أعرف أن هذا الموضوع لن يعجب طائفة من الذين سمّوا أنفسهم أساتذة، بالرغم من ذلك لا يهمني أمرهم تماما مثلما فعلوا بأولادنا ولم يلقوا بالا لما يقترفونه في حق التلاميذ، وقبل الخوض في تفاصيل الكلام، أستثني منهم الأخيار والكرام، وأقول لمن أخذتهم العزة بالاستمرار في الإضراب أنكم ظلمتم وأخذتم أكثر مما تستحقون، بماذا تطالبون وأنتم أكثر من يتحصل على العطل؟ فإذا أجرينا عملية حسابية واخترلنا العطل الأسبوعية والموسمية، وكذا الشهرية وفي كل مناسبة دينية أو وطنية، لم يتبق لكم إلا أشهر معدودات للعمل، لهذا أقترح على الوزارة المعنية أن تقتطع أجوركم، ولنرى ردود أفعالكم إزاء هذه الطريقة التي يراها كل موظف عمومي أنها شرعية لأنه لا يملك هذه الامتيازات بعدما أصبح نسيا منسيا .أنتم أصحاب الشهادات القديمة وأكثركم فشل في اجتياز البكالوريا، يا من تدّعون الخبرة في مجال التعليم، ألم يحن الأوان أن تنظروا بعين الرحمة لتلاميذ جعلتموهم في ذيل الحضارة؟ تسيب منكم ولا مبالاة وأكثركم لا يراقب الواجبات المنزلية للتلاميذ، ولم تفعلون ولديكم الحيل الشيطانية التي تجعل هذا المسكين يعوّض ضعفه بالدروس الخصوصية، ألا يستحي أحدكم عندما يقف بين يدي الله ويسأله الاستجابة للدعاء، متجاهلا خيانته العظمى وعدم تأدية الأمانة، والله لعار على هذا المعلم الذي كاد يكون رسولا، ولكم أن تحكموا على أنفسكم وأنتم تعلمون بأن جيلكم ـ إلا من رحم ربي ـ يدرس مادة لا تروق له، كأستاذة التاريخ التي أقرت أمام الملإ أنها تكره هذه المادة، مما جعلها تملي الدروس دون شرح ولا مناقشة، والله لمؤسف حال طالب جامعي لا يفرق بين الفعل والفاعل، لا يمكنه صياغة جملة صحيحة، وليس بوسعه أن يحرر فقرة في مجال تخصصه، وخير مثال على ذلك خريجة الجامعة التي أكدت لزملاء العمل أن الذهاب إلى المغرب يفرض علينا المرور عبر تونس وليبيا، ونفسها من قالت «أصابني الإرهاق فتسبب في هبوط حاد للضغط الدموي قُدر بـ صفر درجة»، بل تكلمت عن حالتها بكل جدية وثقة في النفس! أوليس هذا ما استوعبته في حضرتكم؟لماذا تُضربون وزميلة لكم جعلت من إجابات تلاميذ أبرياء مهزلة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأخرى ترد على تلميذ يدرس في السنة الأولى ابتدائي بعد أن لمحت بيده قطعة خبز بعبارة «تاكل الرهج»؟ لماذا تضربون ومنكم من لا يحسن جمع نقاط التلميذ فيقع في خطإ فادح في المعدل قد يتسبب في إعادة السنة لتلميذ نجيب؟ والأكثر من كل هذا تمتنعون عن التدريس، لقد أحسنتم التصرف بهذا الفعل، إنها مهلة لكي يطهر الطالب والتلميذ على حد سواء عقولهم من شوائب علقت بها جراء تلقينكم السيئ، ولهم رب كريم حليم، لا يمكنني المزيد لأن الإسهاب في الكلام قد يأخذ منحى أخطر، وأحسن ما نختم به الكلام «حسبنا الله ونعم الوكيل»، وحتى لا يفوتني الذكر في هذا المقام، أشد انتباه الوزارة المعنية إلى إجراء بعض المسابقات ودورات تدريبية لهؤلاء، لأنهم بمثابة الأرض البور لا تنتظر منها أي عطاء، لكن لا بأس من إجراء هذا النوع من التجارب، فقد يكتسبون الخبرة بالإعادة فيخضعون لنظرية التعلم بواسطة التكرار.