادي ضدّ هز مشاعرك بجُملة ظالمة و لن أنُكرَ يوما فضلك عليّ فما قدمتهُ لا يسعني ذكرهُ هنا و لا تكفيني الأيّام لشُكرِهِ و أنتَ تعلمَ أنّي كنتُ و لا أزالُ أرتدف عقلك المدبّر حتّى الساعة قبل اتخاذ أّيّ قرار لكن ارحمني و دعني أعيش حياتي بصنيع أفكاري..... فليس من العدل أنّك كوّنتَ أسرة في سنِّ مبكّرة و تريد حرماني من سيّادة نفسي على الأقل ! ...ممللتُ من حدس الكلام على عواهنه قبل محاولتي لتحقيق هدفٍ من أهدافي .... فأحيانا تجعلني أغار من الطيور و لا خشيه مولاي عز و جلّ ثناؤه لاستحنطتُ الموتَ ! ... مما لا شكّ فيه فإنّ طاعة الوالدين وصّى بها الله و رسوله صلوات ربّي و سلامهُ عليهِ ...لا أحد يتمنى أن يؤول إلى الجحيم ليًفتن بزبانية شدادِ و أستغفرُ اللهَ ما أبي بقاهري أو إفشالي عين مُرادهِ.... بل أُحاولُ مبارزةَ الوُحوش بسيفي الذي أزعج غُمدَهُ بفضل استقراره الدائم ....و أودّ رؤية ألوان الحياة باختلافها و طعمها فلا تجزع فبفضل الله أصبحتُ أُفرّقُ بين الحُلو و بين المُرّ ...اِعلم طال عُمركَ أن زمن ثورة التحرير الوطنية قد انتهى بظروفه و جيله ...فمن ربّاك كان أُمّيا و أما فلذة كبده فقد أشعل الله في عقله مصابيح الدُجى و وفقهُ إلى تعلم القراءة و الكتابة و الإبحار في العلوم .... فلو سمحت لي بإفعال فلسفة تُقارن بينكًما و أقصدُك أنت يا والدي و جدّي رحمهُ اللهُ ...كما أسلفتُ الذكر فإن من صقلتهُ الأمية أنجب ولدا يُعتبرُ من بين أسمى الكوادر في مجال التعليم التربية فكيفَ يتسبب المثقفُ الحصيف في صناعة فتًى يُقالُ لهُ ساذِجٌ !
رسالة افتراضية من ولد موجهة إلى والده المُتصلّب في قراراته .