أمّة إقرأ لا تقرأ.......... لماذا؟؟!!

[Asmaa maz]

لم أكتب هذا الموضوع لأعدّد لكم تلك الإحصائيات الكثيرة التي تظهر بأنّ أمتنا لا تقرأ

وبحجم الفارق بين عدد الكتب عند العرب وعند الغرب

لا، ولن أتكلم عن عدد دقائق القراءة عندنا،،

فتلك الإحصائيات حقّا مفجعة،،،

ووضع القراءة لدى أُمتنا لا يحتاج لسردٍ،،، بل هُو ظاهرٌ للعيان




ولن أتكلم عن أهمية القراءة ودورها في بناء الحضارة، والنّهوض بالأمة

فلن نستطيع حصرها في كلمات أو جمل

ولن تُسعفنا المُفردات على الإِلمام بكل شيء، أو بالتّعبير عنها

وفي النّهاية الذّي لم يجرب شيئا فلن يستطيع تقدير أهميته

ولن يُحسّ بقيمته




لكنّي أدعوكم أن تتذكروا تلك القصة

وتتمعنوا فيها وتتفكروا

هي قصة نُزول الوَحي على النَّبي محمد عليه الصلاة والسلام لأول مرة في غار حراء

(( وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ، فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ ( أي يتعبد) اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ, قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ، فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ، فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، قَالَ: فَأَخَذَنِي، فَغَطَّنِي- معنى غطني أي عصرني، لئلا يتوهم متوهم أن الوحي منام، تأمل، حلم، لا، الوحي شيء مادي ـ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي، فَغَطَّنِي ـ أي عصرني ـ الثَّانِيَةَ، حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ـ أي التعب والإعياء ـ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ - جاء الوحي على شكل مادي ـ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَال َ))
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾
( سورة العلق الآية: 1-5)
(( فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي ـ أي دثروني، ضعوا علي الدثارـ فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ))
[أخرجه البخاري عن عائشة في الصحيح]

أكان عبثا أن تكون أول كلمة في الوحي "إقرأ" لنأتي نحن ونتجاهلها، ونحذفها من قاموس حياتنا

-حاشا لله-

ألم يكن من الأولى أن نَتَمَثَّل أوّل كلمة من الوحي في كل حياتنا

من قراءة للقرآن... إلى قراءة الكتب بأنواعها...... إلى قراءة هذا الكون الفسيح

إلى قراءة أي شيء يمكن قراءته،

أن نجعل القراءة جُزءا لا يتجزأ من يومياتنا، من عاداتنا

ألم تكن هذه الكلمة السّبب في إِخراج قومٍ من براثن الجهل، وظلمة التّخلف إلى نُور العلم و فُسحة الحياة؟؟؟!!!!

ألم تكن هذه الكلمة هي البداية، بداية الرّسالة الخاتمة، بداية بناء الحضارة، بداية النهوض بالإنسان؟؟!!!

لماذا كل هذا العُزوف عن القراءة ؟؟؟!!!

لماذا أصبح الجميع يكره الكتب والقراءة، ولا يجد مانعا من جهر كرهه لها؟؟؟!!!

لماذا أصبح القارئ في مجتمعنا يُعتبر إنسانا غريب الأطوار، أو مجنونا؟؟؟!!!

أفعلا يليق بنا لقب "أمّة إقرأ" ؟؟!!!!!



كيف سننتظر من شخص يَنبُذ ويبتعد عن تَمَثُّل أول كلمة من الوحي أن يبني لنا حضارة أو أن ينهض بالأمة؟؟

صدقا أدعوكم أن تتصالحوا مع كتبكم

أدعوكم أن نجعل "إقرأ" بدايتنا،،، بداية نهوضنا،،، بداية تغيير هذا الواقع المظلم،،، المؤلم

ملاحظة:

1-قبل أن تكون القراءة متعة واستفادة من الوقت الفارغ،،، فهي دعوة للفهم، لإعمال العقل، للعمل

2-لا يمكن أن تكون "إقرأ" هكذا لوحدها

بل يجب أن تكون وقوفا عند أمر الله

وأن تكون لله

فهي في القرآن لم تأت منفردة بل جاءت متصلة باسم الله

﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)




الكتب أصدقاء أوفياء،،،،، فلتقبل صداقتهم
وليكن صديقك المقرب منهم
~~القرآن~~


***************


عذرا على الإطالة





السلام عليكم