الصدق و الصيام
الصدق نقيض الكذب او موافقة الظاهر للباطن، والكذب مخالفة الظاهر للباطن، ولهذا كان وجه الشبه بين الصوم والصدق، ان كلا منهما لا يطلع عليه الا الله، والصوم كذلك معين على الصدق في الاعمال فلا يتصف ظاهره بخلاف باطنه، وذلك لان الصوم معين على مراقبة الله، فقد يكون الانسان ظاهره الصلاة بالخشوع لكن قلبه غافل مشغول عن الله، فالصوم يقطع الشواغل التي تبعد العبد عن ربه.
وكذلك فان الصائم يصوم ظاهرا عن العطام والشراب والشهوة، ومن مكملات الصوم ان يكون راجيا للثواب مصدقا بما عند الله من المثوبة كافا عن المعاصي والآثار مقبلا بكامل قلبه على الله وبذلك يتطابق ظاهره وباطنه فيكون صادقاً.
وفي الدعاء (الله اجعل سريرتي خيراً من علانيتي واجعل علانيتي صالحة)(8) والصدق كذلك يمنع صاحبه من قول الزور وهكذا الصوم كما في الحديث (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه)(9) فالصوم يربي صاحبه على الصدق.