6- الترغيب والترهيب: بأن يشجعه أحيانًا بالكلمة الطيبة وبالهدية أحيانًا, وقد يلجأ إلى ترهيبه وإخافته من فعل شيء أو ترك شيء.
7- الموعظة: يعظه بأسلوب جيد؛ كأن يبدأ بالاستعطاف؛ يا بني ويا بنتي. وربما يقص عليه قصة فيها عبرة وعظة. وربما يستعمل معه السؤال والجواب؛ كأن يقول: ألا تريد الجنة ألا تخاف من النار. ويمكنه أن يغتنم المناسبات ويستفيد من المواقف؛ كأن يرى زحامًا شديدًا فيذكره بالقيامة أو يراه فرحًا بنتيجة الامتحان فيقول له مثلاً: وإن شاء الله ستفرح في الآخرة أيضًا ما دمت تطيع الله, وهكذا... وينبغي الاقتصاد في الموعظة, وعدم الإكثار منها لئلا يمل الولد.
8- القراءة: سواء تقرأ عليه وعلى الأسرة شيئًا مفيدًا من مثل سيرة الرسول r وسيرة السلف الصالح أو بعض القصص المفيدة ونحو ذلك أو هو يقرأ بتشجيع منك وتوفير للكتب.
9- زرع مراقبة الله في نفسه: حتى يشعر أن عليه رقيبًا في كل أحواله, وبهذا يعمل العمل الجميل, ولو لم تره، ويتجنب العمل القبيح, ولو لم تره.
10- العقوبة: قد يلجأ إليها المربي بعد أن يستنفد التوجيه والإرشاد والوعظ والهجر. وهذا الضرب يراعى فيه التدرج من الأخف إلى الأشد، وأن لا يعامل الولد دائمًا بالعقوبة، وألا يعاقب من أول زلة، وألا يجعل عقوبات الأخطاء متساوية مع اختلاف الأخطاء صغرًا وكبرًا, بل لا بد أن تختلف العقوبة من خطأ لآخر. ثم يتجنب المواضع الخطرة كالرأس والوجه، وأيضًا لا يوكل مهمة الضرب لغيره؛ كأن يجعل أخاه الأكبر هو الذي يضربه؛ لأن هذا يزرع بينهم العداوة والبغضاء، ثم إذا استقام الولد على الطريق, فليلزم أن يبسط له الوالد, ويهش له ويتلطف معه, ولا يستمر على غضبه عليه.
11- معرفة طبيعة المراهق وكيفية التعامل معه.
ثامنًا: أخطاء في تربية الأولاد:
هناك بعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم نمر على شيء منها بشكل سريع، من هذه الأخطاء:
1- الطرد من البيت:
قد يلجأ بعض الآباء للتخلص من أذى ولده وعدم طاعته له بأن يطرده من البيت ويتوعده بأن لا يقترب من البيت، ويقول: ما دمت أنك لا تطيعني وما دمت عاصيًا لله فاذهب إلى من تشاء, فأنا لست بأبيك. وأقول هذه الطريقة هل هي صحيحة في هذا الزمن؟
أيها الإخوة, لنقارن بين مفسدة جلوسه في البيت مع استمرار نصحه وتحذيره وبين مفسدة طرده من البيت.
إذا طرد من الذي سيؤويه؟ بالتأكيد أن الذي سيؤويه أصدقاؤه الأشرار، وهل هؤلاء الأصدقاء سيلومونه ويوبخونه على أنه عصى والديه وعصى قبل ذلك ربه حتى استحق الطرد؟
الحقيقة أنه إن لم يجد التشجيع منهم, فلن يجد منهم التقريع، وإذا كان معهم, فلا شك أن معاصيه ستزيد، قد يتعرف على المخدرات بدلاً من شربه الدخان الذي كان يضايقك، سيتعرف على السفر للخارج, سيتعرف على السرقة إذا احتاج للنقود.
أيها الإخوة: إن هذا العصر ليس كسابقه، في العصر السابق عصر الآباء والأجداد لو طرد الولد من البيت, فلن يذهب بعيدًا عن قريته لعدم توفر وسائل المواصلات، ولو وجدت وسيلة مواصلات فلن يجد من يحمله إلا بنقود ولا يملك هو هذه النقود، فيبقى في القرية وإذا وجد في القرية فسيجد من يؤنبه ويقرعه, ولا يجد من يؤويه مما يسبب له الجوع, لأنه لن يجد من يطعمه؛ فكلٌ عاجز عن نفسه ومن يعول، فكيف يعول الآخرين، ولذلك فإن طرده في هذه الحال سيجدي ويعطي نتيجة بخلاف العصر الحاضر.
وإذا عرفت هذا عرفت السبب الذي من أجله يقترح كبار السن على أولادهم أن يطردوا أولادهم من البيت إذا كانوا عاصين, لأنهم يقيسون هذا العصر على العصر السابق.
2- تدخل الآخرين في تربية الوالد لولده:
كأن يسمح الوالد بتدخل الجد في تربية الولد. نعم الجد له حقه واحترامه ولا بد أن يُربى الولد على طاعته ومحبته واحترامه وإجلاله. لكن تدخل الجد قد لا يعطي نتيجة حسنة, وذلك لأن الجد سيعطيك تجاربه وخبراته السابقة التي قد لا تناسب هذا العصر؛ مثلاً: الجد يرى أن الوسيلة الوحيدة لإصلاح الولد هي ضربه وعدم إعطائه شيئًا, وهذا خطأ.
لكن لا بد من التنبيه إلى شيء, وهو أن هذا الكلام لا يعني أن نلغي دور الجد تمامًا. لا، بل ليكن الاستفادة منه في الأشياء الصحيحة؛ كأن يربى حفيده على الكرم الذي كان موجودًا سابقًا في عهدهم أكثر من وجوده الآن، وعلى حب مساعدة الآخرين ونحو ذلك من الأخلاق التي تستفاد من الجد.
3- السفر بعيدًا عن الأولاد خصوصًا في فترة المراهقة:
وربما يكون مثلاً يذهب بسبب الانتداب من قبل العمل، أو يذهب مثلاً إلى مكة في رمضان ويترك أولاده. وربما يوكل إلى غيره مهمة التربية؛ كأن يقول للأخ الأكبر انتبه لإخوتك, وهذا خطأ من الوالد. إن وجود الوالد ليس كعدمه، وهيبته ليست كهيبة غيره. وربما في سفرك يتعرف أولادك على أنواع من المفاسد التي لا ترضاها, ولا تكتشفها أثناء وجودك القصير عندهم.
4- عدم فتح المجال للولد للترفيه والالتحاق مع شباب صالحين:
يريده دائمًا في البيت، أو دائمًا معه في السيارة، وربما ذهب به إلى زملائه الكبار. الولد لا يرتاح إلا لمن هم في سنه، وهذا ليس عيبًا فيه، ولذلك فعليك أن تختار لولدك الرفقة الصالحة التي تعين ولدك وتدله على الخير.
5- إرسال الولد للخارج بحجة الدراسة مع أنه لم يتزوج وهذا لا شك أنه خطأ؛ إذ فيه خطر على الولد, فهو إن لم ينحرف في المجتمع المفتوح التي تنتشر فيه المعاصي فسيعاني من الضغط الرهيب عليه في هذا المجتمع؛ فإذا رأى منظرًا مثيرًا للشهوة أين سيصرفها هل سيعصي الله أم يكبتها وحصول هذا, وهذا مضر به.
6- الاستهتار برأي الولد وعدم الاهتمام به، بل ربما أحيانًا قد يقول له: حتى أنت بدأت تتكلم, ويكون لك رأي، الرأي الأول والأخير لي.
نعم, يا أخي لك الرأي والاحترام، لكن عوِّد ابنك على إبداء رأيه واحترامه، ولا يلزم أن يكون رأي الابن هو الصائب, لكن على الأقل يشعر أن له أهمية.
7- أمره بالسكوت عند الرجالوهذا أحيانًا قد يكون مفيدًا إذا كان الولد صغيرًا ولا يحسن الكلام أو عندما لا يطلب منه الكلام أو لا يجد فرصة للكلام يقاطع الآخرين، لكن عندما يجد فرصة للكلام دون مقاطعة الآخرين, وبالأخذ بآداب الكلام, فلماذا يمنع من الكلام.
8- أمر الآباء أبناءهم الذكور بعدم رفع سماعة الهاتف إذا كانت الأم قريبة من الهاتف, وهذا فيه تحطيم لشخصية الابن.
9- تحقير أمه والاستهتار بها وهو يسمع:
لأنه في هذه الحالة إما أن يكرهك لأنك احتقرت أمه, وأنت في موضع قوة وأمه ظهرت في موضع ضعف, ويظهر له أنها المظلومة. أو أنه يكتسب هذه الصفة منك, فلا يحترم أمه وبالتالي, فلا يطيعها في سبيل تربيته, فتكون أنت الخاسر إذا فقدت مساعدة الأم في تربيته.
10- تعييره بأخواله؛ كأن يتندر الأب بأخوال ابنه ويتهمهم بعدم الرجولة ونحو ذلك, وهذا خطأ وينطبق عليه الكلام السابق.
11- عدم احترام أصدقائه، وإذا كلموا في الهاتف قال لهم: إن فلانًا غير موجود مع أن الابن يسمع هذا، نعم إن كانوا أصدقاء سوء، وتخبر الولد بسبب تصرفك هذا وتقنعه بهذا الأسلوب. وبالنسبة للبنت تعلم وتقنع بأن إطالة الكلام في الهاتف مع صديقاتها غير جيد, وتحذر من هذا بأسلوب حكيم كأن يقول: يا ابنتي، عندما تطيلين المكالمة ربما يكلمنا أحد, فيجد الخط مشغولاً ظن أن هناك من يغازل بهذا البيت فيؤذينا بالاتصال وهكذا.
12- استخدام الضرب مع أول زلة أو خطأ دون توجيه وإرشاد.
13- توحيد الضرب في أي خطأ، والمفترض أن يكون لكل خطأ ما يناسبه من الضرب.
14- استمرار هجره بعد أن صلحت حاله أو قدم اعتذاره.
15- ترك إيقاظه للصلاةوإهماله بحجة هجره.
16- المفاضلة بين الأولاد وذلك بالمقارنة السيئة بينهم؛ كأن يصف أحدهم بالذكاء والآخر بالغباء أو يهتم بأحدهم, ويهمل الآخرين, فهذا مثلاً يُعطى ويُداعب ويقبل ويحمل والآخر لا، أو بالإعفاء عن هفوة الولد المحبوب ومعاقبة الآخر.
17- الكذب على الطفل بحجة إسكاته من البكاء أو لترغيبه في أمر؛ كأن يقول: اسكت واذهب بك إلى مكان كذا، واشتري لك شيئا كذا, ولا يفي بذلك, فيُعَوَّد الطفل على الكذب وإخلاف الوعد.
18- الدفاع عن الولد بحضرته، كأن تدافع الأم عن ولدها عندما يلومه أبوه وتقول هو أفضل من غيره، هذا الكلام لا يصلح عندما يكون الولد يسمع.
19- المبالغة في إحسان الظن بالولد مما يؤدي إلى الغفلة عنه.
20- المبالغة في إساءة الظن بالولد مما يجعله ربما تجرأ على المعصية.
تاسعًا: مظاهر غير مرغوبة في الأولاد:
هذه المظاهر إما أن تكون غير مرغوبة شرعًا أو غير مرغوبة طبعًا. من هذه المظاهر:
1- الخوف والجبن: بحيث لا يصعد للدور الثاني إلا ومعه أحد، ولا يستطيع أن ينام إلا والنور مفتوح, وهذا قد يكون بسبب إخافة أمه له عند بكائه بالجني أو الحرامي، أو يكون السبب الدلال الزائد له.
2- الشعور بالنقص: بسبب كثرة التحقير له وإهانته أو بسبب عاهة جسدية فيه أو بسبب عدم تحميله المسؤولية, وتعويده على الثقة بالنفس.
3- الخجل:بحيث لا يجرؤ على الكلام, ولا يطيق مشاهدة الأجانب, ولذا يعود الطفل على الاجتماع بالناس, ويمكن أن يأخذه أبوه معه في زيارة الأقارب.
والخجل أيها الإخوة غير الحياء، فالحياء محمود وأما الخجل فهو انكماش الولد وانطواؤه عن ملاقاة الآخرين, وليس من الخجل أن تعود الطفل على عدم مقاطعة الكبير أو تعوده على عدم الجرأة على المعصية.
4- سرعة الغضب: يغضب الولد لأي سبب والذي ينبغي أن يجنب الولد الغضب في بداية حياته حتى لا يصبح له عادة.
5- عدم احترام العادات والتقاليد التي اعتاد أهله عليها, وليست مخالفة للشرع.
6- الحسد لإخوته وذلك لأنه يخاف أن يفقد دلاله وامتيازاته إذا ما جاء مولود جديد أو لتفضيل إخوته عليه.
7- الميوعة: وهذه من أقبح المظاهر التي انتشرت، تجد الابن يتخنفس في مظهره, ويتخلع في مشيته ويتميع في منطقه.
8- عقوق الوالدين: وقد انتشرت في هذا العصر فعدم تلبية طلبات الوالدين وعدم احترامهم وتقديرهم أصبح شيئًا معتادًا عند بعض الأولاد.
أحيانًا تجد الأب عنده ضيوف, وقد تعب في استقبالهم وإحضاره القهوة والشاي ونحو ذلك والولد إما مع أصدقائه أو عند المباراة أو نائم.
عمومًا ليس المجال هنا مجال للكلام عن هذه الظاهرة, وإنما هي إشارة سريعة.
9- عدم حفظ الفرج:
سواء وقوعه في زنا أو لواط أو العادة السرية, وهذا ناتج عن قوة الشهوة عند الشباب, وما يتعرض له من مثيرات جنسية من أفلام وصور بل, وحقيقة من وجود نساء سافرات وأحيانًا معاكسات على الهاتف.
10- الكذب: بعض الأولاد يكذب, ويكثر من ذلك, وقد يكون والداه سببًا في ذلك إما بأن يكون قدوة له في ذلك أو لأنهما يضطرونه إلى ذلك؛ كأن يعتاد منهما أنهما يعاقبانه عقابًا عسيرًا على كل شيء, فيضطر إلى الكذب تهربا من ذلك.
11- السبّ والشتم:تجد بعض الآباء يعود ولده على ذلك منذ الصغر فيقول للصغير: سب واشتم هذا، وذلك ليضحك الآخرين ويستملح ذلك.
وقد يكتسبها الولد من والديه إذا كانا سبابين أو شتامين، وقد يكتسبها من رفقائه أو أصدقائه.
12- السرقة: إذا وجدت معه شيئًا غريبًا, فاسأله ما مصدره وحاول أن تحقق معه بطريقة جيدة من الذي أعطاك هذا؟
13- التدخين:وهي عادة ضارة ماليًا وبدنيًا, يسقط بها الولد لإهمال الوالدين وللرفقة السيئة وأعظم منها السقوط في المخدرات, وهي مثل التدخين من ناحية أسبابها, فإهمال الوالدين والرفقة السيئة لها الدور الكبير في ذلك.
14- السهر بالليل والنوم في النهار خصوصًا في الإجازات.
15- حب التسيب والتسكع في الأسواق وكثرة الدوران على السيارة.
16- المعاكسات الهاتفية وفي الأسواق.
عاشرًا: أسباب انحراف الأولاد:
1- الإهمال في تربية الولد أو التقصير فيها أو الخطأ في طريقة التربية.
فإما أن يهمل الوالدان تربية ولدهما ويتخليان عن ذلك أو التقصير في تربيته أو يخطئا في طريقة التربية؛ كأن يحتقراه أو يهيناه أو يتعرض للدلال الزائد, فيسبب له فقدان الرجولة وضعف الثقة بالنفس، أو يرى المفاضلة بينه وبين إخوته مما يولد عنده الحسد والكراهية والانطواء والعقد النفسية.
2- النزاع بين الوالدين وكثرة الشجار بينهما مما يضايق الولد, لأنه لم يجد في البيت الراحة النفسية والحنان العاطفي.
3- الطلاق لأن تساعد الوالدان في التربية له دور عظيم أما إذا انفرد أحد الطرفين بذلك صعب نجاحه, وإن لم يكن مستحيلاً. ومثل الطلاق اليتم.
4- اليتم: وهو قد يكون أشد من الطلاق, لأن في الطلاق قد يوجد عنده والده, وهو أكثر هيبة من أمه أما اليتيم, فلا.
ولا يعني أن وجود حالة الطلاق أو اليتم يعني بالضرورة انحراف الولد لا، فكم من عالم من علماء المسلمين نشأ يتيمًا، وإنما المقصود إنها قد تسبب الانحراف.
5- الفقر:أحيانًا قد يكون سببًا للانحراف, لأن الوالد مشغول بلقمة العيش وأيضًا الولد قد ينحرف بسبب بحثه عن المال كأن يسرق مثلاً.
6- رفقاء السوء:وهم من أقوى أسباب الانحراف.
7- البطالة والفراغ: يترك الدراسة ويتركه والده دون عمل، وهذا يضره ضررًا كبيرًا، إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة.
8- القدوة السيئة: سواء كان هذا القدوة الوالدين أو المعلم أو الرفقة.
9- مظاهر الفتنة والإغراء:
سواء في الأفلام أو المجلات أو شبكات الإنترنت أو حتى الواقع، وهذه أيضًا من الأسباب القوية للانحراف.
عمومًا أيها الأخوة: أيها الآباء والأمهات نناشدكم أشد المناشدة بالاهتمام بتربية أولادكم, وابذلوا كل ما تستطيعون لأجل ذلك، فلو لم يأتكم من تربيتهم إلا أن تكفوا شرهم وتبرأ ذممكم لكفى.
أيها الأخوة الموضوع طويل وتصعب الإحاطة به، ولكن كما قيل يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح نياتنا وذرياتنا، ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين, واجعلنا للمتقين إمامًا، اللهم أقر عيوننا بصلاح أولادنا وأزواجنا وأقاربنا وإخواننا المسلمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.