لن تتحمل الأكثرية طغيان وهيمنة الأقلية ..إنها أزمة (نجد) لا (الحجاز)! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لن تتحمل الأكثرية طغيان وهيمنة الأقلية ..إنها أزمة (نجد) لا (الحجاز)!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-06-27, 21:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
mo9awim_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










M001 لن تتحمل الأكثرية طغيان وهيمنة الأقلية ..إنها أزمة (نجد) لا (الحجاز)!

لن تتحمل الأكثرية طغيان وهيمنة الأقلية

..إنها أزمة (نجد) لا (الحجاز)!



محمد قستي

من مملكة حجازية مستقلة شاركت في تأسيس عصبة الأمم المتحدة، عاصمتها مكة المكرمة، ولها عملتها، وعلمها، وجيشها، ووزاراؤها، واداراتها، وصحافتها، ومؤسساتها الدينية، ومدارسها، وحدودها، وحتى أحزابها، ويتواجد فيها ممثليات دبلوماسية لدول عديدة عربية واجنبية بما فيها سفارة لبريطانيا واخرى لهولندا وثالثة لروسيا.. الى مملكة حجازية تابعة لنجد، بعد احتلالها وإقامة مجازر الطائف وغيرها بحق أهلها.. مملكة يرأسها ملك نجدي، خدع زعماءها ليهضمها ويحولها الى جزء من مُلكه، ويعيد أسلمة مجتمعها على الطريقة النجدية؛ فصار فيها مجلس شورى حجازي، واستولى المحتلون على جيشها، وعيّن ابن سعود ابنه فيصل نائب له ليحكمها، وجيء بقضاة نجد الى جانب قضاة الحجاز ليسهلوا عملية الصهر والضم القسري.
شيئاً فشيئاً تتحول مملكة الحجاز الى جزء من مملكة نجد برئاسة الملك السعودي، وليصبح مجلس شوراها الخاص بها ودستورها الخاص بها الى شراكة مع نجد وملحقاتها (التي هي في الواقع قلبها الاقتصادي/ ونقصد الأحساء والقطيف).
يختفي مسمى (مملكة الحجاز ونجد)، ليحل محله المملكة العربية السعودية، وليسيطر النجديون على كامل مفاصل اجهزة الحجاز، واعلامه، ومدارسه وحرميه الشريفين، ولينزوي رجال الحجاز الى هامش الحياة السياسية، عدا قلة كانت ملحقة بوزارة الخارجية او التعليم او الجيش الحجازي أصلاً، قبل ان يوجه فهد لهم الضرب القاضية اواخر السبعينيات الميلادية.
يأتي بعدها قمع ديني فتسود الوهابية وتلغي كل المذاهب الاسلامية، ويصبح الحرمين المنفتح بمدارسه ورواده ورجاله وقضاته وخطبائه ومؤذنيه بيد مشايخ الوهابية في نجد.
تغلق نجد المدارس الدينية غير الوهابية، فينتهي الجيل القديم من علماء الحجاز بلا تجديد او بدائل، فلا يوجد من يرثهم سوى مشايخ نجد الذين نجدنوا الحرمين والمقدسات، ونجدنوا القضاة، ونجدنوا الجيش، فعُزلوا منه، وتم تطفيش معظم السفراء وموظفي الخارجية ليحل محلهم النجديون.
تتحول المدينة المنورة الى قلعة نجدية، ويستولي النجديون على الأوقاف وعلى أملاك الناس، ويأتي آخرون فيحلوا ساكنين مكانهم.
ترتفع مدارس نجد في قلب الحجاز، ويُمنع ذكر اسم الحجاز واطلاقه حتى على مدرسة. بل ان النجديين صارت لهم مقبرة خاصة بهم، فلا يدفنون موتاهم في مقابر اهل مكة وإن ضمت صحابة وتابعين؛ لماذا؟ لأنها مقابر أهل الشرك! كانوا ولازالوا بنظر الوهابية.
يستولي النجديون على الأراضي في مكة ويصادرون الكثير منها بلا تعويض.
ترتفع الأبراج والفنادق خدمة للسيد النجدي.
ثم تتطور الأمور، فتُمحى هوية مكة والحجاز، ليس فقط بعد تدمير النجديين الوهابيين لتراث الإسلام الخالد الذي كان حيّاً طيلة التاريخ والى ما قبل الحكم النجدي، بل بمحو حارات مكة بحجة تطوير الحرم، فيشتت أهل مكة، عاصمة الحجاز، ويستولي الأغراب على الاراضي ليقيموا أبراجهم، فيما يرحل المكيون عن بلدهم الى مدينة جدة.
يتواصل التدمير النجدي لكل معالم الحجاز، فبعد ان كادوا ينهون نجدنة المدينة المنورة، يتم خلال سنوات قليلة فقط نجدنة مكّة المكرمة بتشتيت اهلها ومصادرة الأملاك وتغيير معالمها الجغرافية، الى حد تدمير الرواسي من الجبال وتحويلها الى أملاك للأمراء ومشايخهم وتجار نجد الذين لا يشبعون.
ترى أي جريمة اقترفنا حتى يعاقبنا الله ويعاقب المسلمين بهذا البلاء الوهابي النجدي؟
الجريمة كل الجريمة تكمن في كلمة واحدة: (الصمت) عن جرائم آل سعود، والصبر الذي لم يعد فضيلة في بلد يسحق الفضائل. انه سكوت عن الظالم ما شجعه على المزيد من الظلم والإجرام.

إنها أزمة دولة تحكمها أقليّة

جذر مشكلة السعودية ليس فقط في الإستبداد بمعناه السياسي العام فقط؛ بل في حقيقة انها لم تتحوّل الى دولة حقيقية بعد.
كيف يمكن لأقلية نجدية لا يصل عدد سكانها الى ربع السكان ان تحكم البلاد وتملك ما فيها وتسيطر على كل شيء من ثقافة ودين واعلام ومال وسلطة وجيش وقضاء وتعليم وغيره، دون ان ينبس احد ببنت شفة؟ والى متى يتوقع النجديون ان الأكثرية ستبقى صامتة؟
بل كيف يتوقع طغاة آل سعود وحاشيتهم المناطقية أن يصدقهم الناس في الحديث عن المساواة في المواطنة، وهم يستأثرون بالسلطة والحكم والثروة، ويكفرون الآخرين ويستصغرون شأنهم مناطقيا وقبلياً ومذهبياً كمبرر لإقصائهم؟
كيف تكون هناك دولة بلا هوية وطنية سوى هوية أقليّة حاكمة تريد ان تفرض هويتها على الأكثرية.. هويتها المناطقية وإرثها الديني المتعصب الذي يكفر الآخرين.
كيف يعتقد الحاكم النجدي وشلّة مشايخه التكفيريين استدامة حكمهم بالقوة فقط، وقبول منطق الحكم لمن غلب؟
وحتى اذا استطاعوا ان يحكموا بالقوة، فإنهم أعجز ان يفرضوا على الناس خياراتهم الثقافية، وأن يحوّلوا الهوية النجدية الى هوية وطنية.. هذا مستحيل.
الأسوأ في كل هذا، أن يأتي آل سعود وطبّالوهم ليفتونا في الوطنية، وليوزعوا صكوكها على من يريدون، وهم من يخرقها طولا وعرضاً. والأكثر سخافة ان احداً حين يهمس ببنت شفة، يعتبر عدواً للوحدة الوطنية!
لا غرو ان يصبح مجرد ان يلبس حجازي العمامة، نذير خطر لدى الحكم الأقلوي النجدي الوهابي. وكأن العمامة أداة احتجاج، أما العقال النجدي فمؤشر ولاء للحكم!
كل من يخرج على الحكم النجدي او يعترض عليه بأداة ثقافية، ولو كان بنشر سطرين عن كيفية تحضير طبق طعام حجازي، عنصرياً لدى علية القوم النجديين، الذين قسموا الشعب الى طرش بحر (حجازيين) و (يهود زيود على حيود) و (شيعة روافض) ولم يبق سواهم موحدين من ذوي الدم الأزرق!
لم يعد اليوم مقبولاً أن تفرض نجد خيارها الثقافي الأقلوي على الشعب؛ فثقافة التكفير والقطيعة والتشدد لا يمكن ان تستوعب شعباً متنوعاً.
ولم يعد اليوم مقبولاً ان تبقى السلطة وغنائمها في يد أقلية نجدية. وسيعترض البقية وسيرتفع صوتها لأنها تمثل الأكثرية.
يستحيل ان يسكت المواطنون على نجدنة الدولة، ووهبنة الثقافة مهما كان القمع.
الوحدة القسرية التي جاءت بها نجد، لم تصبح اختيارية بعد، ولن يختار عاقل أن تحكمه أقلية وتستفرد بالسلطة والثروة وتجوّع بقية المناطق، وتفرض خيارها المذهبي الطائفي وشوفينيتها المناطقية.
هذا الكلام الصريح المؤلم هو ما يجب أن يسمعه طغاة نجد الدينيين والسياسيين معاً.
واذا لم تتم المراجعة، فلا هوية وطنية ستقوم، ولا وحدة ستدوم. لأن ما يجري خلاف قدرة المرء على التحمّل، فكيف بأكثرية تتعمّد أحياناً الصمت، وهي تغلي كالمرجل؟!
حين يفتح الحجازي فمه معاتباً أو متألماً من الضيم والقهر.. تقوم قيامة السيّد النجدي وأدواته؛ ذلك ان الحجازي الجيّد هو الحجازي الميّت الذي يتعامى عما يجري حوله، ويقبل بسيادة الأقلية؛ ويصمت عن تدمير تراثه وهويته.
مجرد النقد الخفيف، يؤدي الى حشد رسمي نجدي في الصحافة والإعلام، وتبدأ الإتهامات العنصرية، وكأن الحجاز صارت جزءً من نجد؛ ويصبح سكانها أجانب يجب طردهم، وليس طرد الغازي المكفراتي. وفجأة تستيقظ لغة الوطنية عند أعدائها وأعداء الشعب، يصبح كل الشعب غير وطني إن رفض المهانة، ويصبح ممزق الوحدة الوطنية، والمستولي على خيرات البلد، هو الوطني؛ ويصبح المكفراتي ممثلاً للإسلام الصحيح. ثم تبدأ التهجمات بالعمالة للأجنبي ضد من يقف بوجه هذا النظام الطاغي، فلا تبقى له من كرامة، باعتباره عدواً للوحدة الوطنية؛ وكأنّ هناك وحدة أصلاً، غير وحدة السيف والقمع.
مشكلة الحجاز مع نجد قديمة قبل الإسلام حتى.
مشكلة نجد مع الجميع، فهي تريد ان تسود بمذهبها وبرجالها وثقافتها على الآخرين دون أن تمتلك من المؤهلات سوى (السيف الأملح) والمذهب التكفيري الذي يبرر قتل الآخر والإستيلاء على أرضه وهتك عرضه، وهو ما فعلوه في كل المناطق التي احتلوها.
مشكلة الحجاز مع نجد ليس استبداداً سياسياً فحسب، بل الهيمنة النجدية والإستحواذ، وفرض الثقافة الواحدية على الأكثرية.
لازال الحجاز أكثر تعداداً في السكان؛ ولازال أكثر تحضراً، وأكثر قرباً من روح الإسلام، وحضارة الإسلام، ورحمة الإسلام.
أقصي الحجازيون عن أجهزة الدولة، ومنذ عهد فهد صارت البلاد كلها نجدية، وكلها مفتوحة على مشاريع الوهابية النجدية المتعاضدة مع المستبد السياسي السعودي.
هذه هي أزمتنا جميعاً!
منطقة تستولي على كل المناطق وتريد ان تواصل حكمها لها بالقوة معتمدة على أحقية تمثيل الدين الصحيح! وعلى (حُكم الغَلَبَة) الذي لا يمنح شرعية لحكم ولا لسلطة ولا لمؤسسة دينية رسمية لاتزال يستفزها أن أكثر اهل الحجاز، بل أكثرية المواطنين، ترفض أن تكون ممثلاً لهم.
تتعالى الأصوات النجدية في الفترة الأخيرة ضد ما تسميه (الخطر الحجازي). لكن الخطر الحقيقي على دولة النجديين ليست من الحجازيين بقدر ما هو الخطر آتٍ من أنفسهم.
هم من يرفضون التنوع الثقافي في البلد.
هم من لا يقبل بالشراكة الدينية.
هم من يقوّض أيّ محاولة لبعث هوية وطنية.
هم باستئثارهم بالسلطة بكل حمولتها من يؤجج طغيان القمع.
هم بمذهبهم من يخنق المجتمع ويبعث على الكراهية والعنف ويصدّر الفائض منه الى الخارج.
هم من يدمر تراث الإسلام في الحجاز، ويشرد أهله، في عمل يشابه مذابح الهوية التي شهدناها في أكثر من بلد من العالم، من أجل إضعاف الآخر، وتأكيد الهوية النجدية على كل شبر من الأرض.
هذه معادلة لا يمكن قبولها.
إما أن تتغير نجد ان كان فيها من عقلاء؛ وإلا فلا ينتظرون من أحدٍ تحمساً لوحدة قسرية تهيمن عليها أقلية ظالمة.
ما هكذا تُبنى الأوطان أو تحفظ.
وما هكذا نقبل بعد اليوم أن تعيش أجيالنا بعد قرن من الضيم والحرمان والإمعان في إضطهاد الآخرين.








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-06-27, 21:29   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
mo9awim_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

(نجدنة) الحجاز.. ومكة فندقٌ نجديٌّ!

يحي مفتي

لم يكن مفاجئاً أن يكتب رجل في استخبارات النظام مقالة ضد الحجاز والحجازيين وبيوتاتهم العريقة، في رسالة واضحة التهديد، واضحة الإستعلاء، واضحة التوجيه الرسمي من الأعلى. ليس الحجازيون وحدهم من يقرأون الاستعلاء النجدي الرسمي والتحذير من خلال مقالات صحفية؛ فقد سبقتهم مناطق أخرى في الشرق والجنوب، وكلما وجد النظام ان هناك حاجة الى توجيه الرسائل يقوم بفعلها، فتظهر الإثارات وينشغل الرأي العام بشأنها.
هذه المرّة كتب الصحفي محمد جزائري، العامل في جهاز الإستخبارات الحكومي، مقالة في صحيفة الاقتصادية، لا يدرك القارئ بدايتها من نهايتها، تحت عنوان: (كيف أيقظ الإخوان واليسار الهوية المناطقية لدى صوفية الحجاز)؟ وقد أثنى رئيس التحرير، سلمان الدوسري، العامل هو الآخر في جهاز المباحث التابع لوزارة الداخلية، على المقالة وصاحب المقالة، الذي تمّ توظيفه قبل أقل من عام في الصحيفة المملوكة لأمراء، وذلك بعد ان كان جزائري يعمل في قناة العربية، والحياة، ويكتب في الشرق الأوسط.
اذن فالصحفي هذا ضمن حلقة الحكم، وهو يعرف ما يمكن ان يسمح به وما لا يُسمح بنشره؛ ولا يمكن أن يكتب ما كتب، ويُنشر له بدون توجيه من الأعلى النجدي السعودي.
النسف لجبل الكعبة: همجية سعودية داعشية قديمة

المقالة من عنوانها

من خلال العنوان فقط: (كيف أيقظ الإخوان واليسار الهوية المناطقية لدى صوفية الحجاز)، يستطيع القارئ أن يتبين المستهدف به، وهم ابتداءً: الناشطون الحجازيون الذين وصفهم بأنهم اخوان ويسار، وانتهاءً: فإن الهوية الحجازية (المناطقية بتعبير العنوان) مستهدفة من خلال الطعن في (صوفية الحجاز) وكأن عنوان المقالة ـ غير المحايد ـ يؤسس لقضايا او مزاعم يريد أن يثبتها لاحقاً. من أهم المسائل: الاعتراف بأن هناك يقظة في الهوية المناطقية الحجازية؛ وهذا صحيح بالقطع، كما هو الحال في المناطق الأخرى، فكل الهويات الفرعية متفجرة، بسبب تغليب الحكم السعودية للهوية المناطقية النجدية وتقديمها على انها هوية البلاد بتنوعها، ونزوعه الى رفض تأسيس هوية وطنية تؤسس لمساواة بين المواطنين، او تؤسس لروح جمعية تضعف العصبية النجدية وتخفف من قبضتها على مفاصل الدولة وثرواتها.
واذا كان هناك من تساؤل، فهو لماذا استيقظت الهويات عامّة؟ ولماذا فشل النظام في تأسيس هوية وطنية؟ بل الأصح: هل يريد آل سعود والطبقة النجدية المنتفعة من الحكم، أن يؤسسوا هوية وطنية، تضرّ بقبضتهم على الحكم لاحقاً؟ زد على ذلك، فإن المسؤول عن انفجار الهويات الفرعية هو الحكم، ولا يُطالب المتمسك بهويته الخاصة المناطقية بالتخلي عنها من أجل تسويد هوية مناطقية أخرى نجدية. ولا نعتقد بأن التمسك بالهوية الحجازية او اي هوية مناطقية أمراً ضاراً، إلا في حال غياب العدالة وعدم وجود هوية أعلى فشل آل سعود وعصبتهم النجدية في صناعتها، إن كان قد حاولوا ذلك أصلاً. ثم كيف يكون من حق النجدي ان يسيطر على الحكم اعتماداً على انتسابه لمنطقة فيعتز بنجديته، ولا يحق لمناطق أخرى ان تفعل ذلك دفاعاً عن ذاتها؟ ولماذا اذا استيقظت الهوية المناطقية الحجازية التي تعتمد تراث الإسلام وآثار الرسول جريمة بنظر آل سعود، في حين لا تعتبر الهويات القبلية والنجدية وغيرها خطراً على الحكم؟
ومن أهم المزاعم التي يشير اليها العنوان أن كل سكان الحجاز (صوفية)، وحتى لو كانوا كذلك فهو لا يعيبهم، ولكنهم اتباع المذاهب الاسلامية الأساسية خاصة المذهب الشافعي، وإن كان التصوف متفشياً، فهذا ليس معيباً، وهناك مئات الملايين من المسلمين صوفيين، غير مرضي عنهم وهابياً، ويعتبرونهم كفرة ومشركين، كما هي عادة الوهابيين التكفيريين. وكيف تصبح الصوفية سبّة عار عند الوهابيين الذين يذبحون البشر ويدمرون الزرع والضرع؟ وأي التوجهين أقرب الى الاسلام وروحه، مع ان اتباع الطرق الصوفية في العالم الاسلامي عشرات أضعاف أعداد الوهابيين؟
وكذلك فإن من المزاعم التي تحتاج الى إثبات من كاتب المقالة (محمد جزائري) ومن هم وراءه من الاستخبارات والمباحث أن يثبتوا بأن (الإخوان المسلمين) و (اليسار) وراء إيقاظ الهوية المناطقية الحجازية، غير المرضي عنها، كما هو واضح من المقالة كلها.
فنحن نعلم بأن الحديث عن اليسار، يقصد به تحديداً تيار عروبي ناصري (وقد جاء الكاتب فيما بعد بإسم الناشط محمد سعيد طيب الذي الى اليوم يسأله طغاة آل سعود: لماذا تسمي إبنك عبدالناصر؟)! السؤال: هل القومي الناصري الذي يريد وحدة عربية تتعدى الأقطار، مهتم بإثارة هوية مناطقية؟ هذا خلاف الأيديولوجية القومية اساساً، فكيف توصل الكاتب الى ان اليسار فعل ذلك، واليسار الأممي لا يؤمن حتى بالهويات القطرية، فكيف بالمناطقية؟
وماذا عن الإخوان المسلمين؟ كاتب المقالة بنيته الاستخباراتية، وفيما تعلن الرياض حربها على الإخوان وعلى خصومها في الداخل باسم مكافحة الإخوان، اراد ربط الهوية الحجازية بالإخوان، وتحديداً بأشخاص معروفين في الدفاع عن تراث الحجاز الذي استباحه الوهابيون، كالدكتور فائز جمال ومازن مطبقاني الذي قال صاحب المقالة انهما يؤيدان حكم مرسي، وهذا كاف لوصمها بالإخوانية. لكن المقالة فيما بعد تشير الى استغلال الشيخ سلمان العودة، المتهم هو الآخر بالإخوانية، بالاستفادة من الصوفية الحجازية! رغم انه سلفي نجدي حتى النخاع وخريج مدرسة الوهابية الفقهية والعقدية، ورأيه في الصوفية كرأيه في الشيعة، هو وصاحبه سفر الحوالي. فما هو دور العودة ـ رغم انه ليس إخوانياً ـ في إيقاظ ما سماه جزائري بالهوية المناطقية الحجازية او استغلالها. كل الدليل هو ان العودة سُئل عن الطريقة المثلى لأسلمة الصوفية، شأنه شأن أشياعه السلفيين المتطرفين، فأجاب بأن (التأثير في هذه الجماهير ممكن جداً شريطة ان يكون بالإسلوب الحسن). والعودة هنا يتحدث بصفة عامة لا علاقة لها بالحجاز، ولا كل الحجازيين صوفية.
فالمهم من وجهة نظر مباحث آل سعود، هو القاء الشكوك العقدية والأمنية ضد الحجازيين، بحجة تصوفهم وأخونتهم، ومن ثمّ تخوينهم كما سنرى.

كذبة الحوار والمراجعة

يفتتح الكاتب محمد جزائري مقالته بالحديث عن ان تداعيات ازمة تفجيرات سبتمبر 2001 التي قام بها الوهابيون القاعديون، حتمت على (البيت السياسي بالمراجعة الجادة لحقبة زمنية في تاريخ السعودية الحديث بكل مكوناته الثقافية والاجتماعية والتعليمية والدينية والسياسية) فكانت فكرة ولي العهد/ الملك عبدالله بدعوة الفئات الإجتماعية التي يتشكل الى ما أسماه الحوار الوطني، ليخلص الكاتب الى (أن الأقليات أصبحوا جزءً من الصورة ومن المشهد السياسي). في اشارة الى مشاركة الشيعة في الشرقية وعلماء الحجاز من (الطائفة الصوفية، حسب تعبير الكاتب المتطرف) في ذلك الحوار الذي لم يثمر شيئاً حتى اليوم.
وحين نثبّت حقيقة ان النظام اضطر الى حوار مذاهب، فإنه في الواقع لم يكن مؤمناً بذلك، وكان ما فعله بديلاً عن حوار وطني بين المجتمع والسلطة حول القضية السياسية، وهو ما لم يحدث. الحقيقة التي يجب التأكيد عليها، ان الوهابية أقلية عددية ومذهبية وإن سيطرت على كامل الحكم. وأن عدد سكان الحجاز كما عدد سكان الجنوب أكبر في كلا الحالتين من سكان نجد. فلماذا يتحدث الكاتب عن أقليات صارت في صورة المشهد؟ في حين انها تشكل أكثرية السكان، ولماذا لا يشير النجديون عادة ولا يرغبون بأن يشير أحدٌ ما اليهم بأنهم أقلية عددية ومذهبية؟ ولماذا يزعمون بأنهم يمثلون الأكثرية في هذه البلاد التي نعلم جميعاً ان الوهابيين فيها أقلية؟
توسعة ام فندقة؟!

ثم بعد هذا، هل تمت مراجعة سياسية دينية ثقافية كما يزعم الكاتب من قبل آل سعود؟ كلا.. ولا أثر لتلك المراجعة. ما قبل ٩ سبتمبر هو نفسه ما بعدها؛ لم يتغير شيء، لا في السلطة ولا في سلوكها ولا في سلوك النجديين ولا سلوك المؤسسة الدينية الرسمية التكفيرية، ولا في مناهج التعليم، ولا في مخرجاته، ونحن نشهد الدواعش والقاعديين ينطلقون الى كل البلدان المجاورة للقتل والذبح.
لا.. لم يتغير شيء لا بإسم الإصلاح ولا بإسم التطوير، ولا بإسم الحوار الوطني الذي لم يكن وطنياً وشبع موتاً، وإن ابتني له بناء فخم، ولكنه خاوٍ من الداخل!
وأكبر دليل على ان لا أثر للحوار الوطني، هو ما يكتبه صحفيو النظام ضد الآخر، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. لازالوا يعتقدون انهم الفئة الناجية؛ ولا زال سلوكهم التكفيري قائماً، وفتاوى التكفير لم تتوقف، ولازالوا يجلسون على كرسي الوطنية ويوزعونها على جماعتهم ويتهمون غيرهم بعكسها.
الخروج الى الضوء

يقول الكاتب السلطوي بأن الكتلة الجماهيرية الصوفية (ونحسبه يقصد كل سكان الحجاز) خرجت الى الضوء حديثاً ـ بمعنى أنه يعترف بقمع الوهابية للآخرين المختلفين الذين يشكلون اكثرية البلاد التي لا تعتقد بالوهابية والتي لم ترَ النور لقرن كامل ـ ويضيف بأنه جرى الإعتراف بالأقليات ورموزها (فلازال يعتقد كذباً بأن الوهابية النجدية تشكل أكثرية سكانية)؛ والحقيقة ان الوهابية والى اليوم لا تعتقد بإسلام غيرها، فهي كما كانت منذ تأسيسها، ونتحدّى ان يخرج آل سعود ومشايخهم الوهابيين باعتراف بإسلام الآخر (الصوفي مثلا).
الكتلة الخارجة الى الضوء ـ يقول الكاتب ـ أغرت تيارات حركية للإستفادة منها من قبل أبناء العوائل والوجاهات التقليدية في حواضر الحجاز، او غيرهم من خارج الحجاز مثل العودة وعايض القرني. وهذا كلام بغيض وكاذب في آن معاً.
لكن الكاتب يثبت لنا حقيقة هنا، هو ان الحجازيين ـ وفئات اجتماعية في مناطق اخرى ـ خرجوا عن طوق القمع السلطوي على الحجاز منذ احتلاله ١٩٢٤-١٩٢٦، وبدأوا بالإعلان عن أنفسهم كوجود وكهوية؛ وهذا هو المؤلم بالنسبة للنظام، انه أضحى غير قادر على إبراز الوهابية كوجه وحيد للبلد، بحيث يمكنه اخفاء التنوّع الذي استمر لقرن تقريباً.

نسفوا الجبل وبدئ ببناء الفندق الملكي!

ولأن الكاتب استخباراتي فقد أراد ان يجمع كل المعارضين او المختلفين مع النظام في بوتقة واحدة، ثم ينسفهم معاً، ليضيف على ذلك تآمراً خارجياً جاء من (الشقيقة الصغرى) أي قطر. والمطلوب في النهاية من القارئ ان يؤيد آل سعود ضد الحجازيين، الذين هم مجرد مشركين وعملاء أيضا لقطر!
لم يكف كاتب المقالة شتم العوائل الحجازية التقليدية، ولا الفاعلين المدافعين عن مصالح الحجازيين أمام جرافات وتركتورات النظام، بل اضاف اليهم من الداخل مشايخ سلفيين كالعودة والقرني، واضاف داعية من الكويت اعلنت الرياض العداء له وهو الدكتور طارق السويدان، ثم جاء ليجمع مع هذا الخليط (بقايا اليسار ومجموعات من الناشطين الهواة) حسب تعبيره لمساعدة الصوفيين في الإحتجاج (على الحكم النجدي ومؤسسته الدينية التكفيرية طبعاً).
وعاد فكرر اتهاماته لـ (بقايا اليسار، والناشطين الجدد) الذين (يعدون العدة لاقتطاع نصيبهم من هذه القاعدة الجماهيرية في حاضرة الحجاز) وضرب مثلاً بمحمد سعيد طيب، المناضل القومي الناصري، الذي سجن سنين طويلة ولازال ممنوعاً من السفر، والذي كان كل جرمه ومجموعة من التجار الحجازيين انهم زاروا (الشيخ الجليل الراحل محمد علوي مالكي) كما يقول.
تخيّلوا عظم الجريمة، ان حجازيين يقابلون أكبر رجل دين لديهم؛ وهو السيد محمد علوي مالكي، الذي كتب الوهابيون ضده الكتب مكفرين، والذي أهانته وحققت معه هيئة كبار العلماء الوهابية، وصدّرت فتاوى ضدة (منشورة على النت) بل وحين انتقل الى رحمة الله، رفض الشيخ الوهابي السديس الصلاة عليه في المسجد الحرام قبل دفنه. ومع هذا، تظهر مؤسسة آل سعود الدينية معتدلة، ويأتينا هذا الكاتب المخابراتي ليقول انه شيخ جليل، وقد كانت سلطات آل سعود تهدده بالسجن والمنع من السفر مراراً!!
والأكثر يقول الكاتب بأن (بيوتات وجهاء حاضرة الحجاز مفتوحة على مصراعيها على خطاب ديني حداثي جديد في ظل خصومة تقليدية مع السلفية التقليدية القادمة من شرق الحجاز). انظروا الى هذا النصّ وفككوه!
(حاضرة الحجاز) وبيوتات الحجاز، يريد منها الإشارة الى ان بادية الحجاز صارت وهابية!، وان هذه البيوت لا تمثل الحجازيين! وفي كل مقاله يتكلم عن حاضرة الحجاز، وليس هناك أحد غير النجديين من يتفنن في اللعب على الأوتار التقسيمية لغرض في نفسه. اما ان الحجازيين هم من خاصم (السلفية التقليدية) ويقصد الوهابية، الآتية من شرق الحجاز، ولم يقل من نجد؛ فهو كذب صريح، فكلنا يعلم بأن الوهابية النجدية هي التي احتلت الحجاز، وهي التي قتلت أهله، وهي التي تشردهم مرة ثانية الآن، وهي التي تحاول ان تفرض هوية نجدية على هوية المقدسات الحجازية التي يفترض ان يفتخر بها كل مسلم وان تشكل المكون الأساس للهوية الوطنية في البلاد؛ كما انها هي التي تكفر الحجازيين ومعظم السكان؛ فمن هو المعتدي ومن هو المعتدى عليه؟.
نعم فإن خروج الحجازيين الى الضوء مثّل مشكلة لنجد بوهابيتها وأمرائها من آل سعود. ولو بقوا في الظلام، ولو لم يتحدثوا ـ رغم انخفاض الصوت الى أبعد الحدود ـ لما انهالت عليهم الإتهامات والتهديدات ومقالات التلفيق، وترويج الخطاب العنصري النجدي.
نعم.. فتح الحجازيون أعينهم، فاغتاظ النجديون المسعودون والوهابيون التكفيريون.










رد مع اقتباس
قديم 2014-06-27, 21:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mo9awim_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

معركة الهوية الحجازية

ليس هناك من شك بأن ما تقوم به السلطات النجدية في الحجاز، له علاقة بإحداث تغييرات جذرية ديمغرافية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحتى الطائف، وحصر الحجازيين في مدينة جدّة.
وليس هناك من شك، بأن مشايخ الوهابية النجديين قد شارفوا على الإنتهاء من السيطرة على كل مفاصل الحياة الدينية في الحرمين الشريفين، خاصة واننا نعلم بأن تدمير المدارس الدينية في الحجاز، قضى على النخبة الدينية الحجازية، حيث لم يخلف القامات الدينية التي توفاها الله نظراء يشبهونهم علماً وإبداعاً وعدداً.
ولا شك بأن نجدنة الحرمين الشريفين تستدعي تدمير حارات مكة وإخراج أهلها؛ وبناء الفنادق والاستثمارات لصالح الامراء ومشايخهم وتجارهم النجديين.

لك الله يا مكة: دمار في كل مكان، لمصلحة من؟
العالم الإسلامي صامت عما يجري. ومثله العالم العربي. بل ومثله مناطق البلاد الأخرى، إلا ما رحم ربي. ومع هذا فإن القليل من الجأر بالألم والشكوى، أزعج النجديين الذين توقعوا أن يسمعوا صوتاً معترضاً.
ولولا وجود التكنولوجيا لما أحسّ آل سعود ومشايخ تكفيرهم بشيء. ولهذا فإن مقالة الجزائري، تعبر عن ضيق نجدي وهابي سعودي بالحجازيين الذين بدأوا على مواقع التواصل الاجتماعي في إثبات هويتهم والدفاع عنها، والتنديد بهدم مكة في هاشتاقات تويتر، وصار لهم ظهور على اليوتيوب.
وكان لا بد لكاتب المقالة سيئة الصيت أن تأتي على هذا كله، فتندد بكل نشاط او جهد يصبّ في الحفاظ على الهوية الحجازية.
يشكو محمد جزائري، كاتب المقالة، من أن النشاط الذي اعتمد الترميز الديني لشخصيات حجازية يريد النظام ان تبقى مغمورة، والعاطفة المناطقية حسب تعبيره، انعكس على الحياة الاجتماعية (وأفرز صراعات مناطقية وإحياء لمظلوميات هوياتية) تناسقت مع موجة الإخوان!
لا نرى صراعات مناطقية بين الحجاز وغيره؛ فالذي يشنّ الحرب هي نجد بأدوات الدولة وبأموالها وتخطيطها، وبمشايخها. لم يعلن أحدٌ الحرب على الهوية النجدية التي يضرّ تضخمها بكافة السكان، مع انها هوية قامعة لغيرها من الهويات. إنها هوية نجد التي تحارب غيرها، وترى ان العيب في غيرها، وحين يتألم ويشكو المواطنون يقال لهم ان عندكم حس مظلومية غير صحيح، مثلما يحدث في الشرق أيضاً.
لا.. جميع المواطنين مظلومون من الأقلية الحاكمة. مظلومون اقتصاديا واجتماعياً ومهمشون سياسياً واعلاميا ومنفعياً. ومظلومون في هوياتهم المقموعة لصالح هوية متطرفة مناطقية، لا تراهم مواطنين، بل عالة عليهم!
ويبحث جزائري في الأرشيف عن مقالة نشرت في صحيفة الرياض لحاتم العوني، وهو من الأشراف الموالين لآل سعود عنوانها: (الرد على دعوة مي يماني لإرجاع التصوف للحجاز)! فما دخل هذا بذاك، وما هي المناسبة غير الضرب تحت الحزام من قبل مخابرات النظام واشغال الحجازيين بالصراع الداخلي لصالح السيد النجدي؟
ثم إن الرد الهزيل كله، جاء على دعوة مزعومة، فكل ما فعلته الدكتورة مي يماني هو نشر كتاب حول الحجاز وهويته: (مهد الإسلام.. البحث عن الهوية الحجازية)، هو في الحقيقة رسالة دكتوراة، ولم يكن له علاقة بنشر الصوفية او التصوف، ليأتي أشخاص فاشلون ليغيروا الموضوع ويشتموا التصوف! والمقصود ليس شتيمة المعتقد فحسب، وعدم احترام النجديين له، بل هو مبرر لإقصاء الآخر الكافر او المشرك من ان يكون له حق في بلده وارضه، ولتبقى السلطة كاملة باليد النجدية الوهابية الموحدة!
ويقول مؤلف الكتاب ان الدكتورة مي يماني في كتابها (تدثرت بجانب تظلّمي) باسم صوفية الحجاز ومظلوميتهم الدينية، وتبنّى خطاباً حديثاً موجهاً للمتعلمين من اجل (تحشيد افتراضي للجمهور) كما يقول. وقد سبق ان كتب احدهم ـ سعد الراشد ـ كتاباً ضد كتاب مي يماني طبعه داخل البلاد، ومولته مباحث آل سعود، عنوانه: (هويتنا ومغالطات مي يماني)، وقد نشرت الحجاز قراءة مطولة للرد على ذلك بعنوان: (ماهي هويتكم لنعرف هويتنا؟).
انظر: https://www.alhejaz.org/qadaya/034101.htm
وحين نقول بأن الوهابيين لديهم عقدة في الحرب على الهوية الحجازية لزرع هويتهم النجدية الضيقة، فلأنهم يعرفون قيمة الهوية في التحشيد وانتزاع الحقوق. ولأن الحجازيين ـ بنظر النجديين ـ لا يحبذون المواجهات ويميلون الى السلمية، اختاروا ـ متأخرين ـ الإنكفاء على الهوية الحجازية وتقويتها، وهذا يؤسس حقاً لاستعادة المسلوب من الحقوق. لا غرو إذن، ان ينزعج النجديون من انتشار لبس العمامة، ويعدون الفعل عملاً عدوانياً ومؤامرة عليهم! انظر ماذا يكتب محمد جزائري: (تلحف بقايا اليسار الحجازي بالعمامة الصوفية في معاركه السياسية، ليس مي يماني نموذجه الوحيد)! مع ان العمامة رمز الحجاز وليست رمزاً للصوفية بل هي رمز لكل الحجازيين.
ترى بأيّ عقلٍ علمي يفهم هؤلاء الطغاة السياسة بحيث يمكن اعتبار مي يماني يسارية؟!
إن الحرب على العمامة الحجازية حربٌ على الهوية، مثلما هي الحرب على الآثار الإسلامية، ومثلما هي حرب التركتورات على حارات مكة وجبالها ومقدساتها، فكلها جزء من حرب أشمل على الهوية الحجازية. وفي النهاية لا يمكن ـ من وجهة نظر الوهابي النجدي المُسعود ـ صهر الحجاز وأهله، دون الإستحواذ عليه أرضاً، وتفتيته بين بادية وحاضرة، وتغيير الديمغرافيا، ليصل شوفينيو نجد الى الجائزة الكبرى وهي الغاء الهوية الحجازية، فلا يبقى سوى نجد وأهل نجد ودين نجد وحكام نجد ومصالح نجد!
هناك نموذج آخر يساري يلتحف بالعمامة الصوفية، حسب كاتب السلطة، ولكنه هنا ليس شخصاً، بل (مجلة) يسبب إسمها الإزعاج لطغاة نجد وهو: (الحجاز) وهي مجلة تصدر من الخارج، و(تحافظ على النفس اليساري النقدي لمخاطبة الانتلجنسيا من حاضرة الحجاز، والديني المتصوف لمخاطبة القواعد الشعبية التقليدية؛ وظهر لاحقاً في تسجيلات مسرّبة أن هذه المجلة ومثيلاتها كانت تحظى بدعم مادي وسياسي خارجي من دولة شقيقة صغرى) ليضيف لغماً جديداً (وهي مصدر الدعم ذاته الذي تلقته جماعة الإخوان المسلمين ومازالت تتلقاه).
فمجلة الحجاز نَفَسُها يساري! صوفي! يخاطب الطبقة المثقفة، ومدعومة من قطر!
ونعم التحليل، لو كان المراد تحليلاً!، انما هو تهريج، واستعداء لكل ما هو حجازي، حتى وإن كان أثراً اسلامياً بما فيه بيت مولد النبي او بيت السيد خديجة الذي تحوّل ـ بسبب الحقد الوهابي ـ الى مراحيض عامّة.
وفي الحقيقة لا نعلم ماذا يريد هذا الكاتب ان يثبت في النهاية. كأنه يريد القول بأن هذا الخليط اليساري الحجازي الصوفي الاخواني القطري اعداء للنظام السعودي والدين الصحيح في نجد!
وإلا ماذا يعني ان ينزعج الكاتب من توقيع حجازيين على عرائض تطالب (البيت السياسي/ يقصد آل سعود) بالإصلاح السياسي؟ لماذا اختارهم دون غيرهم؟ لماذا لم يقل ان هناك نجديين ايضاً، وشيعة من المنطقة الشرقية، واسماعيليين من الجنوب، ومثقفين من كل الإتجاهات وقعوا على تلك العرائض؟
وماذا يعني القول بأن من وقع العرائض ظهرت اسماؤهم في الإنترنت او المقالات تتبنّى الدفاع عن (الآثار المكية)؟ والكاتب يستنكر هذا ويستنكر كل ما قام به الحجازيون والمكيون بشكل خاص من الدفاع عن هويتهم المهددة حقاً بالإستئصال. ولكنه يدافع عن افعال سعود بالقول: (ناشطو الروحانية الحركية يعترضون بشكل كامل تقريباً على كل قرار يتعلق بمكة المكرمة. اعترض ناشطو الإخوان والصوفية واليسار على الساعة بجانب الحرم المكي الشريف، وعلى قرار توسعته، وعلى تغيير قفل باب الكعبة، وعلى نقل اعمدة الرواق العثماني).. لكنه مطمئن بأن هذا الحراك (خَفَتَ) بعد ان وصل الى دعم شركات انتاج برامج يوتيوب (تعلي الهوية الفرعية على الهوية الوطنية الجامعة)!

البلدوزرات بعد هدم الحارات والأماكن الأثرية حان دور الجبال الرواسي!
ما شاء الله!
نعم الحجازيون يعترضون على الساعة التي تضاهي الكعبة، وعلى قصور الأمراء المطلة على الحرم، ويعترضون على توسعة تستهدف تدمير حارات مكة القديمة التي قامت على بيوت الصحابة والتابعين، من اجل بناء شبكة فنادق يمتلكها الأمراء. التوسعة تؤخذ بحدود، وسكن الحجاج يمكن ان يكون خارج مكة مع تسهيل في المواصلات. ونعم الحجازيون ضد تدمير اعمدة الرواق العثماني، والعباسي أيضاً والذي لم يفعله إلا آل سعود الفاشلون حتى الآن في إدارة الحج بعد مائة عام من احتلال الحجاز. ونعم هم ضد سيطرة مشايخ نجد ـ في مناقضة لأقوال النبي ـ على سدانة الكعبة، وهو ما فعله السديس بتغيير الأقفال وتدخله في شأن محسوم دينياً.
اما الهوية الجامعة، فليتحدث عنها شخص من خارج المؤسسة السياسية والدينية الوهابية حتى نصدقه. فآل سعود ومشايخهم لا يؤتمنون على دين ولا على دنيا. ولا يهمهم هوية جامعة لا للبلد ولا للمسلمين، ويكفي ان نلقي نظرة لنرى أن الشقاق لا يأتي إلا من نجد، التي أضحت قرناً للشيطان كما وصفها رسول الله، منها الفتنة واليها تعود.
أوقفوا هدم مكة ونسف جبالها

نسف الوهابيون بدعم طغاة آل سعود، المعالم التاريخية في الحجاز، وبيت النبي وبيوت الصحابة والمساجد الأثرية، والمقابر والأماكن الأثرية، بحجّة ابعاد المسلمين عن الشرك!
ثم عدوا ونسفوا حارات مكة وكلها مقامة على بيوت تاريخية للصحابة والتابعين، بحجة التطوير!
والآن يستمرون في نسف جبال مكة التي تشكل هويتها الجغرافية ومعالمها الموصوفة تاريخيا والتي تحوي معالم الحج والزيارة والآثار الكبرى.. ويأتي هذا بلا تبرير سوى التوسعة، واستثمار علية القوم النجديين لمكة وتحويلها الى فندق كبير، والدفع بأهلها وبشكل جماعي للهجرة الإجبارية عنها الى جدة او غيرها.
لم تعد المدينة المنورة ولا مكة المكرمة بعد التغييرات الديمغرافية الهائلة سوى مرتع لأهل الحكم، ولأصحاب الدم الأزرق بتخطيط يراد منه طرد السكان مجاوري الحرم، ليحل محلهم آخرون فتصبح الأماكن المقدسة نجدية الهوية والمعالم، مسيطرٌ عليها من قبل تجار النظام وأمرائه!
ولقد صرخ المكيون والحجازيون عامّة ضد التدمير، وكتبوا الكثير من المقالات، وعلقت نخبتهم المثقفة في تويتر على ما يجري، في عملية متواصلة منذ فترة طويلة؛ حيث يظهر لنا بين الفينة والأخرى (هاشتاق) يتابع تفاصيل التدمير الوهابي/ السعودي/ النجدي المنظم لأعظم مقدسات المسلمين ومن اجل استحكام القبضة على السلطة السياسية بيد الأقلية النجدية.
آخر الإثارات التي أزعجت السلطة وكتابها، وربما كانت مقالة الإقتصادية قد جاءت بسبب مفعولها، هو ما سطره الحجازيون على تويتر في هاشتاق (# اوقفوا نسف جبال مكة). هذا بعض ألمهم الذي لا يريد طغاة نجد ومشايخهم سماعه:
كتب الصحفي بدر كريّم، مقالة بعد أن استبيحت المقدسات، قال فيها انه تاريخ جديد يكتب لهذه الأماكن المقدسة؛ لكنه تاريخ حزين.
حقاً هو كذلك. لقد نسف الحكام الطغاة ومشايخهم الباحثون عن نصر مذهبي في الحجاز، نسفوا روح مكّة قبل جبالها. انهم يريدون طمس هوية الحجاز، وتحويل مكة المكرمة الى مدينة للأثرياء، حسب احد المغردين. إن هدم جبال مكة لا يقلّ فداحة عن هدم آثارها، يقول سلطان الطاس. ويضيف بأن جبال مكة ليست مجرد كتل صامتة لو كانوا يعلمون. الجبل هو احد اوجه هوية مكة، بل هو جزء أصيلٌ من تاريخها. وبالنسبة للصحفي عمر المضواحي فقد تهون مشكلة الجبال امام نسف وطمس هوية مكة المقدسة. لكن الصحيح ان الجبال جزء من الهوية، ومكون أصليّ لها، ومن خلالها تستطيع أن تقرأ تاريخ الاسلام وتاريخ مكة بالذات. في بلدان العالم الأخرى تُحفظ الأماكن المقدسة والآثار الحضارية وتُحمى من الإندثار والعبث؛ اما في الحجاز حيث ارث الصحابة وتراث الرسالة، فيمحون المعالم والمزارات، حتى الجبال نهشوا صخورها!
لقد تم تدمير جبل الكعبة، كما تم نسف جبل خليفة بالكامل وشهرته بلبل، وكانت عليه القلعة، اما الآن فمكانه فندق وبرج الساعة. ومثل ذلك تم نسف جبل عمر، وجبل غراب؛ ونسف الجهلة جزء كبير من جبل قعيقعان، وجبل ابي قبيس وهما أخشَبَا مكة.
وحسب أحد المغردين: (ان استمرّ هذا العبث فستأتي بعدنا اجيال تعجب من وصفه سبحانه لمكّة بأنها وادٍ غير ذي زرع. وسيُقال: أين هو الوادي؟).
ولاتزال المعدات تدكّ ما تبقّى من جبل عمر، وتنسف ما تبقى من جبل الكعبة، فيما تواصل البلدوزرات دكّ جبل غراب بلا اكتراث، وأنّى للوهابية وآل سعود ان يكترثوا وقد دمّروا منزل رسول الله، ومنزل زوجته السيدة خديجة، واقاموا عليه المراحيض العامة؟!
يقول د. فائز جمال، انه عندما طُرحت فكرة إزال جبيل أبي قبيس لتوسعة المَخْنَقْ، وذكرتُ ذلك امام الشيخ صالح الحصين، وصف الفكرة بالحمق لمكانة الجبل الدينية. لكن لا حياة لمن تنادي، فالأشرار لا بد ان ينسفوا جبال مكة لخاطر عيون اصاحب الفنادق، يقول المغرد بندر. فيما يصرخ آخر: نريد تطوير مكة لا نسفها واغتصابها. فلازال جبل السيّدة يُدكّ الآن من أجل بناء الفنادق. والمتفجرات تزرع الدمار في جبل النور حيث غار حراء، وفي النهاية ليس هناك من هدف للتوسعة بل للإستثمار وبناء الفنادق لصالح من يمسك بزمام السلطة من امراء وحاشيتهم.
نعم فإن ما نراه ليس تطويراً بل تدميراً لشواهد مكة على المكان والتي تحدد بها الأملاك والأودية والشعاب، انه اعتداء على الشواهد وطمس لها. التطوير يعني المحافظة على الجوهر، ومعالم الأصل وروحه، وليس تدمير الجوهر يعني تطويراً بل تدميراً. ان تدمير جبل ابي قبيس، الذي يعتبر اول جبل على الأرض وفيه نبع زمزم. بل ان مجاري مياه زمزم تجري تحت الجبال التي نُسفت وهي تؤثر عليه بشكل كبير، تدميره يعني اعتداء على المكان وعلى الدين نفسه وشواخصه.










رد مع اقتباس
قديم 2014-06-27, 21:49   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
mo9awim_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

منافقون الوهابية وصنهم ال سلول
على خطى اخوانهم اليهود في تهويد وصهينة القدس ومحيط الاقصى الشريف
واقصاء العنصر العربي الفلسطيني المسلم من ارضه
وهونفس السيناريو الذي يقع
في الحجاز بالظبط
على روؤس الحجازيين الهواشم السكان الاصليين

ونفس المخطط التي تتعرض له مكة المكرمة والمدينة المنورة المحتلتين والحجاز بصفة عامة
فقد حولهما الاحتلال الشيطاني المجرم من مقدسات الى فنادق ومحالات تجارية



لك لله ياحجاز فموعد التحرير اصبح قريب










رد مع اقتباس
قديم 2014-06-27, 22:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
mo9awim_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقال عنصري، ولحوم أهل مكة حلال!

عصام أحمد مدير

(كاتب وإعلامي من مكة المكرمة)

اضطرت صحيفة الاقتصادية امس لحذف مقالها العنصري ضد اهل مكة والحجاز وحاولت صحيفة سبق تجيير هذا لصالح وزير الاعلام بتصريح منه يستهجن ذلك. لكن صحيفة سبق لم تذكر صحيفة الاقتصادية ولا وزير الاعلام أنه تطرق لها. هل يراد احتواء الامر بحذف النسخة الرقمية للمقال وطي صفحته بدون معاقبة؟!!

قارن موقف وتصريح وزير الاعلام من اساءة صحيفة الاقتصادية بموقفه الشديد الحازم السريع جدا ازاء مقال كاتب بصحيفة عكاظ انتقد مطرانا لبنانياً. فقد اشتكى المطران مساء؛ وصباحا خرجت صحيفة عكاظ باعتذار له في افتتاحيتها وتم منع الكاتب وايقافه!
صحيفة الاقتصادية اكتفت بحذف المقال، وانتظر اهل مكة والحجاز أربعة ايام، حتى صرح وزير الاعلام بكلام لا يتعرض فيه لصحيفة الاقتصادية بكلمة، ولم يُمنع الكاتب الذي يعمل بها.
لن تجبر صحيفة الاقتصادية للاعتذار لأهل مكة والحجاز في افتتاحيتها كما اعتذرت عكاظ، ولن يعاقب محمد جزائري مثل عبدالعزيز البرتاوي. لقد احتل نقد كاتب عكاظ (لم يكن يعمل بها) للمطران مساحة صغيرة، مقارنة باساءة مقال الاقتصادية الذي احتل صفحة كاملة بالالوان، كله عنصرية وتحريض.
تحاول صحيفة الإقتصادية استرهاب الحجازيين وأهل مكة بفزّاعة (الأخونة) المستوردة من مصر.
قيل أن حذف الاقتصادية لمقالها بدون اعتذار هو اعتذار!! كلا.. بل هو عذر اقبح من ذنب، ونطالب بمنع كاتبه وفصله من عمله، واقالة رئيس تحرير الاقتصادية. هل للمطران الماروني اعتبار افضل ومكانة اكبر لدى الجهات المعنية بالنشر من مكانة واعتبار أهل مكة والحجاز؟ ام هل صحيفة الاقتصادية ليست عكاظ؟! ثم هل توجد انظمة وعقوبات للنشر على صحف يملكها مواطنون (عكاظ)، وانظمة اخرى لصحف مملوكة لأمراء (الاقتصادية)؟ ام هل هي فوق النظام والمحاسبة؟! وهل لحوم علماء المارون مسمومة في عرف صحافتنا، ولحوم أهل مكة والحجاز حلال الآن؟!
إن الاكتفاء بحذف المقال ذر للملح على جرح مفتوح، ومطالبنا كالتالي:
اعتذار في افتتاحية الاقتصادية؛ ايقاف لكاتب المقال وفصله من عمله؛ او اقالة رئيس التحرير؛ وأخيراً: نشر ردود من أسيء اليهم بنفس المساحة.









رد مع اقتباس
قديم 2014-06-27, 22:05   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
mo9awim_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قارن موقف وتصريح وزير الاعلام من اساءة صحيفة الاقتصادية بموقفه الشديد الحازم السريع جدا ازاء مقال كاتب بصحيفة عكاظ انتقد مطرانا لبنانياً. فقد اشتكى المطران مساء؛ وصباحا خرجت صحيفة عكاظ باعتذار له في افتتاحيتها وتم منع الكاتب وايقافه!
هل للمطران الماروني اعتبار افضل ومكانة اكبر لدى الجهات المعنية بالنشر من مكانة واعتبار أهل مكة والحجاز؟ ام هل صحيفة الاقتصادية ليست عكاظ؟! ثم هل توجد انظمة وعقوبات للنشر على صحف يملكها مواطنون (عكاظ)، وانظمة اخرى لصحف مملوكة لأمراء (الاقتصادية)؟ ام هل هي فوق النظام والمحاسبة؟! وهل لحوم علماء المارون مسمومة في عرف صحافتنا، ولحوم أهل مكة والحجاز حلال الآن؟!

__________________
لا استبعد تدخل الام الحنون امريكا والجدة العطوف انجلترا في اجبار احفادهم واولادهم من الوهابية وصنهم المنافق ال سلول
في الاعتذار للمطران اللبناني
اما اهل مكة والحجاز فلا بواكي لهم
ان لله وان اليه راجعون









رد مع اقتباس
قديم 2014-06-27, 22:25   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
mo9awim_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

حذفوها من النت وبقي الحقد على الحجاز



حين ظهرت مقالة محمد جزائري ضد الحجاز وأهله في صفحة كاملة في صحيفة الإقتصادية، روّج لها رئيس التحرير الدوسري من موقعه على الإنترنت، وشكر الكاتب صاحب المجهود الأكبر حسب قوله. وحين أُثير الرأي العام الحجازي، جاءت الأوامر العليا بحذف المقالة من النت. وكتب الدكتور فايز جمال رداً نشرنا معظمه، وأرسله الى الصحيفة باعتباره شخصاً تم التعرض له، فنشروا له الرد، ثم حذفوه من النت ايضاً. وكانها معاملة بالمثل، وكأن السلطات الرسمية المخابراتية عادلة في نشر الرأي والرأي الآخر! وكأن المقالة ليست مدسوسة وتدمر النسيج الاجتماعي الذي تزعم السلطات السعودية الحفاظ على وحدته، والتي عادة ما تتغنى بمادة في النظام الأساسي تمنع هذا النوع من الفعل لما له اثر انشقاقي داخلي.
معركة النظام ودواعشه التكفيريين لم تنته في الحجاج لا على الارض ولا في فضاء الإنترنت ولا في الأثير، فإضعاف او تذويب الهوية الحجازية لصالح الهوية المناطقية النجدية سيبقى هدفاً كبيراً لأن يتعلق بالإثرة والإستبداد بالسلطة.









رد مع اقتباس
قديم 2014-07-07, 00:23   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
mo9awim_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










A16

سمك.. لبن.. تمر هندي!

د. فائز صالح جمال

ذكرني تحليل المقال بهذه الصحيفة المنشور يوم الأحد بتاريخ 10/8/1435هـ تحت عنوان كيف أيقظ «الإخوان» و«اليسار» الهوية المناطقية لدى «صوفية الحجاز»؟ بهذا المثل لما احتواه من خلط متعمد من أجل الخلوص إلى تحريض مكشوف وتصفية لمن اعتبرهم خصوماً دون اعتبار لآثار بث الفرقة و الكراهية بين فئات المجتمع، و بلغة مكارثية و سلوك ميكيافيلي.
في بداية المقال جاءت إشارة إلى التحوّل الهام فيما سُمي البيت السياسي نحو المراجعة الجادة لحقبة زمنية في تاريخ السعودية الحديث بكل مكوناته الثقافية والاجتماعية والتعليمية والدينية والسياسية، و جاء ذكر الحوار الفكري الأول، ولحسن الحظ أنني ممن شهد هذا التحوّل ضمن المجموعة التي تم اختيارها للمشاركة فيه، وشهدت وشاركت في التحاور مع كل المذاهب وكل التصنيفات الدارجة دون أن أحسب على أيٍ منها، لأنني بطبعي لا أنحاز بعد إيماني بمقتضيات الإيمان بالله إلاّ إلى ما أعتقد أنه الحق.
ويلاحظ أن المقال حفل بالعديد من المصطلحات والتصنيفات مثل (بقايا اليسار) و(الناشطين الجدد) و (ظاهرة الدعاة الجدد)، و(الخطاب الديني الحداثي)، و(الروحانية الحركية)، و(التجليات الدعوية) ، و(المظلوميات الهوياتية)، و(الصوفية الحجازية)؛ كما حفل كذلك بالتحريض المكشوف والمتكرر على بيوتات وجهاء الحجاز وممارسة لعبة (كش التراب) إذ جاء: (كانت بيوتات وجهاء حاضرة الحجاز مفتوحة على مصراعيها للخطاب «الديني» الحداثي الجديد خصوصاً في ظل خصومتها التقليدية مع السلفية التقليدية القادمة من شرق الحجاز)؛ ونسي أو بالأحرى تناسى أن الحجاز بتكوينه هو موطن التسامح والتعايش وقبول الآخر، وأفضل مكان لاستيعاب حقيقة الاختلاف، وأنه لا يُفسد للود قضية.
تحدث المقال عما أسماه «التجليات الدعوية» وإحيائها لـ «المظلوميات الهوياتية» وبدأ بعدها في حشد مجموعة من خيوط العنكبوت، ليمرق من خلالها بسهامه إلى لب موضوعه، فجاء بالموجة الثانية للربيع العربي وهي موجة الإخوان المسلمين وشبّكها مع «الصوفية الحجازية» وتلحف «اليسار» بعمامتها، وجاء على المعارضة في الخارج، ولم ينس حشر القاعدة والشقيقة الصغرى في كلامه.
وانطلق بعدها لشخصي الضعيف لينسج حوله خيوطه الواهية، فقدم بالحديث عن البيانات السياسية الموجهة للبيت السياسي وأنها هذه المرة كانت مطعّمة بأسماء حجازية لطالما تبنت الدفاع عن «الآثار المكية»، لينفذ فوراً إلى إشهار فزّاعة الإخوان المسلمين حيث قال : (الدكتور فائز صالح جمال بجانب الدكتور مازن مطبقاني، كانا من أبرز الشخصيات المكية التي وقعت على بيان «المثقفين السعوديين» الذي يدافعون فيه عن شرعية حكم الإخوان المسلمين في مصر، وضد خلع الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي).
وبصنعة لطافة - وهذه من اللجهة الجازية الدارجة - بدأ بالربط الناعم بالمعارضة في الخارج عبر الإشارة إلى مقال مزعوم في مجلة الحجاز التي يعلم يقيناً - باعتباره في الوسط الصحافي - أنها تجمع تغريدات ومشاركات من مصادر مختلفة وتصفها مع بعض بشكل مقال.. وكل ذلك تمهيد للهجوم المباشر على كل من يدافع عن الآثار والهوية المكية، وربط حراكهم بشكل مباشر بوصول الإخوان للحكم في دول الربيع العربي في ربط مدهش في فراغه من أي صدقية؛ إذ ما علاقة وصول الإخوان للحكم في دول الربيع العربي، بحراك يطالب بتعزيز الهوية المكية والحفاظ على الآثار والمعالم التاريخية في مكة المكرمة؟!
عندها قفز من ذاكرتي المثل الحجازي: (إيش دخّل طز في سلام عليكم) إذ يقول: (بقدر الوهج الذي حظي به وصول الإخوان للحكم في دول الربيع كان ناشطو «الروحانية الحركية» يعترضون بشكل كامل تقريباً على كل قرار يتعلق بمكة المكرمة).
لقد تكرر في المقال و بشكل متعمد - فيما يُعرف بالإلحاح الإعلامي - الجمع بين الإخوان والصوفية واليسار (سمك.. لبن.. تمر هندي).. و ترديد أوهام الربط المدهش بين حراك الهوية المكية في مكة والإخوان في مصر: «حالة التشظي التي أصابت حكم الإخوان في مصر بعد سقوطه وإدراجه على قوائم الإرهاب في مصر والسعودية ألقى بظلاله على كل حراك فكري متصل به، بدوره خَفَتَ الحراك الذي وصل في أوجه إلى دعم شركات إنتاج برامج يوتيوب. هذا التوجه الذي يعلي الهوية الفرعية على الهوية الوطنية الجامعة).
وهنا أسفر المقال عن تعمد التقليل من شأن الهوية المكية بوصفها هوية فرعية في اختلال واضح في التراتبية الواجبة عند الحديث عن مكة المكرمة، فمكة المكرمة شرّفها الله هي مهوى الأفئدة و قبلة قلوب جميع المسلمين، ومكانتها في نفوس المسلمين تعلو ولا يُعلى عليها؛ ولذلك لا يصح أن توضع هويتها في موضع الفرع، وإنما العكس هو الصحيح، فهوية مكة هي الأصل والأساس للهوية الوطنية وهي الهوية الجامعة.
بقي أن أقول أن المقال حشد الكثير من المصطلحات، و اعتمد الاسهاب و التخليط بين المتناقضات ليخلص إلى توجيه سهامه تجاه أهل الحجاز تحت عناويين مثل اليسار والصوفية الحجازية والهوية المكية؛ والتحريض عليهم بربط حراك بعضهم بفزاعة الإخوان، و لم ينس المنّ على من وصفهم بالأقليات من أبناء الوطن، بلغة تبث الكراهية والفرقة بين فئات المجتمع وتخالف توجه رأس الدولة المعلن تجاه الحوار والإصلاح و الحفاظ على الوحدة الوطنية والعناية بالآثار والتراث الحضاري في المملكة وفي المكتين على وجه الخصوص.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المقلية, الأكثرية, تتحلل, وهيمنة, طغيان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc