وليد قلبي قد رحل..

[الراحلة]

أتذكر بداية قصة حبنا ؟
أتذكر كم كنا صغاراً
كيف كنت تأتي إليّ في كل مرة
تتشاجر مع اصدقائك وتحكي لي ادق التفاصيل وأنا كنت اسمعك بلا ملل كنت اخفف عنك وأشعر كأن مشاكلك هي مشاكلي وحزنك هو حزني وكم كنت افرح لفرحك كما لو انه فرحي
كنت تشاطرني بكل شيء املكه
حتى هوائي وروحي حتى أصبحت تمتلكه كما لو أنّ لا شيء لي غيرك بهذه الحياه
كنت أشعر كأنك ابني
كنت اراقب بخوف ولهفه ومحبه كل تفاصيلك
رأيتك لما كبرت ، لما سمنت ، لما ازددت طولا ، لما اصلبّ صوتك .. كنت اراك تكبر امامي وأشبع قلبي بتفاصيل حديثك وصحوك ونومك وضحكتك
وقد كبرت كثيراً يا وليد قلبي وجاء يوم ان انهيت تعليمك الثانوي
وبعيناي اللتان احببتاك منذ كنت صغيراً خرجتُك
وفرحت لفرحك
وكنت اول من فرح لبداية تعليمك الاكاديمي
كنت ارى طفلي يكبر وكم كنت مسرورة بذلك
تذكرت كيف كنت تروي لي بشغف كيف امطرت عليك وتبللت ملابسك
وكيف أنّك تحب المطر كثيراً وقد كان يضحك قلبي لضحكاتك
كنت استمد الامل من نبرة صوتك
التي عشقتها
لما جربتها حين كانت حازمه او عاشقه ،او مليئة بالغيره
لكم عشقتها يا وليدُ قلبي !
أرى صورك الماضيه اتعجب لاثر السنين عليها
ااه كم كبر ابني الغالي وكم تغير وكم ازدادت معزته في قلبي
اتراه سيكبر بعيداً عني بعد ما اعتنيت به لسنين ؟
وكَبُر ولدي ونسيَ
قلب الام التي عشقته
نسي وجودها طيلة السنين
كيف كبرنا معاً
وضحكنا معاً
وكيف انني عشقته كأنه قطعة من قلبي
غرس فيها منذ سنين
نسي وليد قلبي الذي كبر
سنوات من العشق والحنين
ورحل ليملأ حياتي بالانين
رحل ولدي الوحيد والاعز
رحل وليد قلبي