و الله لقد خدمت الرجل من حيث أرادت أو أرادوا الإساءة  إليه...فها هي القلوب يغمرها حب العربية و أهلها من جديد...و ها هي العزائم  و الهمم تشحذ دفاعا عن حصن العربية و حاملي لوائها في بلادي...و لكن هل  هذا كاف لمجابهة المتآمرين و الكائدين علي عروبة الجزائر و إسلامها؟؟ أعتقد  أن ميدان النزال الاسترتيجي لمجابهة هؤلاء هو القسم؛ و  الجنود الحقيقيون  الفاعلون هم معلمي العربية و أساتذتها في كل طور و مستوى...و السلاح الفتاك  الذي ينبغي أن يشهر هو تحبيب اللغة العربية في الناشئة و جعلهم يقدسونها و  يعتزون بها و يتعلقون بها...و لن يتأتى لهم ذلك إلا إذا أحب المعلم لغته و  تمكن من مادتها و أدرك جمالياتها و تذوق حلاوتها ليستطيع بدوره أن ينقل  هذه العدوى الفنية و المعرفية إلى تلاميذه...
 أظن أن مشكلتنا في اتخاذ  اللغة العربية في مهنتنا مادة كبقية المواد...و لم نفردها التميز و التفرد  الذي تستحقه...و أننا نتعامل معها كلغة وطنية أو قومية لا كلغة ربانية و  كونية...و هنا مكمن الداء...و لا خطر على اللغة العربية من أمثال الوزيرة فلقد سبقتها دولة بأكملها..و إنما الخطر يأتي من أهلها الذين لم يقدّروا  مكانتها الحقيقية و لم يحيطوا بالطريقة المثلى لتقديمها و إكسابها للتلاميذ  و ترسيخها في قلوبهم قبل ألسنتهم...