أسباب سعادة المسلمين وشقائهم في ضوء الكتاب والسنة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أسباب سعادة المسلمين وشقائهم في ضوء الكتاب والسنة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-08-27, 18:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي أسباب سعادة المسلمين وشقائهم في ضوء الكتاب والسنة


بسم الله الرحمن الرحيم

مما لا شك فيه أن المسلمين محاطون بأنواع شتى من المشكلات الفردية والاجتماعية، ولكن ماذا ينبغي لهم أن يفعلوا نحو التغلب على هذه المشكلات؟


إن هذا السؤال باعث على الاستغراب إذا كان من قبل رجل مسلم عادي، فضلاً عن أن ينشأ في نفس عالم من علماء الإسلام، إذ إنه يعرف جيدًا أن الإسلام دين أخبر الله بإكماله فقال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ فكيف يسوغ له أن يقع فريسة اليأس، ويفكر فيما إذا واجه المسلمون أنواعًا من المشكلات، ماذا يعملون، وكيف يعيشون؟


إن الكتاب والسنة لم يدخرا وسعًا في بيان منهج الحياة وتعاليم الدين والدنيا، ووضع نظام شامل للحياة يحتوي على كل صغير وكبير، وما يضر وما ينفع، وكل ذلك في أسلوب واضح صريح، ثم لم يكتف الإسلام بوضع النظام، وبيان المنهج فحسب، بل إن الرسول e أقام مجتمعًا مثاليًا تمثلت فيه تعاليم الإسلام في شكل عملي، وطبقها الناس على حياتهم، ولذلك فإن سعادة الدين تتوقف على اتباع الرسول e .


أما إذا انقلبت الأوضاع، وبدأنا نعتقد أن اتباع الرسول عليه السلام رجعية، والعمل بسنته تزمت، فكيف يرجى حسن العاقبة في الآخرة ومصيرنا في الدنيا ظاهر معلوم! إن حياة الرسول e بجميع ما فيها من أعمال وأقوال ككتاب مفتوح أمامنا بفضل الصحابة والمحدثين رضي الله عنهم، فإذا قابلنا بحياتهم حياة الأمة الإسلامية نرى كيف أن السنن تفقد مكانتها من القلوب، وكيف يتجرأ الناس على تركها ونبذها علنًا وجهارًا، بل وكيف تحارب السنن اليوم ويعتبر من يدعو إليها سفيهًا أو أحمق فأي ظلم أكبر من هذا؟ وأي مبرر للمسلمين أن يشكوا من المشكلات والشقاء؟ ويبكوا على البلايا والمحن، وقد قال الله تعالى بكل صراحة وإعلان ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ * وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [سورى الشورى] وقال في سورة الروم ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾.


والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة، وقد تحدث علي رضي الله عنه عن الآية الأولى فقال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله عز وجل، وحدثنا به رسول الله e قال: ﴿ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وسأفسرها لك يا علي! ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم». وقال الحسن البصري رضي الله عنه: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله e : «والذي نفس محمد بيده ما خدش عود، ولا اختلاق عرق، ولا عثر قدم إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر» وعن الضحاك رضي الله عنه قال: ما نعلم أحدًا حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب، ثم قرأ الضحاك ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ ثم يقول الضحاك: وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن.


وقد تكون العلة في الحوادث والمصائب غير ما ذكرت، ولا يبتلى بها العامة وحدهم، بل تصيب الأنبياء والأبرياء أيضًا، وإنني بهذه المناسبة لا أتعرض لشرح هذه الآيات والأحاديث حتى أحتاج إلى ذكر الاحتمالات والإشكالات الواردة عليها، وإنما أريد الإشارة إلى تلك القوانين والأسباب التي تشير إليها الأحاديث الآنفة الذكر، ومن قوة هذه الأسباب قد يصيب ضررها بعض من لا علاقة لهم بهذه المعاصي، وقد جاء في حديث عن عائشة رضي الله عنها، أن الرسول e قال: «يكون في آخر هذه الأمة خسف، ومسخ، وقذف» قالت: قلت: يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا ظهر الخبث» رواه الترمذي.




وإذا كثر الخبث لا يحول دون عذاب الله شيء، بالرغم من وجود الصالحين والعلماء.


وقد وردت أحاديث متعددة بعناوين مختلفة في معنى النواصي بالخير، والمنع عن الشر، وإلا فإن الله سبحانه يسلط عذابًا من عنده، فعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي e قال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابًا من عنده، ثم لتدعنه ولا يستجاب لكم» رواه الترمذي.




وعن جرير بن عبد الله قال: سمعت رسول الله e يقول: «ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون، إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا» رواه أبو داود وابن ماجة.


وعن جابر قال: قال رسول الله e : «أوحي الله عز وجل إلى جبريل عليه السلام، أن اقلب مدينة كذا وكذا، فقال: يا رب، إن فيهم عبدك فلانًا لم يعصك طرفة عين، قال: فقال: اقلبها وعليه، فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط».


وهناك مئات من الأحاديث تحتوي على معنى الوعيد، إذا لم يتألم المرء بالمنكرات، يعني إذا لم يقدر على تغييرها فلا بد من أن يستنكرها،ويتألم منها.


ولننظر الآن إلى الحالة التي نعيش فيها، وتفكر في العقوبات والبلايا التي نستحقها، بالنسبة إلى المعاصي والذنوب التي تصدر منا، وبالنسبة إلى تألمنا وقلقنا بالمنكرات التي نشاهدها وكيف يرجى – وحالنا هذه- أن تستجاب دعواتنا وتنحل مشكلاتنا وتنقرض المحن التي نعاني منها، وإذا كان الله لا يأخذنا بعذاب يفاجئنا ونقمة تقضي علينا جميعًا، فذلك بفضل رحمة الله علينا، ودعاء نبيه e .


لقد أصبحنا نحن المسلمين نعتز اليوم بكل معصية، ونشق الطريق لكل منكر، ونرى كل من يدعو إلى الكفر بعين ملؤها غبطة فإن اعترض عليه أحد أو أنكر عليه يعتبر رجعيًا، وممن يستحقون الطرد والحبس، لأنه يعوق المجتمع عن التقدم، ويحول دون طريقه إلى النهضة والمدينة، سبحان الله ! ما أعظم الفرق بين أمسنا ويومنا.


هذا ونشير الآن إلى بعض الفروع، مما له صلة ماسة بالموضوع، فالجميع يعلم أن الصلاة في الإسلام تحتل المحل الأول بعد الإيمان، وقد وردت الأحاديث الكثيرة في بيان أهمية الصلاة وأن تركها يؤدي إلى الكفر، وقيل: إن الصلاة فارق بين الكفر والإسلام، أما الأضرار والخسائر التي تلحق المرء بترك الصلاة فقد ذكرتها بإيجاز في رسالتي «فضائل الصلاة» ولكنني أتساءل: ما هو عدد أولئك المسلمين الذين يهتمون اليوم بهذه الفريضة؟




وأدهى من ذلك وأمرُّ أنه لا يوجد هناك من يحاسب تاركي الصلاة، وينبههم على ذلك، وينذرهم بسوء مصيرهم إذا لم يصلوا، وإذا أمكنت محاسبة الفقراء من المسلمين، فلا تمكن محاسبة الطبقة العليا أو الأغنياء، أو الذين يملكون نوعًا من الجاه والشرف، إنه لا يتجرأ أحد أن يستنكر منهم هذا الذنب، ويتكلم كلمة خوفًا من أن تسوءهم وقد بلغ اليوم من جراءة بعض السفهاء أن يجاهر بترك الصلاة، ويعلن أن الصلاة ليست عبادة ومن سوء حظنا أنه يثني عليه وأمثاله، ويعتبره بعض الناس صديقًا للمسلمين وعارفًا بمتطلبات العصر، وقضايا الحياة المعاصرة، فلا يعارضه عندهم إلا جاهل، أو من لا يصلح إلا للإمامة في الصلاة، والذي يجهل مصالح الساعة، ومطالب الوقت، وحاجة المسلمين.




وقد جاء في الحديث أن النبي e قال: «قرة عيني في الصلاة» ولكن الذي يدعي أنه من أتباع الرسول e يعتبر الصلاة شيئًا زائدًا، وهو الذي يتناوله الناس بالإجلال والإكرام، ويعترفون بدقة نظره، وسداد تفكيره.




كيف يشتكي المسلمون من الحوادث والنوازل التي تفاجئهم بين فينة وأخرى، وقد تغيرت أحوالهم وحياتهم رأسًا على عقب، بل يجب أن يفكروا فيما إذا نزلت عليهم مصيبة أو فاجعة، أنها لم تنزل بهم إلا لأنهم سببوا لها، وأنهم كانوا يستحقون ذلك بما كسبت أيديهم، وأن يقولوا، لولا رحمة الله وفضله علينا لم يبق لنا ذكر ولا أثر، وكنا قد أصبحنا في ذمة التاريخ.




هذا عن الصلاة، أما عن صلتنا بأركان الإسلام الأخرى من الصيام، والزكاة والحج فليست إلا ضعيفة، وليس عدد العاملين بها إلا قليلا جدًا، ولكن ولوعنا بالمحرمات والمحظورات في تزايد مستمر، ولنأخذ الخمر مثلاً فإنها نالت لدى كثير من المسلمين انتشارًا ورواجًا، حتى إنهم يتعاطونها بجراءة بالغة من غير حياء ولا خجل، وقد نبه القرآن على تحريمها في آيات كثيرة، وأمر بالابتعاد عنها، بكل صراحة، وقد جاء في الحديث:




حدثنا أبو العباس أنبأنا محمد بن عبد الله أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك بن حسين الزيادي أن مالك بن سعد التجيبي حدثه أنه سمع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول: إن رسول الله e أتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فقال: يا محمد! إن الله لعن الخمر وعاصرها، ومعتصرها وحاملها، والمحمولة إليه وشاربها، وبايعها ومبتاعها، وساقيها ومسقاها، هذا حديث حسن، صحيح الإسناد ولم يخرجاه.




فلننظر ما أكثر من يبتلى من الناس بلعنة الله ورسوله من أجل حرام هي الخمر، وكيف ستكون عاقبة هؤلاء الذين تحيط بهم اللعنة من الله الرؤوف بعباده، ومن الرسول العطوف على أمته؟ ولا تبتعد اللعنة عن الذين يسكتون على هذا المنكر، رغم قدرتهم على تغييره ولننظر إلى ما بلغت إليه حالتنا حول إنكار المنكر رغم قدرتها على تغييره، ولننظر إلى ما بلغت إليه حالتنا حول إنكار المنكر وتغييره، إذ إننا لا نلبث أن نرمي الذين يريدون هذا التغيير بالتزمت والرجعية، وقد قال النبي e : «اتقوا الخمر فإنها مفتاح كل شر» ولكننا حنيما نستفتح أبواب الشر بأيدينا كيف نشكو انتشار السيئات وما دمنا نعلم أن فتح هذا الباب يرادف معنى فشو المنكرات، وعموم البلايا والشدائد، لماذا نضج ونشكو عندما تأخذنا المحن، وتفاجئنا النوازل، إنها لسفاهة وجهل يجب أن نتجنبها.




ولنأخذ الربا مثلاً ونتأمل فيما جاء حوله من إنذار ومنع في الكتاب والسنة، فقد آذن الله سبحانه بحرب ضد الذين يتعاملون بالربا ثم لا ينتهون يقول: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ وذلك لأن الناس في الجاهلية كانوا يتعاملون بالربا فلما جاء الإسلام نهاهم عن ذلك، حتى عن تنفيذ ما سبق من التعامل الربوي، فضلا عن أخذ الربا من جديد.




وورد في الحديث ما ينذر بخطر الربا، وما يترتب عليه من عقاب وسخط من الله، وقد جاء في الحديث عن رسول الله e أنه قال: «الربا سبعون جزءًا أيسرها أن ينكح الرجل أمه» ولا شك أن النيل من عرض المسلم أدهى وأمر من الربا، وفي حديث آخر: «لعن الرسول e آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء».




أما إذا نقدنا تعامل الناس اليوم على مقياس الشريعة، فلا نجد ما يخلو من تعامل ربوي إلا قليلا جدًا وأشد من ذلك أننا لا نتلكأ في استباحة الربا جهرًا، ونصدر حول ذلك كتبًا ومؤلفات ويضيق الخناق على من عارض في هذه القضية، وهو يواجه ألوانًا من التهم والافتراءات ثم هو يحارب محاربة شديدة، ويقاطع في بعض الأحيان.




وقس على ذلك الأحكام الشرعية الأخرى، التي لا تنال قيمة في أعيننا ولا أهمية، ولا نقيم لها وزنًا ما، كما أن المنكرات والسيئات من الأعمال التي تحذر منها الشريعة، وتنهى عن اقترافها تجد كل تقدير وتحبيذ ولا نرى أي عار في ممارستها، والتجاهر بها، بكل حرية ووقاحة، من غير أن يوجد هناك من يستنكرها أو ينهي عنها، فإذا تشجع أحد على الاستنكار والحيلولة دونها، لا يعتبر محمود العاقبة.




وبعد هذه الأمثلة التي ضربتها أقدم لكم طائفة من أحاديث الرسول e يتبين بها مدى انحرافنا عن الجادة، وحيدنا عن الطريق، وذلك ما يسبب لنا كوارث ونكبات ليست إلا من كسب أيدينا، وما دام المسلمون يصدقون النبي e يجب عليهم أن لا ينسوا نتائج الأعمال التي أخبر بها أمته، فإن النتائج تابعة دائمًا للأعمال والأخلاق، فمن أراد أن يتجنبها فليترك الأعمال التي تأتي بنتائج وخيمة، شأن الذي يريد أن لا يحترق جسمه من النار، فيبتعد عنها جهد الطاقة.



([1]) كلمة مقتبسة من خطبة طارق بن زياد في الأندلس.








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أسباب, المسلمين, الكتاب, سعادة, والسنة, وشقائهم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc