// ذكرياتي المتناثرة //

[* عبد الجليل *]

بعد أن إمتزجت دموعي مع قطرات المطر المتساقطة
والتي كانت تزداد شيئاً فشيئاً وتجاريها دموعي
قررتُ الجلوس على رصيف الذكريات
لأرتاح قليلاً من عناء الركض
بين ساعات اليوم الطويلة بعد رحيلك عني
وبعد أن إخترت طريقاً تأخُذُك طُرُقَهُ عن ما رسمناه
على صفحات أيامنا
جلستُ لأسترجع كل ما جمعتُهُ في مخيلتي من ذكريات
لعلني أستطيع من خلالها تحديد مساري الذي سوف أمشي فيه
مثلما فعلت أنت ..!
وبَدَأت تمر من حولي كل ذكرى عِشتُها فيما مضى من عُمري
وأنا أنظُر إلى ذكرياتي المتناثرة
كنتُ أبحث بينهم عن ذكرى واحدة لا أكثر
لا تكون لك صورة فيها لأعيشها مرة أخرى
ولأنسى لحظات الألمِ والحزنِ في غِيابك
ولأُقنِعَ قلبي إنني كُنتُ قادرعلى العيشِ بدونِك
أميرة ذِكرياتي ..
لم أجِد حتى ثانيةً من كلِ تِلكَ الذكريات المجتمعة خالية من وجودك فيها
فأنا عِشتُك حُلُماً .. وخَيالاً .. وحَقيقة
عِشتُك في كلِ لحظةٍ كانت تَمرُّ بي
عِشتُك في غِيابِك وفي حظورِك
فكيفَ بي الآن ....؟
أأستطيعُ العيشَ بعيد عنك ...؟
مُستحيلٌ وألف مُستحيل
أن أبقى لحظةً واحدةً دونَ أن أكون معك
تَرَكتُ رصيفَ الذكرياتِ وأنا أركُض
لأعيشَ لحظاتٍ أجملُ من كلِ تِلكَ الذِكريات .
لكن يا للاسف ما من جدوى ... كان مجرد حلم وذكريات مؤلمة