أحلام عاتية

[فاروق الصحراء]

نصب الليل خيمته الحالكة..
وأشعل بعضا من نوره
وكان القمر على سفر بعد رجوعه
وإرتدى البرد ثوبه برفق
وعزم على البقاء
لحين بزوغ النهار في فجره
إحتراما للشمس التي كانت
تذيب نسيمه
وفي الصحاري خفق القمر
ببصيص من ضوئه
وهبت بعد منتصف الليل رياح
قد أتت من سراب داك الدي
يقتفي طريق ضالته
ويناجي للبقاء...
ثم بعد دلك بدأ النوم يداهم أفكاري
لكي أجد نفسي في سبات
أتجول في أزقة الأحلام ..
وحيث كان الشجر يتمايل..احسست بقربك
ولاازمت الصمت والحراك
ثم رأيتها خلف الستار تراقص الندى
ونسيم الهواء
وتمتشي على أرصفة الضياع
ثم بدأت خفقات قلبي..في التسارع
بعد أن كنت أراقبها من بعيد
وهي تقترب
وفجأة وجدتها أمامي
ولا تسألني كيف فأنا أيضا لا أعلم
فالأحلام خيط رقيق يمضي ويأتي
على خلاف الحقيقة
وبدأت أقترب لضمها
فقد فاق شوقي الشوق لعناقها
وزاد لهبي في الاشتعال حين اقتربت
ومسكت أنامل يدها
وأحسست بنشوة تسري في جسدي
وكأنني أستنشق رائحة سيجارة من بعيد
لا بل أكثر من رائحة العطر اللدي
كان حول عنقها ...
وتجولنا في أزقة البكاء
وامتطينا قوافل البعد
وسحبنا أشرعة الحروف
وبدأنا رحلة الغياب ....


كان حلما كنت أنتظره ولو في الخيال


بعض مني.. بقلم / فاروق الصحراء