الإخوانوفوبيا ..

[بهاء الدين 93]

"الرجال يموتون، الأمم تصعد و تسقط، لكن الأفكار تعيش للأبد" جون أف كينيدي

أكبر ما يثبت قوة الفكرة و قدرتها على زرع الرعب في من يرفضونها، هو إجبارهم على دعم من يكرهون، دعم أعدائهم ، فقط من أجل القضاء عليها،،هذا حقا ما تفعله الفكرة الإخوانية في هذا الزمن، بعد صمودها لأكثر من ثمانين سنة من محاولات لإيقافها من وهابيي هادم الحرمين، هاهي الآن تكشف الآن و تعري الكل، من ليبراليين و علمانيين إلى قوميين و إسلاميين.

آمنوا بالديمقراطية بالحل الوحيد و الأوحد للوصول للسلطة، لكنهم كفروا بها ما إن وصلت حماس فلسطين لها، كفروا بها ما إن فاز مرسي بها، كرهوها ما إن فاز حزب الغنوشي بإنتخابات تونس فقط لأنهم كلهم يشتركون في فكرة الإخوان.

إخوتنا آل سلول هادمي الحرمين الشريفين من جهة أخرى لم يصدقوا أن شابا صغيرا في مقتبل عمره يبدأ فكرة تجديدية للإسلام لها القدرة على الصمود أمامهم كل هذه السنوات بل و الضغط عليهم و على فكرهم الوهابي، صارت الإخوانجية هاجسهم الأول و أكثر كوابيسهم رعبا عملوا المستحيل لإيقافها من الإنتشار، آخرها دعم السيسي في إنقلابه على مرسي، بل و أكاد أجزم أنهم يدعمون إسرائيل في حربها على فلسطين فقط من أجل القضاء على حماس.

حتى العلمانيين الملحدين، يحاولون ربط كل ما تقوم به الحركات المتشددة هنا و هناك بالإخوان،، لم يستطيعوا إيصال أفكارهم فقرروا إظهار فكرة الإخوان كفكرة شريرة متشددة هدفهادعش هذا العالم، و هم قبلي يعلمون أن حسن البنا لم يكن أبدا رجل عنف ولا تشدد و عبارة "سلميتنا أقوى من الرصاص" لمحمد بديع أكبر دليل على هذا ..
نعم أكبر ما يثبت قوة الفكرة هو إجتماع التناقضات ضدها و تحالفهم حتى مع إسرائيل التي يقولون أنها أكبر أعدائهم ضدها ..

حماس إخوانية الإيديولوجية حقا، لكنها تقاتل بإسم كل الفلسطينيين، ضد العدو الصهيوني، و تقاتل بإسم كل القوميين و كل العلمانيين و و كل الإسلاميين الحقيقيين في العالم العربي و الإسلامي، لأنها حقا عرت لهم الكاذبين و المتظاهرين منهم .عرت كل من إيديولوجيته هي "إخوانوفوبيا".

إذا كنت تكره الإخوان و لديك ذرة أمل في أن يقضي عليهم السيسي في مصر أو إسرائيل في فلسطين فاعلم أنك مصاب بهذا المرض ..


13-10-2014