التّكوين أوّلاً..التّكوين ثانياً..التّكوين ثالثًا

[feteh el rahmene]

سادتي الآيلين للزّوال الكرام..هذه الكناباست تدعوكم للسّراب وتُحطّم أمانيكم
سادتي الآيلين للزّوال الأفاضل..هذه الكناباست تُغشي أبصاركم وتجعل بينكم وبين طموحكم ألف سدٍّ وحصنٍ منيع
هاهو بندها الأوّل منْ محضرها الأخير المشؤوم ومطالبها بالتّرتيب :

أليس من الأرجح أنْ يكون التّرتيب تنازليًّا : ثانوي - متوسّط - ابتدائي
أو تصاعديًّا : ابتدائي - متوسّط - ثانوي..
أليست هذه بعد بسم الله الرّحمن الرحيم :" تلك إذًا قسمةٌ ضيزى " ما تبيّن خبث النّوايا وسوء السّريرة :
الأولويّة للثّانوي وبعدهم يأتي الكادحون
هذه الكناباست تنتهج سياسة : أنا ومن بعدي جهنّم
لاحظوا محضرهم ومطالبهم :
- تسوية وضعية بعض أساتذة الجزائر غرب،وسكيكدة
- تسوية وضعية 30 أستاذًا
- عراقيل العمل النّقابي
- المطلب 9 : تسوية وضعية أساتذة الثّانوي....وما خفيَ كان أعظم
أليست هذه مطالب ضيّقة لا ترقى إلى طموح شريحة الآيلين للزّوال الكبيرة..
لكن ماذا عساني أقول سوى تلاوة عبارات سيّدنا المسيح :
" ربِّ اغفرْ لهم فإنّهم لا يعلمون "
وفي نهاية المطاف وُلدَ لنا طفلاً ولادةً قيصريّةً عسيرةً أبشعَ الوجهِ سمّوهُ على بركة الله " الموسّع "
وهذا بيت اضرابهم المقصود
بعد كل هذا سادتي..أدعوكم لهجر هذه الأم القاسية " الكناباست " والارتماء فورًا بين أحضان الأب الحنون " الاينباف " لينهالَ عليكم الخير واليُمن والبركات
" الاينباف " لا يبيع الوهم مثل " الكناباست " زملائي الفاضل
" الاينباف " لمْ يبشّرْ مثل " الكناباست "أنَّ لديهِ عصا موسى وخاتم سليمان،يضرب بها فينشقُّ بحرَا ويولدُ بين السّحابِ قصرَا أبوابهُ مرصّعةً ادماجًا ورتبًا مستحدثة.
" الاينباف " لمْ يبشّرْ مثل " الكناباست " أنّه سيستعمل مصباحَ سلاّلَ الدّين تتناولون الرّتبَ والتّصنيفات على طبقٍ من ذهب وسُجّادة سحريّة.
" الاينباف " سادتي الكرام لمْ يُلبسكمْ مثل " الكناباست " خوذةً قصديريةً دونكيشوتية مثقوبة وطالبكم بمحاربة طواحين الهواء الهدواسيّة.
تكوّنوا مثل زملائكم ولا تتعالوا عليهم..
تذكّروا زملائي الآيلين للزّوال أنّ للتّكوين فوائد كثيرة متشعّبة ومتنوّعة :
فوائد غذائية :
1- تناول الأطعمة الشهيّة والتزوّد بالبروتينات ومواد الدّسم تقيكم في كِبركم لفح الحرارة وزمهرير الرّياح
2 - تناول ما غاب عنكم في سائر الأيام العادية من مرطّبات وما يشبه صنفها كثيرًا
فوائد نفسيّة :
1 - الرّجوع بالعمر وهميًّا إلى مرحلة الصِّباوتذكّر أيّامًا كدنا ننساها منْ ماضيكم المجيد الحافل بالبطولات المراهقاتيّة
2 - الاحساس بنفحات الشباب ووميض عاداتهم وأنتم تحملون محافظكم باكِرًا تزاحمون في محطّات الحافلات والاصطفاف أمام قاعات التّدريس وساحات العلم
فوائد تقنيّة :
1 - إقامة الحجّة على الوزارة ومَنْ والاها
2 - الترقية فيمنحكم فرصة الحصول على منحة الامتياز ورتبة المكوّن وبعدها التفتيش
فوائد اجتماعية :
1 - التجمّعات التكوينية هي فرصة للالتقاء بزملاء الطفولة وزملاء المهنة والزّميلات
2 - الابتعاد عن روتين القسم والتدريس والمحيط المدرسي
فوائد جهنّميّة :
1 - التدرّب على الغش وأساليبه فلا يلعبْ بكم التلاميذ بعدها أبدًا
2 - التدرّب في مرحلة الشيخوخة وسن اليأس على التّدافع والملالسنات والمشاجرات أمام الكافيتيريا والمطاعم فتصحُّ أبدانكم وتقوى عضلاتكم بعدَ أنْ نخرها لكم التّلاميذ
سادتي..زملائي الآيلين للزّوال.. " الاينباف " يشدُّ على أيديكم برفقٍ ويفتح لكم ذراعيْه
" الكناباست " تجبركم بعدم التّكوين وتجبركم على البقاء رابضين وجاثمين في مناصبكم فهيَّ تلقّنكم درسَا في اللامنطق..كيف يُعقل أنْ ينتقل إليكم التكوين بدل التنقل إليه..كيف يُعقل أنْ تنتقل الأشجار أمّا العصافير تبقى ثابتة في مكانها..سلطة قرار الله إحياء النّاس بعد مماتهم وسلطة قرار " الكناباست " هي إماتة النّاس وهم أحياء يرزقون
سادتي الكرام..
كل الأبواب مفتوحة
لا الصّادق دزيري يتعب ولا " الاينباف " تنتهي
فليكنْ شعارنا :
تَأنْبفوا......تكوَّنوا.....تُدمجوا
أُطلبوا العلم ولو في الصّين
أطلبوا العلم من المهد إلى اللّحد
لا تخجلوا..سارعوا لأخذ حُقنِكم من التّكوين..وطهورٌ إن شاء الله
لا تخجلوا..أنتم طالبو العلم والتّرقية
لا تخجلوا..أنتم متكوّنون..إذن أنتَم موجودون
وعقدنا العزمَ أنْ يحيا " التّكوين "....فاشهدوا