مواطن أخطاء المرجئة العصريين في مسألة الإيمان والكفر
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد : فهذه بعض مواطن أخطاء المرجئة العصريين في مسائل الإيمان والتكفير على طريق الإجمال أسأل الله أن ينفع بها
1-استدلالهم بأدلة المرجئة الأولى ومنها :
-حديث البطاقة
-وحديث الجارية
-وحديث الشفاعة
-وأحاديث لاإله إلا الله المطلقة
-وحديث : "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب .." الحديث
والجواب عنها معروف في مواضعه والحمد لله .
2-اغترارهم بأحاديث الشهادتين وأنها تحكم للقائل بها بالجنة ولو بعد حين ولو ارتكب أي ناقض من نواقض الإسلام ،
الرد عليهم نقول : إن أحاديث لاإله إلا الله مقيدة (بالقيود الثقال[1] ) ومطلقة بدون قيود فالمقيدة تحمل على من عاش دهرا وعنده تمكن من العمل ولم يعمل مطلقا والمقيدة تحمل على الحالات الاستثنائية .
3-قولهم إن الأعمال كلها شرط كمال لأنهم لا يكفرون بترك الصلاة فمن باب أولى عدم التكفير بغيرها من المباني الأربع ولهذا استشكلوا الأمر فقالوا: بماذا سنكفر إذا ؟!
الرد عليهم نقول : إن المباني الأربع[2] هي بعض العمل وليس كل العمل والتكفير يكون بترك العمل كله .
4-ظنهم أن من كفر بالصلاة أو غيرها فإنه يوافق قول الخوارج في اعتقادهم أن العمل شرط صحة في الإيمان .
الرد عليهم نقول : لم يفرقوا بين أفراد الأعمال وتكفير الخوارج بذلك وبين جنس العمل[3] وتكفير أهل السنة به .
5-اغترارهم بأحاديث الشفاعة فقد جاء في بعض ألفاظها دليل واضح في الحكم لمن ترك العمل كلية وأنه ينجو في الآخرة .
والجواب على شبهتهم نقول : إن نفي العمل في أدلة الشفاعة إنما هو نفي لكماله وليس في تركه بالكلية [4]لكن أنى يعقلون ! .
6-الكفر المخرج من الملة عندهم هو الاعتقادي أو ماكان من العمل مقارنا لما في القلب .
ونحن نقول : الكفر الاعتقادي مخرج من الملة وكذلك العملي منه ماهو مضاد للإيمان ومنه ماهو دون ذلك .
7-لايكفر عندهم إلا الجاحد والمعاند .
ونحن نقول : بل يقع الكفر جهلا [5]فمن فعل الكفر أو قاله كفر ولايلزم منه القصد –أي الاعتقاد - أو وجود الشروط وانتفاء الموانع فيما يتعلق بأصول الدين بخلاف المسائل التي تخفى فلا بد فيها من فهم الحجة .
8- يكفر الشخص عند بعضهم إذا فهم الحجة وزالت الشبهة[6] ويعممون هذا حتى في أصول الدين .
ونحن نقول : فهم الحجة أو وجود الشروط وانتفاء الموانع إنما تشترط في المسائل التي تخفى فقط .
اكتفي بهذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم .
الشيخ أبي عاصم حفظه الله و رعاه
[1] قاله عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد .
[2] مع أن الصحيح أن تارك الصلاة كافر بإجماع الصحابة رضي الله عنهم لأثر عبد الله بن شقيق .
[3] مضطربون في جنس العمل لايفهمونه نسأل الله السلامة .
[4] وهناك أجوبة أخرى غيرها .
[5] فلا يكفرون عباد القبور ولايكفرون القائل بالحلول ولا بالإتحاد ولا غيرها ولعلهم لا يكفرون إلا من جاءت النصوص بتكفيره تبا لهم ماأسوأ حالهم جعلوا الدين كثوب سابري .
[6] هذا إذا كفروه ولو ثبت كفره فإن منهم من يرى الاحتياط بعدم تكفيره أيضا ! ولاحول ولاقوة إلا بالله .