ليلى . . . . عثرة ذكرى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ليلى . . . . عثرة ذكرى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-08-06, 08:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سفيرة الاحساس
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي ليلى . . . . عثرة ذكرى

في ذاك الصباح الباكر صممت " ليلى " بعد أن استيقظت من نومها العميق أن تذهب إلى غابة الحسن التي اعتادت الحسناوات كلهن الذهاب إليها ، سقط نظرها على المنديل الحريري الذي كان وديعة أمها ،التي رحلت دون عودة ، ابتسمت وباشرت بأخذه وضمه كالعادة إلى صدرها المعلق بين روحها المرحة وهيكل صمتها المعهود .. عادت ليلى إلى ذكرياتها مع الأم الحنون التي كانت تقوى على ضمها في كل صباح و تحيى معها حياة الفقر والقناعة إلى أن جاء اليوم الذي غادرت فيه الأم تلك القرية الصغيرة ، وهي تحمل جمال الحب في قلبها المليء بالأمل تذكرت ليلى اليوم الذي جاء فيه خبر وفاة أمها الحنون , فالمرض أعيى كاهلها " أمي !! ..أين أنت " ذاك السؤال الذي ترجمته ليلى بدموعها الساخنة فأحست بيد ترتجف، تكفكف دموعها وهي تملأ روحها صمتاً ، غادرت لحظات السكون بين جبال الذكريات و شواطئ الشوق للتذكر ، إنها الجارة التي شهدت معها كل لحظات الفرح والألم ,الجارة التي كانت تدخل إلى بيت ليلى أحياناً لترسم على شفاهها بحبر الأيام ضوء خافت لسعادة تكاد أن تتشتت بين ربوع هيكل صدرها النحيل وجسدها الحي الميت ، ضمتها إليها وفي تلك اللحظات قررت الذهاب إلى غابة الحسن البهية لتلتقي بالحسناوات .. قليلة هي الساعات التي كانت تمضيها هناك معهن فقط لتحارب جيش الوحدة ذاك ، التَحَفَ الجمال جسدها الأبيض فثغرها ذاك الصغير اختار الابتسامة التي يحياها في وجود تلك الحسناوات...ورقَّةُ صوتها القليل الخروج إلى بساتين النور يزداد جمالا وكأن القليل يخرج منه والباقي يشحن في ذاكرتها بألحان الصمت ليخرج خافتاً ...ساحراً وكأنه خيارها الأخير، اعتادت ليلى الذهاب إلى قبر والدتها كل يوم جمعة وتبقى في المقبرة ساعات طوال تحكي صمت الموتى والهدوء المتقطع...
واحات هي مشاعرها تحكي مراسيم وجهها الحزين الذي تغطيه بسمة أمل في ثنايا
صمتها هي تفرق الآن بين الألم والأمل وتخطوا إلى زوايا أحلامها الواسعة الأرجاء
عبق الحياة يختلس منها لحظات الصبا ،وبعد خروجها من بحور الحزن العميقة, اتجهت بخطوات بطيئة إلى كوخ الجد " أحمــد " الذي يحيطها بأنواع الحنان مذ كانت صغيرة ، نشأت ليلى على أكتافه كيف لا وهو الذي يعاني حروقاً في رجله اليمنى بسببها ..... وكلما نظرت إلى تلك الحروق قبلت يده اليمنى قبلة طويلة
تضم الحياة وطبيعتها ، سقطت أوراق الشجرة التي غرستها في صباها وبدأ الخريف يغطي ربوع الطبيعة الساحرة ، وقف سي أحمد بعصاه القديمة واتكأ بيده الأخرى على صغيرته فارشة له كفها الصغير ، وراحت معه يمشيان بخطى الزمن وأحضرا كومة من الحطب الرقيق ليبدآ في إشعاله دفعة واحدة بدأت آيات الليل تتدحرج في ساعات متأخرة كان الزيت والزيتون هما الحاضران في ذاك العشاء هي والجد والسكون يلازمهما كان دائماً يدعوا لها بالخير والبركة وتذكرت الطيف الذي كان يسكن حشاشة قلبها الطيب ورحيله في وقت هي تحتاج إليه فيه كان ذاك الطيف لا يزال يحيا في ذاكرتها ويحيا في عطر روحها الساحر انتظرته وقتا طويلا دون جدوى ، كان آخر ما تلفظ به هو أنه سيعود يوماً ما إليها جعلت الأيام تمتهن مدى صبرها لأجله ولد شعور جديد في قلبها أصبح يلازمها انه اليأس أين هو؟؟؟؟؟؟؟؟ أين أنت يا صاحب الوعود الراكدة أين أنت ؟؟ رددت هذه الأسئلة منذ بضع سنين كيف أصبحت وهل أنت حي أم ؟؟؟؟؟ أنا أحيا معك ولكن أين أأنت في حياة لابد أن تعيدك إليّ أم على ذلك الشاطئ الهادئ أَيُحيينَا الموت ؟؟؟؟ هي دائماً تقرأ مآتي الآتي في دموع السماء ............
<<...... يتبع









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc