بدعة الموازنة بين الحسنات والسيئات في النّقد والردّ على المُخالفين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بدعة الموازنة بين الحسنات والسيئات في النّقد والردّ على المُخالفين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-01, 18:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هاشم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي بدعة الموازنة بين الحسنات والسيئات في النّقد والردّ على المُخالفين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فلا يزال الحقّ والباطل في صراع منذ خلق الله آدم عليه السلام وأسجد له الملائكة وأبى إبليس اللعين السجود له بحجّة أنّه خير منه كما أخبرنا بذلك الله تعالى في عدّة مواضع من كتابه العظيم.

وفي عصرنا هذا الذي كثُرت فيه الفرق والأحزاب وتمايزت آراؤها وتشتّتت لا يزال أهل الحقّ في صراع مع أهل الباطل المنافحين عن باطلهم بشتى الطُّرُق.

وإنّ من تلك الطُرُق الحديثة التي ما كان يعرفها سلفُنا الصالح ولم تلقَ عندهم رواجاً بدعة الموازنة بين الحسنات والسيئات في النّقد والردّ على المُخالفين.

هذه البدعة الخبيثة التي أحدثها في عصرنا شرذمة من النّاس يحسبون أنّهم على شيء وما ذلك إلا ليحموا رؤوسهم ورؤوس أئمّتهم ومنظّريهم وأشياخهم ومُرشديهم من أن يبترها سيف الحقّ.


وقد تصدّى لهذه البدعة الخبيثة بالفضح والتعرية أئمّة العصر الذين عُرفوا بمُتابعة السُنّة والدعوة إليها والذبّ عنها قولا وعملاً واعتقاداً.

وعلى رأس هؤلاء الأئمّة شيخ المشايخ وحافظ العصر ريحانة الشام وحسنة الأيّام ناصر الدّين والسنّة العلامة المجدّد محمّد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى. فقد سمّاها رحمه الله تعالى ((بدعة العصر)) !

ومن أولئك الأعلام الذين تصدّو لهذه البدعة الخبيثة والطريقة الحزبية المُنكرة حامل لواء الجرح والتعديل بشهادة الإمام الألباني ومجدّد علم الجرح والتعديل وبحقّ يحي بن معين عصره بشهادة العلامة محمّد بن عبد الوهّاب البنا ربيع السنّة وأهلها الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله ومتّعه بالصحّة والعافية.

فقد صنّف الشيخ ربيع في الردّ على هذه البدعة كتابين عظيمين جاء فيهما بنوادر ودرر لا ينبغي لطالب العلم والحقّ أن تفوته.

وأسماء هذين الكتابين كالتالي:
* ((منهج أهل السنّة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف))
* ((المحجّة البيضاء في حماية السنّة الغرّاء من زلاّت أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء)).

فمن أراد التوسّع في معرفة هذه البدعة وتفنيدها فعليه بالرجوع إليهما.











 


رد مع اقتباس
قديم 2014-03-01, 18:24   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هاشم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اهل الاهواء والمبتدعة الذين احدثوا في الدين فمرضت قلوبهم وامرضوا قلوب العامة فنحن نبغضهم وننكر عليهم ولا حاجة لنا بمجادلتهم ولا اقامة الحجة عليه و من اعمى الله بصيرته كيف يهتدي بغير الرجوع الى الله ومن يظلله الله فلا هادي له فهذه عقيدة اهل السنة والجماعة البغض في الله والحب في الله وليرجع الى عقيدة الولاء والبراء لمن اراد التوسعة والاستزادة
ومن يتكلم عن سلفنا في شدتهم مع تعامل مع اهل البدع فليعتبر مما سانقله لهم



"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" {الصف:2-3}

وهل بعد هذا ستتهمون نبيكم ورسولك بسوء الخلق لانه هاجر بعض صحابته وانكر عليه حتى برئهم الله بتوبتهم من فوق سبع سموات

وهل بعد هذا تتهمون ابن عباس ومالك وشافعي وامام اهل السنة احمد ابن حنبل وغيرهم من الائمة السلف والتابعين ان لديهم اخلاق سئية لانهم شددوا على اهل البدع والاهواء

فالحمد لله على نعمة السنة فلها رجالها من يجرحون ويعدلون ويذبون عن منهج السلف منهج الدين النقي الخالي من شوائب المبتدعين والخالي من خرافات الصوفيين والقبوريين فالحمد لله على نعمته التي فظلنا بها على كثير من خلقه

فهذه بعض الآثار السلفية والأقوال الأثرية، التي هي حجة عليكم وعلى غيركم و التي تبين تلبيسكم للحق بالباطل باننا نفرق المسلمين و ان اخلاقنا وتعاملنا سيئة مع مخالفينا وتحول بين المنهج ودخولكم اليه فالحمد لله شرع ربنا فوق اهواء نفوسنا وشهواتنا و التي تبين وجوب بغض أهل البدع ومقتهم في الله، أضعها بين يدي طالب الحق وسالك المحجة ليعمل بها، ويسير على درب سلفه، وهذه الآثار تفرح أقواماً تبعوا السلف الصالح، وتغضب آخرين كرهوا طريقة السلف واتهموهم بالخارجية، نسأل الله العافية.

عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].
وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219].
قال شعبة –رحمه الله-:
“كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي” [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].
****
وقال القرطبي –رحمه الله-: ((استدل مالك –رحمه الله- من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))) [التفسير 17/308].
وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي:
” وكان الشافعي – رضي الله عنه – شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم ” مناقب الشافعي ( 1/469 ) .
وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:” إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه
(طبقات الحنابلة ( 1/196 )) فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.

***************
وقال ابن المبارك –رحمه الله-: ((اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي)) [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140].
وقال الفضيل بن عياض :
وقال: ” من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه ” (انظر شرح السنة للبربهاري ( ص : 138-139 ) ، والإبانة لابن بطة (2/460 ).)
****
وقال عبد الله بن داود سنديلة: من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة.(انظر سير السلف الصالحين للتيمي (3/1154)، والحلية لأبي نعيم ( 10/392 )
*********
و قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -:
” ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم – إلى وقتنا هذا … “
ومما ذكره في هذا الشرح:
ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك.
ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة ” [الشرح والإبانة ( ص 282 )]

*********
و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمـن الصابوني – رحمه الله – حاكياً مذهب السلف أهل الحديث:
واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم.” عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123 )
***********
وقال أيضاً: ” ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجـرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} “(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 114-115 )
************
وقال الإمام البغوي رحمه الله :
((وفيه دليل ( أي حديث كعب بن مالك ) على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم براءتهم، وقد مضت الصحابة والتّابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم.)) شرح السنة (1/226-227).
************
وقال القرطبي –رحمه الله- نقلاً عن ابن خويز منداد:
((من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم)). [التفسير 7/13].
*************
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البـدع مـن جهـة عمان،كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين :
(( ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – قدس الله روحه – التشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطّراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم ))
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 111 ).

******************
وقال الشيخ سليمان بن سحمان – رحمه الله تعالى – في كتابه ((كشف الشبهتين )) ( ص : 37-48 ):
((واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملّة، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين:
الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر.
والأمر الثاني: أنّ البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع .))
ثمّ ذكر عدداً من أقوال أهل العلم ومواقفهم في معاملة أهل البدع من الهجر والتحذير والمباينة.
ثمّ قال:
((ولو ذهبنا نذكر أقوال العلماء لطال الكلام والمقصود التنبيه على أنّ هذا هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان هجر أهل المعاصي والبدع، ودرج على ذلك أفاضل العلماء من الأئمة الأعلام فمن أخذ بهديهم وسار بسيرهم، فقد سار على الصراط المستقيم)).

************
وقال الشيخ حمود التويجري – رحمه الله تعالى – في كتابه (( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ )) ( ص : 31 -33 ):
((وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البـدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم)).
***********
وقال الشيخ حمود التويجري معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -:
قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه” طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ).

********************
وقال الشيخ حمود التويجري:
” وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به.” القول البليغ ( ص : 230-231 ) .
************
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك)). [شرح لمعة الاعتقاد ص:110].
********************
ومن الشعر قول الإمام القحطاني –رحمه الله- في نونيته (ص:53):
(يا أشعريّة يا أسافلة الورى … يا عمي يا صمّ بلا آذان
إنّي لأبغضكم وأبغض حزبكم … بغضاً أقلّ قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقلتين لسرّني … كيلا يرى إنسانكم إنساني)












رد مع اقتباس
قديم 2014-03-01, 18:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
هاشم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي


هجر المبتدع و أدلته من الكتاب و السنة و إعمال الصحابة فمن تبعهم لهذه القاعدة للعلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى-

قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى- في رسالته هجر المبتدع
المبحث السادس

الأدلة من الكتاب والسنة على هجر المبتدع ديانة :
هذا التأصيل العقدي : الزجر بالهجر للمبتدع ديانة ، مستمد من دلائل :
الكتاب ، والسنة ، والإجماع وإلى بيان بعض منها :

أولا - الكتاب العزيز :
ففيه آيات كثيرة في التأكيد على الموالاة في الله ، والمعاداة فيه ، في سور : البقرة ، وآل عمران ، والأنعام ، والنساء ، والمجادلة وغيرها [12] .
ونقتصر هنا على ذكر أربع آيات من سور : الأنعام ، والنساء ، وهود ، والمجادلة ، والتي نص العلماء في تفسيرها على عقوبة المبتدع بالهجر ودلالتها عليه ، وذلك باعتبار عموم اللفظ في كل آية ، وهذا هو المعتبر دون خصوص
السبب ، ففي عموم كل آية منها دليل على الهجر والإعراض والاجتناب ، والمجالسة ، لكل مبتدع محدث في الدين حتى يفيء ، وعلى هذا تدل كلمة من تراه من المفسرين وغيرهم .
وهذه من أجل الفوائد في تفسير النصوص من آية أو حديث ، إذ يشمل
تفسيرها الأمرين :
الأول : ما هي نص فيه .
الثاني : ما يؤخذ منه حكم له وإن لم يكن نصا فيه باعتبار العموم والاستنباط من كتاب الله تعالى وأسرار تنزيله ، وكما في حديث الصحيفة المشهور .
( أو فهماً يؤتيه الله رجلا في كتابه ) .
وهذه قاعدة شريفة فلا يفوتنك الوقوف عليها ، وبخاصة لدى الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى ، وعنه بل بأبسط في كتاب (حد الإسلام وحقيقة الإيمان) [13] .
وإلى بيانها .
1-- ومنها قول الله تعالى في سورة الأنعام : 68 [14] : وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ  وفي هذه الآية دلالة على تحريم مجالسة أهل البدع والأهواء وأهل الكبائر والمعاصي .
قال القرطبي رحمه الله تعالى : (في هذه الآية رد من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج ، وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ، . ويصوبوا آرائهم تقية ، وذكر الفري عن أبي جعفر محمد بن علي رض الله عنه أنه قال : لا تجالسوا أهل الخصومات ، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله .

قال ابن العربي : وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل . قال ابن خويز منداد : من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا ، قال : وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ، وكنائسهم ، والبيع ومجالسة الكفار وأهل البدع ، وألا تعتقد مودتهم ، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم ، ثم ذكر بعض الآثار عن السلف في هجر المبتدعة) ا هـ [15] [16] .

وقال الشوكاني رحمه الله تعالى : (وفى هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون . كلام الله ، ويتلاعبون بكتاب وسنة رسوله ، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم ، وذلك يسير عليه غير عسير ، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون ، به شبهة يشبهون بها على العامة ، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر .
وقد شاهدنا من هذه المجالسة الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر ، وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه ، وبلغت إليه طاقتنا ، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها : علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات ، ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة ، فإنه ربما ينفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح ، مكان فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه ، فيعمل بذلك مدة عمره ، ويلقى الله به معتقداً أنه من الحق ، وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر ) ا هـ [17]

ملخص ما سبق :
الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على هجر المبتدع ديانة ، وقد ذكر آية سورة الأنعام ، والآن يشرع في الدليل الثاني .
2 - ومنها قوله تعالى : النساء 140 :
وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ إنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ والْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً
قال القرطبي رحمه الله تعالى ما محصله :
(فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر ، قال الله عز وجل :  إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ  فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية ..
وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى[1] وروى جويبر عن الضحاك قال : ( دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة) [2] .
وقال القرطبي أيضاً رحمه الله تعالى عند قول الله تعالى :  وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  ، ومضى في النساء ، وهذه السورة النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء ، وأن من جالسهم حكمه حكمهم فقال :  وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا  الآية ، ثم بين في سورة النساء ، وهي مدنية .
عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمر الله به فقال :  وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ  الآية ، فألحق من جالسهم بهم .
وقد ذهب إلى هذا جماعة من أئمة هذه الأمة ، وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم : أحمد بن حنبل والأوزاعي ، وابن المبارك ، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع ، قالوا : ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا ألحق بهم ، يعنون في الحكم) [3] .
وقال الشوكانى رحمه الله تعالى :
( وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب : دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص والاستهزاء للأدلة الشرعية كما يقع كثيراً من أسراء التقليد…) [4] .
3- ومنها قوله تعالى في سورة هود/ 113 : ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثمَّ لا تُنصَرُونَ  .
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
(الصحيح في معنى هذه الآية أنها دالة على هجران أهـل الكفر والمعاصى من أهل البدع وغيرهم ، فإن صحبتهم كفر أو معصية إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة ، وقد قال حكيم - أي طرفة بن العبد - : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في : آل عمران ، والمائدة ، وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار ، والله أعلم) [5] .
4-ومنها قول الله تعالى :
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم المجادلة : 22] .
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
( استدل مالك رحمه الله تعالى من هذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم ، قال أشهب عن مالك : لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْ مِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ  قلت : وفي معنى أهل القدر جميع أهـل الظلم والعدوان) [6] .

ثانياً - ومن السنة النبوية :
وهي كثيرة يترجم لها المحدثون في عدة أبواب :
أ - ففي صحيح البخاري رحمه الله تعالى : باب الهجرة وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث .
وباب ما يجوز من الهجران لمن عصى .
وباب من لم يسلم على من اقترف ذنباً ، ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي ؟ وقال عبدالله بن عمرو : لا تسلموا على شربة الخمر [7] .

ب - وفي سنن أبي داود رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء أوبغضهم ، وباب ترك السلام على أهل الأهواء [8] .
ج -وفي رياض الصالحين للنووي رحمه الله تعالى : باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق [9] .
د- وفي شرح السنة للبغوي رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء [10]
هـ- وفي الترغيب والترهيب للمنذري رحمة الله تعالى : الترهيب من سب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب [11] .

1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :» سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم « رواه مسلم في مقدمة صحيحه [12] .
قال البغوي رحمه التعالى بعده : (قد أخبر النبي لهم عن افتراق هذه الأمة ، وظهور الأهواء والبدع فيهم ، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته ، وسنة أصحابه رضي الله عنهم ، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً ، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ، ويتبرأ منه ، ويتركه حياً وميتا ، فلا يسلم عليه إذا لقيه ، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته ، ويراجع الحق) [13] .
والنهي عن الهجران فوق ثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان كذلك في حق الدين ، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) اهـ .
2- عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال : » لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم « . رواه أحمد ، والطبراني والحاكم [14] .
والأحاديث بمعناه كثيرة عن حذيفة ، وأبي الدرداء ، وعبد الله بن عمرو ، وعمر ، وابن عباس ، وغيرهم رواها جميعاً الإمام أحمد في مسنده ، وشاركه في رواية بعضها : أبو داود ، والترمذي ، والحاكم ، والطبراني ، وغيرهم . والله أعلم ..
3-عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية  هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ومَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ  قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) متفق عليه [15] .
وابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال ، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم بقوله : » فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم « .
4 - حديث الصحيفة المشهور عن علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه : » المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ... « الحديث متفق عليه[16].
5 - حديث : » سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، وليس بوارد علي الحوض « [17] رواه الترمذي .
6-وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : » ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب ، يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف : يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون مالا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل « رواه مسلم [18] .
7 - الأحاديث المتكاثرة في : هجر النبي لأهل المعاصي حتى يتوبوا ، ثبت ذلك في وقائع متعددة ، رواها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، منهم : كعب بن مالك ، وابن عمرو روى حديثين ،
وعائشة وأنس ، وعمار ، وعلي ، وأبو سعيد الخدري ، وغيرهم رضي الله عنهم [19] .

فهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزاة تبوك ، واستمر هجرهم خمسين ليلة ، حتى آذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بتوبة الله عليهم (رواه الشيخان وغيرهما) .
وهجر -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش رضي الله عنها قريباً من شهرين لما قالت أنا أعطبى تلك اليهودية - تعنى صفية رضي الله عنها . رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها .
وهجر -صلى الله عليه وسلم- صاحب القبة المشرفة بالإعراض عنه حتى هدمها . رواه أبو داود من حديث أنس رضي الله عنه .
وهجر -صلى الله عليه وسلم- عمار بن ياسر رضي الله عنه بتركه -صلى الله عليه وسلم- رد السلام عليه لملابسته الخلوق حتى غسله . رواه أبو داود في سننه والطيالسي كلاهما من حديث عمار رضي الله عنه .
وهجر -صلى الله عليه وسلم- رجلاً بالإعراض عنه ؛ لأنه كان متخلقاً بخلوق .. رواه البخاري في : الأدب المفرد من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً رأى في يده خاتماً من ذهب حتى طرحه ، وكان هجره له بالإعراض عنه . رواه أحمد والبخاري في : الأدب المفرد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه .
ونحوه من حديث أبي سعيد الخدري رضي إلى عنه (رواه النسائي والبخاري في : الأدب المفرد) .
وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً بترك رد السلام عليه وذلك لأن عليه ثوبين أحمرين (رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي) .
فهذه الأحاديث وما في معناها نص في مشروعية هجر العاصي المجاهر بمعصيته حتى يتوب ويفيء ، وعليه : فإن الاستدلال بها على هجر المبتدع هو من باب الأولى في الدلالة على : مشروعية هجره ديانة لاسيما وهو المخصوص بأوصاف : البدعة في الدين ، والإحداث والضلال ، دون العاصي ، وإلى هذا أشارت تراجم جماعة من المحدثين على هذه الأحاديث وما في معناها كما تقدم في صدر هذه الأدلة من السنة ، والله أعلم .

8 - توظيف الصحابة رضي الله عنهم فَمَن بعدهم لهذه السنة النبوية .
والصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم تقفوا أثر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هجر المتلبس بالمعصية المجاهر بها حتى يفيء . ورد ذلك عن جمع غفير منهم [20] :
عمر ، وعلي بن أبي طالب ، وعبدالله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن المغفل المزني ، وعبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء ، وسمرة بن جندب ، وشيخ من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-وغيرهم رضي الله عنهم .
وعن سعيد بن جبير ، وابن سيرين ، وعمر بن عبد العزيز ، والحسن البصري ، وأحمد بن حنبل ، وزياد بن حدير ، ويزيد بن أبي حبيب ، وغيرهم رحمهم الله تعالى ..
فإلى ذكر بعضها مختصراً : فهجر عمر رضي الله عنه : زياد بن حدير لما رأى عليه طيلساناً وشاربه عافيةً ، إذ سلم زياد فلم يرد عليه عمر السلام حتى خلع الطيلسان وقص شاربه . رواه أبو نعيم في الحلية .
تنبيه :
كيف بنا اليوم ، ونحن نتهلل بالحفاوة لمن يحلق لحيته ويعفي شاربه ، ويتشبه بلباسه .
وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه . كان يعتقل أصحاب النرد غدوة ونحوها ، وينهى عن السلام عليهم . رواه البخاري في الأدب المفرد ، وترجم له بقوله : باب من لم يسلم على أصحاب النرد .
وهجر عبد الله عمر رضي الله عنهما . رجلاً رآه يخذف بعدما أعلمه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان ينهي عن الخذف .
وقال : والله لا أكلمك أبداً . رواه الحاكم .
وهجر عبدالله بن المفضل رضي الله عنه : رجلاً يخذف في نحو قصته .
وهجر شيخ من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فتى كان يخذف . رواه الدارمي .
وعبادة بن الصامت رضي الله عنه هجر معاوية رضي الله عنه في مخالفته له في مسألة ربوية وقال عبادة : أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتحدثني عن رأيك لئن أخرجنى الله لا أساكنك بأرض لك علي فيها إمرة ، ولما
خرج شكاه إلى عمر رضي الله عنه فكتب إليه عمر : لا إمرة لك عليه واحمل الناس على ما قاله فإنه هو الأمر . رواه ابن ماجه .
ونحو هذه الرواية وقعت لأبي الدرداء مع معاوية رضي الله عنهما . رواها : مالك ، والشافعي .
وهجر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رجلاً رآه يضحك في جنازة ، فقال . والله لا أكلمك أبداً . رواه أحمد في : الزهد .

ثالثاً : الإجماع :
حكاه جماعة منهم : القاضي أبو يعلى ، والبغوي ، والغزالي .
قال القاضي أبو يعلى - رحمه الله - تعالى : ( أجمع الصحابة والتابعون على مقاطعة المبتدعين ) .
وقال البغوي - رحمه الله تعالى - بعد حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه [1] - : ( وفيه دليل على أن هجران أهل البدع على التأبيد ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا من الخروج معه ، فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم ، وعرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- براءتهم ، وقد مضت الصحابة والتابعون ، وأتباعهم ، وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ، ومهاجرتهم ) .
وقال الغزالي رحمه الله تعالى : ( طرق السلف اختلفت في إظهار البغض مع أهل المعاصي ، وكلهم اتفقوا على إظهار البغض للظَّلَمة والمبتدعة ، وكل من عصى معصية متعدية إلى غيره ) .
وقال ابن عبد البر [2] - رحمه الله تعالى - : ( أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرة ، فإن كان كذلك جاز ، ورُب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية ) .
وقال أيضاً - في الاستدلال من حديث كعب بن مالك وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- له هو والمسلمون [3] - : ( وهذا أصل عند العلماء في مجانبة مَن ابتدع وهجرته وقطع الكلام عنه ، وقد رأى ابن مسعود - رضي الله عنه - رجلاً يضحك في جنازة فقال : والله لا أكلمك أبداً) .

المبحث السابع
إعمال الصحابة - رضي الله عنهم - فمن بعدهم لهذه القاعدة في حياتهم العملية في مواجهة المبتدعة :
لما ذَرَّ قرن الفتنة بكسر قفلها ، وقتل أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - وبدأ المندسون يبدون ما كانوا يضمرون من كيد للإسلام والمسلمين ، أخذوا ينفخون في كير الفتنة ، وينشرون الهوى وينفثون البدعة ، بدع : القدر ، والخوارج والرفض ، والإرجاء ، وهكذا تتوالى ، كلما بعد الناس من عهد النبوة وأنوارها ، حتى داخلت البدع والمحدثات شعائر التعبد وصارت مفرداتها كحَب منثور في كف كل لاقط .
لما كان الأمر كذلك واجه العلماء - رضي الله عنهم - فمن بعدهم هذه المحدثات العقدية والعملية ، بإيمان مستكمل ، وعلم جم ، وبصيرة نافذة فأظهروا من أنوار الشريعة الماحية لظلمة الضلال - ما اكتسح هذه الأهواء ، وقضى على نابتها ، وأعملوا فيهم العقوبات الشرعية ، حتى قلموهم ، وأجهزوا على محدثاتهم في الدين ، وكان الزجر بالهجر مما وظفوه - رضي الله عنهم - في حياتهم العملية ضد البدعة ومبتدعيها تأسيساً على قاعدة (الولاء والبراء) والحب لله والبغض لله .
ومازال هذا النهج السوي شارعاً في حياة الأمة يعتمدونه في مواجهة المبتدعة ، مدوناً بأسانيده في كتب السنة ، وهذه جملة من المرويات في هذه الوظيفة الشرعية بخصوصها عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - فمن بعدهم : فهذا عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - لما أخبره يحيى بن يعمر عن القدرية قال : ( إذا رجعت إليهم فقل لهم : ابن عمر يقول لكم : إنه منكم بريء، وأنتم منه براء ) رواه مسلم وغيره [4] .
وعن مجاهد قال : قيل لابن عمر : إن نجدة يقول كذا وكذا ؛ فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شيء [5] .
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول : ( إياكم وما يحدث الناس من البدع ؛ فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرة ، ولكن الشيطان يحدث له بدعاً حتى يخرج الإيمان من قلبه ، ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فريضة في الصلاة ، والصيام ، والحلال والحرام ، ويتكلمون في ربهم - عز وجل - فمَن أدرك ذلك الزمان فليهرب .
قيل يا أبا عبد الرحمن : فإلى أين ؟ ! ، قال : إلى لا أين ، قال : يهرب بقلبه ودينه ، لا يجالس أحداً من أهل البدع ) [6] .
وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال : ( ما كان شرك قط إلا كان بُدُوّه تكذيب بالقدر ولا أشركت أمة قط إلا كان بدوه تكذيب بالقدر ، وإنكم ستبلون بهم - أيتها الأمة ! - فإن لقيتموهم فلا تمكّنوهم ؛ فيدخلوا عليكم الشبهات ) [7] .
وعن الفضيل بن عياض قال : ( من جلس مع صاحب بدعة فاحذره ، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يُعطَ الحكمة ، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد ، آكل مع اليهودي والنصراني أحب إليَّ من أن آكل مع صاحب البدعة ) [8] .
وعن الفضيل بن عياض : من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام ، واحذروا الدخول على صاحب البدع فإنهم يصدون عن الحق [9] .
وعنه أيضاً : في النهي عن مجالستهم [10] .
وعنه أيضاً : في النهي عن مجالسته ومشاورته [11] .
وعنه أيضاً : في النهي عن مجالسته وأنها من علامات النفاق [12] .
وعنه أيضاً قال : أدركت خيار الناس ، كلهم أصحاب سنة ينهون عن أصحاب البدع [13] .
وعنه آثار أُخر كما في ترجمته من (الحلية لأبي نعيم) [14] .
وعن ابن المبارك : وإياك أن تجالس صاحب بدعة [15] .
وعن سفيان الثوري - رحمه الله تعالى - أنه قال : ( من أصغى بإذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها - يعني إلى البدع - ) . ذكره البربهاري في شرح السنة [16] .
وروى اللالكائي بسنده عن ابن زرعة عن أبيه قال : ( لقد رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجيء
إلى الحِلَق ، فكلما جلس إلى حلقة قاموا وتركوه ، فإن جلس إلى قوم لا يعرفونه ناداهم أهل الحلقة الأخرى : عزمة أمير المؤمنين ) [17] .
وعن ابن أي الجوزاء قال : لأن يجاورني قردة وخنازير ، أحب إليَّ من أن يجاورني أحد منهم - يعني أصحاب الأهواء [18] .
وعن طاوس : جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزلياً يتكلم [19] .
وعبد الرزاق : امتنع من سماع إبراهيم بن أبي يحيى المعتزلي ، وقال : لأن الغلب ضعيف وإن الدين ليس لمن غلب [20] .
وعن محمد بن النضر الحارثي : النهي عن الإصغاء إلى كلام المبتدعة [21] .
وعن يونس بن عبيد : لا نجالس سلطاناً ولا صاحب بدعة [22] .
وعن يحيى بن أبى كثير : إذا كنت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره [23] .
وعن إبراهيم بن ميسرة : ومن وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام [24] .
وعبد الله بن عمر السرخسي : هجر ابن المبارك مدة لما أكل عند صاحب بدعة [25] .
وقال سلاَّم : وقال رجل من أصحاب الأهواء لأيوب : أسألك عن كلمة ، فولى أيوب وهو يقول : ولا نصف كلمة ، مرتين يشير بإصبعيه [26] .
ومثله عن أبي عمران النخعي [27] .
وعن الحسن البصري قوله : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم [28] .
وعن محمد بن سيرين : في عدم سماع قراءتهم [29] .
وعن أبي قلابة : تجالسوهم ولا تخالطوهم فإنه لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبّسوا عليكم كثيراً مما تعرفون [30] .
وعنه أيضاً : ولا تمكّن أهل الأهواء من سمعك [31] .
وأما الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - فالروايات عنه في ذلك - من فعله ، وقوله ، وفتواه - بلغت مبلغاً عظيماً .
وقال مالك : لا يسلم على أهل الأهواء ، قال ابن دقيق العيد : يكون ذلك على سبيل التأديب لهم والتبري منهم [32] .
وقال النووى : وأما المبتدع ومن اقترف ذنباً عظيماً ولم يتب منه فلا يسلم عليهم ولا يرد عليهم السلام ، كما قال جماعة من أهل العلم [33] .
وقال أيضاً : السنة إذا مر بمجلس فيه مسلم وكافر أن يسلم بلفظ التعميم ويقصد به المسلم ، قال ابن العربي : ومثله إذا مر بمجلس يجمع أهل السنة والبدعة ، وبمجلس فيه عدول وظَلمة ، وبمجلس فيه محب ومبغض [34] .
وقال الخطابي - رحمه الله تعالى - : ( إن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق [35]









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-02, 10:30   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بين منهجين (2) : منهج الموازنة في حال تقويم ونقد المخالف .


بين مسألة الثناء على أهل البدع , ومسألة الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات حال تقويم ونقد المخالف عموم وخصوص , يجتمعان في ذكر الممادح , ويفترقان في الدوافع والمقاصد , وكلامنا اليوم سوف يكون منصبا على مسألة الموازنة في حال تقويم ونقد المخالف .
وهذه المسألة بهذا التكييف لم أقف فيها -رغم بحثي القاصر- على أقوال واضحة وصريحة من أهل العلم المعتبرين من المتقدمين من غير المعاصرين تؤصل وتفصل الكلام فيها -وإن وجدت العشرات إن لم نقل المئات من النقولات والأمثلة التي يمكن أن يستشهد بها للخروج بأصل جامع يضبط الكلام في أحكام حالات الموازنة هذه- فآثرت أن أعرض عن المنهج الاستقرائي لأنه من اختصاص أهل الاجتهاد , وأكتفي بنقل أقوال المجتهدين من أئمة الدعوة السلفية المعاصرين في هذه المسألة , ففيها عصارة نظرهم واجتهادهم , ونحن إنما لهم تبع في هذا النظر .
فجمعت أقوالهم في هذه المسألة فوجدتها منحصرة في حالتين وعلى النحو التالي :

الحالة الأولى : الموازنة في معرض ترجمة المخالف وتقويمه , فهنا لا بد من ذكر ما له من حسنات , وما وقع فيه من زلات , كما :
قال الشيخ الألباني –رحمه الله- كما في شريط (مَن حامل راية الجرح والتعديل في العصر الحاضر) : " النقد إما أن يكون في ترجمة الشخص المنتقد ترجمة تاريخية فهنا لا بد من ذكر ما يحسن وما يقبح بما يتعلق بالمترجم من خيره ومن شره" .
وقال في الفتوى نفسها : " إذا أردنا أن نترجم للرجل فنذكر محاسنه ومساويه" .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- في لقاءات الباب المفتوح (ش\121) : "أما من أراد أن يقوم الرجل ويذكُر حياته، فالواجب أن يذكر حسناته وسيئاته " .
وقال فيه –أيضا- : " وأما إذا كنا نريد أن نتكلم عن حياته فالواجب أن يُذكر ما له وما عليه".
وقال فيه –كذلك- : " وأما الإنسان إذا كتب عن حياة شخص فيجب أن يقول العدل، ما له وما عليه" .
وقال في لقاء الباب المفتوح (ص\67) : " كل إنسان مهما بلغ من العلم والتقوى فإنه لا يخلو من زلل، سواءً كان سببه الجهل أو الغفلة، أو غير ذلك؛ لكن المنصف كما قال ابن رجب رحمه الله في خطبة كتابه: القواعد: (المنصف من اغتفر قليلَ خطأِ المرء في كثير صوابه) ولا أحد يأخذ الزلات ويغفل عن الحسنات إلا كان شبيهاً بالنساء ؛ فإن المرأة إذا أحسنت إليها الدهر كله ثم رأت منك سيئة قالت: لَمْ أرَ خيراً قط، ولا أحد من الرجال يحب أن يكون بهذه المثابة -أي: بمثابة الأنثى- يأخذ الزلة الواحدة ويغفل عن الحسنات الكثيرة... .
عندما نريد أن نقوِّم الشخص يجب أن نذكر المحاسن والمساوئ؛ لأن هذا هو الميزان العدل ... .
فمن أراد أن يتكلم عن شخص على وجه التقويم فالواجب عليه أن يذكر محاسنه ومساوئه -هذا إذا اقتضت المصلحة ذلك-، وإلا فالكف عن مساوئ المسلمين هو الخير" .

الحالة الثانية : في معرض النقد والتحذير من الأخطاء , ففي هذه الحالة الأصل عدم ذكر حسنات وممادح المنقود لأن المقصود التحذير من الشخص , وذكر محاسنه مفضي إلى تقليل قيمة النقد , كما :

قال الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- في التعليق على الوابل الصيب (ش\5) : "من أظهر البدع يحذر من بدعته وتترك محاسنه , من أظهر البدع يحذر منه ويعرض عن المحاسن , لأن المقصود التحذير من الشر , وليس المقصود بيان المحاسن" .
وقرر–أيضا- في مجموع الفتاوى والمقالات (9\352) أنه لا يلزم في معرض النقد ذكر محاسن المنقود فقال : " الواجب على أهل العلم إنكار البدع والمعاصي الظاهرة بالأدلة الشرعية، وبالترغيب والترهيب والأسلوب الحسن، ولا يلزم عند ذلك ذكر حسنات المبتدع" .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين كما في لقاءات الباب المفتوح (ش\121) : "وأما من أراد النصح والتحذير من بدعته وخطره فلا يذكر الحسنات؛ لأنه إذا ذكر الحسنات فهذا يرغِّب الناس بالاتصال به.
فالمسألة فيها تفصيل، فمثلاً إذا إنسان ابتدع بدعة وأردنا أن نتكلم نحذر من البدعة فإنا نذكره ولا بأس، وإن كان قد يكون من المصلحة ألا يُذكر باسمه.
وأما إذا كنا نريد أن نتكلم عن حياته فالواجب أن يُذكر ما له وما عليه
.
فالمسألة فيها تفصيل : الرسول (صلى الله عليه وسلم) ذكر أسماء معينة بأشخاصهم في مقام النصح كما في حديث فاطمة بنت قيس أنه خطبها أبو جهم ومعاوية وأسامة بن زيد فذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أبي جهم وعن معاوية ما يقتضي ألا تتزوجهما , وقال: [انكحي أسامة] ، ولم يذكر محاسنهما مع أن محاسنهما لا شك أنها كثيرة؛ لكنه سكت عن ذلك؛ لأن المقام يقتضي هذا" .
وأما الإنسان إذا كتب عن حياة شخص فيجب أن يقول العدل، ما له وما عليه" .

وقال في لقاء الباب المفتوح (ش\67) : "ولكن عندما نريد أن نقوِّم الشخص يجب أن نذكر المحاسن والمساوئ؛ لأن هذا هو الميزان العدل، وعندما نحذر من خطأ شخص نذكر الخطأ فقط؛ لأن المقام مقام تحذير، ومقام التحذير ليس من الحكمة أن نذكر المحاسن؛ لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً، فلكل مقام مقال.
فمن أراد أن يتكلم عن شخص على وجه التقويم فالواجب عليه أن يذكر محاسنه ومساوئه -هذا إذا اقتضت المصلحة ذلك-، وإلا فالكف عن مساوئ المسلمين هو الخير.
وأما من أراد أن يُحذِّر من خطأ فهذا يذكر الخطأ،
وإذا أمكن أن لا يذكر قائله فهو خير أيضاً؛ لأن المقصود هو هداية الخلق" .

وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله- كما في شريط "مَن حامل راية الجرح والتعديل في العصر الحاضر" : " إذا كان المقصود بترجمة الرجل هو تحذير المسلمين وبخاصة عامتهم الذين لا علم عندهم بأحوال الرجال ومناقب الرجال ومثالب الرجال؛ بل قد يكون له سمعة حسنة وجيدة ومقبولة عند العامة، ولكن هو ينطوي على عقيدة سيئة أو على خلق سيئ، هؤلاء العامة لا يعرفون شيئاً من ذلك عن هذا الرجل.. حين ذاك لا تأتي هذه البدعة التي سميت اليوم بـ (الموازنة) ذلك لأن المقصود حين ذاك النصيحة وليس هو الترجمة الوافية الكاملة" .
وقال في الشريط نفسه : " لذلك باختصار أنا أقول ولعل هذا القول هو القول الوسط في هذه المناقشات التي تجري بين الطائفتين: هو التفريق بين ما إذا أردنا أن نترجم للرجل فنذكر محاسنه ومساويه، أما إذا أردنا النصح للأمة أو إذا كان المقام يقتضي الإيجاز والاختصار فنذكر ما يقتضيه المقام من تحذير من تبديع من تضليل وربما من تكفير أيضاً إذا كان شروط التكفير متحققة في ذاك الإنسان، هذا ما أعتقد أنه الحق الذي يختلف فيه اليوم هؤلاء الشباب" .

ويتفرع -عن هذه الحالة- مسألتان :

المسألة الأولى : بدعية القول بوجوب ذكر حسنات المنقود .
إن القول بوجوب ذكر حسنات المنقود في معرض الرد عليه , قول محدث باطل لا دليل عليه من كتاب أو سنة أو أثارة من علم , كما قال الشيخ ربيع –حفظه الله- في كتاب المحجة البيضاء : "إن القول بوجوب الموازنات في نقد أهل الباطل يؤدي إلى مفاسد كبيرة وخطيرة جداً، أهمها : (تجهيل السلف , رميهم بالظلم والجور , تعظيم البدع وأهلها، وتحقير أئمة السلف وماهم عليه من السنة والحق)" .

وقد بين بطلان هذا القول أئمة السنة في عصرنا منهم :

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- , حيث قال –كما في منهج أهل السنة في نقد الرجال والكتب والطوائف جوابا عن السؤال التالي : "فيه أناس يوجبون الموازنة : أنك إذا انتقدت مبتدعا ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه؟.
فأجاب الشيخ -رحمه الله- : لا ، ما هو بلازم، ما هو بلازم، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة، وجدت المراد التحذير، اقرأ في كتب البخاري (خلق أفعال العباد) ، في كتاب الأدب في (الصحيح) ، كتاب (السنة) -لعبد الله بن أحمد- ، كتاب (التوحيد) -لابن خزيمة- ، (رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع) ... إلى غير ذلك.
يوردونه للتحذير من باطلهم، ما هو المقصود تعديد محاسنهم... المقصود التحذير من باطلهم ، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر، إذا كانت بدعته تكفره، بطلت حسناته، وإذا كانت لا تكفره، فهو على خطر، فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها".

ومنهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله- حيث قال –كما في سلسلة الهدى والنور (ش\850) مبينا بدعية القول بلزوم الموازنات في النقد- جوابا على السؤال التالي : " السائل: الحقيقة يا شيخنا إخواننا هؤلاء أو الشباب هؤلاء جمعوا أشياء كثيرة، من ذلك قولهم: لابد لمن أراد أن يتكلم في رجل مبتدع قد بان ابتداعه وحربه للسنة أو لم يكن كذلك لكنه أخطأ في مسائل تتصل بمنهج أهل السنة والجماعة لا يتكلم في ذلك أحد إلا من ذكر بقية حسناته، وما يسمونه بالقاعدة في الموازنة بين الحسنات والسيئات، وألفت كتب في هذا الباب ورسائل من بعض الذين يرون هذا الرأي ، بأنه لابد منهج الأولين في النقد ولا بد من ذكر الحسنات وذكر السيئات، هل هذه القاعدة على إطلاقها أو هناك مواضع لا يطلق فيها هذا الأمر ؟ نريد منكم بارك الله فيكم التفصيل في هذا الأمر.
فأجاب الشيخ الألباني: التفصيل هو: وكل خير في اتباع من سلف، هل كان السلف يفعلون ذلك ؟
فقال السائل: هم يستدلون حفظك الله شيخنا ببعض المواضع، مثل كلام الأئمة في الشيعة مثلاً، فلان ثقة في الحديث، رافضي خبيث، يستدلون ببعض هذه المواضع، ويريدون أن يقيموا عليها القاعدة بكاملها دون النظر إلى آلاف النصوص التي فيها كذاب، متروك، خبيث ؟
فقال الشيخ الألباني: هذه طريقة المبتدعة، حينما يتكلم العالم بالحديث برجل صالح أو عالم وفقيه، فيقول عنه: سيئ الحفظ، هل يقول إنه مسلم، وإنه صالح، وإنه فقيه وإنه يرجع إليه في استنباط الأحكام الشرعية... الله أكبر، الحقيقة القاعدة السابقة مهمة جداً، تشتمل فرعيات عديدة خاصة في هذا الزمان.
من أين لهم أن الإنسان إذا جاءت مناسبة لبيان خطأ مسلم، إن كان داعية أو غير داعية؛ لازم ما يعمل محاضرة, ويذكر محاسنه من أولها إلى آخرها، الله أكبر، شيء عجيب والله، شيء عجيب.
فقال السائل: وبعض المواضع التي يستدلون بها مثلاً: من كلام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" أو في غيرها، تُحمل شيخنا على فوائد أن يكون عند الرجل فوائد يحتاج إليها المسلمون، مثل الحديث ؟
فقال الشيخ الألباني: هذا تأديب يا أستاذ مش قضية إنكار منكر، أو أمر بمعروف يعني الرسول عندما يقول: " من رأى منكم منكراً فليغيره " هل تنكر المنكر على المنكر هذا، وتحكي إيش محاسنه ؟
فقال السائل: أو عندما قال: بئس الخطيب أنت، ولكنك تفعل وتفعل، ومن العجائب في هذا قالوا: ربنا عز وجل عندما ذكر الخمر ذكر فوائدها ؟فقال الشيخ الألباني: الله أكبر، هؤلاء يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، سبحان الله، أنا شايف في عندهم أشياء ما عندنا نحن".

وقال –رحمه الله- أيضاً كما جاء في شريط (مَن حامل راية الجرح والتعديل في العصر الحاضر) : "ما يطرح اليوم في ساحة المناقشات بين كثير من الأفراد حول ما يسمى أو حول هذه البدعة الجديدة المسماة ( الموازنة ) في نقد الرجال .
أنا أقول: النقد إما أن يكون في ترجمة الشخص المنتقد ترجمة تاريخية فهنا لا بد من ذكر ما يحسن وما يقبح بما يتعلق بالمترجم من خيره ومن شره، أما إذا كان المقصود بترجمة الرجل هو تحذير المسلمين وبخاصة عامتهم الذين لا علم عندهم بأحوال الرجال ومناقب الرجال ومثالب الرجال؛ بل قد يكون له سمعة حسنة وجيدة ومقبولة عند العامة، ولكن هو ينطوي على عقيدة سيئة أو على خلق سيئ، هؤلاء العامة لا يعرفون شيئاً من ذلك عن هذا الرجل.. حين ذاك لا تأتي هذه البدعة التي سميت اليوم بـ (الموازنة) ذلك لأن المقصود حين ذاك النصيحة وليس هو الترجمة الوافية الكاملة.
ومن درس السُنة والسيرة النبوية لا يشك ببطلان إطلاق هذا المبدأ المحدث اليوم وهو ( الموازنة ) لأننا نجد في عشرات النصوص من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام يَذكر السيئة المتعلقة بالشخص للمناسبة التي تستلزم النصيحة ولا تستلزم تقديم ترجمة كاملة للشخص الذي يراد نصح الناس منه، والأحاديث في ذلك أكثر من أن تستحضر في هذه العُجالة، ولكن لا بأس من أن نذكر مثالاً أو أكثر إن تيسر ذلك، ثم ذكر- الشيخ الألباني - قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): [بئس أخو العشيرة] وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): [أما معاوية فرجل صعلوك، وأما أبو جهم فلا يضع العصا على عاتقه] و أنهما دليلان على عدم وجوب الموازنات .
ثم قال: "ولكن المهم فيما يتعلق بهذا السؤال أن أقول في ختام الجواب: إن هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة الموازنات هم بلا شك يخالفون الكتاب ويخالفون السنة، السنة القولية والسنة العملية، ويخالفون منهج السلف الصالح، من أجل هذا رأينا أن ننتمي في فقهنا وفهمنا لكتاب ربنا ولسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى السلف الصالح، لم ؟ لا خلاف بين مُسلمَيْن فيما اعتقد أنهم أتقى وأورع وأعلم و.. الخ ممن جاؤوا من بعدهم.
الله عز وجل ذكر في القرآن الكريم وهي من أدلة الخصلة الأولى يقصد في الأمثلة التي ذكرها (متظلم ) {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم} فإذا قال المظلوم فلان ظلمني، أفيقال له: اذكر له محاسنه يا أخي ؟ والله هذه الضلالة الحديثة من أعجب ما يطرح في الساحة في هذا الزمان ".

ومنهم فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث قال –رحمه الله- -كما نقله عنه الشيخ ربيع في كتاب (انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية) - جوابا عمن سأله عن بعض المقالات ومنها مقالة : "أنه من العدل والإنصاف عند النصيحة والتحذير أن تذكر حسناتهم إلى جانب سيئاتهم" ؟.
فأجاب -رحمه الله- : أقول لك: لا، لا، لا، هذا غلط، اسمع يا رجل: في مقام الرد ما يحسن أني أذكر محاسن الرجل وأنا رادّ عليه، إذن ضَعُف ردّي.
قال السائل: حتى ولو كان من أهل السنة شيخنا؟
فأجاب –رحمه الله- : من أهل السنة وغير أهل السنة، كيف أردّ وأروح أمدحه، هذا معقول؟!!".

المسألة الثانية : جواز ذكر حسنات المنقود عند الحاجة والمصلحة .
ولا يعني بدعية القول بوجوب ذكر حسنات المنقود , أن ذكر الحسنات محرم , فنفي الوجوب لا يستلزم منه إثبات التحريم , والأدلة على مشروعية ذكر حسنات المنقود كثيرة منها :

قوله تعالى {ويسألونك عن الخمر والميسر , قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس , وإثمهما أكبر من نفعهما} , ففي هذه الآية إشارة إلى محاسن الخمر لبيان أن مفسدتها أرجح من مصلحتها , فلا ينبغي أن يغتر بما فيها من مصالح .

ومنها حديث عائشة أنها قالت : (واستأجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر رجلا من بني الديل : هاديا خريتا وهو على دين كفار قريش فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث) .
ففيه دلالة على أن المشرك (وهو من أعظم ألفاظ الجرح) , يجوز أن تذكر حسناته لبيان ما فيه من أمور يمكن لأهل الإسلام الاستفادة منها.

ومن هذا القبيل مدح شيخ الإسلام لأهل الكلام والنظر بشدة ذكائهم , ليصل إلى نتيجة مفادها أن من هو دونهم في الذكاء سيضل كما ضلوا لو شاركوهم في الإعراض عن الوحي , فقال في درء تعارض العقل والنقل (1\169) : "فإذا كان فحول النظر وأساطين الفلسفة الذين بلغوا في الذكاء والنظر إلى الغاية وهم ليلهم ونهارهم يكدحون في معرفة هذه العقليات ثم لم يصلوا فيها إلى معقول صريح يناقض الكتاب بل إما إلى حيرة وارتياب وإما إلى اختلاف بين الأحزاب فكيف غير هؤلاء ممن لم يبلغ مبلغهم في الذهن والذكاء ومعرفة ما سلكوه من العقليات" .

ومن هذا القبيل أيضا مدح شيخ الإسلام ابن تيمية لأبي عامر الفاسق المنافق لبيان أن أعداء الإسلام فيهم الذكي الدارس الذي يكيد بالدين وأهله فقال في درء تعارض العقل والنقل (7\67) : "وأما المسلمون المظهرون للإسلام فقد كان فيهم منافقون وفي المؤمنين سماعون لهم يتعلقون بأدنى شبهة يوقعون بها الشك والريب في قلوب المؤمنين وكان فيهم من له معرفة وذكاء وفضيلة وقراءة للكتب ومدارسة لأهل الكتاب مثل أبي عامر الفاسق الذي كان يقال له عامر الراهب الذي اتخذ له المنافقون مسجد الضرار" .

وأما من استدل بما تقدم من النصوص الشرعية وغيرها على وجوب ذكر حسنات المنقود فقد أبعد النجعة , وينظر في رد هذا الاستدلال على الوجوب ونقضه كتاب الشيخ ربيع –حفظه الله- (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) ففيه الكفاية والغنية .

ولهذا فقد نص كبار علماء الدعوة السلفية المعاصرة على مشروعية ذكر حسنات المنقود إذا استدعت الحاجة والمصلحة ذلك , ومن هؤلاء :

الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- , حيث قال -كما في الفتوى التي نقلها عنه الشيخ ربيع في مقدمة كتابه (منهج أهل السنة في نقد الطوائف والكتب والجماعات)- : "المعروف في كلام أهل العلم نقد المساوئ للتحذير، وبيان الأخطاء التي أخطأوا فيها للتحذير منها، أما الطيب معروف، مقبول الطيب، لكن المقصود التحذير من أخطائهم، الجهمية... المعتزلة... الرافضة... وما أشبه ذلك ؛ فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق يبين".

وقال –كذلك- في مجموع الفتاوى والمقالات (9\352) : "الواجب على أهل العلم إنكار البدع والمعاصي الظاهرة بالأدلة الشرعية، وبالترغيب والترهيب والأسلوب الحسن، ولا يلزم عند ذلك ذكر حسنات المبتدع، ولكن متى ذكرها الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لمن وقعت البدعة أو المنكر منه تذكيرا له بأعماله الطيبة، وترغيبا له في التوبة، فذلك حسن، ومن أسباب قبول الدعوة والرجوع إلى التوبة" .

وقال الشيخ ربيع –حفظه الله- مبينا طريقة الشيخ ابن باز في تعامله مع جماعة التبليغ كما في شريط (أسباب الانحراف وتوجيهات منهجية) : "ابن باز -رحمه الله- كان تصدر منه بعض الكلمات تشبه تزكية لجماعة التبليغ وإن كان إلى جانبها شي من لفتات الأذكياء إلى ما عندهم من ضلال وجهل ، فيستغل هؤلاء الكلمات التي فيها شيء من الثناء عليهم ، ويخفي أو يخفون ما فيها من طعن خفي في عقيدتهم ومنهجهم ، فيبرزون الثناء ويخفون الجرح" .
وهذا تصريح واضح من الشيخ ربيع –حفظه الله- أن الشيخ ابن باز -رحمه الله- كان يعرف ما عليه جماعة التبليغ من الضلال والانحراف , ومع ذلك كانت تصدر منه عبارات في مدحهم والثناء عليهم في بعض الجوانب , وهذا يوضح منهجية الشيخ ابن باز في التعامل مع المخالف , وهي على الضد مما ينسبه إليه من يزعم أن منهج الشيخ ابن باز كان رافضا لذكر محاسن أهل البدع والأهواء –فتنبه- .

ومنهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حيث أوضح –رحمه الله- كما في سلسلة الهدى والنور (ش\572) : أنه ينبغي أن يراعي في جانب ذكر محاسن المنقود اختلاف المجالس والمصالح , فإن اقتضت مصلحة النقد ذكر الحسنات فعل , وإن لم يقتضها فلا يفعل , كما قال –رحمه الله- جوابا عن السؤال التالي : "السؤال : هل من منهج السلف في الرد على المخالف [اعتماد] أسلوب الموازنة , أي : ذكر حسنات المخالف وذكر سيئاته , أم انه تمحيص موضع المخالفة والرد عليها دون الالتفات إلى ما له من حسنات أخرى ؟.
الجواب : ذكر السيئات لا أظن أنه أمر وارد في الموضوع , ولعلك تريد أن تقول : الأخطاء والمخالفات , وليتك قلت المخالفات بدل السيئات , فتذكر : الأخطاء التي تخالف الكتاب والسنة , أما [القول] بأنه أساء بقوله : كذا وكذا .. ؛ فهذا ليس من أسلوب الدعوة , وهذا يختلف باختلاف المجالس , فإن وجد مجال بان يذكر [الحسنات] حسنا يفعل , ومن الممكن أن يذكر الحسنات فتضيع الفائدة بذكر الحسنات عن الحسنة الكبرى".

ومنهم كذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- كما في لقاءات الباب المفتوح (ش\127) حيث قال : "قلنا: إن الإنسان إذا كان يريد أن يقوِّم الشخص من حيث هو، فالواجب أن يذكر المحاسن والمساوئ؛ لقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} {المائدة:8} ولهذا كان العلماء عندما يتكلمون عن حياة الرجل، يذكرون محاسنه، ومثالبه.
أما إذا كنتَ في معرِض الرد عليه فلا تذكر مَحاسنه؛ لِمَا ذكرنا -فيما سَمعتم في السؤال- أنك إذا ذكرت المَحاسن ضعُف جانب الرد عليه، وربما يُعجب الإنسان بما عنده من المحاسن ويترك الأخطاء جانباً، هذا هو الطريق في ذكر محاسن الناس ومساوئهم.
ولكن إذا تحدثتَ عنه في أي مجلس من المجالس فإن رأيتَ في ذكر محاسنه فائدة فلا بأس أن تذكرها، وإن خفتَ من مضرة فلا تذكرها" .

وقال الشيخ صالح الفوزان مبينا أهمية ذكر حسنات المنقود في حال كونه من أهل السنة , لئلا يفهم من نقده تركه بالكلية , فقال في الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة (ص\52-64) : "إذا كان المنتَقَد من أهل السنة والجماعة، وأخطاؤه في الأمور التي لا تخِلّ بالعقيدة، فنعم، هذا تُذكر ميزاته وحسناته، وتُغمر زلاته في نصرته للسنة .
أما إذا كان المنتَقَد من أهل الضلال، ومن أهل الانحراف، ومن أهل المبادئ الهدّامة أو المشبوهة؛ فهذا لا يجوز لنا أن نذكر حسناته - إن كان له حسنات -؛ لأننا إذا ذكرناها فإن هذا يغرر بالناس؛ فيحسنون الظن بهذا الضال، أو هذا المبتدع، أو هذا الخرافي، أو ذاك الحزبي؛ فيقبلون أفكار هذا الضال، أو هذا المبتدع، أو ذاك المتحزب .
والله - جل وعلا - رَدَّ على الكفرة، والمجرمين، والمنافقين، ولم يذكر شيئًا من حسناتهم ، وكذلك أئمة السلف يردون على الجهمية والمعتزلة وعلى أهل الضلال، ولا يذكرون شيئًا من حسناتهم؛ لأن حسناتهم مرجوحة بالضلال، أو الكفر، أو الإلحاد، أو النفاق؛ فلا يناسب أنك تَرُدَّ على ضال، مبتدع، منحرف، وتذكر حسناته، وتقول : هو رجل طيب، عنده حسنات، وعنده كذا، لكنه غَلِط !! .
نقول لك : ثناؤك عليه أشد من ضلاله، لأن الناس يثقون بثنائك عليه؛ فإذا رَوَّجت لهذا الضال المبتدع ومدحته فقد غرَّرت بالناس، وهذا فتح باب لقبول أفكار المضللين .
وأما إذا كان المردود عليه من أهل السنة والجماعة فإن الرَّدَّ يكون بأدب، وينبَّه على أغلاطه التي تكون في مسائل الفقه ومسائل الاستنباط والاجتهاد؛ فنقول: فلان أخطأ في كذا والصواب كذا بالدليل -غفر الله له-، وهذا اجتهاده، وهكذا، كما كانت الردود بين الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم .
وهذا لا يقدح في مكانته العلمية إذا كان من أهل السنة والجماعة .
وأهل السنة والجماعة ليسوا معصومين، عندهم أخطاء وقد يفوت أحدهم الدليل أو اختلال الاستنباط؛ فلا نسكت على الخطأ وإنما نبينه مع الاعتذار عنه؛ لقول النبي - (صلى الله عليه وسلم) - : (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد) , هذا في مسائل الفقه".

شيخنا على منهج السلف سائر في هذه المسألة :

وشيخنا الحلبي –حفظه الله- لم يخرج عن تقريرات أئمة الدعوة السلفية المتقدمة قيد أنملة فقال في كتابه منهج السلف الصالح (ص\143-144) : "فهذه ثلاث مسائل؛ تتحصل من كلام سماحة أستاذنا الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
1- (جواز) ذكر حسنات المردود عليه -عند الحاجة-.
2- (عدم وجوب) ذكر الحسنات ، والإلزام بذلك [وقد يحرم ذلك في بعض الحالات] .
3- (استحسان) ذكر حسنات المردود عليه -إذا كان ذلك باب ترغيب له للرجوع إلى الحق.
قلت : وثمة نقطة رابعة -من باب آخر-؛ وهي:
4- «الواجب على من أراد أن (يقوم) شخصا -تقويما كاملا- إذا دعت الحاجة -أن يذكر مساوئه ومحاسنه-»" .

وهذا التفصيل منه -حفظه الله- مطابق تماما لما تقدم تقريره من اختيارات الأئمة الثلاثة الكبار , وكيف لا يكون كذلك وهو منهم مأخوذ ومستقى .

بين منهج العلماء السلفيين ومنهج المعاصرين الممتهنين لتصنيف المسلمين والسلفيين :

أما بعض المعاصرين من كبار الممتهنين لتصنيف المسلمين والسلفيين , فقد كفونا مئونة إثبات مفارقة اختيارهم لاختيارات أئمة الدعوة السلفية المعاصرة , فقال قائلهم مبينا لهذه المفارقة وتخطئته للشيخين الألباني وابن عثيمين بالقول : "حتى كلام الألباني والعثيمين هذا غلط للي يقولك في حال التقييم كما يقول الشيخ العثيمين الله يحفظه ، والله لقد نصروا المنهج السلفي وهدموا منهج الموازنات لكن بَقُّولهم ثغرة ينفذون منها ، وهم دخلوا منها فعلا.. وما عندهم أدلة أبدا على أنك تفرق بين حال التقويم وبين حال التحذير ما عندهم دليل ... إذن هذا الكلام ما هو صحيح وإن صدر من شيخين عظيمين من أئمة السنة ...... .
أما الشيخ الألباني فما جاب ولا دليل الله يرحمه ، وأما الشيخ ابن عثمين فنسبوا إليه هذا الدليل وليس فيه أي شيء ، فنحن نشكر الشيخين، والله لقد نصرا المنهج السلفي نصرا عظيما لكن بقيت هذه اجتهاد منهما، لكن نحن على المنهج السلفي كل يؤخذ من قوله ويرد" .
وهذا الشيخ ربيع –حفظه الله- فيما سبق النقل عنه قد أشار إلى أن الشيخ ابن باز كان يثني على جماعة التبليغ ويعرج على أخطائها في نفس المقالة .
فأئمة الدعوة السلفية الثلاثة الكبار المعاصرين يختارون تفصيل القول في مسألة الموازنة في نقد المخالف وهو نفس التفصيل الذي اختاره شيخنا –حفظه الله- .

أما المعاصرون من الممتهنين لتصنيف السلفيين , فيختارون عدم مشروعية ذكر حسنات المخالف ولو في معرض التقويم , ولو اقتضت المصلحة ذلك , ثم هم على قسمين :

القسم الأول : وهم أهل العلم فيهم والذين لهم اجتهادهم الخاص بهم ؛ فيصرحون بمخالفة اختيارهم لاختيار الأئمة الثلاثة الكبار , ويخطئونهم فيما اختاروه من تفصيل سابق , وعذرهم في ذلك أنهم مجتهدون في اختيارهم غير ملزمين بتقليد غيرهم من أهل الاجتهاد .
وقد أخطأ بعض هؤلاء في نسبة القول بعدم مشروعية ذكر الحسنات حال النقد –مطلقا- للشيخين الألباني وابن باز بالزعم : أن الشيخين ابن باز والألباني –رحمهما الله- مختلفان في هذه المسألة ؛ فابن باز لا يرى الموازنات ، والألباني مع أنه صرح بأن منهج الموازنات بدعة ، لكنه يرى أن تذكر الحسنات والسيئات في حال الترجمة ، وأن الصواب مع ابن باز , والأدلة وكتب الجرح تؤيده .
قلت : ومثل هذا الكلام مليء بالمغالطات , وبيان ذلك من أوجه :
الأول : أن الزعم بأن الشيخ ابن باز "لا يرى الموازنات" هكذا بإطلاق لا يصح , فالشيخ –رحمه الله- فيما تقدم من أقوال ثابتة عنه دالة على أنه يرى مشروعية ذكر حسنات المنقود إن كان فيه مصلحة ودعت الحاجة إليه , كما تقدم من قوله : "المعروف في كلام أهل العلم نقد المساويء للتحذير، وبيان الأخطاء التي أخطأوا فيها للتحذير منها، أما الطيب معروف، مقبول الطيب، لكن المقصود التحذير من أخطائهم، الجهمية... المعتزلة... الرافضة... وما أشبه ذلك ؛ فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق يبين".
وقوله –كذلك- : "الواجب على أهل العلم إنكار البدع والمعاصي الظاهرة بالأدلة الشرعية، وبالترغيب والترهيب والأسلوب الحسن، ولا يلزم عند ذلك ذكر حسنات المبتدع، ولكن متى ذكرها الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لمن وقعت البدعة أو المنكر منه تذكيرا له بأعماله الطيبة، وترغيبا له في التوبة، فذلك حسن، ومن أسباب قبول الدعوة والرجوع إلى التوبة" .

ثانيا : إن نسبة القول أن منهج الموازنات بدعة إلى الشيخ الألباني بهذا الإطلاق غير دقيقة بالمرة , فالشيخ الألباني –رحمه الله- حكم على القول بوجوب الموازنة حال النقد بكونه بدعة كما هو بين في صيغة السؤال الموجه إليه , وبين كذلك في أقواله التي تضمنتها أجوبته , لا أن الموازنة في جميع حالاتها وصورها بدعة , بقرينة أن الشيخ –رحمه الله- صرح أن المسألة فيها تفصيل فقال –فيما تقدم النقل عنه- : " النقد إما أن يكون في ترجمة الشخص المنتقد ترجمة تاريخية فهنا لا بد من ذكر ما يحسن وما يقبح بما يتعلق بالمترجم من خيره ومن شره، أما إذا كان المقصود بترجمة الرجل هو تحذير المسلمين وبخاصة عامتهم الذين لا علم عندهم بأحوال الرجال ومناقب الرجال ومثالب الرجال؛ بل قد يكون له سمعة حسنة وجيدة ومقبولة عند العامة، ولكن هو ينطوي على عقيدة سيئة أو على خلق سيئ، هؤلاء العامة لا يعرفون شيئاً من ذلك عن هذا الرجل.. حين ذاك لا تأتي هذه البدعة التي سميت اليوم بـ (الموازنة) ذلك لأن المقصود حين ذاك النصيحة وليس هو الترجمة الوافية الكاملة.

ثالثا : إن القول بعدم ذكر الحسنات والسيئات حال الترجمة والاستدلال على ذلك بكتب الجرح حيدة واضحة ذلك أن المصدر المعول عليه في باب التراجم هو إلى كتب السير والتراجم والتواريخ , لا إلى كتب التجريح , والناظر في كتب السير والتراجم ليقطع أن أهل العلم المصنفون في هذا الباب قد أطبقت كلمتهم من خلال صنيعهم على ذكر الحسنات والسيئات حال الترجمة , فعدم الإحالة إلى كتب التراجم والسير تدليس فاضح .

وأخيرا : ومن خلال الأوجه الثلاثة المتقدمة , مشفوعة بما تقدم تقريره يتبين لنا بطلان المقارنة بين قولي الشيخين , وترجيح قول الشيخ ابن باز على قول الشيخ الألباني , ذلك أن هذه المقارنة قائمة على عدم المعرفة بحقيقة أقوال الشيخين ؛ فبطل تعلق القائل –لما تقدم- "بالشيخين لأنه لا يعرف مذهب الرجلين وإنما يجازف كعادته" .

القسم الثاني : المتعالمون (شيوخ الفجأة والنت) تراهم ينسبون لهؤلاء الأعلام خلاف اختياراتهم السابقة , فيزعمون –لجهلهم بالمسالة وأقوال أهل العلم الكبار- أن الثلاثة الكبار يوافقونهم على قولهم الذي قلدوا فيه شيخهم من عدم مشروعية ذكر حسنة للمنقود من المخالفين , ضاربين عرض الحائط –جهلا أو قصدا- بما تقدم من نقولات وأقوال واضحات صريحات على خلاف هذا الزعم .
بل هم لفرط اغترارهم بتعالمهم لم يتفطنوا لأن شيوخهم الذين يقلدونهم في تصنيفهم للمسلمين والسلفيين قد صرحوا بخطأ الأعلام الكبار في هذه المسألة لعلمهم بمخالفة اختيار الكبار لاجتهاداتهم .

ثم أن هؤلاء المتعالمين يطالبون شيخنا الحلبي –حفظه الله- أن ينزل على أقوال الثلاثة الكبار –رحمهم الله- وأن يعود إلى اختيارهم في هذه المسألة (!!!) , وما درى المساكين هؤلاء ان شيخنا نازل عندها , عامل بها , بل إنما استقى اختياره منهم –رحمهم الله- .

ولعل في هذا القدر كفاية لأصحاب العقول السليمة والقلوب الصحيحة , فهؤلاء يكفيهم بعض ما تقدم .
أما أصحاب العقول السطحية , والقلوب السقيمة المريضة , فلا يكفيهم أضعاف أضعاف ما تقدم , وهؤلاء لا يعنينا شأنهم لا من قريب ولا من بعيد , ولله الأمر من قبل ومن بعد .









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-02, 12:22   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
وانا ادعو بهذا الدعاء البسيط في الفاظه العظيم في مدلولاته ومنافعه تبين لي اننا نستمع الى الاقوال المختلفة فنختار احسنها فنتبعه اذ اننا بداية لا نعلم بحسن القول او سوئه الا بعد قراءته او الاستماع اليه ومنه فاننا اذ نفعل ذلك فقد وازنا بين السيئات و الحسنات هذه واحدة
اما الثانية فاننا جميعا قرانا قصة الصحابي الجليل حاطب بن ابي بلتعة وقد هم عمر بن الخطاب بقطع راسه لولا ان تدخل صاحب الخلق العظيم وقال لا تدري لعل الله قد اطلع على قلوب اهل بدر فقا اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
انا اعتقد ان النبي الاكرم قد عقد موازنة بين حسنات حاطب بن ابي بلتعة وبين سيئاته










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-02, 22:34   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باهي جمال مشاهدة المشاركة
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
وانا ادعو بهذا الدعاء البسيط في الفاظه العظيم في مدلولاته ومنافعه تبين لي اننا نستمع الى الاقوال المختلفة فنختار احسنها فنتبعه اذ اننا بداية لا نعلم بحسن القول او سوئه الا بعد قراءته او الاستماع اليه ومنه فاننا اذ نفعل ذلك فقد وازنا بين السيئات و الحسنات هذه واحدة
اما الثانية فاننا جميعا قرانا قصة الصحابي الجليل حاطب بن ابي بلتعة وقد هم عمر بن الخطاب بقطع راسه لولا ان تدخل صاحب الخلق العظيم وقال لا تدري لعل الله قد اطلع على قلوب اهل بدر فقا اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
انا اعتقد ان النبي الاكرم قد عقد موازنة بين حسنات حاطب بن ابي بلتعة وبين سيئاته
بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-04, 07:12   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومحمد17 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
وفيك بارك الله









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-04, 08:44   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
هاشم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باهي جمال مشاهدة المشاركة
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
وانا ادعو بهذا الدعاء البسيط في الفاظه العظيم في مدلولاته ومنافعه تبين لي اننا نستمع الى الاقوال المختلفة فنختار احسنها فنتبعه اذ اننا بداية لا نعلم بحسن القول او سوئه الا بعد قراءته او الاستماع اليه ومنه فاننا اذ نفعل ذلك فقد وازنا بين السيئات و الحسنات هذه واحدة
اما الثانية فاننا جميعا قرانا قصة الصحابي الجليل حاطب بن ابي بلتعة وقد هم عمر بن الخطاب بقطع راسه لولا ان تدخل صاحب الخلق العظيم وقال لا تدري لعل الله قد اطلع على قلوب اهل بدر فقا اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
انا اعتقد ان النبي الاكرم قد عقد موازنة بين حسنات حاطب بن ابي بلتعة وبين سيئاته
أريد أن أقول لك ههنا كلمة وهي كلمة قالها الشيخ رسلان حفظه الله وهي:

"المنهج السلفي: خذه كله أو اتركه كله"

ربما قد تجد في هذه الكلمة ما يشفي ماتجده تجاه "مخالفيك"
وعليه فابحث رحمك الله عن تعريف المنهج السلفي وابحث عن أصوله وتأمل كلمة الشيخ التي نقلتها لك. ولا تحزن ولا تساورك ريبة في المنهج السلفي فهو منهج يجمع ولا يفرق لا كما شوهه من انتسب إليه فأساء له ونفر الناس منه.
هداني الله وإياك سواء السبيل.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-04, 09:20   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشم الجزائري مشاهدة المشاركة
أريد أن أقول لك ههنا كلمة وهي كلمة قالها الشيخ رسلان حفظه الله وهي:

"المنهج السلفي: خذه كله أو اتركه كله"

ربما قد تجد في هذه الكلمة ما يشفي ماتجده تجاه "مخالفيك"
وعليه فابحث رحمك الله عن تعريف المنهج السلفي وابحث عن أصوله وتأمل كلمة الشيخ التي نقلتها لك. ولا تحزن ولا تساورك ريبة في المنهج السلفي فهو منهج يجمع ولا يفرق لا كما شوهه من انتسب إليه فأساء له ونفر الناس منه.
هداني الله وإياك سواء السبيل.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما نهيتكم عنه فانتهوا وما امرتكم به فاتوا به ما استطعتم او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

كما ترى ان الاسلام العظيم لم نؤمر باخذه كله او تركه كله

اللهم اني اعوذ بك من التطرف في القول او العمل او الاعتقاد









آخر تعديل باهي جمال 2014-03-04 في 09:23.
رد مع اقتباس
قديم 2014-03-04, 16:35   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باهي جمال مشاهدة المشاركة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما نهيتكم عنه فانتهوا وما امرتكم به فاتوا به ما استطعتم او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

كما ترى ان الاسلام العظيم لم نؤمر باخذه كله او تركه كله

اللهم اني اعوذ بك من التطرف في القول او العمل او الاعتقاد
بارك الله فيك
أجدت و أفدت
وهذا أشبه بمنهج الخوارج









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-05, 12:28   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
هاشم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باهي جمال مشاهدة المشاركة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما نهيتكم عنه فانتهوا وما امرتكم به فاتوا به ما استطعتم او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

كما ترى ان الاسلام العظيم لم نؤمر باخذه كله او تركه كله

اللهم اني اعوذ بك من التطرف في القول او العمل او الاعتقاد


انصحك أن تفهم معنى الحديث و كفاك تهما

] اللهم اني اسألك علما نافعا









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-05, 12:32   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
هاشم الجزائري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومحمد17 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
أجدت و أفدت
وهذا أشبه بمنهج الخوارج
ماذا حدث لك !!!

قد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البـدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-05, 13:42   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشم الجزائري مشاهدة المشاركة
انصحك أن تفهم معنى الحديث و كفاك تهما

] اللهم اني اسألك علما نافعا
مالك ياهاشم تتهرب من الرد والاجابة
تذكر فقط ان الحق اولى بالاتباع









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-05, 13:44   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

إشكالية دعويَّة سلفيَّة عويصة بالنِّسبة لبعض المسلمين طرحه عليَّ وصغته لكم:
يقول السَّلفيُّون: لا وسيلة إلى إقامة الدِّين إلاَّ بالدَّعوة إلى التَّوحيد و السُّنَّة، يعني: يجتهدون في دعوة أفراد الأمَّة حتَّى يصيرون سلفيَّة المعتقد و المنهج.
وعندما يصيرون كذلك لابدَّ أنَّ الواحد من هؤلاء الأفراد إمَّا معلم، أو أستاذ يريد أن يحصِّل قوته يقولون له: لا تُدرِّس حتَّى يرفع الاختلاط عن المؤسَّسات العلميَّة و التَّعليميَّة، ولو عرفناك قبل أن تصير مدرِّسا لمنعناك من الدِّراسة فإنَّ لك في التَّجارة مندوحة؟
وإمَّا صاحب شهادة عليا يريد أن يصير ضابطا في الشُّرطة أو الجيش، فيقولون له: لا تنخرط في هذه حتَّى تصير جيوشا سلفيَّة و شرطة سلفيَّة، ولا تكون كذلك حتَّى تخدم الدَّولة التي تحكم بالشَّريعة ؟
وإمَّا قانوني يريد أن يشتغل محاميًّا أو مستشارا قانونيا فيقولون له: لا يجوز أن تشتغل في القانون و الحكم حتَّى يحكم بشرع الله؟
وإمَّا متخصِّص في علوم إداريَّة أو سياسيَّة يريد أن يكون رئيس دائرة أو قُنصلا فيقولون له: لا يجوز لك الاشتغال في هذه المهن حتَّى يحكم بشرع الله، ولو طلب منهم الإذن للاشتغال في السِّياسة الخارجيَّة، أو الاقتصاد الدَّولي لكان نفس الجواب.
يعني: كلُّ ما يتعلَّق بمؤسَّسات الدَّولة لا يجوز الاشتغال فيه حتَّى تحكم الدَّولة بشرع الله، فيلزم حينئذ أن تكون دعوتهم موجهة أوَّلا إلى الحكَّام لتحكيم الشَّريعة لأنَّكم أوقفتم كلَّ شيء عليها؟
ثم يقال لكم:إن لم يشغل هذه المناصب هؤلاء الأفراد الذين حوَّلتموهم إلى السَّلفيَّة فكيف سيكون مجتمعا إسلاميًّا في هذه المجالات يسعى لتطبيق شرع الله ؟
وكيف لا نجد لمسألة شرع الله مكانة في خطابكم الدَّعوي ونجدها في اعتراضكم على الآخرين، يعني: هي تصلح لوسم النَّاس بالحزبيَّة و تكتيفهم عن الاسترزاق ولا تصلح للدَّعوة؟
في الحقيقة يظنُّ هؤلاء السَّلفيُّون أنَّ الدَّعوة وحدها كفيلة بكلِّ شيء من تلقاء نفسها، فكلُّ رجل تربيه على السَّلفيَّة تخزنه في هامش المجتمع، لا يفعل شيئا حتَّى يموت و يخلفه آخر، فإذا فعلنا هذا انبثق فجأة رجلٌ يكون غير محكِّم لشريعة الله وربَّما علماني ، يهديه الله بدون تدخُّل البشر، فيقرِّر في الصباح تحويل الدَّولة إلى دولة إسلاميَّة في كلِّ شيء، وحينها يخرج السَّلفيُّون من كلِّ حدب وصوب ليشغلوا بالطفرة (الانتقال من واحد إلى ثلاثة بدون المرور على اثنين) كلَّ المناصب في أجهزة الدَّولة و مؤسَّساتها، ونعيش سعداء، أمَّا كلُّ العلمانيُّون في أجهزة الدَّولة ومؤسَّساتها، وفي مراكز المجتمع فسيحملون حقائبهم ،و يتحوَّلون إلى فرنسا مثلا ؟
و الحل حسب هذا الفهم أن نقول: العلمانيُّون شيوعيُّون و ليبراليُّون مسلمون حكما وحقيقة ،كبيرهم و صغيرهم، و الدَّولة الإسلاميَّة دولة مدنيَّة ( لا على اصطلاح الإسلاميِّين يحكمها الأكفاء لا الفقهاء ) بل على اصطلاح العلمانيِّين: لا نصيب لأيِّ حكم شرعيٍّ في إدارتها.
وهنا فقط تكون الدَّعوة بهذا المفهوم (الجدُّ والنَّشاط في الكلام، و الكسل و التَّهميش في العمل) هي الوسيلة الوحيدة للإصلاح الأمَّة و إقامة الدِّين.
فهل من متصدِّق يتفضَّل و يشرح للمسلمين ما هو الحلُّ الذي تقترحه السَّلفيَّة للإقامة الدِّين.

من مقالات الشيخ الطيباوي









آخر تعديل باهي جمال 2014-03-05 في 13:45.
رد مع اقتباس
قديم 2014-03-05, 15:14   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أحمدالسني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باهي جمال مشاهدة المشاركة
إشكالية دعويَّة سلفيَّة عويصة بالنِّسبة لبعض المسلمين طرحه عليَّ وصغته لكم:
يقول السَّلفيُّون: لا وسيلة إلى إقامة الدِّين إلاَّ بالدَّعوة إلى التَّوحيد و السُّنَّة، يعني: يجتهدون في دعوة أفراد الأمَّة حتَّى يصيرون سلفيَّة المعتقد و المنهج.
وعندما يصيرون كذلك لابدَّ أنَّ الواحد من هؤلاء الأفراد إمَّا معلم، أو أستاذ يريد أن يحصِّل قوته يقولون له: لا تُدرِّس حتَّى يرفع الاختلاط عن المؤسَّسات العلميَّة و التَّعليميَّة، ولو عرفناك قبل أن تصير مدرِّسا لمنعناك من الدِّراسة فإنَّ لك في التَّجارة مندوحة؟
وإمَّا صاحب شهادة عليا يريد أن يصير ضابطا في الشُّرطة أو الجيش، فيقولون له: لا تنخرط في هذه حتَّى تصير جيوشا سلفيَّة و شرطة سلفيَّة، ولا تكون كذلك حتَّى تخدم الدَّولة التي تحكم بالشَّريعة ؟
وإمَّا قانوني يريد أن يشتغل محاميًّا أو مستشارا قانونيا فيقولون له: لا يجوز أن تشتغل في القانون و الحكم حتَّى يحكم بشرع الله؟
وإمَّا متخصِّص في علوم إداريَّة أو سياسيَّة يريد أن يكون رئيس دائرة أو قُنصلا فيقولون له: لا يجوز لك الاشتغال في هذه المهن حتَّى يحكم بشرع الله، ولو طلب منهم الإذن للاشتغال في السِّياسة الخارجيَّة، أو الاقتصاد الدَّولي لكان نفس الجواب.
يعني: كلُّ ما يتعلَّق بمؤسَّسات الدَّولة لا يجوز الاشتغال فيه حتَّى تحكم الدَّولة بشرع الله، فيلزم حينئذ أن تكون دعوتهم موجهة أوَّلا إلى الحكَّام لتحكيم الشَّريعة لأنَّكم أوقفتم كلَّ شيء عليها؟
ثم يقال لكم:إن لم يشغل هذه المناصب هؤلاء الأفراد الذين حوَّلتموهم إلى السَّلفيَّة فكيف سيكون مجتمعا إسلاميًّا في هذه المجالات يسعى لتطبيق شرع الله ؟
وكيف لا نجد لمسألة شرع الله مكانة في خطابكم الدَّعوي ونجدها في اعتراضكم على الآخرين، يعني: هي تصلح لوسم النَّاس بالحزبيَّة و تكتيفهم عن الاسترزاق ولا تصلح للدَّعوة؟
في الحقيقة يظنُّ هؤلاء السَّلفيُّون أنَّ الدَّعوة وحدها كفيلة بكلِّ شيء من تلقاء نفسها، فكلُّ رجل تربيه على السَّلفيَّة تخزنه في هامش المجتمع، لا يفعل شيئا حتَّى يموت و يخلفه آخر، فإذا فعلنا هذا انبثق فجأة رجلٌ يكون غير محكِّم لشريعة الله وربَّما علماني ، يهديه الله بدون تدخُّل البشر، فيقرِّر في الصباح تحويل الدَّولة إلى دولة إسلاميَّة في كلِّ شيء، وحينها يخرج السَّلفيُّون من كلِّ حدب وصوب ليشغلوا بالطفرة (الانتقال من واحد إلى ثلاثة بدون المرور على اثنين) كلَّ المناصب في أجهزة الدَّولة و مؤسَّساتها، ونعيش سعداء، أمَّا كلُّ العلمانيُّون في أجهزة الدَّولة ومؤسَّساتها، وفي مراكز المجتمع فسيحملون حقائبهم ،و يتحوَّلون إلى فرنسا مثلا ؟
و الحل حسب هذا الفهم أن نقول: العلمانيُّون شيوعيُّون و ليبراليُّون مسلمون حكما وحقيقة ،كبيرهم و صغيرهم، و الدَّولة الإسلاميَّة دولة مدنيَّة ( لا على اصطلاح الإسلاميِّين يحكمها الأكفاء لا الفقهاء ) بل على اصطلاح العلمانيِّين: لا نصيب لأيِّ حكم شرعيٍّ في إدارتها.
وهنا فقط تكون الدَّعوة بهذا المفهوم (الجدُّ والنَّشاط في الكلام، و الكسل و التَّهميش في العمل) هي الوسيلة الوحيدة للإصلاح الأمَّة و إقامة الدِّين.
فهل من متصدِّق يتفضَّل و يشرح للمسلمين ما هو الحلُّ الذي تقترحه السَّلفيَّة للإقامة الدِّين.

من مقالات الشيخ الطيباوي
كلام في الصميم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المُخالفين, الموازنة, الحسنات, النّقد, بيعة, والردّ, والسيئات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc