على الرغم من حجم المأساة الهائل، ونزيف الدم المتدفق في غزة، إلا أن المقاومة الفلسطينية
تسطر اليوم ملحمة خالدة، وتثبت للعدو الصهيوني وللعالم أجمع أن العتاد العسكري عاجز تماماً
عن كسر الإرادة والصمود والمقاومة، وأن مبادرات الاستسلام واتفاقيات الخنوع والخضوع ليست
أكثر من حبر على ورق لا شرعية لها ولا اعتراف بها عند الشعب الفلسطيني.. على الرغم من هذا
إلا أن (ببغاوات) الإعلام العربي وأبواقه يرددون باستمرار أن حرب المقاومة مع المحتل هي حرب
خاسرة، وأنها ليست أكثر من استفزاز للمحتل وتهور يجر الويلات للمدنيين في غزة.
وتسألهم عن حجتهم في هذا فيجيبون أن القوة العسكرية هنا غير القوة العسكرية هناك، وهي حجة واهية
تناقض الواقع الذي يشهد بأن المقاومة في غزة أذلت أقوى جيش في (الشرق الأوسط)، وجعلت هذا الكيان
الغاصب بكل ما يمتلكه من عدة وعتاد ودعم غربي يبحث عن انتصار على الورق بعد هزيمته في الميدان،
وذلك عن طريق استصدار قرار من مجلس الأمن يضمن تحقيق الأهداف التي عجزت حكومة الاحتلال وجيشها
عن تحقيقها بالقوة العسكرية كما تؤكد ذلك وسائل إعلام صهيونية.
ويكذّبهم التاريخ في حجتهم هذه فيقول إن الثورات على المحتل تفتقد دائماً لعنصر التوازن في القوى، ولكنها
في الأخير تنتصر وتجبر المحتل على الرحيل، وخير شاهد على ذلك الثورات العربية في القرن الماضي على
الاستعمار الغربي التي اقتلعته من البلاد العربية، وذلك مع وجود فارق هائل بين الجانبين في العدة والعتاد.