كنت منذ أيام شارد الذهن مكسور الحال
فعلمتني الفراشة كيف أحب الورود
وأبهرتني النحلة كيف تقفز من زهرة لأخرى دون ملل لتصنع عشقا من الرحيق الموعود
وكأنها كانت تلمهني كيف أبوح بأشعار وكيف أتنفس من الردود
وأجعل من الضياء إدمانا أصول وأجول به كل الحدود
لملمت جراحي وجمعت كل أفكاري المتشتته
ونسجت بحروفي عباءة من الأدب
وصنعت قصور ود من همساتي
وقلت في قلبي سحقا للجاهلين بأنغام الحياة ليجعلوا منها ضجيجا
وأسفا يا حقولي التي زينتها طلة الورود وداست على محياها
عقول نبتت من ضيق فكر وتعقدت بنفحات الشذوذ
وامتطت جواد الحقد وبترت بسوطها المسموم جذور البراءة بعدما أتت على كل موجود
بعيون الشفقة أجبت: ليس من الأدب بتر عيون الأدب
أما عن نفسي فتعلمت من شجون العزة كيف لن أكون العدو اللدود
فصه يا صاحبي.لن أبالي وسأظل أتجول في حروف بساتيني
صه فلن أعدل ما حييت عن صنع العسل من رحيق الورود