هل من لا يؤمن بالعقيدة قد خرج عن دين الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل من لا يؤمن بالعقيدة قد خرج عن دين الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-02-09, 18:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحجيلية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الحجيلية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي هل من لا يؤمن بالعقيدة قد خرج عن دين الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل كلمة العقيدة وكتبها من الدين في شئ فانها لا توجد في كلام الله عزوجل ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عند الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ولا عند التابعين؟ فمن اين اتت كلمة العقيدة ؟ واذا كانت مجرد مصطلح لا حرج التكلم به فانها اذا غير ملزمة وليست من الدين في شئ فهي كلمة مااتى الله بها من سلطان ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح من الصحابة والتابعين وهل هي من المثناة التي قال عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم «أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فَلاَ يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا.قِيلَ لَهُ: وَمَا الْمَثْنَاةُ؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِ الْقُرْءانِ»
ويقول الالباني رحمه الله هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء وبخاصة منها ما يتعلق ب ( المثناة ) وهي كل ما كتب سوى الله كما فسره الراوي وما يتعلق به من الأحاديث النبوية والآ ثار السلفية فكأن المقصود ب ( المثناة ) الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما هو مشاهد اليوم مع الأسف من جماهير المتمذهبين وفيهم كثير من الدكاترة والمتخرجين من كليات الشريعة فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب ويوجبونه على الناس حتى العلماء منهم

وكان الإمام أحمد رحمه الله - حرصا منه على إخلاص الاتباع للكتاب والسنة - يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ( قاله ابن الجوزي في " مناقب أحمد " خشية إيثار الناس لها على الكتاب والسنة كما فعل المقلدة تماما فإنهم يؤثرون مذهبهم على الكتاب والسنةعند الاختلاف ويجعلونه معيارا عليهما وكان الواجب اتباع الكتاب والسنة كما تقضي بذلك الأدلة المتقدمة منها وكما توجب ذلك عليهم أقوال أئمتهم وأن ينضموا إلى من كان الكتاب والسنة معه من المذاهب الأخرى ولكنهم مع الأسف الشديد ظلوا مختلفين متنازعين ولذلك قال ابن القبم وقد ذكر قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي . . . . " :

ذكر صاحب كتاب تاريخ الصهيونية الكاتب " صبري جريس " لفظة : ( المشناة ) بالشين ، فقال : ( اتبع حكماء اليهودية منذ قبولها بالتوراة كتابها المقدس أسلوب الاجتهادات الدينية الهادفة إلى تفسير التوراة وملائمتها لروح العصر الذي تصدر فيه تلك الاجتهادات وعرفت حصيلة تلك الاجتهادات فيما بعد باسم " التوراة الشفهية " ... ولكنها لم تجمع كتابة خوفا من المس بقدسية التوراة الأصلية إلا في نهاية القرن الثاني للميلاد من قبل الحاخام " يهودا هاناسي - 135- 220 م ، فأطلق عليها اسم ( مشناة ) واعتبرت كتابا ملزما لليهودية بعد التوراة
فصدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا حَذَرُ الصحابة الأركان من قبل، وعن مثل هذا كانوا ينهَوْن!؛ فقد ورد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أراد أن يكتب السنن –وهي أصل المسلمين مع الكتاب، ولسان النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم-، فاستشار أصحابَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرًا، ثم أصبح يومًا وقد عزم الله له، فقال:

"إني كنت أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرت قومًا، كانوا قبلكم، كتبوا كتبًا، فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدًا"
وما روِيَ كذلك عن علي رضي الله عنه، قال:
"أعزم على من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإِنما هكذا الناس، حيث يتبعون أَحاديثَ علمائهم، ويتركون كتاب ربهم"!.
وما ورد كذلك، أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أُتي بصحيفة فيها حديث –من غير حديث رسول الله- ، فدعا بماء فمحاها، ثم غسلها، ثم أمر بها فأحرقت، ثم قال:
"أُذَكِّرُ بالله رجلاً يعلمها عند أَحدٍ إلا أعلمني به، والله لو أَعلم أَنها بِدِير هند لابتلغتُ إليها، بهذا هلك أهل الكتابِ قبلكم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون".

وعن ابن سيرين –من خيار التابعين- كذلك، قال: "إِنما ضلت بنو إِسرائيل بكتب ورثوها عن آبائهم".

ثم نحن اليوم، كالذين نُهينا عنهم، نتبع سَننهم شبرًا بشبر، مُغْمِضين مُصِمِّين؛ فورثنا كتب المثناة، حتى تضايقت أوقاتنا بالقرءان، وانصرفت هممنا إلى غيره من كتب العلماء والمصنِّفين و"المفكرين"، ولا حول ولا قوة إلا بالله
والقرءان والنبيّ، برهانٌ بذاته، وعلى كلِّ ما سواه البيّنة والبرهان!؛ ومن لزمه البرهان، -كحال العلماء جميعًا- فليس بحجّة على الله، ولا على رسوله، ولا على المؤمنين!؛ إلا أن تكون جماعة أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلّم- فقد أوجب القرءان والنبيّ اتباع جماعتهم
فاين حجة الذين يقولون بالعقيدة انها من الدين وان كتب العقيدة هي الدين نفسه لا ورب الخلق جميعا انهم يفترون على الله الكذب { وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُول الْإِنْس وَالْجِنّ عَلَى اللَّه كَذِبًا }
والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، منكر عظيم ، وإثم كبير ، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري ، ورواه مسلم في مقدمة صحيحه دون قوله " إن كذبا علي ليس ككذب على أحد " .

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار " رواه البخاري

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " من حدث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبِِينَ" رواه مسلم .
فمن يقول ان العقيدة من الدين فهو قد كذب على الله ورسوله ولا يقول العلماء قالوا فهل قالوا ان العقيدة من الدين
فهو مجرد مصطلح صار على السنتهم وهم ليسوا حجة ولو قال بذلك مليون من العلماء المتاخرين والمتقدمين منهم فقد كذبوا .
فما لم يكن في حياة رسول الله، عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ولم يُحكَ، ولم يُروَ من سُنَّته؛ فليس من ديننا في شئ إنما الدين الوحي؛ النبوة والكتاب
وكما أن هذا المصطلح لم يرد في القرآن ولا السنة؛ فكذلك لم يتحدث عنه الصحابة الكرام، ولا التابعون العظام، ولا الأئمة الأعلام رضوان الله عليهم أجمعين، وليس في ذلك أثر ولا خبر، مما يصح أو لا يصح. كل ما في الأمر أنه كان يشار في كتب التراجم والسير إلى أن فلانا كان حسن المعتقد، أو صحيح المعتقد، أو ما شابه ذلك. وهذا يعني أن مصطلح العقيدة مصطلح جديد حادث
فالحرمة عندنا لشخص العالم، وشخص المؤمن، ولا حرمة لتقوّله، ما لم يكن ببرهان، من النبوة والكتاب، ولا ثالث عند من نصح لله؛ -إلا ما كان من إجماع الصحابة المرتضَيْن، على ما سلف لهم من العدالة والرضوان!.
وقد ورد أن عليًا -رضي الله عنه-، كان يستحلف "أصحاب رسول الله"، فيما يحدّثونه عنه ليتثبت في دينه، أثم نتبع كل قائل بغير برهان؟.
فعلى الجميع البينة، وإن كانوا طباق ما بين السماء والأرض، ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ﴾.

وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صح عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال في الحديث الصحيح في خطبة الجمعة: (خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعةٍ ضلالة). خرجه مسلم في الصحيح. زاد النسائي بإسنادٍ حسن: (وكل ضلالةٍ في النار). وقال أيضاً - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح: (إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة). وقال أيضاً - عليه الصلاة والسلام -: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). يعني فهو مردود. متفق على صحته. وقال - عليه الصلاة والسلام -: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). خرجه مسلم في الصحيح. فالواجب على علماء الإسلام أن يوضحوا البدع للناس ، وأن ينكروها ، وأن يرشدوا الناس إلى تركها ، وهي الإحداث في الدين، وهي أن يشرع الإنسان شيئاً ما شرعه الله، هذا هو البدعة، إحداث شيء ما شرعه الله .فلا تقل ان العقيدة انها دين رحمك الله
فالامر على هذا النحو اخي فماذا ستقول لرسول الله اذا سألك من اين اتيت بها انا لم اقلها فبماذا ستجيبه اخي اتقول قال
بها العلماء فهل العلماء معصومون عن الخطأ اهذه حجتك فاعلم ان اصل الدين الاتباع اتباع النبي وليس غيره فهو الحجة والمعصوم فكما تقول ان الاحتفال بمولد النبوي بدعة وظلالة لان الله مااتى بها ولا نبيه ولا الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين فكلمة العقيدة كذلك
والله عزوجل لا ينسى ولا تاخذه سنة ولا نوم وهو تبارك اسمه قد اكمل دينه قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾

فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً

و السلام على من اتبع الهدى









 


قديم 2014-02-09, 22:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ibra34
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لكي تحكم على مصطلح العقيدة لا بد أن تتبع تطوره التاريخ ففي صدر الاسلام كانت المعارف متحدة مذكورة في القرآن والحديث النبوي وآثار الصحابة والتابعين فكان مصطلح الفقه يشمل كل علوم الدين ومنه قوله تعالى:"فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين" وقوله صلى الله عليه وسلم" من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"
ومع ذلك ورد مصطلح العقيد كفعل في السنة في حديث:"لا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال, إلا دخل الجنة" الدارمي
ثم بدأ التصنيف والكتابة فبدأت المعارف بالاتصال ففرق العلماء بين الفقه الأكبر (العقيدة) والفقه الأصغر (الفروع الفقهية) وهو تقسيم الإمام أبي حتيفة .و كان السلف يطلقون على أصول الدين : الإيمان ، والإسلام، السنة...
ثم بعد ذلك ظهر مصطلح العقيدة للدلالة على كل ما يتعلق باعتقاد المسلم بقلبه والفقه خاص بعمل الجوارح.
ومع دخول علم الكلام والمذاهب الفلسفية ظهرت مصطلحات جديدة أدق استعملها العلماء للرد على الشبهات.
أما المثنات فقد اختلف في معناها كما ذكرت، وقد تشمل التفاصيل الواردة في كتب المتكلمين وقد تشمل ما
يحدث فيعصرنا هذا من كثرة الجرائد والكتب والمواقع والمنتديات ...










قديم 2014-02-10, 00:21   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مِن المؤلَّفات التي ألَّفها العلماء تحت اسم العقيدة: "اعتقاد أئمة الحديث"؛ لأبي بكر الإسماعيلي، و"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"؛ لأبي القاسم اللالكائي، و"عقيدة السلف أصحاب الحديث"؛ لأبي عثمان الصابوني.

مصطلح العقيدة ومحله من نصوص القرآن والسنَّة:

وإن قيل: لا يجوز شرعًا استعمال مصطلح عقيدة؛ لأنه لم يرد في كتاب الله - عز وجل - ولا في سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجوابه: أن لا مشاحَّة في الاصطلاح.

وليست العِبرة بالتقسيم؛ إنما العِبرة بالمعنى، والمسميات والتقسيمات اجتهادية، فإذا كان هذا الاصطلاح استُخدِمَ في معنى صحيح، ولم يتضمَّن معنى فاسدًا، ولم يُخالف الشرع، ولم يختصَّ به أهل البدع، فلا بأس به، وإذا كان هذا الاصطلاح استُخدِمَ في معنى غير صحيح، أو تضمَّن معنًى فاسدًا، أو اختص به أهل البدع، أو خالف الشرع، فلا يجوز.

وقد استعمل العلماء مصطلح العقيدة دون نكير، كما أنهم لم يُنكروا مصطلح الفاعل والمفعول به، والمبتدأ والخبر، والحال والمفعول المطلَق، ونحو ذلك في النحو.

والحديث الصحيح والضعيف والحسن، والمنقطِع والمرسَل والمُعلَّل، ونحو ذلك في مصطلح الحديث.

والعام والخاص، والمُطلَق والمقيَّد، والظاهر والنص، والمُحكَم والمُتشابه، ونحو ذلك في أصول الفقه؛ لأن المعاني التي تضمَّنتها هذه التسميات وهذه الاصطلاحات معانٍ صحيحة.

أما المصطلحات التي تكون معانيها باطلة؛ كاصطلاحات الأشاعرة: العرَض، والجِسم، والجوهر الفرد، ونحو ذلك، فهي لا تَجوز؛ ليس لكون الأشاعرة استخدموا مصطلحات جديدة، بل لأن هذه المصطلحات تتضمَّن معانيَ باطِلة.

وكلمة (العقيدة) مأخوذة مِن عقد الحبل إذا وثَّقتَه، والعَقد المقصود به التوثيق الذي يدلُّ على معنى اليقين، فما يعتقده الإنسان ويوقن به، يُمكن تسميتُه عقيدةً، ولا يتضمَّن هذا معنى فاسدًا، والغرض مِن الاسم تمييز المُسمى عن غيره ومعرفتُه به.

والعقيدة مصطلَح ذكَره العلماء المتأخِّرون لجملة المسائل التي تتعلَّق بعقيدة الإنسان، وهذه المسائل تُسمى في القرآن والسنَّة "الإيمان"، فاللفظ الحقيقيُّ الذي أكثرت النصوص مِن إيراده هو لفظ الإيمان، ولذلك سمى بعض السلف بعض ما كتبوه بالإيمان اسم العقيدة، وإن كان الوارد في القرآن والسنَّة هو الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]، وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سأله سيدنا جبريل عن الإيمان: ((أن تؤمِن بالله وملائكته وكتُبه ورسله واليوم الآخِر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه))[8].

ومِن أسماء العقيدة الصحيحة "السنَّة"، وتُطلَق السنَّة بمعنى شرعيٍّ عام يشمل ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه الراشدون مِن الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنَّة الكاملة، ولهذا كان السلف قديمًا لا يُطلِقون السنة إلا على ما يَشمل ذلك كله[9].

وليس المقصود بالسنَّة هنا الاصطلاح الفقهي، أو الاصطلاح الأصولي المتعلِّق بالأحكام التكليفة، وهي أن السنَّة ما يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها، هذا اصطلاح خاص عند الفقهاء، لكن السنَّة كمُصطلح شرعيٍّ ورَد في النصوص النبوية يُراد به العقيدة الصحيحة التي خلافها البدع[10].

وقد أطلق العلماء على العقيدة الصحيحة اسم "السنَّة"؛ لتمييزها عن عقائد ومقولات الفِرَق الضالة؛ لأن العقيدة الصحيحة مُستمَدة مِن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي هي مُبيِّنة للقرآن[11].

وقد ساد إطلاق مصطلح السنَّة على العقيدة في القرن الثالث الهِجري في عصر الإمام أحمد بن حنبل، حين ظهرت الفِرَق وراجَت عقائد المعتزلة والرافضة والصوفيَّة وأهل الكلام، فأخذ أئمة الإسلام - حينذاك - يُطلِقون على أصول الدِّين ومسائل العقيدة: "السنَّة"؛ تمييزًا لها عن مَقولات الفِرَق[12].

وقد اعتبر العلماء معنى السنَّة: اتباع العقيدة الصحيحة، وأطلقوا على عقيدة السلف الصالح اسم: "السنة"؛ بسبب اتباعهم لطريقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - في ذلك[13].

ومِن المؤلَّفات التي ألَّفها العلماء تحت اسم السنَّة: كتاب "السنة"؛ للإمام أحمد بن حنبل، وكتاب "السنة"؛ لابن أبي عاصم، وكتاب "السنة"؛ للأثرم، وكتاب "السنة"؛ لأبي بكر المروَزي، وكتاب "السنة"؛ لأبي بكر الخلال، وكتاب "السنة"؛ لمحمد بن نصر المروَزي.











قديم 2014-02-10, 00:24   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


ومِن أسماء العقيدة الصحيحة: أصول الدِّين، وقد أُطلِق على العقيدة الصحيحة اسم أصول الدِّين؛ لأن أصول الدِّين هي ما يقوم الدِّين عليها، وتُعتبَر أصلاً له، والدِّين الإسلامي يقوم على عقيدة التوحيد؛ فسائر أمور الدِّين كلها تُبنى على العقيدة.

ومِن المؤلَّفات التي ألَّفها العلماء تحت اسم (أصول الدِّين): "الإبانة عن أصول الديانة"؛ للإمام أبي الحسن الأشعري، و"الشرح والإبانة عن أصول السنَّة والديانة"؛ لابن بطة العكبري.

ويَنبغي ألا يَرِد على بالك أن الأصول هي التي تؤخذ ويُعمَل بها فحسب، ويُمكن الاستغناء عن الفروع، فهذا الفهم خطأ؛ لأن الدين كلٌّ لا يتجزأ، وقد عاب الله على أهل الكتاب أنهم يؤمنون ببعض الكتاب، ويَكفرون ببعضه الآخَر[14].

وأصول الدِّين يُقصَد بها العقيدة والقطعيات والمسائل الكُبرى التي تَحكم قواعد الشرع، والذين كرهوا هذا الاسم أو هذا الوصف مِن السلف، كرهوه لأنه يُقسِّم الدِّين إلى أصول وفروع، فمِن هنا قد يفهم العامة أن الفروع أقل منزلة مِن الأصول في الاعتقاد والعمل، وأنه ربما يسع الإنسانَ إذا عرف الأصول واعتقَدها الإخلالُ بالفروع أو ببعضها، وهذا فهم خاطئ؛ فلذلك يرى بعض السلف أن الدِّين واحد، أصوله وفروعه سواء، ولا يَجوز أن يقسم إلى أصول وفروع[15].

وقد يُراد بأصول الدِّين المسائل التي بُنيت على الأصول العقلية عندهم، فيُسمون المسائل العقلية أو العقليات: أصول الدِّين، ويُسمون الظنيات التي هي النصوص كما يَعتبرونها: فروع الدِّين، وهذا تقسيم فاسد وباطل[16].

ومِن أسماء العقيدة الصحيحة: "الفقه الأكبر"، وقد أُطلق على العقيدة الصحيحة اسم "الفقه الأكبر"؛ لأن العقيدة هي أصل الدِّين، والفقه العمَلي الذي يُسمى "الفقه الأصغر" فروعه[17]، ولأن شرف العِلم وعظمته بحسب المعلوم، ولا معلوم أكبر مِن ذات الله - تعالى - وصفاته، وهو ما يبحث فيه هذا العِلم؛ لذلك سُمي الفقه الأكبر.

ويوجد كتاب نُسِب لأبي حنيفة يُطلَق عليه "الفقه الأكبر"[18]، وكذلك يُنسَب للإمام الشافعي كتاب باسم "الفقه الأكبر"[19].

وقد يظنُّ البعض أن تسميَة العقيدة بالفقه الأكبَر، يعني إهمال الفقه الآخَر - مسائل الأحكام، والحلال والحرام - لأنه أصغر مقارَنةً بالأكبر، وهذا الفهم غير صحيح؛ لأن تسمية العقيدة بالفقه الأكبر يَعني الاهتمام بها، والبدء بتصحيحِها قبل القيام بأداء الأعمال، ولا يَعني - بحالٍ - إهمال أداء الأعمال، ومعرفة أدلتها التفصيليَّة؛ لأن دين الإسلام كل لا يتجزأ، ولا يُمكن الاستغناء عن بعضه والاكتفاء بالبعض الآخر[20].

ومِن أسماء العقيدة الصحيحة: التوحيد، وقد أُطلِق على العقيدة الصحيحة اسم التوحيد؛ مِن باب تسمية الشيء بأشرف أجزائه؛ لأن توحيد الله - عز وجل - هو أشرف مباحِث عِلم العقيدة.

أما المباحث الأُخرى؛ مِن إيمانٍ بالملائكة، والكتُب، والرسُل، واليوم الآخِر، والقضاء والقدر، ومباحث الإمامة، والصحابة، وغيرها، فهي تعتمد عليه، وتستند إليه؛ إذ هو أساسها وجوهرها، فهي تدخل فيه بالاستِلزام[21].

ومِن المؤلَّفات التي ألَّفها العلماء تحت اسم التوحيد: "كتاب التوحيد"؛ لابن خزيمة، و"كتاب التوحيد"؛ لابن منده، و"كتاب التوحيد"؛ لابن رجب، و"كتاب التوحيد"؛ لابن سريج البغدادي.

ومن أسماء العقيدة الصحيحة: الإيمان، وكلمة الإيمان ومُشتقاتها مِن أكثر الكلمات استعمالاً في القرآن الكريم والسنَّة النبوية[22]، وقد أُطلق على العقيدة الصحيحة اسم الإيمان، وهو التصديق الجازم بالعقائد الواردة في القرآن والسنَّة والعملُ بمُقتضاها.

ومِن المؤلَّفات التي ألَّفها العلماء تحت اسم الإيمان: "كتاب الإيمان"؛ لابن أبي شيبة، و"كتاب الإيمان"؛ لابن منده، و"كتاب الإيمان"؛ لأبي عُبَيد القاسم بن سلام، و"كتاب الإيمان" مِن "صحيح البخاري"، و"كتاب الإيمان"؛ لابن تيمية.

ومِن أسماء العقيدة الصحيحة: الشريعَة، والشريعة بالمعنى العام هي ما شرَع الله - تعالى - لعباده مِن الأحكام على لسان نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - سواء كانت مُتعلِّقةً بكيفيَّة عمل، وتُسمَّى فرعية وعمليةً، ودُوِّن لها علم الفقه، أو بكيفية الاعتقاد، وتُسمَّى أصلية واعتقادية، ودُوِّن لها عِلم العقيدة، أو بكيفية السلوك والتحلي بمَحاسن الأخلاق، ودُوِّن لها عِلم الأخلاق.

وتُطلَق الشريعة على العقائد التي يَعتقدها أهل السنَّة مِن الإيمان؛ مثل: اعتقادهم أن الإيمان قول وعمل، وأن الله موصوف بما وصَف به نفسَه ووصَفه به رسوله، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله خالق كل شيء، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه على كل شيء قدير، وأنهم لا يُكفِّرون أهل القبلة بمجرَّد الذنوب، ويؤمنون بالشفاعة لأهل الكبائر، ونحو ذلك مِن عقود أهل السنَّة، فسمَّوا أصول اعتقادهم: "شريعة"[23].

وإطلاق الشريعة على العقيدة إطلاق نادِر، لكن رضيَه أهل العِلم، وإن كانت الشريعة في الاصطلاح الدقيق السائد المشهور تَعني الأحكام، والعقيدة تَعني أصول الدِّين، ومع ذلك قد يَرد في بعض معاني العقيدة إطلاق الشريعة؛ لأن العقائد والأحكام مِن شرع الله[24].

ومِن المؤلَّفات التي ألفها العلماء تحت اسم الشريعة: كتاب "الشريعة"؛ للإمام محمد بن الحسين الآجُري، وكتاب "الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة"؛ لابن بطة.











قديم 2014-02-10, 01:13   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فقد طرح هذا السؤال على الشيخ العلامة أبي معن محمد بن عمر بن سالم بازمول حفظه الله .
السؤال : قال في تعريف العقيدة هي العلم بالأحكام الشرعية العقدية المكتسب من الأدلة اليقينيةورد الشبهات وقوادح الأدلةالخلافية ، هل يصح هذا التعريف شيخنا ؟
ضغط هنا


https://app.box.com/s/s0mqi8qfrl8cy503skt5










قديم 2014-02-10, 10:23   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ibra34
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

كذلم مصطلح الصفات أنكره بن حزم الظاهري
لكن المتأمل في القرآن يجد بأنه ورد بصيغة الفعل "تَعَالَى عَمَّا يَ
صِفُونَ"










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, بالعقيدة, يؤمن, رسول, عليه, وسلم, وصوت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc