((( *** أبَدًا..أبَدًا..لَنْ أنْسَـــى ***)))

[ابوعلاء الطيب]

أبدا ..أبدا ..لن أنسى تلك الحُجرة الفسيحة جدّا..
التّي كُنّا نتقاسمُها أنا وإخوتي وأبناء عُمُومتي..
أمّا اليوم فتبدو لي ضيّقة الأفق مخنوقة الفضاء بلوازم..لا تعْنِينا..
أبدا ..أبدا ..لن أنسى تلك الأجسام الضّخمة جدّا..التّي كُنّا نتعايش معها ..ونحتمي بها إذا ما شعرنا بالخجل..
أمّا اليوم فهي تبدو مجرّد ظلال لأقزام سُلّط عليها نور فاتر دافئ..
أبدا..أبدا ..لنْ أنْسى تلك القُمْــرة القصديريّة التّي كُنّا نختبئُ داخلها هُروبا من الوحْــشِ "جــدّي" ..
أمّا اليوم فيحملُنا الحنينُ إليْه ويمتلِكُنِي بعض النّدم بعدما أصبح هو في قُمــرة من تُراب...
في صِغــري..كنتُ أعتقــدُ أنّ الشّجاعــةَ هي الإقـدام على الأمـور دون تفكير أو تدبير..
أمّا اليوم فأظنّ أنّها في ضبط النّفس والإحجام عن كثير من الأمور...
في طفولتي ..كنتُ أستبق الزّمن لمعرفــة أوّل الأخبار..
أمّا اليوم .. فأنا أستبطئ الأخبار كيْ يفوتنِي الزّمن..




في صغرنا .. كُنّا نلهو ونلعب ..حتّى لا يفوتنا قطارُ الحياة..
أمّا اليوم ..فنحن نركب قطار الحياة..ونتوق إلى عَطْلِهِ..حتّى لا نصل إلى محطّة نَمْقُتُ النّزول فيها..
في صغري..كنت أفضّل الوقوف تحت المطر لأخطفَ الأضــواء..
أمّا الآن..فأحبّذ الجلوس خلف جدران جافّة ، حيث الظّلام فيها غـِـطاء..

بقلم غــروب في 10/06/2014م.