الحقيقة المغيبة .
منذ سنوات عديدة لم تذكر " السعودية " كداعم للإرهاب ، رغم أن الفكر التكفيري نبت في
تربة هذا البلد ، احتضنته أمريكا أيام الحرب على السوفييت في أفغانستان ، جاءت أحداث سبتمبر ، فظهرت هناك إشارات للدور السعودي لكنها كانت إشارات محتشمة غطى عليها طغيان المال النفطي العفن ، وارتباط أكثر من شخصية أمريكية بشركات نفطية عاملة في السعودية ، بمعنى أنه اشتري سكوت المنادين بمعاقبة " السعودية " ، ألم يكن 90 بالمئة من الانتحاريين في برج التجارة العالمي والبنتاغون " سعوديين " ، بل ظلت أسرة الملياردير بن لادن ، تحوز على مكانة كبيرة اقتصاديا . أما محليا فقد تم تسويق فكرة العداء للملكة على أن سببه أنها تطبق الشرع والدين وقد نجحت " السعودية " في ذلك وبخاصة للمغفلين الذي تعمى أبصارهم كلما طبع أي أمر سياسي أو اقتصادي فساد ونحوه إذا ما تم استعمال المخدر الديني .
بعد سنوات تم غزو العراق وظلت " السعودية " تعبث بأمن العراق وبمعرفة الأمريكان أنفسهم كما أكدت تقارير دولية عن ذلك . ولم يكن " السعودية " تحرير العراق وهي التي تآمرت عليه و عملت طوال اثنتا عشر سنة على حصاره ، و إشغاله بالحرب على إيران بل السبب الحقيقي منع أي نهوض وتقدم للعراق إن سياسيا أو عسكريا ، فهي لا ترضى أن تعيش بقرب نظام قد ينجح ديمقراطيا ، كما أن تجربتهم مع صدام حسين جعلهم يتوجسون من العراق فعملوا على إضعافه وهذا ما حدث ولكن لردح من الزمن ، فظهور المالكي وما يحمله من كريزما يخيف " السعودية " لذلك هم يتربصون به الدوائر .
ورغم حجم انخراط المملكة في أحداث العراق ، والقتل من أجل الهوية بهدف إشعال حرب طائفية أفشلها الشعب العراقي الذي يرى أن ما وصل اليه العراق من دمار يعود لهذه المملكة . وظلت اتهام " السعودية " محتشما بما يحدث في العراق . لما اندلعت أحداث الفوضى الخلاقة في الوطن العربي ، ووصلت سوريا تخفت هذه المملكة وراء قطر ، لكن انكفاء قطر واندحر كشف مدى تورط المملكة في تلك الأحداث في تلك الفترة اتسمت سياسة سوريا بنوع من الهدوء و الحكمة في نظرها لتدخلها في الشأن أملة في أن ترجع المملكة مواقفها اللا عروبية التي طالما تغنت بها ، لقد وصل الأمر بوزير المملكة أنه في لحظة جنون أراد أن يحدد مصير الحكم في سوريا بالدعوة لرحيل رئيسها المنتخب الشرعي الذي يحوز على دعم غالبية الشعب السوري كما تقول دوائر سياسية عليا غربية ورغم ذلك ظلت سوريا على حكمتها وما تقتضيه الإخوة العربية والإسلامية . لكن للصبر حدود ، أكبر خطأ ارتكبته المملكة تورطها في الهجوم الكيمياوي الذي غير من نبرة السوريين وتأكد لهم أن المسالة أصبحت مصيرية ، مصير الدولة السورية حينها ... قررت سوريا أن تشير بإصبعها لمن يمول ويجند و يحرض على قتل سوريا ، مدة عقود اتسمت سياسة الدول اتجاه المملكة بالحكمة ولكن اليوم بدأ يطفو اسم المملكة إقليميا كداعم للإرهاب و ما يؤكد الأمر اتهام طرف من اللبنانيين للملكة في تورطها في ما يحدث في ذلك ، الأمر الذي دعا بها إلى شراء ذمم الناس في لبنان فرقعة الثلاث ملايير ونصف ، واعتقدت أن العالم مازال ثابتا في سنوات الثمانينات والتسعينات وأن المال يشتري كل شيء ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن " جيش لبنان ليس للبيع " ، تم مباشرة بعد ذلك القبض على الإرهابي السعودي ماجد الماجد متزعم تنظيم عبد عزام الإرهابي ، صفعة كبيرة للملكة ستبقى مدة عقود لتفطن منها ، إنهم اليوم يشرون لها بالإصبع الملآن السعودية تدعم الإرهاب المتأسلم العابر للقارات .
أما دوليا فتقول أوساط أن الأحدث الإرهابية في روسيا وأكثر من بلد أن المملكة متورطة فيه . إن " السعودية " تحوز كراهية المسلمين والعرب لها ، لو كانت مخاوف " السعودية " من أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية لكان الأمر مقبولا ، ولكن أن تكون مخاوف هذه المملكة من جمال عبد الناصر ، ومن سلاح صدام حسين ، ومن سلاح حزب الله ، ومن سلاح المقاومة الإسلامية في فلسطين فهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام ؟ اللهم إلا إذا كانت تعتقد أن الصليبيين والصهاينة في مفهوم الوهابية إخوة وجب ودهم وحبهم حتى وإن اغتصبوا أراضينا ونهبوا خيراتنا .
الزمزوم .
2014/01/02