![]() |
|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الموضع القرآني 1 ثانيًا: الآيات التي يحدَّثنا فيها ربُّنا عن نفسه ثالثًا: تفسير مفردات هذا الموضع رب العالمين: الرب الخالق المدبر المصرف. العالمون: العالمون جمع عالم، والعالم كل مخلوق دون الله تعالى. الرحمن الرحيم: اسمان دقيقان دالان على الرحمة، وهما صفتان من صفات الله تعالى. مالك يوم الدين: يوم الجزاء والحساب، وهو يوم القيامة. إياك نعبد، أي: لا نعبد إلا أنت، والعبادة ما أمر الله عباده أن يخصوه بها من الأقوال والأفعال التي لا يجوز صرفها لغيره. الطراط المستقيم: دين الإسلام الذي لا يقبل رب العزَّة دينًا سواه. رابعًا: شرح هذا الموضع وعرَّفنا ربُّنا – عزَّ وجلَّ – أنه {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وهو يوم الجزاء والحساب، والله مالك الآخرة والدنيا، ولكن ملكه يظهر في ذلك اليوم ظهورًا ليس به خفاء، فيأتي العباد في ذلك اليوم حفاة غراة غزلًا، ولا يكون في ذلك اليوم مال ولا متاع، فيظهر ملكه تبارك وتعالى في ذلك اليوم ظهورًا ليس به خفاء. وعرَّفنا ربُّنا – تبارك وتعالى – أنه هو وحده المعبود المستعان الذي لا يستحق أن يعبد معه أحد سواه، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. وأعلمنا ربُّنا في بقية السورة أنه الذي يطلب منه الهدى إلى الصراط المستقيم الذي هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله تعالى من أحد دينًا سواه. خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا على نفسه في هذه الآيات 1- عرَّفنا ربُّنا – تبارك وتعالى – أنه رحمن رحيم، وهما صفتان عظيمتان حبيبتان للمؤمنين ولعباد الله الصالحين. 2- وعرَّفنا أنه مالك يوم الدين، وهو اليوم الذي يبعث فيه العباد، ويحاسبهم عما قدموه فيا لدنيا لآخرتهم من خير أو شر. 3- وعرَّفنا سبحانه أنه المعبود الذي لا يستحق العبادة أخد غيره، فمن عبد غيره فقد أشرك. 4- وعرَّفنا جلَّ وعلا أنه وحده يهدي إلى الصراط المستقيم، أي: دين الله الذي لا يقبل رب العزَّة من أحد دينا سواه.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() الموضوع القرآني 2 ثانيًا: الآيات التي عرَّفنا فيه بنفسه في سورة البقرة ثالثًا: تفسير المفردات في هذه الآيات ربكم: الرب الخالق المدبر المصرف. الذين من قبلكم: كل البشر الذين خلقهم ربُّنا من قبلنا. الأرض فراشًا: جعل الله الأرض ممهدة موطأة على النحو الذي نشاهده. والسماء بناء: سميت السماء سماء لعلوها على الأرض. رزقًا لكم: ما وهبنا إياه ربُّنا مما تنبته الأرض. تتقون، أي: تجعلون بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل ما يأمركم به، وترك ما ينهاكم عنه. أندادًا: الأنداد الأصنام والآلهة التي تعبد مع الله. رابعًا: شرح هذه الآيات فالأول: أنه سبحانه الخالق لنا {الَّذِي خَلَقَكُمْ}، وكان خلق الله لنا بإنشائنا من العد وإظهارنا إلى الوجود، وكان ذلك مرتين: الأول عندما خلق أبانا آدم من تراب، خلقه بيده، وأسجد له ملائكته، والثانية: عندما خلق ذريته من ماء مهين. والثاني: أنه خلق آباءنا من قبلنا، فالله خلق الناس جميعًا من أصل واحد، لا فرق في ذلك بينهم. والثالث: أنه سبحانه وتعالى جعل لنا الأرض لنعيش فيها، ونتخذها معبدًا لله رب العالمين، وقد جعلها شاسعة واسعة مترامية الأطراف، وبسطها لنا كما يبسط الفراش، فجعل منها السهول والجبال والوديان، وجعل منها البحار والأنهار واليابسة، وبنى فوقها السموات العلى التي جعلها على الأرض كالقباب العظيمة التي لا يقدر قدرها إلا الله تعالى. والرابع: عرَّفنا ربُّنا سبحانه أنه هو وحده الذي أنزل الماء من السماء وجعله عذبًا زلالًا، فأخرج بهذا الماء العذب الطيب ثمرات الأرض التي نأكل منها، وتأكل منها دوابنا وطيورنا، وجعل الله تعالى ما أخرجه لنا من ثمرات الأرض رزقًا لنا ولأنعامنا. وكما عقب الله بالأمر بعبادته في الآية الأولى، وهو أعظم مأمور، ثنى بالنهى عن عبادة غيره في الآية الثانية، وهو أعظم منهي عنه. خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآيات 1- عرَّفنا ربُّنا أنه تعالى وحده خالقنا وخالق الناس جميعًا من قبل. 2- وعرَّفنا سبحانه وتعالى أنه الذي جعل لنا الأرض فراشًا لتصلح حياتنا فوقها، ولا تضيق بنا أرضها، وبنى السموات السبع فوق الأرض كالقباب العظيمات العاليات. 3- وعرَّفنا ربُّنا أنه سبحانه هو الذي أنزل من السحب المعصرات المطر من السماء، فأحيا لنا به الأرض، وأخرجت الأرض نباتها، وجادت بثمارها، وجعل الله تعالى فيما تنبته الأرض رزقًا لنا، يقينًا به في حياتنا فوق هذه الأرض. 4- هذا الإله العظيم الكريم الذي جعل ذلك كله لنا هو الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له، وقبيح بنا أن ننصرف عن عبادته إلى عبادة من لا يستحق أن يعبد من المخلوقات المخلوقة المربوبة. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() الموضع القرآني 3 أولًا: تقديم والدليل الذي يوجب الإيمان به تعالى هو أنه سبحانه وتعالى خلق لنا الأرض جميعًا لتكون معاشًا لنا نحن البشر، ثم قصد بعد ذلك إلى السماء، فخلقهن سبع سموات، وهو بكل شيء عليم. ثانيًا: الآيات التي عرَّفنا الله بنفسه في سورة البقرة ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات كنتم أمواتًا: أي: عدمًا لا وجود لكم. فأحياكم، أي: خلقكم ونفخ فيكم الأرواح. ثم يميتكم ثم يحييكم، أي: يميتكم في الدنيا، ثم يحييكم في يوم القيامة. ثم إليه ترجعون، أي: في يوم القيامة. استوى إلى السماء، أي: قصد إليها. فسواهن، أي: خلقهن. رابعًا: شرح الآيات التي عرَّفنا الله فيها بنفسه ثم بعد أن تنقضي حياتهم يميتهم، وكل الناس إلى ذهاب، لا يخلد في هذه الدنيا أحد من بني آدم {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ}، وبعد أن تقوم الساعة، ينفخ في الصور مرة أخرى، فيقوم الناس لرب العالمين أحساء، ثم يرجعون إلى الله {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} . هذا فعل الله تعالى بعباده في إماتتهم وإحيائهم وإعادتهم إليه، نعرفه به، ويجعلنا نؤمن به. وعرَّفنا – سبحانه وتعالى- أنه هو الذي خلق لنا الأرض بسهولها وجبالها وودياتها وصحاريها وبحارها، خلقها لنا، لنعيش فوقها، وننعم بما فيها من ثمار وعيون وأنهار وأمطار، ومعادن وحيوان، فالله خلق لنا ذلك كله {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}. وعرَّفنا ربُّنا سبحانه أنه بعد أن خلق لنا الأرض كلها استوى إلى السماء، أي: قصدها، فسواهن سبع سموات، أي: خلقهن سبع سموات، وجعلهن كالقباب العظيمة فوق اللأرض، وهو سبحاته بكل شيء عليم {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. خامساً: كيف عرف ربُّنا – تبارك وتعالى – بنفسه في هذه الآيات 1- عرَّفنا ربُّنا – عزَّ وجلَّ – أنه – سبحانه- هو الذي أحيانا في هذه الدنيا بعد أن كنا عدمًا ليس لنا وجود. 2- ثم إن الله بعد حياتنا يميتنا، ثم يعيدنا إلى الحياة مرة أخرى في يوم الدين، ويحاسبنا على أعمالنا. 3- وعرَّفنا ربُّنا – تبارك وتعالى – أنه خلق لنا جميع ما في هذه الأرض من خيراتٍ، لتقوم بها حياتنا، وهذه الخيرات كثيرة طيبة. 4- وعرَّفنا ربُّنا – عزَّ وجلَّ – أنه بعد أن خلق لنا ما في الأرض جميعًا قد إلى السماء، فسواهن سبع سموات، أي: خلقهن. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() الموضع القرآني 4 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() الموضع القرآني 5 أولًا: تقديم والأمر الثاني الذي عرَّفنا الله تعالى به عن نفسه سوقُه ثمانية آيات عظيمة أبدعها الله في كونه، ومن نظر فيها نظر فيها نظر معتبر، وتأمل فيها بصدق، كانت هادية له إلى بارئها ومبدعها سبحانه وتعالى، وسيأتي تفصيل القول فيها في شرح الآيات. ثانيًا: الآيات التي عرَّفنا فيها بنفسه في سورة البقرة ثالثًا: تفسير المفردات في هذه الآيات واختلاف الليل والنهار: تعاقبهما وتقارضهما. والفلك: السفن. فأحيا به الأرض بعد موتها: أحياها بالنبات والشجر. الدابة: كل ما يدب على وجه الأرض من إنسان وحيوان وطيور. تصريف الرياح: توجيه الرياح إلى مختلف الجهات. لآياتٍ: لعلامات دالاتٍ على وحدانية الله تعالى. رابعًا: شرح الآيات التي عرَّفنا الله فيها بنفسه وعرَّفنا- سبحانه- بصفتين من صفاته العظيمة التي تحبها نفوس المؤمنين، هما الرحمن الرحيم، وهما صفتان مشتقتان من الرحمة {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. ثم أورد رب العزَّة في الآية الثانية من هذا الموضع ثماني آيات تدل على وحدانيته وعظمته وقدرته وبديع صنعه. فمن ذلك أنه خلق السموات والأرض، وهما من أعظم ما خلقه ربُّنا، وقد مدح الله نفسه كثيراً بإيجادهما وخلقهما سبحانه {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ومن ذلك أنه سبحانه خلق الليل والنهار على نحو معجب بديع، فهما يتعاقبان ويتقارضان، ويحقق وجودهما فوق الأرض الحياة المطمئنة للإنسان، {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار}. ومن تلكم الآيات العظيمة التي أبدعها الله في هذا الكون لبني آدم الفلك التي تمخر عباب البحار والأنهار، تحملهم إلى بلدٍ لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ}. وأعلمنا ربُّنا- عزَّ وجلَّ- أنه أنزل لنا من السماء ماء، فأحيا به الأرض بعد ما ذوت أشجارها، ومات نباتها {وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}. ومما عرَّفنا الله أنه بثَّه ونشره في الأرض من الآيات الدواب من الإنسان والحيوانات والطيور، وهي تملأ الأرض في كلِّ أنحائها {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}. ومن ذلك خلقه- سبحانه- الرياح، وتوجيهها إلى مختلف أنحاء الأرض، أحيانًا تحمل السحاب بالخير والمطر، وأحيانًا تهيج وتحمل العذاب، وأحيانًا تثير البحر، فيغرق السفن {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}. وآخر الآيات التي عرَّفنا ربُّنا أنه خلقها لنا {وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} تحمل الخصب والنماء، وتسير مشرقةً ومغربةً فتفرح النفوس، وتبهج القلوب. خامساً: كيف عرَّفنا الله تعالى بنفسه في هذه الآيات 1- عرَّفنا سبحانه وتعالى أنه وحده المعبود الذي يستحق العبادة، ولا يستحق العبادة أحدٌ غيره في هذا الكون الواسع العريض. 2- عرَّفنا ربُّنا- سبحانه وتعالى- أنه هو الرحمن الرحيم. 3- وعرَّفنا سبحانه أنه وحده خالق السموات والأرض. 4- وأنه هو الذي خلق لنا الليل والنهار على هذا النحو الذي نراه ونشاهده. 5- وأنه هو الذي خلق السفن تجري بنا وبأثقالنا إلى مختلف أنحاء الأرض. 6- وهو الذي أنزل لنا الماء من السماء، فأحيا به الأرض بعد موتها، فأنبتت من كل زوج بهيج طعامًا لنا ولدوابنا. 7- وهو الذي نشر في هذه الأرض الدواب تملأ السهل والجبل، وتمدنا بالغذاء والدواء. 8- وهو الذي صرف الرياح في جنبات الأرض، منها الخفيف، ومنها الشديد، ومنها الذي يحمل الخصب، ومنها ما يحمل العذاب. 9- وهو الذي سخر لنا السحاب يحمل هذه الكميات الهائلة من الأمطار تجودنا بالخير، وتروي حقولنا ومزارعنا سبحانه. * * * * |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() الموضع القرآني 6 أولًا: تقديم ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة البقرة ثالثًا: شرح الآية التي حدَّثنا الله تعالى فيه عن نفسه وهذه الآية تدل على أن بعض الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، فقالوا: أبعيدٌ ربُّنا فنناديه، أم قريبٌ فنناجيه؟ فجاء الجواب من رب العزَّة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} وما دام الله قريبًا منا، فإنه يسمع دعاء الداعي، ويجيب ذلك الدعاء، وطلب الله من عباده أن يدعوه ويسألوه، ويؤمنوا به، لعلهم يرشدون، أي: ليكونوا من الراشدين. وفي صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على وادٍ هللنا وكبرنا، وارتفعت أصواتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنه معكم سميعٌ قريبٌ، تبارك اسمه، وتعالى جده» [البخاري: 2992، مسلم: 2704]. وقوله: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} يدل على أن الله يجيب دعوة العبد، ولا بد، ولكن تختلف صور الإجابة، كما في الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام أحمد: عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يدعو الله عزَّ وجلَّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إما أن تعجلَّ له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها» قالوا: إذا نكثر، قال: «الله أكثر» [مسند أحمد: 11133]. وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يزال يُستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، ما لم يستعجلَّ، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء» [مسلم: 2735]. رابعًا: كيف عرَّفنا ربُّنا- تبارك وتعالى- بنفسه في هذه الآية 1- عرَّفنا ربُّنا- تبارك وتعالى- أنه قريبٌ منا، فلا نحتاج أن نرفع أصواتنا عندما ندعوه ونستغيث به. 2- وأمرنا ربُّنا- تبارك وتعالى- في هذه الآية أن ندعوه ونسأله، ولا نتكبر عن عبادته، والله- تعالى- يحب منا دعاءنا له. 3- أعْلمنا ربُّنا في هذه الآية أننا إذا دعوناه فإنه يجيب دعاءنا، وبين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أننا لا ندعوه بدعوةٍ ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم إلا أعطانا بها إحدى ثلاث: إما يعطينا سؤلنا، أو يدفع عنا من الشر مثلها، أو يدخر لنا أجرها يوم القيامة. * * * * |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() الموضع القرآني 7 * * * * |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() الموضع القرآني 8 أولًا: تقديم وهذه الآية إنما كان لها هذا الفضل؛ لأنها عرفتنا بربِّنا- تبارك وتعالى- تعريفًا كاملًا وافيًا لا مزيد عليه. ثانيًا: آية هذا الموضع الذي حدَّثنا الله عن نفسه في سورة البقرة {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]. ثالثًا: تفسير مفردات الآية التي حدثنا فيها ربنا عن نفسه الحيُّ: الدائم الحياة، فحياة الله- عزَّ وجلَّ- أبدية سر مدية. القيوم: القائم بنفسه- تبارك وتعالى- المقيم لغيره. سِنَةٌ: السنة ابتداء النعاس في الرأس، فإذا خالط القلب صار نومًا. كرسيُّه: كرسي الرب مخلوق عظيم، يسع السموات والأرض، وقد ذكر ابن عباس أنه موضع قدمي الرب. ولا يؤوده، أي لا يُثقله. رابعًا: شرح الآية التي عرَّفنا فيها ربُّنا بنفسه 1- المعبود الذي لا يستحق العبادة أحدٌ إلا إياه {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُو} والإله: في لغة العرب المعبود، وكل من عبد فهو إله، وقد عبد الناس البشر والشجر والحجر والشمس والقمر، وعبدوا اللات والعزَّى ومناة الثالثة الأخرى، وكلُّ هذا الذي عبدوه آلهةٌ باطلةٌ، والإله الحق الذي يستحق العبادة هو الله، وهذا هو توحيد الألوهية، وكان المشركون ينكرونه، ويجادلون في استحقاقه العبادة وحده. 2- الحيُّ القيُّوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، والله- تبارك وتعالى- حيُّ، وحياته تامة كاملة، وهو قيوم، أي: قائم بنفسه، لا يحتاج إلى غيره، وهو مقيم لغيره، وحياته وقيوميته أبديتان سرمديتان- سبحانه وتعالى- فهو حي أبدًا وسرمدًا، وهو قيومٌ كذلك {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}. والله - تبارك وتعالى- لكمال حياته وقيوميته لا تأخذه سنة، وهو النعاس، كما لا يأخذه النوم، بخلاف الإنسان الذي جاء عليه حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورا، ثم أحياه الله فجعله سميعًا بصيرا، ولكن حياته ناقصةٌ لها بداية، ولها نهاية بالموت، وهو ينعس وينام. 3- له ملك السماوات والأرض، فهو خالق السموات والأرض، وهو: مالكهم، وهما تحت قهره وتصرفه، يأمرهما فتطيعان {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} وقد قال لهما: {اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11]. 4- لا يشفع في يوم القيامِ أحدٌ عنده إلا بإذنه، فحتى تقبل الشفاعة لا بدَّ أن يرضى الله عن الذي يشفع، ولا بد أن يرضى عن المشفوع له، {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}. وأخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نبي الله إبراهيم عليه السَّلام يشفع عند الله في أبيه عندما يلقاه في عرصات القيامة، فلا تقبل شفاعته فيه، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَلقى إبراهيم أباه آزرَ يوم القيامة، وعلى وجه آزرَ قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا ربِّ إنك وعدتني ألا تخزني يوم يبعثون، فأي خزيٍ أخزى من أبي الأبعد؟ يقول الله تعالى: إني حرَّمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجلَّيك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه، فيلقى في النار» [البخاري: 3350]. والذيخُ: الضبع الذَّكر الملتطخ بالنتن. فالله لا يقبل شفاعة إبراهيم في أبيه الكافر يوم القيامة، ويمسخه الله في ذلك اليوم ضبعًا، حتى لا يخزى به إبراهيم، فيؤخذ من قوائمه، ويلقى به في النار. 5- يعلم الله ما بين أيدي مخلوقاته وما خلفهم، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} أي: يعلم ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، ومن هؤلاء الملائكة الذين قالوا: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64]. ومع أن علم الله محيط بجميع الكائنات، فإن الجن والإنس والملائكة لا يحيطون بشيء من علم الله إلا بمقدار ما يشاء الله أن يحيطوا به، وهو قليل، لا يساوي قطرة من بحر، أو ذرة في صحراء. 6- وسع كرسيه السموات والأرض، يدل قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} على أن لله كرسيًا، الكرسي كما قال ابن عباس: «موضع القدمين» أي: موضع قدمي الرب تبارك وتعالى [وحديث ابن عباس صحيح موقوف عليه، أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد»، والدرامي في «الرد على المريسي» وعبد الله بن أحمد في «السنة» وقال الألباني فيه: «هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات» مختصر العلوم للذهبي تحقيق الألباني، ص 102]. وقد أخبرنا ربُّنا عزَّ وجلَّ أن الكرسي أعظم من السموات والأرض، ولذلك قال: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}. وقد ساق الشيخ ناصر الدين الألباني حديثًا رواه أبو ذر الغفاري، قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة» وقد ذكر الألباني طرقه في كتب السنة [وأصح طرقه الطريق التي ساقها ابن جرير الطبري، ثم قال الألباني: الحديث بهذه الطرق صحيح. سلسلة الصحيحة: حديث رقم: 109]. فدلَّ هذا الحديث على أن الكرسي غير العرش، وأن الكرسي أعظم من السموات والأرض، والعرش أعظم من الكرسي. 7- لا يُثقلُ الله حفظ السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، بل ذلك سهل ويسير عليه، فالله بكل شيء عليم، وهو على كل شيء قدير {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} فالله له العلو كله، أي: العلو الحسيُّ والمعنوي، وهو العظيم الكامل في عظمته سبحانه. خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآية الكريمة 1- المعبود الذي لا يستحق أن يعبد معه أحد في السموات ولا في الأرض. 2- وهو الحي الذي حياته دائمة أبدة سرمدية، وهو قيوم، قائم بنفسه، مقيم لغيره. 3- ولتمام حياة الله وتمام قيوميته، لا تأخذه سنة، وهي أوائل النوم، وهو الذي يسميه الناس النعاس، ولا يأخذه نوم. 4- الله تعالى له السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، لا يشركه في ذلك أحد، وكان مشركو العرب يقرون بهذه الحقيقة، ويكفرون بتوحيد الألوهية. 5- لا أحد يوم القيامة يشفع في إنجاء أحد من عذاب الله، ودخوله جنته إلا بإذن من الله عزَّ وجلَّ. 6- الله- تعالى- محيط علمه بعباده من الملائكة والجن والإنس وغيرهم، يعلم ما بين أيديهم من أمر الدنيا وما خلفهم من أمر الآخرة، ولا يحيط العباد من علم الله تعالى إلا بما شاء. 7- لله تعالى كرسيُّ عظيم، لسعته وسع السموات والأرض. 8- الله حافظ للسموات والأرض، ولا يثقله حفظهما، ولا يشق عليه. 9- الله تعالى عليُّ في ذاته، فذاته أعظم ذات، وصفاته أعظم الصفات، وهو مستوٍ على عرشه فوق سماواته سبحانه، وهو العظيم، لا أحد أعظم منه. * * * |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() الموضع القرآني 9 * * * |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() الموضع القرآني 10 أولًا: تقديم ومن ذلك ما حدَّثنا الله تعالى في هذه الآيات عن ذلك الرجلَّ الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، فقال: أنى يحيي الله هذه بعد موتها، فأماته الله مائة عام، ثم بعثه، وبعث حماره. وأعلمنا ربُّنا عزَّ وجلَّ أن نبيَّه إبراهيم طلب منه أن يريه كيف يحيي الموتى، فأمره أن يأخذ أربعة من الطير، ثم يقطعهنَّ، ثم يفرقهن على عدَّة جبال، ثم أمرهن أن يجتمعن، فاجتمعن وأحياهنَّ الله تعالى. * * * ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة البقرة ثالثًا: غريب الآيات حاجَّ إبراهيم: خاصمه وحاوره. فبهت، أي: سكت، وخصم ولم يحر جوابًا. خاوية على عروشها، أي: ساقطة جدرانها على سقوفها. لم يتسنه، لم يصبه أي فساد. ننشرها، أي: كيف نكونها. فصرهن إليك، أي: أمره أن يقطعهن بعد أن يذبحهن. رابعًا: تفسير هذه الآيات 1- الذي حاجَّ إبراهيم في ربِّه: حدَّثنا ربُّنا مذكرًا إيانا بالملك الذي حاجَّ نبيَّه إبراهيم عليه السَّلام في ربِّه، فقد كان هذ الملك منكرًا لوجود الله، فقال له نبيُّ الله إبراهيم عليه السَّلام محتجًا عليه {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة: 258]. قال له إبراهيم: ربِّي الذي أؤمن به يحيي النفوس بإدخال الروح فيها، فتصبح عاقلة مدركة، تذهب وتأتي، وتسمع وتبصر، فسارع ذلك الطاغية بالرد قائلًا: أنا أحيي وأميت، وذلك بأن يأتي برجلَّين من أحد سجونه، فيطلق أحدهما، ويقتل الآخر، سمى ذلك إحياءً للأول منهما، وسمى ذلك إماتةً للثاني منهما. لقد كان همُّ ذلك الطاغية أن يجيب، ولو كان في إجابته خلل واضح، إن مراد إبراهيم بإحياء الله وإماتته أمرٌ مخالفٌ لما يفعله ذلك الطاغية، وتوضيح الأمر من قبل إبراهيم لذلك الملك سيدخله في مجادلةٍ مع ذلك الطاغية، فساق إبراهيم دليلًا آخر بهت الخصم وحيره وأسكته، قال: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258]. قال له إبراهيم: إن الله ربِّي يأتي بالشمس من جهة المشرق، فإذا كنت ربًا كما تدعي، فائتِ بها من جهة المغرب، وبذلك تكون قد غلبت وقهرت. لقد جاءه إبراهيم بجواب أعجزه وأسكته، وكشف حقيقة أمره، {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258]، أي: لا يهديهم إلى الإجابة الحقَّة، ولكنه يهدي إلى الصواب والإجابة الحقة رسله وأنبياءه ومن سار على طريقهم كما قال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} [الأنعام: 83]. 2- قصة الذي مرَّ على قرية وهي خاوية على عروشها: وقص علينا ربُّنا قصة الذي مر على قريةٍ، فوجدها خاويةً على عروشها، ومعنى: خاويةً، أي ساقطةً، والعروش السقوف، أي: ساقطةٌ على سقوفها، سقطت السقوف، ثم وقعت عليها الحيطان، يشير إلى خرابها علوًا وسفلًا [عمدة الحفاظ: 3/ 65]. ومنه قوله تعالى: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [الحج: 45]، وقال: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} [النمل: 52]. فالقرية التي مرَّ عليها ذلك الرجلَّ كانت محطمةً مهدمةً خاليةً من الناس، فهي على ذلك ميتة، وهذه القصة معطوفةٌ في المعنى على قصة إبراهيم التي سبق ذكرها بحرف العطف (أو)، قال تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [البقرة: 259]. وكان عند هذا الرجلَّ الذي مرَّ على تلك القرية المهدمة الخاوية على عروشها علمٌ بأن الله سيحيي هذه القرية بعد موتها، أي: بعد خرابها وتدميرها، فلما رآها على تلك الصفة قال: {قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} [البقرة: 259] أي: قال ذلك مستغربًا متعجبًا لشدة ما أصابها من الدمار والخراب. عند ذلك أماته الله بقبض روحه مائة عام، وبعد تمام المائة أحياه، فسأله كم لبثت؟ فقال: لبثت يومًا أو بعض يوم، وكذلك قال أصحاب الكهف بعد أن ناموا في كهفهم ثلاثمائة وتسع سنين {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} [الكهف: 19]. فلما قال ذلك، قال الله له: {بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَام} [البقرة: 259] وقد تلاشى في هذه المدة لحمه، وفنيت عظامه، وتقطعت أوصاله، أما الطعام الذي كان معه والذي يفسد في العادة في يوم أو في عدة أيام، فقد حفظه الله فلم يفسد، ولم يتغيَّر، ولم يتبدَّل، وأما العظام فقد بليت. وقد كان معه عند موته حماره أماته الله بموته، فأحياه هو أولًا، ثم أحيا حماره، وأراه كيف ينشيء عظامه ويكوِّنها، ثم يصل ما بينها، ثم يكسوها لحمًا، ثم ينفخ فيها الروح وتدب فيها الحياة، عند ذلك قال وقد امتلأ قلبه خوفًا وخشيةً من الله: أعلم أن الله على كلِّ شيءٍ قدير، وأنه لا يعجزه شيءٌ أراده {فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} [البقرة: 259]. 3- إحياء الله الموتى على يد نبيِّه إبراهيم عليه السَّلام: قص علينا ربُّنا في آيات هذا النص قصة طلب فيها إبراهيم عليه السَّلام من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} [البقرة: 260] فسأله ربه قائلًا له: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} [البقرة: 260] فأجاب قائلًا: بلى آمنت، ولكنني أريد مزيدًا في طمأنينة قلبي {قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] عند ذلك أمره ربه أن يأخذ أربعة من الطير، ثم يصورهن إليه، أي: يقطعهن، أي: بعد أن يذبحهن، ثم يجعل على كل جبلٍ منهن جزءًا، أي: يفرق أجزاءهن على عدة جبال، ثم أمره أن ينادي عليهن طالبًا منهن أن يجتمعن، فتجمعت الأجزاء المقطعة، وتواصلت وتلاحمت، ونفخت فيها الحياة {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عزَّيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 260] والعزَّيز: المنيع الذي لا يغلب ولا يعجزه شيءٌ، وهو {حَكِيمٌ} سبحانه فيما يدبره. خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات 1- احتجَّ نبيُّ الله إبراهيم عليه السَّلام على نمرود عصره بأن ربه يحيي الموتى. 2- تعجَّب رجلَّ ممن كان قبلنا من إحياء الله لقريةٍ خاويةٍ على عروشها، فأماته الله تعالى مائة عام، ثم بعثه، وأمات معه حماره، ثم بعثه. 3- طلب نبيُّ الله إبراهيم عليه السَّلام من ربِّه أن يريه كيف يحيي الموتى، فطلب الله تعالى منه أن يذبح أربعة طيور، ثم يقطعها، ويوزِّع أجزاءها على الجبال، ثم يدعوها فتأتيه سعيًا، أي: مسرعات، بعد أن نفخت فيها الروح. * * * |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() بسم الله ما شاء الله...والله حق موضوع قيم وأكثر من رائع... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() الموضع القرآني 11 أولًا: تقديم وقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن آية هذا الموضع والآية التي قبلها فيهما فضلٌ عظيم وثوابٌ جزيل، فمن ذلك: 1- ما أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نورهما أحد نورين أوتيهما رسولنا صلى الله عليه وسلم لم يؤتهما نبيٌّ قبله، فعن ابن عباس قال: «بينما جبريل قاعدٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا بابٌ من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملكٌ، فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك، فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرفٍ منهما إلا أعطيته» [مسلم: 806]. 2- أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن من قرأ بالآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه، فعن أبي مسعود قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه» [البخاري: 5009، مسلم: 807، 808]. 3- هاتان الآيتان أنزلهما الله من كتابٍ كتبه قبل خلقه السموات والأرض بألفي عامٍ، فعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرةن ولا يقرآن في دارٍ ثلاث ليالٍ فيقربها شيطان» [الترمذي: 2882، وقال فيه: هذا حديث حسن غريب، صحيح الترمذي للألباني: 2311]. ثانيًا: آية هذا الموضع من سورة البقرة ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآية وسعها: طاقتها. لها ما كسبت، أي: من خير. وعليها ما اكتسبت، أي: من الشرِّ. نسينا، أي: ما تركناه أو فعلناه من عملٍ من غير قصدٍ. إصرًا: الآصار الأثقال التي كلف الله بعض الأمم من قبلنا بها. ولا تحمِّلنا، أي: لا تكلِّفنا بما لا نطيقه. مولانا: إلهنا وناصرنا ومؤيدنا. رابعًا: شرح هذه الآية التي عرَّفنا فيها ربُّنا بنفسه وأعلمنا ربنا بما يقوله عباده في دعائهم ربَّهم، فقد أعلمنا أنهم يقولون في دعائهم: {ربُّنا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ربُّنا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ربُّنا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا}. أي: يقولون: يا رَبَّنا لا تؤاخذنا إن نسينا شيئًا مما فرضته علينا، كالذي ينسى صلاةً، أو ركعةً من الصلاة، أو طوافًا بالبيت أو شوطًا في السعي، أو نحو ذلك، ولا تؤاخذنا إن أخطأنا، كالذي لا يهتدي إلى وجه الصواب فيما كلف به من أعمال، دعا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بهذا الدعاء فقال الله: «نعم» أي: لا أؤاخذكم بذلك، ومن دعائهم قولهم: {وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} أي: «لا تحمل علينا إصرًا يثقلُ علينا كما حملته على الذين من قبلنا، نحو أمر نبي إسرائيل بقتل أنفسهم، أي: لا تمتحنا بما يثقل» [معاني القرآن، للزجاج: 1/ 371] والإصر: الأثقال التي تثبط عن الخيرات. وقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أنَّ ربَّنا استجابَ دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم ودعاء أصحابه، فلم يحمل علينا الآصار والأغلال التي حملها على الذين من قبلنا، ودعوا ربهم أن لا يحملهم ما لا طاقة لهم به، ودعوه أن يعفو عنهم ويغفر لهم، وقالوا في ختام هذا الدعاء الطيب المبارك: {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} أي: ناصرنا، ومتولي أمورنا، فانصرنا على الكفرة المشركين الذين رفضوا دينك، وأعرضوا عن كتباك، وحاربوا رسولك. وقد جاءت أحاديث كثيرة تدلُّ على ما تضمنته هاتان الآيتان الكريمتان، من صفة التكاليف التي كلف الله بها عباده: أ- فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به» [مسلم: 127]. ب-وعن أبي هريرة أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عزَّ وجلَّ: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً، فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلَّي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف» [البخاري: 7501، مسلم: 128]. ج- عن أبي هريرة قال: جاء ناسٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: «وقد وجدتموه؟» قالوا: نعم، قال: «ذلك صريح الإيمان» [مسلم: 132]. د- وعن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة، قال: «تلك محض الإيمان» [مسلم: 133]. ه- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته» [البخاري: 3276، مسلم: 134]. وهذه الأحاديث تدلُّ على عدم مؤاخذة الله إيانا بما حدثتنا به أنفسنا ما لم نتكلم أو نعمل، وأنه لا يؤاخذ المؤمنين بما وسوست به الشياطين، وسمَّى دفع هذه الوسوسة: صريح الإيمان ومحض الإيمان. خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآية الكريمة 1- رحيمٌ بعباده، شفيقٌ بهم، لا يكلفهم فوق ما يطيقون، ولا يحاسبهم إلا على ما عملوه، من خيرٍ أو شرٍّ. 2- شرع الله هذا الدين الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم ليس فيه شيء من الآصار والأغلال التي حملها اليهود من قبلنا، فقاعدة الحلال والحرام في ديننا: إحلال الطيبات وتحريم الخبائث. 3- لا يكلف عباده بما نسوه أو أخطئوا بفعله. 4- عفو من عباده المؤمنين، يغفر لهم ذنوبهم، ويرحمهم. * * * * |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() الموضع القرآني 12 * * * |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() بارك ربي فيك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, جيدة, عباده, نفسه |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc