يوميات عاطل عن العمل

[كمال كمال100]

السلام عليكم ورحمة الله

ذكرياات عاطل.....شريف

يستيقظ في السابعة صباحا,ورغم أنهُ لا يبدو مرتاحا

يرتدي ثيابهُ بسرعة,يذهبُ مشيّـاً على الأقدام

هكذا أجبرتهُ الأيام,فهو لا يملك مالاً منذ أعوام

يذهب مُستعجلا,مُترجِّلا,ويرفض الإفطار تجنبا للاتكال

يبحثُ عن عمل, يلهث خلف كل لائحة أمل

يقف على أبواب الشركات,يمرُّ يومياً على تلك المؤسسات

يقترضُ ليسافر....إلى مدن بعيدة,فالوظائف باتت عنيدة,

وهو يريد حياة جديدة

,لايريد أن يبقى عالةً على أهلهِ,يتمنى أن يساعدهم بمالهِ

, وأن يُفرح أباهُ ,ويكسب رضاهُ

ويقول لهُ يوما : كفى أبي..إرتاح..لقد تعبت,وأنا كبرت

وآن لي أن أقوم بدوري..دعني أحمل عنك المسئولية

دعني أساعدك كـليـّـا...أَرُدُّ جزءاً من أفضالكَ عليّا

( يتمنى أن يَـقُـلَّها لأباهُ يوما.......وذلك اليوم قد تأخّر وغدا حُـلما)

كان لديه حلم:عملٌ جيّد يُعطيه,هو وأسرتهُ ما يكفيه

,يبتاعُ سيارة,ويتزوج,ويزوِّج أخواتهِ..ويَفرح فيهن:::

فتناقص الحلم يوماً بعد آخر....وتعدد الهم وتكاثر

..حتى وصل لأقل حدّ......صار يبحث عن مايُغنيهِ من مدّ اليدّ

لازال يمشي بذلك الثوب المـُرقـَّع...الذي لايُريد تغييرهُ,إلا بأول راتبٍ متوقع

لازال يمشي بتلك الحذاء القديمة....التي أبلتها على الأسفلت مشاويرٌ عقيمة

لازال يمشي حاملاً ذلك الملف....الذي إصفر من الشمس فانطوى والتف

لازال يُطمئن أهلهُ بأن فرصهُ تتزايد....كي لايحملوا همّـهُ الثقيل المتزايد

لازال يسعى(رغم يأسهِ)في كل صباح...(وفي قرارة نفسه)أن مثلهُ لن يرتاح

لازال يقيمُ خارج المنزل تقريبا......(غريبا).....رغم شوقهِ إليهِ

لايريدُ أن تراهُ الأسرةُ مهموما....(مكلوما).....فتحزن عليهِ

يظهرُ عِـزَّتهُ...ويخفي حاجتهُ...يكاد من العَـوَز أن يقطع يديهِ

فلازالت أقصى اللحظات....وأصعب الأوقات.....عندما يحتاج للمال

يتحرجُ للغاية....يتلافاها للنهاية....لكن ماذا يمكن أن يُقال

يا هذا الأوان....ويا شدة الزمان....أرخصتم أغلى الرجال

وهو.....لازال في وجوهنا يبتسم........رغم كل مايحملهُ من ألم

لازال يمشي..ويمشي......ويمشي..............رغم كل التعب والإرهاق

لازال يتأمل ويتطلع ويتشوق ويتمنى.....

.رغم نفس الردود(مافي)التي يسمعها بكل باب

أيها الشاب المكافح الباحث عن عمل....رغم تضاؤل أغلب فرص الأمل

إيـّـاكَ أن تعتقد.....ولو للحظة.....بأننا لانشعر بك

إيـّـاكَ أن تـظـن......ولو لوهلة.....بأننا لانهتم بك

قلوبنا وعقولنا معكم والله...وحياتكم الكريمة,هي أقصى مانتمناه

ليت بيدنا شيء نفعله لكم....ليتنا نستطيع أن نفرحكم

فأنتم لا تبحثون عن صدقة....ولا تطلبون من أحدٍ حسنة

وإنما تريدون حقـَّـاً من حقوقكم...حقٌ قد كفلهُ لكم دينكم