انتهـــى زمن: حنا نموتو...وانتوما تعيــشـــو

[الإدريسي العلوي]

رفعوا العلم الجزائري وصور بومدين وبوتفليقة وطالبوا بالسكن والعمل - «اخطونا.. خلّونا نخدمو على ارزاقنا... ما تجيبوش الدّم لينا»

وجّه أبناء الأحياء الشعبية «المحصول» و«الكونفور» بالمدنية في أعالي العاصمة، ضربة قوية لتنسيقية الأحزاب التي تنادي بالمقاطعة، إثر وقفتها الإحتجاجية التي نظّمها، أمس، زعماء الأحزاب أمام مقام الشهيد، للمطالبة بإسقاط النظام .
إذ بمجرد قيام زعماء المقاطعة بقراءة بيان الوقفة على بعد أمتار من مقام الشهيد، وبالضبط بجانب عمارات حي الكونفور وحي المحصول، خرج شباب هذه الأحياء رافعين العلم الوطني وصور الرئيس الراحل هواري بومدين، مطالبين هذه الأحزاب بالرحيل من حيّهم، والذهاب إلى الأحياء الراقية التي –حسبهم- اعتادوا أن يقيموا مأدربات العشاء والحفلات فيها، مردّدين «اخطونا يا صحاب الكوستيمات و407، احنا زوالية..»، فيما لفت انتباه الصحافة أحد الشباب من أبناء الحي، الذي تقدّم إلى المحتجين وعلامات الغضب بادية على وجهه قائلا: «احنا أولاد الزوالية.. تنساونا كي تقسموا الدراهم وتتفكرونا كي تحبوا تخلطوها.. امشو خلونا نعيشو »، فيما تدخل مجموعة من الشباب الذين رفعوا العلم الجزائري، موجهين مجموعة من الانتقادات إلى هذه الأحزاب، قائلين «ولاد الشعب راهم فاقو .. انتوما تشعلوها وتهربو مع أولادكم لفرنسا وسويسرا واحنا نموتو ..».
ملاحقات أبناء هذه الأحياء لأحزاب المقاطعة لم تتوقف عند انسحاب مقري وجاب الله، حيث توجّهوا إلى الصحافة قائلين: «لوكان جاو صح معارضين يروحو لحيدرة ونادي الصنوبر وغيرها من الأحياء، وليس إلى الأحياء الشعبية»، حيث طالب هؤلاء الشباب هذه الأحزاب بالعدول عن فكرة توريط «الزوالية» في لعبة دنيئة تخاط بين جميع أطراف هذا النظام، قائلين «الشعب راه فاق بـيكم».
وفي الشأن ذاته، تقدّم أحد الشيوخ، ملتحٍ يرتدي قميصا أبيض، يتحدّث بلهجة أبناء العاصمة إلى الصحافة، قائلا: «احنا كرهنا الدم والدمار، هذه الأحزاب في التسعينات كانوا في باريس وفي الخارج هما وولادهم، واحنا نموتو ، تعبنا منهم، نحب اولادنا يعيشو ويحصلو على مساكن ويتزوجو»، مضيفا في حديثه: «أنا نوجّه رسالة لبوتفليقة.. اتهلّى في الشباب الزوالية.. وواحد ما يقدر يزعزع الجزائر»، وهو الحديث الذي ردّ عليه مجموعة من شباب الحي الذين اصطفوا أمامه: «بوتفليقة أعطينا السكنى.. وحنا رانا هنا».
خرجة أبناء الأحياء الشعبية، التي ردّوا من خلالها على محاولات مجموعة من الأحزاب التي أرادت أن تستغل أحياءهم، لتكون نقطة انطلاق مشروع إسقاط النظام، أثبتت للنظام والسلطة الجزائرية، أن حماية البلاد تكون من هؤلاء الشباب البسطاء، كما وجّهت إنذارا للذين يريدون إعادة سيناريو التسعينات الذي دفع ثمنه «الزوالية»، مفاده «انتهى زمن .. احنا نموتو .. وانتوما تعيشو ..».

https://www.shababdz.com/vb/showthrea...303#post286303